أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - شكراً لصالة الانتظار














المزيد.....

شكراً لصالة الانتظار


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 12:59
المحور: حقوق الانسان
    


جاء في الاسلام الدين المعاملة ,وفي الكتاب المقدس المسيحية روح وحياة .
تلك كانت بداية الحديث الودي والأخوي الذي جرى مع الأب (شليمون وردوني ) وهو معاون بطرياك الكلدان,راعي كنيسة مريم العذراء في شارع فلسطين ,الذي التقيته في صالة الانتظار بمطار بغداد الدولي قبل انطلاق إشارة الضوء الأخضر للصعود للطائرة المتوجهة الى الاردن ,لقد كان جالساً وهو يرتدي لباس الكهنوت وفي ورقبته سلسلة فضية يلوح من بعيد صليب فضي ناصع البياض,لم أتمالك فضولي عندما رأيته وحيداً جالساً منفرداً مع نفسه وهو يتأمل ويطيل النظر الى من حوله وبكل تواضع اقتربت منه وعرفته بنفسي وقلت له : أنني أخاك في الإنسانية وأنت اخي ,وبدون مقدمات قال لي : اجلس أمامي من فضلك وبكل احترام وتقدير جلست أمامه وتبادلنا أطراف الحديث.
ايها الاب الفاضل : المعاملة تعني العمل الحسن والطيبة مع الناس ومساعدتهم في قضاء حوائجهم, والابتعاد عن الحقد والأنانية,والفساد ,والغش والرشوة ,والكذب ,والنفاق,والعمل بروح المثابرة والإيثار في تقديم مصلحة المجتمع على المصلحة الشخصية ,والتواضع والبساطة في التعامل مع الناس دون النظر اليهم نظرت الانتقاص والازدراء .
ايها الاخ ثائر: وكما قال الرب في سفر التثنية (تث 8: 3)، وردده السيد المسيح " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 4: 4). لأن الخبز هو طعام الجسد. والإنسان ليس مجرد جسد، بل له روح. والروح تتغذى بكلام الله الذي هو في كتابه المقدس ,ففي الكتاب المقدس غذاؤنا اليومي، لأننا نحيا " بكل كلمة تخرج من فم الله". إنه خبز الحياة وغذاء الروح.
فقلت له :ياجناب الاب هنالك مساحات كثيرة مشتركة تجمعنا معن انا وأنت في هذا الوطن المثخن بالجراح ,ومنها انكم تدعون وتحثون الجميع على العيش بسلام وهدوء ,وتنبذون ثقافة العنف والكراهية ,وتدعمون التغيير والتحول السياسي الذي حدث بعد انهيار الصنم ,لأنكم تريدون عراق متعدد يقف على مسافة واحدة من الجميع , ودستور دائم يحفظ الحقوق والحريات الشخصية في ممارسة الطقوس والشعائر, وانتم من اولى الديانات التي سكنت العراق ,انتم ابناء هذا البلد كما نحن أولاده ,انتم ترفضون وتستحقرون الإرهاب وإعماله الوحشية شكلاً ومضموناً التي لم تترك بيتاً الا وعليه لافتة سوداء , ايها الاب أتذكر قول الرسول الأكرم (ص) ماجاء بعهده لنصارى نجران (لا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر) ويوصي (من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة ) ان الاختلاف في الدين لا يشكل لدينا أية مشكلة مع الاخرين ,المشكلة تكمن مع الذين يريدون قتلي واستباحة دمي دون مسوغ شرعي وقانوني ,وانا أريد له الخير والسعادة وان يحمل منا الآخر في السراء والضراء مادمنا نعيش معاً ضمن هذا البلد.
لقد قال الاب ان هنالك رؤية ضيقة وقاصرة في فهم الدين وتفسيره ,لقد جاءت جميع الاديان السماوية والشرائع والسنن أكدت على بناء الإنسان واحترام إنسانيته ,ولم تعطي الاذن بقتل الاخر من البشر وانتهاك حرمته وسلب حقوقه , كما يفعل اليوم من فتاوى تكفر وتبيح القتل لمجرد الاختلاف في الراي .
وبعد هذه المناظرة القيمة والمليئة بالحكم والدروس أهديت له مسبحتي وقلت له هذه لها معزة خاصة في قلبي لانها تذكرني بشخص عزيز على نفسي لانه كان لي القدوة الحسنة طيلة مسيرة حياتي,وسمعنا النداء من صالة الانتظار ان البوابة فتحت وعلى المسافرين التوجه للطائرة ,وعند نزولنا في مطارعمان ,وقبل أن يتوجه الى وجهته التي يقصدها قال لي الشرف في انتظارك في بغداد بعد عودتك ,وانا لي الشرف الشرف ايضاً في تزورني في بيتي ,وشكراً جزيلاً لصالة الانتظار .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين بين ساحة الذكرى ,وساحة الموقف
- مواقف للبيع ,ومواقف للموت يخلدها التاريخ
- من مواطن بيد دولة رئيس الوزراء رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي
- نصباً للابادة الجماعية والحرية
- احذروا من رسائل الارهاب للدولة والشعب
- اجعلوني وزيراً
- لازلت اتذكر
- الى متى ؟
- أعلم انك تعلم جيداً .... يارئيس هيئة النزاهة
- حوارصريح جداً مع رئيس هيئة النزاهة في العالم الانساني
- اتركوا علي للفقراء والضعفاء
- علي ومشكلة الذات والعقد مع الاخرين
- دولة الوطن والموطنة ,ودولة الانتماء الانساني
- الاصلاح بين عدالة القانون والضمير
- الدولة بين الحكم واللطم
- ايهما اقوى المسؤول ام مدير المكتب ؟
- كلا لنهج الطغاة المستبدين ،ونعم لطريق الاصلاح والمصلحين
- الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي
- الشعوب العربية ومحنة الابداع
- ثقافة الحوار وادب المناضرة


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - شكراً لصالة الانتظار