استراحة قائد كشفي2

حسام الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 01:21
المحور: سيرة ذاتية
    

استراحة قائد كشفي2...
يتبادر الى مخيلتي الكثير من الاحلام والطموحات التي لا تعدو ان تقتل مع اول ضجيج ايقاظ في كل صباح, لكن الحلم الوحيد الذي نمتُ و افقت واذا به يتحقق ويكبُر شيئاً فشيء هو ان اكون قادراً على إستنطاق الموجودات بحيث تكون لي قدرة كالتي يمتلكها بطلي الحقيقي "القائد الكشفي شارلوك هولمز!!" في كشف الحقائق واستنباط مقالد الامور واعرف من اين تأكل الكتف, لا ان اكون محققاً جرائمي وانما اقصد (الذكاء اللاعاطفي) الذي يمتلكه ويسعفه في ادراك كل ما يخفى عن الباب الاخرين.
نعم... انها البصيرة التي لطالما أُختزلت اصطلاحاً بالرؤية, فأن تكون مبصراً غير أن تكون بصيراً, البصر يُمكن الفرد من رؤية كتلة الموجودات و الكائنات دون الغور بالمكونات, اما البصيرة فهي من تُمكن الفرد ذاته من إستيضاح الغوامض ورصد المقدرات الحقيقية للظواهر عبر اكتشاف الاسباب والعلل.
نيل أكسير البصيرة يصل اليه الانسان بطريقة تمارس عبر الحياة الكشفية (طريقة التعلم بالممارسة) فالتمسك بالقيم والافكار والمبادئ الصالحة والعمل بنوايا اعلاء الحق واظهار الحقيقة يعتمد بشكل كبير على الاعداد والتدريب والتأهيل وعبر تلك المراحل تزرع البصيرة كاتجاه لتتحول الى عادة وسلوك ثم تتحول الى قيمة عليا و تستقر اخيراً لتصبح عقيدة راسخة لا يمكن فكها أو الانفكاك عنها وهذا ما حصل بالضبط لدى شارلوك هولمز فبات يرى ما لا يراه الاخرون من خلال دأبه على ايجاد الحقائق وكشف المسببات.
اذن طريقة التعلم بالممارسة هي المدخل الحقيقي والسبيل الاصلح للتبصر فلا تبصر بلا علم ولا علم بلا تعلم ولا تعلم بلا ممارسة ولا ممارسة بلا حياة ولا حياة بلا كشاف.
الحياة الكشفية...
وبمجمل مراحلها ومساراتها تمثل المران الحقيقي لنماء السجايا و اكتشاف المواهب, فعبرها يتخلص الانسان من ازماته النفسية ليحول طاقاته السلبية الى مُنميات ايجابية نافعة تسهم في بناء شخصيته الانسانية بمعنى ان تجعل الانسان متصارحاً مع نفسه ومتصالحاً مع محيطه.
قد يكون الكاتب والطبيب الاسكتلندي السير (آرثر كونان دويل) صاحب رواية شارلوك هولمز الخيالية محقاً في مخيلته عندما ارتسم شخصية افتراضية تبصر الحقائق جُسدت بأفلام ورسوم متحركة تحاكي كافة العقول و مختلفها من اجل توصيل رسائل البصيرة, فأثبتت الحياة الكشفية وعبر طريقة التعلم بالممارسة ان لا حياة عصرية بلا خيال علمي وهذه الحقيقة اصبحت ثابته لدى جميع الدول المتطورة, بالمحصلة البصيرة حقيقة كشفية مشروطة بطريقة التعلم بالممارسة.

#حسام_الحسني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات