أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيد العثماني - من حتمية التأخر العلمي، إلى إرادة التأخر اللغوي !















المزيد.....

من حتمية التأخر العلمي، إلى إرادة التأخر اللغوي !


سعيد العثماني

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 16:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في الإمتحان الشفوي الذي أجريته زوال الإثنين الماضي، في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، ما كان على اللجنة إلا أن تثير مسألة تدريس بالدارجة. وهذا موقفي، وكل ما سأقوله هنا لن يخرج عن ماقلته أمام اللجنة، إلا أن يكون تصويبا لغويا، لمسايرة المكتوب. أو توضيحا أكثر للموقف.
سؤال اللجنة: هل أنت مع تدريس بالدارجة أم لا ؟
الجواب : حقيقة إذا كانت لأبريل في التقليد المغربي كذبته، فأعتقد أن التدريس بالدارجة لهو كذبة نونبر بامتياز، وأعتقد أكبر من انبرى للتصدي لهذا المقترح "العيوشي" هو عبد الله العروي من خلال مداخلات مراطونية على صفحات الأحداث المغربية، وهو .......( توقفني اللجنة عند هذه النقطة بالذاتـ، و يسألني أحدهم،
ما موقفك أنت لا عبد الله العروي هل أنت مع أم ضد ؟
الجواب : صراحة أساتذتي أن أكون مع، أو ضد، منذ البداية هكذا ليس موقفا فلسفيا في حد ذاته، إذ الفلسفة كنقاش وكحوار جاد تحترم كل الأراء والأطراف، إلا ما أُثبت تهافته بالحجة والدليل، لذا دعوني أحلل الأمور وفي الأخير ينكشف موقفي من تلقاء ذاته،
اللجنة : تفضل ؟
الجواب: سأطرح سؤالا أكثر عمقا وراديكالية، من مجرد التدريس بالدارجة، أردفت قائلا :
هل يمكن التدريس بالعربية أصلا ؟
أعتقد أن الجواب عن هذا السؤال كفيل، بأن يبرر مشروعية طرح سؤال الدارجة، ذلك أن الحسم بالإيجاب في إمكانية التدريس باللغة العربية، سيسمح لنا بالهبوط بسؤال التدريس إلى مستوى أقل على المستوى الثقافي، وهو مستوى الدارجة.
وإذا كان مستحيلا التدريس حتى بالعربية الفصحى، فأعتقد أن طرح سؤال الدارجة ليس له مشروعية فكرية وثقافية، داخل الأنظمة التربوية المغربية، إلا ما كان تتنازعه مشارب سياسية، وإديولوجية. والتعليم، فيما أعتقد، لا مكان فيه لأديولوجيات لانه مطلب شعبي وجماهري.
بالنسبة للسؤال الأول، أعتقد أن مسألة التدريس، بهذه اللغة أو تلك، ليست مسألة أختيارية، لماذا ؟
لأن لغة التدريس يوججهها ويحددها مضمون الدرس ومحتواه. فإذا أردنا مثلا تدريس لابناءنا الأدب العربي الكلاسكي، فاللغة الوحيدة التي تلبي هذا المطلب هي اللغة العربية الفصحى، حتى يكون هناك انسجام بين اللغة الواصلة والمضمون الموصول، ويتحقق بذلك التواصل. وإذا أردنا تدريس لابناءنا أحدث النظريات العلمية والمستجدات الثقافية في كل مجالات المعرفة، فأظن أن اللغة الوحيدة التي تلبي هذا الغرض هي اللغة الأجنبية، إذ لا نتوفر على أليات مفهومية تنقل مضمون هذه النظريات، إلا ما كان ترجمة، ونحن نعرف جيّدا المشاكل التي تعيشها الترجمة العربية، لا من الناحية التقنية، أعني غياب إصطلاحات ومفاهيم ترادف مضمون مفاهيم تلك النظرياتـ، وتنقله بأمانة وسلاسة. ومن الناحية السياسية غياب الإهتمام بالترجمة أصلا من حيث توفير رصد مالي يساعد الباحثين في التفرغ لعلوم الترجمة .
أما إذا أردنا تدريس ابناءنا الثقافة الشعبية، فهنا يمكن أن نتحدث عن التدريس بالدارجة !
ــــــ لكن لما كان التعليم يسعى إلى التدريس الثقافة العالمية، أعني ما يُدرس عالميا وكليا من معارف علمية سياسية ثقافية تاريخية أخلاقية.....، فمعنى هذا تدريس تلك المعارف إنطلاقا من اللغة الأصلية، التي برزت فيها هذه النظريات، أو على الأقل، اللغة التي تحقق أدنى شروط الترجمة، وهنا لا أعتقد هناك ترجمات "دارجية" كما أعتقد أن صيغ الدارجة، لا تسطيع تحقيق ذلك.
ـــــ ومشكلتنا نحن العرب هي، مشكلة تواصلية، وهذا معروف لدى الجميع، ومشكلة التواصل معناها ، مشكلة لغة !! ومشكلة اللغة معناها غياب قدرات لغوية ذاتية في اللغة العربية تستطيع تعريب ما جد واستجد من معارف التي تأتينا من الغرب. وهذه حقيقة يجب وضعها في الإعتبار، نحن نستهلك الثقافة، ولا ننتجها. معنى هذا أن الحركة الفكرية العالمية، لا تتوقف على إرادتنا، وهذا معناه، أن لغتنا لا قيمة لها من ناحية المساهمة في المعرفة الإنسانية، على الأقل في القرون الأخيرة. أعنى منذ قرون الإنحطاط، وانفصال اللغة العربية عن العلم، وفسح المجال للغات أجنبية في قيادة الثقافة وتوجيهها. وهذا ما يبرر إنكباب كل الإغنياء على تعليم أبناءهم اللغات الأجنبية، الفرنسية والإنجليزية، للبقاء على اتصال مع الفكر والثقافة والعلم.
ــــ إذن الخلاصة التي أريد الوصول أليها من خلال هذا التجدير للطرح، هو، أن اللغة لا تنفصل عن المضمون، والمضمون العلمي الذي يدرس في مدارسنا ذي مصدر غربي، إذن الحل الوحيد، هو تدريس هذا المضمون بلغته الأصلية، الإنجليزية أو الفرنسية، وهي اللغات الحية، والتي استطاعت أن تُطوّر ألياتها من خلال دعم مادي أو من خلال كون العلم نفسه أتانا منها. واللغة العربية الفصحى، تبقى قادرة فقط على تدريس ذاتها، أعني ما أنتجته من آداب ومعارف في الماضي، وفي أغلبه متجاوز الأن، ما يعني أن حتى اللغة العربية أصبحت في أزمنة خانقة من جراء هذا التأخر في التطور ومسايرة دينامية الفكر والتاريخ !! أو تدريس هذا المضمون بالعربية من خلال الترجمة، ومشاكل الترجمة أسلفنا الحديث عنها، مما تطرحه من غياب مفاهيم واصطلاحات تحقيق حسن النقل.
ـــــ إذن المدرسة المغربية، تابعة للحركة الفكرية ومنه للحركة اللغوية العالمية، ولا نملك أي استقلال ثقافي، حتى وهميا، للتدريس بلغتنا، إذ هنا سنغلق الأبواب علينا بمحض أراتنا، ولن نُدَرّس إلا ثقافتنا الفقيرة على الأقل في الجانب العلمي. ولن يقرأ لنا أحد، إذ العالم لا يقرأ إلا ما هو عالمي وكوني، أما الثقافة المحلية، فلا تهم أحدا، إذ أصلا لا تحتوي إلا على حكم شعبية، وأسرار ذات الصلة بالشعبوية والشعوذية، لا تفيد العِلم في شيء ومنه لن تفيد العالم، والنتيجة لن تفيدنا نحن كذلك، مادام نحن تابعون لا متبعون.
ــــــ والخلاصة الأخيرة، هي أن مسألة التدريس ليست مسألة، الدارجة، أم اللغة العربية، بل هي مسألة، طرح الإمكان أولاً، وليست مسألة سياسية، بل مسألة ثقافية وعلمية ثانيا.
لذك من شأن كل طرح من هذا الشأن، أي " التدريس بالدارجة" من شأنه، أن يكبدنا خسائر، وويلات خطيرة على المسوى الثقافة والعلم، ويهوي بنا إلى حضيض التأخر اللغوي، بعد التأخر الثقافي والعلمي، الذي نعيشه منذ زمان الإنحطاط.
اللجنة: مع الدارجة أم ضد إذن ؟!
الجواب : المسألة ليست مع أم ضد، قلت، المسألة مستحيلة من تلقاء ذاتها، وهذا ما حولت أن أصل أليه من خلال هذا الإستطراد !!



#سعيد_العثماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل منطقٍ للنضال.
- ما بعد الحداثة أم ما بعد الحقيقة !
- مازق الانتقال من الواقعي الى الاتراضي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعيد العثماني - من حتمية التأخر العلمي، إلى إرادة التأخر اللغوي !