أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - تناقض الخطاب الكردي بين حلم الانفصال وواقعية العراق الفيدرالي















المزيد.....

تناقض الخطاب الكردي بين حلم الانفصال وواقعية العراق الفيدرالي


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق الشعب الكردي أن يقرر مصيره حاله من حال العديد من شعوب العالم الذين تمكنوا من سرقة الزمن وقرروا مصيرهم بسرعة . لقد ناضل الشعب الكردي نضالا كبيرا ضد النظام الدكتاتوري السابق الذي كان يحكم العراق وأخذوا قسطهم الكبير من التضحيات بالأرواح والممتلكات. هذه حقيقة لا يمكن تغافلها أو المرور عليها مرور الكرام .
تمكن الأكراد من حكم أنفسهم سنوات امتدت من العام 1991 والى هذا اليوم . لقد دفعوا ثمنا كبيرا للوصول الى ما وصلوا اليه ، لكن السؤال الذي ظل يدور في رأسي هو :
لماذا لم يعلن الأكراد استقلالهم عن العراق خلال السنوات التي تلت حرب تحرير الكويت. الاجابة التي أمتلكها وقد رددتها كثيرا على مسامع أصدقائي من الأكراد هي :
أن القيادة الكردية لم تتمكن من تحقيق هذا الاعلان لأنها لا تملكه ، إذ أن مثل هذا القرار يحتاج الى موافقة الدول العظمى ، لاسيما منها أمريكا التي حققت لهم الوصول الى الحالة التي هم عليها ، فضلا عن موافقة الدول المجاورة للعراق التي يتواجد فيها الشعب الكردي وهي سوريا وايران وتركيا، والأخيرة بالذات لها مصالح مشتركة مع الدول العظمى لا يمكن التفريط بها من أجل القضية الكردية ، على الأقل في المرحلة الحالية ، والدليل هو الحالة المأساوية التي يعيشها الأكراد في كردستان تركيا. لقد ظل الشعب الكردي في كردستان العراق يعيش خلال السنوات الماضية حالة من الازدواجية فهو خارج عن نطاق السلطة التي كانت تحكم بغداد وفي الوقت نفسه فان كيانه المستقل لا يتمتع بصفات الدولة .
الغريب في أمر حالة القيادة في كردستان خلال المدة المذكورة أن قيادتين كرديتين كانتا تحكمان الأرض الكردستانية والأغرب أن علاقة سيئة تسود بين هاتين القيادتين وصلت حد قيام حرب بين الطرفين في العام 1996 راح ضحيتها المئات من أبناء الشعب الكردي بالرغم من أن دماء أبناء العمليات الاجرامية التي قام بها حرس صدام في الأنفال وحلبجة لم تكن قد جفت بعد .
بعد سقوط حكومة بغداد وبعد أن تم الاتفاق على حق الفيدرالية بين الأكراد من جهة والأحزاب الأخرى وهو اتفاق ليس بالجديد بين هذه الأحزاب فاجأتنا عريضة كردية موقعة من أكثر من مليوني كردي ومعززة بدعم الحزبين الكرديين الرئيسين تطالب بحق الاستقلال عن العراق .
نقول فاجأتنا هذه المذكرة مع أننا ذكرنا في بداية المقال أن حق تقرير المصير تحدده الشعوب وبالتالي فان من حق الشعب الكردي أن يحقق مصيره بنفسه ، لكن المفاجأة تكمن في أن السياسة المعلنة للأحزاب الكردية الرئيسة هي أن الجميع يؤمن بعراق موحد من شماله الى جنوبه تحت نظام الفيدرالية، ذلك النظام الذي ما زالت الأحزاب المهمة والرئيسة بالعراق الجديد تقف معه، بل أن بعض الأحزاب والحركات الشيعية تريد أن تستفيد من هذا النظام لتقوم بتطبيقيه على محافظات الجنوب .
هناك قضية أخرى خطيرة جدا تشير الى هذا التناقض ألا وهي قضية الخطاب الرسمي للقيادة الكردية، إذ أننا نلاحظ أن هذا الخطاب يعلن وبصراحة واضحة جدا أن أقليم كردستان ليست له علاقة بالحكومة الرسمية .
لنأخذ الخطاب الذي خرج به أكثر من مسؤول كردي قبل افتتاح برلمان كردستان وأيضا ما حصل داخل القاعة التي أقيمت فيها مراسيم حفل الافتتاح . قال مسؤول كردي كبير أن الدعوة وجهت الى شخصيات كردية وعراقية ودولية لحضور اقتتاح الجلسة الأولى لبرلمان كردستان . لقد فهمت اشارة هذا المسؤول حول دعوة شخصيات دولية مثل أشرف قاضي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ، لكنني لم أفهم قصده حول قوله أنه تمت دعوة شخصيات كردية وعراقية ، إذ كان من المفروض أن يقول أنه تمت دعوة شخصيات عراقية - كردية وعربية - لأن الشخصيات الكردية إذا كانت من داخل كردستان العراق هي شخصيات عراقية - كردية والشخصيات العراقية الأخرى هي شخصيات عراقية - عربية مثل حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية . أعتقد أن ما طرحه هذا المسؤول يعزز روحية الانفصال التي يؤمن بها ويريد تحقيقها وأنه يريد من خلال طرحه هذا أن يؤكد على أن البرلمان الكردي ليست له علاقة من أي نوع مع الحكومة العراقية المركزية ولا بالجمعية الوطنية التي يشغل فيها الأكراد 77 مقعدا !!.
أما قضية عدم رفع علم العراق داخل قاعة البرلمان فهذه قضية تستحق النقاش وربما يعطي بعضنا الحق للأكراد في فعل ذلك . لقد أجرت معي قناة عراقية خلال زيارتي بغداد العام الماضي لقاء ً كان محوره الرئيس هو موضوع اشكالية العلم العراقي وقد ذكرت في ذلك اللقاء أن على الحكومة العراقية أن تفكر جديا بقضية تغيير العلم العراقي لأنه يمثل النظام السابق وقد تم تحت رايته قتل مئات الآلاف من الشيعة والأكراد لذا أعتقد أن من حق الأكراد أن لا يرفعوا علما تم تحت رايته قتل آلاف الأكراد . مع هذا فأنني أعتقد أنه لا يحق للأكراد أن يرفعوا علما آخرهوعلم ثورة 14 تموز أو علم عبد الكريم قاسم في قاعة البرلمان الكردي ، إذ يقف أمامي السؤال التالي : من خول الأكراد لاعتبار هذا العلم هو العلم الجديد للدولة العراقية ، إذ لم يصدر لحد هذا اليوم أي قرار من الحكومة العراقية أو من الجمعية الوطنية يتعلق بتغيير العلم. نعتقد أن البرلمان الكردي قد ارتكب خطأ جسيما حينما اتخذ هذا القرار لأنه ليس الجهة المخولة بتغيير العلم العراقي .
نعم ، نحن مع الشعب الكردي في أنه يجب أن يتم تغيير العلم الحالي ، لكن مادام قرار التغيير لم يتخذ بعد فمن المفروض أن يتم رفع العلم العراقي الحالي على أبنية المؤسسات الحكومية وغير الحكومية داخل العراق مع الأخذ بنظر الاعتبار الناحية العاطفية والانسانية للشعب الكردي التي دفعته الى اتخاذ قرار عدم الموافقة على رفعه على مؤسسات اقليمهم في الوقت الحاضر مع أن في ذلك مخالفة لقانون الدولة .
هنا نقف أمام الخطأ الذي وقع في اداء قسم حكومة الجعفري أمام الجمعية الوطنية ، إذ تم تجاوز كلمتين أو ثلاث وحينها قلب الأكراد الدنيا ولم يقعدوها الا بعد أن اعتذر رئيس الحكومة عن الخطأ وتمت اعادة القسم وفق وضعه الصحيح . لقد وقفنا حينها مع الجانب الكردي لأنه لم يطالب الا بالحق في عراق ديمقراطي فيدرالي جديد . هذا يدفعنا الى أن نسأل الاخوة الأكراد ، اذا كانوا يشعرون بالخطأ الذي وقعوا به وهو رفعهم لعلم عبد الكريم قاسم في قاعة برلمانهم دون أخذ موافقة بقية طوائف الشعب العراقي على هذا العلم وسؤالنا هو : هل سيعتذر أعضاء البرلمان الكردي عن هذا الخطأ مثلما اعتذر الجعفري ؟ !!.
نعتقد أن هذا هو السبب الرئيس الذي دفع بالجعفري عدم حضور جلسة افتتاح البرلمان الكردي التاريخية ، إذ كيف يحضر رئيس وزراء حكومة الى مؤسسة من مؤسسات دولته والعلم الذي يرفرف فوق رأسه ليس لحكومته أية علاقة به .
لا أريد أن أقف طويلا أمام قضية استقبال الرئيس جلال الطالباني في مطار أربيل استقبالا رسميا وكأنه يزور دولة أخرى فهذه القضية تشيرالى التناقض الواضح الذي يعيشه أقليم كردستان . من أين جاء الاخوة الأكراد بهذه التقليعة ، إذ أننا لم نسمع أو نشاهد رئيسا في العالم يزور أقليم من أقاليم بلده ومن ضمنهم رؤوساء الدول التي تتكون دولهم من ولايات تتمتع بنظام فيدرالي يتم استقباله بالطريقة التي تم فيها استقبال رئيس جمهوريتنا في مطار أربيل .
لقد أشرت في مقالة سابقة الى أن السيد جلال الطالباني طلب من بعض الأكراد الذين استقبلوه في مطار مدينة أدلايد في ولاية جنوب استراليا رفع العلم العراقي بدلا من العلم الكردي خلال زيارة قام بها الى الولاية العام الماضي ولم يكن حينها رئيسا للجمهورية العراقية ومن هذه الحالة نجد أن هناك تناقضا واضحا في الخطاب بين الفصائل الكردية نفسها .
الأمر الغريب الآخر هو أن الشعب الكردي قال كلمته حول وضعية أقليم كردستان حينما شارك بانتخابات العراق الموحد الفيدرالي . الغرابة هنا تكمن في أن هذا الشعب لو كان يؤمن بالانفصال عن العراق في هذه المرحلة لكان قد قاطع هذه الانتخابات وشارك في انتخابات البرلمان الكردستاني فقط .
من المؤكد أننا حينما نذكر بعض الحقائق هنا لا نريد النيل من الشعب الكردي وقضيته التي نعتقد أنها قضية عادلة ، لكننا نرى أن هناك ضرورة لذكر مثل هذه الحقائق لوضع حد للتناقضات التي أشرنا اليها .
نعتقد أن عملية الانفصال التي ينشدها الاخوة الأكراد لابد لهم من أن يصلوا اليها ويحصلوا عليها من خلال قرار تتخذه القيادة الكردية والشعب الكردي في كردستان ( العراق ) دون النظر الى باقي العراقيين وأحزابهم وطوائفهم في المدن الأخرى فان كانت لديهم القدرة على ذلك الاعلان فليعلنوا دون أن يضيعوا وقتهم فقد فاتهم الكثير من الوقت .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية .. المقاومة - الشريفة - فجرت مط ...
- الانتخابات بداية الحلم الطويل للعراقيين
- الانتخابات شروق جديد للشمس على أرض الرافدين
- دعوة لدراسة الظرف الانتخابي في ولاية جنوب استراليا ... التسج ...
- إقالة أم إستقالة أم ضحك على الذقون
- لا خيار ثالث .. اقالة حمد أو استقالة الاتحاد
- بون شاسع بين الأماني والحقائق
- عندما يستيقظ الضمير متأخرا ... مؤيد البدري نموذجا
- عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي
- شكرا دكتور أياد علاوي
- الثورة ليست الفلوجة ولا سامراء ... انتبهوا يا أهلها قبل فوات ...
- اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال
- هاي فرحة وبعد فرحة
- من يحمي من ...الامام علي يحمي مقتدى أم العكس
- من يفوز في مباراة النجف
- نحن والحجية واسرائيل
- اتحاد كرة القدم عميلا للانكليز
- أسباب أخرى للحزن
- ان كنت من عائلة المجيد
- العودة الى الجنة


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - تناقض الخطاب الكردي بين حلم الانفصال وواقعية العراق الفيدرالي