أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - زهير دعيم - أغمر سواقينا يا ربّ














المزيد.....

أغمر سواقينا يا ربّ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 21:14
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



الخريف باهتٌ ، كئيب ، بدون زخّات المطر تُغسّل الاشجار العارية والكاسية وخدود الطرقات.
الخريف حزينٌ بدون وهج البروق يُلوّن الآفاق ويزركش النواحي.
الخريف كلمةٌ جافّة ، مُغبرّة بدون الغيمات تُوشّح السّماء وتُغطّي وجه شمسها نهارًا وقمرها ليلا، وترسم لوحاتٍ جميلةً تتماوج مع كلّ هبّة ريح.
الخريف الباهت ، الكئيب ، الحزين، يستوطن في هذه السّنة في بلادنا ويأبى ان يغادر..... إنّه عنيد ، حرون وغليظ الرقبة.
وننظر الى السّماء ، ونتوسّل الى المُبدع الأروع ، ربّ الخيرات ، لعلّه يُشفق علينا ويأمر الانحباس بالرّحيل.
ننظر الى الغرب ، لعلّ هناك من غيمة صغيرة بقدر كفّ اليد ، تأتينا من لدنه لتملأ أوديتنا وسواقينا بعسل الحياة ، فتزغرد معها الحياة والحقول والبقول والزّنابق ، وتدبّ الحياة في الانسان والحيوان وتجاعيد الزّمان.
إنّه المُعطي بلا مِنّة.
إنّه معطي الحياة وباعثها.

إنّه " كل ما شاء الربّ صنع في السماوات وفي الأرض، في البحار وفي كل اللجج
المصعد السحاب من أقاصي الأرض. الصانع بروقا للمطر. المخرج الريح من خزائنه " ( مز 135).
لقد اشتقنا في الشّرق الى البقول يا سيّدي !!!...الى طبخة " العلت" و " الخبيزة" والهليون والى كلّ خيراتك المجّانيّة تسكبها على الفقراء والمعدمين والاغنياء.
اشتقنا الى " قعدات" العائلة حول موقد النّار ، نتلذّذ بشيّ الكستناء ، والأحاديث الطّليّة والترنيمات تشقّ العنان الى السماء.
اشتقنا الى حبّات المطر تُوقّع فوق زجاج النوافذ سيمفونيّة جميلة.
اشتقنا الى العاصفة تطرد من نفوسنا الخمول والكسل وأوراق الخريف الصّفراء.
اشتقنا الى قوس قزح يُعيدنا الى محبتك ، ويُذكّرنا بفجورنا وتوبتنا وبطوفانٍ لن يعود.
اشتقنا الى حساء شهيّ ، نحتسيه على مَهَل ونحن نتاول من مائدة خيراتك عشاءَنا.
إنّنا نتوسّل اليــــــــــــك يا ربّ ونرجوك ، فشرقنا يبكي بلا دموع، فالعطش أخذ منه مأخذًا ، فشقّق خدوده ، ويبّسَ شفتيْه .
إنّنا نتوسّل إليــــــــــــــك يا ربّ أن ترحم شعبك في الشّرق ، فتُلمّع وجوههنا بدهن خيراتك ، وتبلّ شفاهنا بغيثك ، وتُحيي أوديتنا بمائك.
الميلاد على الأبواب ، ذكرى ميلادك يا يسوع ؛ هذا الميلاد الذي قسّم التاريخ الى قبل وبعد .... هذا الميلاد الذي ما عهدناه إلا آتيًا الينا بالخير العميم ....آتيًا على أكف السُّحب وأكتاف الرّياح وجفون العواصف .
أتتركنا عطاشى!!!
أتترك ذكرى ميلادك الأغرّ يمرّ والرّياح الخمسينيّة تحرق أعصابنا؟!!
لا أظنّك تفعل.
وأحدنا – ونحن الخطأة – لا يعطي ولده حيّة ان طلب منه سمكة ، فكيف بك وأنت الإله الحنّان؟!!
غدًا أو بعد غد ستعود ترقص الموجات في أنهارنا وسواقينا.
غدًا أو بعد غد ستبتسم الازهار والزنابق واللوز في كرومنا ومروجنا.
غدّا أو بعد غد سترفع السنابل رؤوسها متباهية في حقولنا.
فقد كنت بالامس وستكون اليوم وستكون غدا موسم فرحنا وخيرنا يا الله.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممّا خطّه قلمي في فقيد الفنّ الجميل - وديع الصافي
- عملاق الفنّ الأصيل وديع الصافي في كتاباتي
- في رثاء عملاق الفنّ الأصيل...وديع الصّافي
- الضربات العَشْر
- بَلاقيك جنبي ( ترنيمة)
- الشَّرَف القاتل
- ظلمناكِ وما زلنا نظلمكِ
- الماضي الجميل
- الزّمن غفلة
- عامٌ جديدٌ وآمالٌ جديدةٌ
- بائعة الورد
- المجد لله في العلا...
- فرعونكم أنا
- مصر كبيرة عليك يا مرسي
- كرمالو اهجر بلاد ( ترنيمة)
- السّلاح يقضُّ مضجعنا
- حانَ الوقت لنُعيِّد معًا
- الرّاتب العنيد
- أيام - المرحبا- تركض نحونا
- أترانا ضعفاء ؟!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - زهير دعيم - أغمر سواقينا يا ربّ