أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيد الكحل - حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .














المزيد.....

حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 18:20
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


من زاوية المواطنة التي ترفض الحياد وتفرض الانخراط في حركية المجتمع ومعارك الوطن المصيرية ، ومن موقع المهني الممارس على مدى ثلاثة عقود ونيف ، أسمح لنفسي بإبداء الملاحظات التالية في موضوع النقاش المثار حول لغة التدريس في المدرسة العمومية :
1 ـ إن طرح مشكلة التعليم على أنها مرتبطة بلغة التدريس هو طرح مغلوط من حيث كونه يصرف الاهتمام والنقاش عن عمق الأزمة وأسبابها . بل يساهم في تمييع النقاش وتعويم الحوار ، وإشغال الرأي بقضايا هامشية لن تزيد فهمه لمشاكل التعليم إلا ضبابية وتعتيما .
2 ـ إن أزمة المنظومة التعليمية مطروحة بحدة في المدرسة العمومية ، ومشكل اللغة غير مطروح بالنسبة لتلاميذ التعليم الخصوصي الذين التحقوا به منذ المراحل الابتدائية ؛ الأمر الذي يقتضي الوقوف عند أوجه الاختلالات ومستوياتها . فالأطر التربوية العاملة بالمؤسسات العمومية هي نفسها أو غالبيتها العاملة في المؤسسات التعليمية الخصوصية .
3 ـ إن ضعف مستوى التلاميذ اللغوي هو نتيجة وليس سببا . ومعالجة المشكل اللغوي لا ينفصل عن التصدي لمشاكل التعليم البنيوية . فاللغة لم تكن يوما عائقا في تعلمها وتوظيفها ، ولا يتطلب تعلمها زمنا طويلا بدليل أن الطلبة المغاربة الذين اختاروا متابعة دراستهم في روسيا أو أوكرانيا يتعلمون لغات غريبة عنهم في رسمها ونطقها في زمن قياسي لا يتعدى شهورا معدودة ، بل لغة العلم والتخصصات الدقيقة وليست مجرد لغة التخاطب اليومي . بينما اللغة العربية واللغة الفرنسية التي يدرسها التلاميذ في المدرسة العمومية ، من مرحلة الابتدائي إلى نهاية الثانوي ، كلغة في حد ذاتها ، وكأداة لدراسة المواد العلمية والفنية ، يظل مستوى التلاميذ ضعيفا ورصيدهم اللغوي محدودا . وهذا الضعف تجسده كتاباتهم كما تجسده طبيعة تفاعلهم ومشاركتهم في بناء الدروس ومدى استيعابهم لمضامينها . فكيف لنفس الطلبة المغاربة الذين ظهر فشلهم اللغوي في المدرسة المغربية يتفوقون في تعلم اللغة الغريبة ( الروسية ، الأوكرانية) كلغة التواصل والبحث العلمي . من هنا يتأكد أن مشكل تعلم اللغة وإتقانها لا يكمن في طبيعة اللغة وخصوصياتها الفونيطيقية والسيميائية ، بل في المناهج التعليمية .
4 ـ إن فشل المنظومة التعليمية كان نتيجة حتمية لسياسية رسمية نهجتها الدولة في إطار احتواء المجتمع وتطويق حراكه السياسي عبر اعتماد برامج تعليمية ومناهج تربوية ذات محتوى إيديولوجي وأهداف سياسوية تروم ضرب الحس النقدي ونخر عزيمة التحرر من الاستبداد . فالمدرسة ظلت وظيفتها محددة في إعادة إنتاج ثقافة الهيمنة والاستبداد وتكريس قيم الخضوع والخنوع وضرب الحس الوطني الذي تشبع به جيل الاستقلال . فالأجيال التي ناضلت من أجل الحرية والديمقراطية كلها تشبعت بقيم المواطنة داخل المدرسة العمومية . وإصلاح المنظومة التعليمية لا يتوقف على لغة التدريس وليست من مداخله الرئيسية . فلا بد إذن ، من مناظرة وطنية لتحديد مواصفات الشخصية المغربية المطلوب تكوينها في المدى المتوسط والبعيد ، ومن ثم وضع البرامج والمناهج التي تحقق الأهداف وتخدمها .
5 ـ إن الرغبة الذاتية أساس التعلم والتعليم والمحرض عليهما . وكلما كانت الرغبة ذاتية كان ملكة التعلم أقوى وبذل التلميذ قصارى جهده للارتقاء بمستواه أو تدارك قصوره . ومدارسنا العمومية لا تقوي الرغبة في التعلم بل تغتالها بشتى الأساليب : أ ـ لم تعد المدرسة بوابة للترقي الاجتماعي رغم الحاجة الكبيرة للأطر من مختلف المستويات . ب ـ لم يعد النجاح خاضعا لمقياس الاستحقاق ، بقدر ما تفرض نِسَبَه الخريطة المدرسية ما جعل الأقسام تجمعات بشرية ليس بينها ناظم معرفي .ج ـ الاعتماد على الوسائل التعليمية التقليدية في الوقت الذي اعتاد غالبية التلاميذ على التعامل مع الوسائط الرقمية . د ـ اعتماد طريقة الحشو المعرفي وخنق روح الإبداع والابتكار . برمجة مواد دراسية تثقل كاهل التلاميذ أكثر مما تنمي مداركهم وتكسبهم كفايات ترقى بمستواهم المعرفي .
6 ـ إذا كانت اللغة العربية ضحية المنظومة التعليمية فلا ينبغي التضحية بها للتغطية على إفلاس المدرسة العمومية وإدامته . وتحميل اللغة تبعات الإفلاس بهدف تبرير التخلي عنها لفائدة الدارجة هو جريمة نكراء في حق الوطن والشعب والتراث . حتى لو افترضنا أن اللغة غدت عائقا ، فهذا يحرض على تذليل العائق بتغيير أسلوب التعليم وأهدافه . فهل كلما واجهتنا مشكلة نتردى إلى ما هو أدنى وأعرّ ؟ منطق الأشياء يفرض التحدي والمجابهة . ولا توجد لغة تستعصي على التطويع والتطوير . فاللغة تظل في جميع الحالات وسيلة للتعليم والمعرفة ، ولا يمكن التضحية بالهدف من أجل الوسيلة .
7 ـ استعمال الدارجة في التعليم ستواجهه ، قبل كل شيء ، موانع أخلاقية لا تسمح بنطق كلمات أو عبارات لدلالتها القدحية وإحالاتها الضاربة في اللاشعور الجمعي ، ما سيفسد التواصل بين المدرس والتلاميذ بخلاف اللغة العربية أو غيرها من لغات التدريس .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .
- الإسلاميون والحكم : تعددت المداخل والحصيلة واحدة .
- يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار
- هل ستتغير الممارسة السياسية وتدبير الشأن العام بعد خطاب المل ...
- تحريم الحب وتجريم التعبير عنه .
- -أنتم رجال أشرار-
- هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟
- هل يفيد أوربا تشددها القانوني لمواجهة التشدد الديني ؟
- التطرف الوجه الآخر لأزمة التعليم في المغرب وتونس.
- مطلب الملكية البرلمانية في المغرب لم تكتمل شروطه بعد.
- المصالح العليا للمغرب تستوجب إسقاط الحكومة .
- تداعيات العفو الملكي على مغتصب الأطفال
- بلدان الربيع العربي والفوضى المدمرة.
- إلى روح فقيد التنوير العفيف الأخضر
- حسن الكتاني السلفي الذي يمس بثوابت الشعب المغربي .
- الشرعية الثورية أصل كل الشرعيات .
- مرسي لم يقرأ ميكيافلي ولم يستوعب نصيحة مانديلا.
- القانون الجنائي المغربي يكرس التمييز ضد المرأة.
- خلفيات وأبعاد انضمام السلفيين إلى حزب النهضة والفضيلة .
- حكومة العجز والتأزيم


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيد الكحل - حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .