أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - إصلاحات أردوجان.. غير صالحة














المزيد.....


إصلاحات أردوجان.. غير صالحة


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد فترة من الصعود المفتعل الذى أوحى لبعض المخدوعين بإمكانية عودة العثمانيين الجدد، وبعد حديث اكتسى ببعض من الإبهار حول سياسة صفر مشاكل. بدأت المشاكل تنهال على أردوجان. فسقوط مرسى فجر غضباً تركيا بسبب تورط أردوجان فى مساندة حكم سقط بإرادة شعبية ولن يعود.

وأسفرت سياسة أردوجان إزاء سوريا عن فشل ذريع، فلا بشار سقط، ولا من مولتهم تركيا وسلحتهم نجحوا، وأصبح البديل لبشار هو حكم القاعدة بما يستحيل معه ضمان أمن إسرائيل أو حتى أمن تركيا التى تنهال عليها قذائف الإرهابيين التى دفعت قطر ثمنها وهربها هو إليهم. والحقيقة أن التدخل التركى فى سوريا كان مثاراً لغضب الأقلية العلوية، وفتح شهية الأكراد لتوسيع قاعدة الحلم الكردى. وفى غمرة ذلك يوجه الحليف الأمريكى صفعة بالتقارب مع إيران بما يفقد محاولة التوازن التركى توازنها. كل ذلك يأتى مع تصاعد الغضب الشعبى والاشمئزاز العالمى من التعامل المتشدد مع مظاهرات «تقسيم» وغيرها.

ومع تصاعد أزمة مجتمعية فى تركيا، وفى ظل اقتراب الانتخابات البرلمانية وتكشّف الوجه العثمانى المترفع والمتوحش الذى قدم ما سماه «حزمة» إصلاحات، وصفها رئيس حزب الشعب الجمهورى المعارض كمال كيليتشدار أوغلو بأنها مفتعلة وتجاهلت مشاكل البلاد الحقيقية، وتحاول بدء حملة الدعاية الانتخابية، وربما كانت دوائر الاتحاد الأوروبى تحتاج هذه الإصلاحات غير الصالحة لتحاول أن ترمم سمعة حليفها أردوجان، ففرح بيتر ستانو المتحدث باسم المفوض الأوروبى لتوسيع الاتحاد الأوروبى قائلاً إنها تفتح آفاقاً للتقدم.

فما هى الإصلاحات المزعومة؟ أولها السماح بالحجاب فى المؤسسات الرسمية، إعادة عقارات كانت مملوكة للأقلية السريانية، السماح للأكراد بإطلاق أسماء كردية على قراهم، وزيادة حقوق الأكراد فى استخدام لغتهم، وهى إجراءات شكلية أثارت غضب الأقليات فالعلويون زاد غضبهم، أما الأكراد [20% من السكان] الذين خاضوا معارك مسلحة منذ عام 1984، وقع ضحيتها أكثر من 000. 40 قتيل أغلبهم أكراد، بالإضافة إلى آلاف من السجناء فقد أدركوا أن أردوجان يتهرب من «عملية الحل» التى اتفق عليها فى مطلع 2013 والتى تنص على الإفراج عن السجناء الأكراد، وإعادة محاكمة أوجلان والإقرار بالهوية الكردية وخفض العتبة الانتخابية التى تصل إلى 10% والسماح باستخدام اللغة الكردية فى المؤسسات التعليمية والمحال العامة، وهو الاتفاق الذى تماطل تركيا فى تنفيذه.

ومن هنا كان تصريح زاكروس هيوا، المتحدث الرسمى لمنظومة المجتمع الكردستانى، بأنها مجرد إصلاحات وهمية ومجرد وعود شفوية، كما أن أردوجان لم يستخدم كلمة «الشعب الكردى» رغم أن الأكراد يشكلون القومية الثانية فى تركيا، ولم تحل الزيادة المفتعلة لمسعود برزانى لديار بكر المشكلة بل زادت غضب حزب العمال الكردستانى. وهكذا فإن رجل أوروبا «المعزول» لم يرض لا الأكراد ولا العلويين ولا المعارضة ولا جموع الشعب. وهنا كان من الضرورى أن تمتد اليد الأمريكية الأوروبية لإنقاذ بعض من كرامة الحليف المعزول.

ومحاولة تخفيف وطأة الاتفاق فى سوريا على غير رغبته والاتفاق مع إيران على العكس من مصلحته، ومن ثم كان «التدخل» لمنح جائزة نوبل لمنظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» لأن رئيس هذه المنظمة هو التركى أحمد أزموجو، وكان سفيراً سابقاً فى إسرائيل ومندوباً دائماً لتركيا لدى حلف الناتو، ومن ثم تعتبر الجائزة تكريماً لشخصية تركية وثيقة الصلة بإسرائيل والناتو، ويرد التركى الأردوجانى الهدية بمثلها فيقرر تعيين سبعة إسرائيليين كخبراء فى لجنة تصفية الكيماوى السورى، رغم أن النووى الإسرائيلى هو السبب فى دفع دول المنطقة لإنتاج الأسلحة الكيماوية.

ثم يفاجأ أردوجان بصفعة أمريكية تفضح أنه كشف لإيران أسرار تجسس إسرائيلى عليها.. وهكذا لا هو كسب إيران ولا كسب إسرائيل ولا كسب سوريا ولا كسب مصر ولا إيران ولا حتى إسرائيل، فيقف مهزوماً ومعزولاً فى انتظار الانتخابات القادمة لتلقنه الدرس المرير.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نتصالح
- برلمان بدون نساء وأقباط ونوبيين وفقراء
- دساتير مصرية «2» دستوران للثورة العرابية
- دساتير مصرية «1» زمن محمد على
- رسالة إلى الإخوان
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «2»
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «1»
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (3 - 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (2- 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (1 - 3)
- أتراك مع الأرمن وضد أردوغان
- الإخوان وإسرائيل
- درس خصوصى فى الإرهاب
- 30 يونيو .. وكيف غيرت العالم
- عن التنظيم الدولى الإخوانى «2»
- عن التنظيم الدولى الإخوانى (1)
- مأساة أردوجان مع 30 يونيو
- الإخوان وفقه العنف
- دستور لجنة العشرة
- رسالة إلى الذى كان مرشداً


المزيد.....




- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - إصلاحات أردوجان.. غير صالحة