وزراء دفاع الله: ينتصرون للقبح على الجمال..فلسفة الرحمة المتوحشة
مرة إثر اخرى يكرس حراس الله نفي ما يعتقدون به،وذلك بتقديمهم صورة مخزية وغير كريمة عنه،أي الله!! تقدم ادلتها على صنيع منطقهم،كصورة كينونة ضعيفة بحاجة لحماية وحراسة،وبالتالي دفاعات ما،تلوذ بضعفها تحت قوتهم! ولعمري ان هذا المستور بصورة تقديم الخالق،لهو اكثر منكرا واثما من الجاحدين به. مرة جديدة تثبت القوى المتحكمة في ايران بانها قوة شاذة عن العالم،ليس بكونها سلطة ارهاب سياسي او قمع عشوائي،حاشاها من ذلك،بل لانها تتصرف مع جريمة تدمير الانسانية بفكر معتقدي ونظري هو اخطر بكثير من دول الارهاب الجاهل والقمع البوليسي،وذلك لما فيه من دعم عقائدي وفكري ونظري،يخلق تشريعا بارا لهذه الجريمة،ناسبا اياها الى تنفيذ وصايا الذات العليا،وما يترتب عن ذلك من تقديم هذه الذات كصورة مشحونة بالضعف والخوف والبطش ورسم الالام والظلم طريقا قهريا للعبادة والايمان.
فالجريمة كايديولوجيا ومعتقد اخطر من كونها جاهلة وبلا نظرية،وبهذا نطلق دعوة تضامن عالمية لكل زملاء الحرية واخوة الحقيقة والابداع الى الوقوف مع المثقف والمفكر الايراني هاشم اغاجاري،الذي تخطفه القرون البابوية الوسطى وهو بالالفية الثالثة الى محاكم تفتيش همجية جديدة،مع اننا نثمن الوقفات الكريمة لبعض نواب البرلمان الايراني الذين عبروا عن احتجاجهم ضد هذا الهباب الاسود وهو يغطي الوجه الناصع للثقافة والحضارة الفارسية الايرانية،الذي جعل حكم الملالي اكثر ضراوة من حكم الشاه الطاغية،مما تنبأنا به باوقات سابقة حيال ان: تاتي كل ثورة بطغاة اكثر وحشية ممن سبقهم. وباعتبارنا شريحة تؤمن بقوة الضمير الإنساني على كل ما تطرحه المشاريع من توحش وخوف،فإننا ندعو كل الاقلام الى تكوين جبهة كابحة بوجه كل البابويات وملاّك الحقيقة لئلا يكون قد حل دورهم،وغابوا داخل فوهات الابتلاع الشرعي المقدس كاضاحي وقرابين مكرهة لاحكام الغيب التي لاحقتنا من ابعد مناطق التاريخ الى هذه الازمنة المضاءة بالحريات والعقل والمعرفة. واننا اذ نتضامن مع زميل لنا،هو ضحية موضع جغرافي ما،فاننا بنفس الوقت نستبق ما سيقع علينا من فتاوى هدر دماء من هنا وهناك،وذلك لان هذه المجموعة من "دراكلة" الدم والشريعة،يتصرفون مع الكوكب كملكية وطنية لقضائهم واحكامهم،منصبين انفسهم وزراء دفاع الله على الارض ومديري مخابرات الجنة!!. فكم من مفكر ومعرفي مهدد وواقع تحت الضغط ،وكم من مبدع تعرض لمحاولة اغتيال،سواء جسدية ام معنوية،ادت به الى اجتراح الزيف والتملق الفكريين والمعرفيين،لارشاء هذه المجموعات المجرمة،التي تضع مشروع الخالق كايديولوجيا للجهل،وتضع مشروع المعرفة كايديولوجيا مضادة للتحريم وتمارسالاحساس بخطورة النور على مجتمع تريده خرافيا وجاهلا،وبالتالي هدر دمه! وقد شاع هذا الربيع الاسود بين شتى المجتمعات طامحا الى تغييب القوانين الاصلاحية المدنية التي هي حصيلة حضارية جماعية لكل امم الارض،مستخدمة بذلك غائلة الانكفاء للهوية،كبديل مظلم عن النور والعدل والحقوق الذي هو منجز انساني جماعي لا يخص امة. وقد صارحتنا مقولات همجية بوضوح الى ربط الحقوق بالعقل الاجنبي الكافر،وكذلك الديمقراطية،وبالتالي فان الشريعة والهوية هي تحضير فاضل للظلم واللاعدل واللاحقوق،وهكذ تنتصر الفخاخ الشيطانية على الرحمانية بصيغة الله وصيغت الحق المتوحش.
وباعتبارنا جبهة للضمير في التاريخ،ولم نمارس سلطات القوة الكلاسيكية والعضلية او عقل العنف ومعارفه العديدة،فاننا نصر على قوة الكلمة والمنطق والعقل بمواجهة بقايا قوة الاغتصاب ،بقايا الغابة المؤدلجة بشتى التخريجات البلاغية والعقائدية،الامر الذي يجعلنا نجزم ان الماضي كان اكثر تنورا من الحاضر وهو مقاد من مجموعات جامحة وجاهلة،خدعت الاماني والعواطف الانسانية المرابطة بالأمل الالهي فاحالة املها ياسا وحلمها جحيما وواقعها مؤسسات للظلم والبطش والافتراس البربري،وهذا يجعلنانتسائل :الا يكفي اكثر من الف عام تجريبا بلحمنا ودمنا وامانينا لكي يقتنع الملالي والبابوات والحاخامات بانهم فشلوا باقامة مدينة الله العادلة؟ وهنا في هذا الزمن الذي قدمهم كدعوى وحلم بديل للعدالة والحرية نحث فيهم رؤية وقائع التحديات اليومية والعملية بينهم وبين بناة دول مدنية وعلمانية،وان يخرجو من مسيس السحر والغيبوبة الخيالية لكي يتبينوا كم هم مشوهين ومهزومين أخلاقيا وأدبيا أمام تطور انظمة الحرية والعدل،وكم هم اكثر من الطغاة قبحا وجريمة الى الدرجة التي احتلف بها الطغاة العاديين بامتلاك السلطة الجسدية على الناس فيما هم امتلكوا سلطة الضمير والسر ،أي السلطتين،وهذا تطورا ما حقا في نظام العبودية،بحيث لم يترك للعبد حتى العصيان سرا وهمسا،كهامش للامل والتوازن الكريم مع ذاته،حيث تمكنوا للقيام بتطوير دهائي خطير انتهى الى منهج تنويمي، استطاع الدخول للضمير عبر كلمات السر الشخصية،مستكثرين على الكرامة ان تقول: آه لطعنة السكين،ومستكثرين على الالم في التعبير عن نفسه كنظام طبيعي وعادي،لان الاه من ذبح وطعنة مخالفة للمقدس الذي يقدم الرحمة حتى في قصاصه،وهو مقدس ليس في التجريد العلوي انما في السلوك الوضعي والوضيع للاهواء البشرية اللامعصومة،حيثخداع الامتثال بالاسوة الحسنة للرسول والصابة هو فخ سحري لم يحترز احيانا الى كونهم ليسوا رسلا ولا صحابة!!!حيث لم تثبت حتى وان قبلنا استلاب تلك الاخلاقيات الرهبانية المتقشفة او سلوبها الالهي الصوفي،بل الايغال البشع للفساد واللاروحية والدنوية الوضيعة من معاينة خارطة الامتيازات والتسمين الارعن لايديولوجيا الغرائز،الى الشهوات الطائشة الموظفة للفقه تغريضا وتفقيطا لمشاع النخب الملائية ذات الامتيازات البشعة،غير المحكومة دستوريا وقانونيا،بل بمزاج الغيب اللاواقعي في سياق موجودات واقعية فاعلة.لن نشاهد زهد الامام عليا ولا شرف غاندي باصراره على التعزيل الروحي في عقيدة قربان الذات وليس التكرم بقربان الاخر لتطهير الذات،كما لم يكن بتبشيريات الرهبنة من دول وصمت بالكفر،ومارس بعضها الانتماء لآلام البشر كما قديسي المسيحية وصوفة العصر العباسي مع فارق التبشير والرسولية،ولا بقيم التقشف النرفاني الروحي للبوذية،ولا بقيم الرهبنة العلمانية لدول اسكندنافيا وغيرها ممن كانت السلطة نموذج الحاكم الخادم لا المخدوم،أي الملك المضطهد والشعب المساوي بالحقوق له والمختلف باعتباريات رومانسية ذات حنين تاريخي وليس تمايز معاصر لملوكها،فهل حوكم رفسنجانب بفضائحه كما حوكم كلنتون؟وهل حوكم محتشمي بتبديد الاموال على فيالق ارهابه كما حوكم ضابط في الموساد على هدر مئتي دلار بلا سبب؟ وهل انتحر وزيرا للمالية بسبب رشوة كما انتحر بعضهم في دول الكفر؟ وهل اعترف وزير بسلوكه الفاحش كما تدور الفحشاء السرية في دول الله المزورة؟هذه التحديات العملية والواقعية نقدمها لكي نجد جواب الفضيلة في شرائع الجور اللغوية وليس الاخلاقية والجوهرية،فاننا على الاقل نطلب مصالحة بين السلوك واللغة،تلك المصالحة التي لم تنجز بعضها كي يكون الاعتراف بالذنب افضل من دعوات خطاب المكارم الغائبة الا في لغة حماسية رنانة ليس لها مقابلا في الوقائع.
ختاما نحن مع الامك ايها الزميل المغيب اغاجاريوانت علم ينتظر قرارات الجهلة وامزجة الفقه ،تلك التي تدافع عن ازياء الملالي وعمائمهم اكثر من النصوص المقدسة،انها تنتحر بلا شك،لكن المرارة ان يكون انتحارها بقربان مثلك وليس في حماقة جديدة فرزت نفسها كمعادي للجمال ومنتصر للقبح،كمعادية للسلام الروحي ومنتصرة لحرب الذات على تساكنها مع الامل والاطمئنان الروحي.
مثقفون بلا حدود:
الناطق والمؤسس امير الدراجي