أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - جنيفا2 التسوية الكبرى بدلاً من المبادرة الكبرى؟















المزيد.....

جنيفا2 التسوية الكبرى بدلاً من المبادرة الكبرى؟


سيهانوك ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ملخص
اذا اعتبرنا أن السلطة هي مصدر البؤس القديم- الجديد للسوريين، و أن زُمَر الاستبداد السلطوية المتناقضة فيما بينها هي نفسها التي أصرّت على تدويل الأزمة السورية، لمنع أي تغيير، و منع أي تحول ديمقراطي في سوريا.
إن اللوحة السورية الآنية و التدافع في الرؤى لوقف مشاهد العنف و النخر العميق في بنية المجتمع السوري و الدولة السورية من قبل القوى العالمية و الدول الإقليمية، هذه اللوحة ( المُعدلة) و الطارئة و التي تم استبدال و قطع بين الأولويات التهدئة مقابل التغيير، وقف العنف مقابل التحول الديمقراطي، و التسوية مقابل الحل الجذري، و حسب الاعتقاد فإن دقائق و تراكيب اللوحة المستجدة تفرض توجهات شديدة الخصوصية في مقاييس الحل السوري - بكل مكوناته و لكل مناطقه- على كافة مناحيه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، و لعل التعثر الحاصل للحل و اصرار الحل في الوقت ذاته من طرف الرغبة الدولية و أخيراً ( جداً) الاتفاق المبدأي لإيجاد مخارج الحل و زج السعودي و كل ملحقاته على الأرض السورية و الإيراني و كل سوابقه على المشهد السوري يعتبر المرحلة الثانية من تدوير التدويل في الحل السوري، إذْ لا يمكن وصف الزجه بأنه زجٌ اعتباطيٌ- لا أدري و في معايير محددة، و هذا ربما سبب منطقي لكافة التقلبات في الرؤى و كافة التدرجات و البدائل منذ اللحظة الأولى من أجل الحل و حتى يومنا المشهود هذا، ما هو الحل سوريا- كردياً؟
إن الإجابة عن هذا السؤال يفوق صعوبة امكانية عد كل الطيور المهاجرة من الشمال إلى الجنوب و من الجنوب إلى الشمال ( بحسب الراحل شيركوه بيكس)، و يفوق أيضا امكانية توقع الزمن الذي سيفضي إلى الانتهاء الحقيقي من تبعيات العنف السوري، لكن على العموم و بمجاراة إحداثيات الحل المفروض، و إعدادات ما يتم تحضيره في المطابخ العالمية و مطبخ جنيف هو النهائي، نتوصل من خلالها كلها إلى احتماليات الأجوبة المتوائمة مع الوضع و الطبخ و النفخ، و هي وفق اعتقادي مستوجبات الحل دون الحل نفسه؛ و هي:
-المفاوض الكاريزمي الرشيد: طالما قد قَبِلَ الجميع بجنيفا2 و بمفاوضات جنيفا2
- الورقة الواحدة و المتحددة بقوسين مضمومين، تضمن هذه الورقة " الحقوق" و من خلالها تتحدد أقصى حالات التفاوض والتحرك ضمنهما( لا مزاودة و لا نقصان، و كل الشقلبات ضمن حضرة القوس المضموم)
- أية حركة تقفز فوق ثوابت الحرية و التغيير و لا تأخذ منحى التدرج في الحل، تعتبر إما غبية و إما خاطئة و إما مفتعلة و كل هذه الحالات غير مسئولة، وربما تؤدي من جنيفا2 كاستحقاق تاريخي إلى خطأ تاريخي.


الثورة و السلطة
في العشر الأول من آذار عام 2011 خرج عشرات المتظاهرين في قلب دمشق القديمة ( حي الحريقة) و هو حي تجاري و مَعْلَمٌ من معالم دمشق التاريخية، و كان المتظاهرون الذين دامت هتافاتهم حوالي النصف ساعة و بفحوى: "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" تأسيسا رمزيا للحراك الرفضي و الذي تحول - وقتها- إلى ثوري في مدينة درعا، وحينها سرعان ما انتقلت و بسرعة فائقة لتعم أغلب المدن و الأنحاء السورية من ديريك و قامشلو و حتى قسطل جندو في عفرين و وصولا إلى درعا و السويداء. و استمر الحال هكذا حتى عدة أشهر تباينت من بعدها المواقف من الحراك الرفضي الثوري و الاتجاه قدماً إلى أزمة بدلا من ثورة، و أعتقد هنا أن الطعم الأول الذي ابتلعه الشعب الثائر هو مصيدة النت و قبول دخول المواقع الاجتماعية إلى سورية في شباط 2011 و كان ذلك بمثابة الاستعداد لمواجهة الحراك و احتوائه و تفريغه من مضمونه لاحقا و بالصورة العنفية الآن، مع العلم أنه تم تأسيس ﻣ-;-ﻮ-;-ﻗ-;-ﻊ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﻔ-;-ﻴ-;-ﺴ-;-ﺒ-;-ﻮ-;-ﻙ-;- من قبل ﺍ-;-ﻷ-;-ﻣ-;-ﺮ-;-ﻳ-;-ﻜ-;-ﻲ-;- (ﻣ-;-ﺎ-;-ﺭ-;-ﻙ-;- ﺯ-;-ﻭ-;-ﻛ-;-ﺮ-;-ﺑ-;-ﻴ-;-ﺮ-;-ﺝ-;-) ﻓ-;-ﻲ-;- ﻋ-;-ﺎ-;-ﻡ-;- 2004 ﻋ-;-ﻨ-;-ﺪ-;-ﻣ-;-ﺎ-;- ﻛ-;-ﺎ-;-ﻥ-;- ﻃ-;-ﺎ-;-ﻟ-;-ﺒ-;-ﺎ-;- ﻓ-;-ﻲ-;- ﺟ-;-ﺎ-;-ﻣ-;-ﻌ-;-ﺔ-;- ﻫ-;-ﺎ-;-ﺭ-;-ﻓ-;-ﺎ-;-ﺭ-;-ﺩ-;- ﺍ-;-لأﻣ-;-ﺮ-;-ﻳ-;-ﻜ-;-ﻴ-;-ﺔ-;-، و لم يكن حينها مسموحا بالتداول في سوريا، ومضمون الطعم هو تجميع أكبر قدر من مفاصل الثورة على صفحات النت و بالتالي أن تكون متبوعة لشخوص معينة يمكن اختراق صفحاتهم و حتى أدمغتهم و يسهل عملية الملاحقة و التصويب نحو الأهداف الخطرة، و بالفعل قد أخطأ الاعلام و وسائل الميديا عندما عكّزوا كل الثقل على الميديا فقط، و بمقارنة بسيطة بين انتفاضة عام 2004 في قامشلو و كيف انتقلت إلى كل المناطق الكردية و مناطق تواجد الكرد لأنها كانت حقيقية شعبية أربكت نظام الاستبداد و نسبة الميديا في حركية الانتفاضة كانت بمستوى طبيعي، لكن ما حدث في الحراك السلمي السوري قد جوبه بمعترضات، و قد استطاع نظام الاستبداد الامساك بمعظم الخيوط الرئيسية من خلال النت كعنصر(عاطفي) جديد من عناصر الثورة، بيد أن حقيقة الثورات و آخر ما تحتاجه كي تنجح هي الميديا، لقد أربك ذلك كله العناصر و التجمعات المعارضة و انتقلوا بل و انزاحوا دون علمهم إلى الأمكنة الخلفية من الثورة فقادهم الشعب بدلا من أن يقودوا أنفسهم الشعب. و كان هذا مطلوبا بالنسبة للنظام من أجل ادارة أزمته ( بنت الحراك) منتقلا إلى الطور الثاني و هي المرحلة الموسومة بفوضى السلاح و التعنيف المجتمعي و أخيرا بالتدويل، و ضمن هذه الأطوار كان أسوأ ما فُرِزَ إليه هو التشيؤ في الأخلاق و التشيؤ في الخطاب و كل ذلك كان بعيدا عن أسس و بنى المجتمع السوري، ماذا يعني التشبث و لأكثر من ثمانية عشر شهرا بشعار: الشعب يريد اسقاط النظام، و لسان المعارضة الرسمية التي قفزت إلى مقدمتها ( كانزياح ثاني) نقبل المفاوضات بشرط إعدام رأس النظام و من ثم رحيل رأس النظام و أخيرا القبول بالتفاوض و بشروط غير متماهية مع كل ما تم طرحه سابقاً؟
لقد مارس المعارضون( في أغلبهم) ثأراً بدلاً من ثورة، فانقلبوا مع ثأرهم إلى طلاب سلطة بدلا من أن يكونوا ثائرين جل أهدافهم التغيير، و هذا ما أفرح النظام طيلة كل هذه الفترة الساخنة و جعله مطمئنا داخليا، و خارجيا حلفائه و من خلال لعبة الدول أفرغوا كل المضامين بشطرنجية من أرض كاسباراوف نفسه.
الفرق بين السلطة كمطلب و الثورة كمطلب آخر متباعدان، فالأولى متبوعة بالفكر الانقلابي دون أي اعتبار لأساسيات و توابع لها إيجابية على منحى الاقتصاد الوطني و الشخصية المجتمعية و النهوض المؤسساتي، بينما الثورة يتبعها كل تغيير لاحق و نوعي يدخل في تراكيب و طباقات جديدة من ردة الفعل الثوري نفسه، و من المهم هنا أن نبين على إثر ما تقدم أن غالبية الكرد فقط من قاربوا الثورة مع قلة أخرى على المستوى العام السوري، و هم الآن في روج آفا يقتربون من نتائج التغيير المتحصلة في روج آفاهم رغم النواقص و رغم المعترضات و رغم الأخطاء. ربما تكون أصعب عمليات الاجتماع النهوض و هو البناء المجتمعي، و من أجل ذلك نلاحظ فرقا بين الخطاب الذي يتم التحضير له في جنيف و هو متعلق بأساسياته بوقف العنف، بينما الخطاب المؤسس من قبل حركة الحرية في روج آفا هو سابق له فقد حافظ على أمنه نسبيا، و أسس لذلك نوعيا، و الادارة المدنية المطروحة منذ أكثر من أربعة أشهر هو دليل إيجابي على ذلك، و أعتقد أنه قد يكون من غير الممكن أن يكون الطرح نحو التحول الديمقراطي و التطرق إلى كل مفاصله في البداية، البداية ربما ستكون حول كيفية وقف العنف، و من ثم التأسيس من أجل التحول الديمقراطي و بكل إشكالياته و منها اشكالية القضية الكردية.
من هو المفاوض الكردي؟
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مقاربات تاريخية تخص الشأن المستقبلي للكُرد، و انطلقت جميعها من النقطة الأكثر قتامة في تاريخ الكرد الحديث ( لوزان2- 1923) و كانت لي أيضا مقالة بحثية في هذا الخصوص تم نشرها في نهاية أغسطس من العام الحالي" الكرد بين لوزان2 و جنيف2"، و لعل أبرز ما اتفق عليه المتناولون في هذا الخصوص أن الكرد فقدوا فرصتهم آنذاك بسبب عديد من الأسباب أهمها افتقار العنصر الكردي وقتها إلى المفاوض الحقيقي الرشيد مقارنة بالعناصر الأخرى و الأكثر حركية، و أعتقد أيضا أن الكرد في روج آفا و على مختلف مشاربهم و أمكنتهم و خاصة حركة الحرية في روج آفا ورأس حربتها الP Y D، لن تكون هذه المرة كمثل بقية المرات، و أنهم يدركون جسام المسألة و مخاطر الانزلاق و أنهم يعلمون و لأول مرة في تاريخهم كروج آفا سيجتمعون مع الخصوم و الأخوة و الأعداء على طاولة و سلاحهم على هذه الطاولة قلم و ورقة فارغة لا بد أن تمتلئ بإرادتهم و تُذيل بتواقيعهم.
من الناحية الأكاديمية يعتمد فن التفاوض على موهبة الاقناع، ولا يمكن لسياسي محنك ان ينجح بأدوات التفاوض الا اذا امتهن واحترف أساسيات التفاوض. فالتفاوض هو تفاعل او(تعامل ) بين شخصين او مجموعة من الأشخاص بينهم مصالح مشتركة للوصول لحل او نتيجة تصبح مرضية لجميع الأطراف، لكن ماهي اهم المبادئ والأسس والقواعد المختصرة في فن التفاوض؟
- المبدأ الأول: تأكد من أن كل شيء في هذه الدنيا قابل للتفاوض فلا تخف من أي شيء.
- المبدأ الثاني والقيم: إن أسوأ شيء ممكن أن تفعله كمفاوض أن تقبل أول عرض يقدم لك، حيث أنك لا تخسر فقط بل تصيب الشخص الذي أمامك بصدمة، لأنك بذلك تجعله يتخيل أنه لو قدم عرض اقل لكنت ستوافق عليه وبالتالي تكون قيمتك اهتزت في نظره.
- المبدأ الثالث: حاول ان تجمع أكبر قدر من المعلومات عن الموضوع الذى تفاوض فيه ومعلومات عن خصمك أيضا إن أمكن فالمعلومات سوف تزيد ثقتك بنفسك، و أن المعلومات هي قوة لا يستهان بها في عمليات التفاوض.
- المبدأ الرابع: كن قويا وثق في قدراتك وقوة ما تتفاوض من اجله(اتفاق) و عن هذا المبدأ يقول "جافن كينيدي في كتابه كيف تتفاوض" : (القوة هي جوهر أي تفاوض ولكن الحقيقة الرائعة تتكون بشكل فريد في أفكار كلا الطرفين لذلك فإحساس المفاوض بقوة موقفه هو مبدأ هام جدا)
- المبدأ الخامس: لا تتنازل والذى يسميه كينيدي ( خرافة التنازل حسن النية ) بمعنى انك تتخيل انك اذا تنازلت قليلا فإن المفاوض الذى أمامك ستصيبه العدوى بدوره او يلين في عرضه لكن بشكل عكسي تماما، وتجعل خصمك يركب المفاوضات من اعلى موجة. مثال ذلك كالذي يرفع لخصمه الكرة عاليا في التنس فتكون فرصة رائعة للخصم لأن (يشوط) بكل قوته ليحرز نقطة و إذا ما لاحظنا أن هذا المبدأ مرتبط بالمبدأ السابق وهو ان تكون قويا.
- المبدأ السادس(قانون يوغن- الصلابة في المفاوضات) و لها ارباح عظيمة وهذا المبدأ عكس ما يعرفه الناس جميعا من ان الصلابة في المفاوضات قد تفسدها لكن عكس ذلك أن المفاوضين الذين يتمسكون بموقفهم للنهاية ينجحون في اكثر من 70% من مفاوضاتهم، وسنجد ان اعظم البائعين مجرد ان يطلقوا سعرا على منتجاتهم فانهم يلتصقون به وللنهاية وقد يلفت نظرك بإضافة عرض او هدية او اي شيء ليبعد اهتمامك الأساسي عن قيمة السلعة فالبائع الناجح غالبا ما يتجنب التخفيض في السعر الاساسي.*
و في هذا المنحى من المهم التوضيح بقناعة أنه قد يكون الحل الكلي( سوريا- كردي) غير وارد و بالجملة بأي مكان، و إذا ما تم اعتماد المتدرج في الحلول، و هذا له مناح إيجابية أكثر بكثير أن تكون سلبية و من أهمها الصلابة في البناء بسبب التدرج الزمني نفسه، لكن لا بد أن لا يغفل المفاوض الكردي أن كلا من المعارضة الخارجية و النظام الداخلي و من خلال ممارساتهما السابقة و اللاحقة يُفضيان إلى النتيجة ذاتها ( اللاحل) رغم وعودها المعسولة، و الحل السوري كردياً يُعتَبر أن القضية الكردية تبتدأ بالاتفاق المجتمعي في سوريا و أن أساسيات حل القضية الكردية في روج آفا محددة بِ:
- نقطة بداية مشتركة : اعتبار أن اتفاقية سايكس بيكو و التي اطاحت بالرجل المريض و في الوقت ذاته بتطلعات شعوب الشرق الأوسط، و العملية كانت بمثابة استبدال الرجل الغربي المُعافى بالرجل الشرقي ( التركي ) المريض. هذه النقطة التي لا يستطيع الشركاء ادراكها، و ربما لا يستسيغونها مطلقا، مع العلم أنها تُشّكل الضرورة الابستيمية المجتمعية.
- نقطة وسط مشتركة: أن أنظمة الاستبداد المتعاقبة في الحكم على الشعب السوري لم تجلب معها سوى الدمار المجتمعي و لكل أبناء الشعب السوري، والأيديولوجية الحشدية التي استعملتها هذه الأنظمة فرقت بين أبناء البلد الواحد، واتخذت و بالمفهوم السلبي موزاييك سوريا و عد مسألة التنوع الطائفي و القومي بمثابة نقاط ارتكاز بالنسبة لهم وفق المفهوم السلبي، وهذا باعتقادنا سبب فشل المحاولات الجمعية و المدنية في كل اختبار يحاول بناء سورية عصرية ديمقراطية تعددية.
- نقطة واجبة حديثة مشتركة: الحل السوري يبتدأ ديمقراطيا، و أية تسوية سياسية تفتقر إلى المضمون الكلي الديمقراطي سيكون فقط تسوية متعثرة، و ربما تستدل إلى المزيد من العنف، عندما تقتنع الأطراف المشاركة في جنيفا2 بأن مفتاح الحل الديمقراطي في سوريا تكمن بالخطوة الحقيقية و المتعلقة بحل ديمقراطي حقيقي للقضية الكردية في سوريا و النظر إليها من ثابتي: الأرض والشعب، و غير ذلك هو حل منقوص، و أي حل منقوص في هذه اللحظات الحرجة هو استدامة للعنف طالما هناك ديمومة لعناصر الحشد الانفجاري. و على المفاوض الكردي بأنه واحد من أصل مجموعة متنافرة سيساهمون مجتمعين في خلق ظروف التحول أثناء و بعد جنيفا2.
العقد الاجتماعي
الظلم في المجتمع و التوزيع غير العادل للثروة والتقسيم الطبقي و تفتيت المجتمع إلى طبقات أعلى و أدنى، جعل الإنسان يفتش دوما عن الحق الضائع المسمى بالعدل ، و فكرة الخير أو العدل لا بد أن تكون متمرسة بمفاهيم كثيرة تحميها و تمنع الشرور و الآثام المستنشئة، فكانت لفكرة الحق الطبيعي أو لفكرة القانون الطبيعي أن تظهر بفحوى أن الإنسان يخلق حرا و من ثم يُستعبَد و يتم تنظيم عملية أو عمليات الاستعباد و فق السلطة الممارسة بحق المجتمع . و الإنسان كائن حر وفق القانون الأيكولوجي، و هاجر الطبيعة لأنها كانت غير مؤدية لطموحاته الحرة، مما دعاه أن ينتظم بشكل أكثر اجتماعا، و لكن الانتظام و الاصطفاف و العيش ضمن الجماعة خلقت عنها شيئين : أولاهما الثروة و ثانيهما السلطة . و منذ الاجتماع البشري المنظم و في المجتمع الزراعي الأول و حتى يومنا هذا، شغلت فكرة الحق الطبيعي ضمن المجتمع اهتمام الباحثين و الفلاسفة و المفكرين، و تعدى أن يكون مجرد اهتمام فرسموا ما أمكنوا لصورة مجتمع قائم على الفضيلة و العدل و الخير. و لقد أسهمت هذه الفكرة بإحلال انتقال سلس منظم لفكرة الإنسان المتمسك بحقه الطبيعي ضمن المجتمع الموحش الأول إلى مجتمع أكثر تجددا و أكثر منتظما يحمي هذا الحق و يصونه وفق قواعد ثابتة و رؤى متشبعة بالمفهوم الطبيعي للحق، ما يدفع العقل البشري المركون إلى أفق باهت وفقه إلى أنماط متجددة من العقل البشري سمته العامة أكثر استقرار. و التوازن الحاصل يشير باستمرار إلى إمكانية نتاج اجتماعي أكثر تنظيما و أكثر محافظة على الحق كضرورة. و من هنا فأن أية تسوية كبرى أم صغرى و لا تراعي أولويات العقد الاجتماعي ستكون فقط تهدئة ليس لها علاقة بأي تأسيس مستقبلي للعقد الاجتماعي، و على المفاوضين و لاعبي و راعيي المؤتمر الانتباه إلى هذه المسألة، و هي مسألة تخص الشعب السوري بمجمله و تخص أيضا مكونات روج آفا أن الضامن في عملية البناء هو العقد الاجتماعي و بقدر ما تكون كل الحقوق مصانة في هذا العقد تعتبر أمور كثيرة كالأمن و السلم الأهلي و القوة الاقتصادية لواحق لها و نتائج مثمرة من نتائج العقد، و خلاف لهذا العقد الضامن يكمن التكتل المعطل و رأس حربته المحاصصة العددية و التي على خصومة مع التوافق و الديمقراطية التوافقية و لعل الأمثلة تكاد تفيض في هذا المنحى: لبنان و العراق و ليبيا الآن...
إن مصائر أكثر من أربعة ملايين من الكرد في سوريا متعلق بمهارة المفاوض الكردي و الذي لا بد له أن يتقن أن النغمة القادمة في سوريا و في روج آفا هي من انتاج مشترك دولي و سوري و روج آفاوي، و أن المفاوض الكردي في جنيفا2 هو نفسه سيكون واحد من مجموعة سترسم مستقبل سورية و من كل فج عميق، و غير هذه القناعة ما هو إلا بناء بيت من رمل يتناثر هذا البيت في أول نصف مَدًّ و نصف موجة، و يكون هباءً منثوراً.
الآمال تعقد أن لا تتحول هذه المدينة الجميلة "جنيف" من استحقاق تاريخي إلى خطأ تاريخي. هل يعي المفاوضون جملة و الكردي تفصيلا هذه الحقيقة؟



#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركن الزاوية في روج آفا: الادارة الانتقالية المشتركة
- الخواصر الرخوة– سورياً؛ كردياً لقاء قرطبة ومؤتمر جنيفا2
- الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية المستقلة في جني ...
- استحقاق جنيف2 بين واقع النظرة الدولية والمتوقع المحلي والإقل ...
- الكرد بين اتفاقية لوزان 2 و جنيف 2
- الحرب و السلام .....سورياً
- لماذا نتبنى مفهوم الإدارة الديمقراطية ؟
- لماذا قتل الشيخ معشوق الخزنوي ؟
- في التناحر و التنافر الكردي - الكردي أسباب التناحر وعلتها
- كيف نفهم انتفاضة قامشلو 2004 ؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - جنيفا2 التسوية الكبرى بدلاً من المبادرة الكبرى؟