أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - الإسلام السياسي وأحلام السُلطة














المزيد.....

الإسلام السياسي وأحلام السُلطة


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 07:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما كان الإسلام السياسي ومُنذ مِئات السنين حاضِراً بالحياة السياسية لأغلب الدول العربية والإسلامية، فأغلب الخلفاء والسَلاطين والملوك الذي حَكموا هذه الدول خلال القرون الماضية، حَكموها بإسم الدين والإسلام، ولطالما كانوا يَصِفون مَن يَختلف مَعهُم أو يُعارضَهُم بأنه مارق عَن الدين وخارج عَن المِلة. في القرن العشرين بَدأ الإسلام السياسي يَتخذ شَكلاً مُختلفا يَتفق مَع مودة العَصر وهو شَكل الأحزاب، ولعَل أقدَم هذه الأحزاب وأبرَزها وأكثرَها تأثيراً في المَنطقة العربية هما حِزبا الأخوان والدعوة اللذان إدّعا أول الأمر أنهما يُمَثلان الأسلام كله بَعيداً عَن الفئوية والطائفية وأن هَدَفهما إنساني بَحت هو الإصلاح والتوعية والدعوة للإسلام، إلا أنهما سُرعان ما كشفا عَن حَقيقتهُما الطائفية المَقيتة، بأن طرَح الأخوان نفسَه مُمَثِلاً عن السُنة مَدعوماً مِن مَشايخ السعودية سابقا وأمراء قطر لاحقاً، فيما طرَح الدعوة نفسَه مُمَثلِاً عَن الشيعة مَدعوماً مِن عَمائم إيران، كما أظهَرت العُقود الأخيرة بأن هَدَفهُما أبعَد ما يَكون عَن الإنسانية فهو مادي بَحت يَسعى للسُلطة وإمتيازاتها، وهما على إستعِداد لفعل أي شيء وإنتِهاج أي إسلوب للوصول اليها بَدئأ بالقتل والإغتيالات والتفخيخ والعَمليات الإنتحارية، وصولاً للكذب والتدليس والسَلب والنَهب والفساد بكل صُوره وأشكالِه.
طبعاً لابد مِن الإشارة الى أنه وطوال قرن مِن الزمن فرّخ هذان الحزبان أحزاباً مشابهة لهُما في عُموم الدول العربية والإسلامية، كانت على الدوام عامِل تأثر سلبي وتخريبي في بُنية الدول والمُجتمعات العربية والإسلامية، سَواء بمُحاربتها للأنظِمة القائِمة المَلكية مِنها أو الجمهورية وإستخدامهما للعُنف تجاهها، أو بترويجها لفكرة أمَمية الإسلام الخيالية وتسفيهها لمَفهوم المُواطنة وبالتالي عَرقلتها لبناء الدولة الوطنية، أو بإفساد عقلية الشباب العربي والمُسلم ودَفعه للتطرف مِمّا أدى بنهاية الأمر لولادة تيارات مُتطرفة خارجة عَن السَيطرة باتت اليوم مَصدر الإرهاب والرئيسي والخطر الأول الذي يتهَدّد أمن العالم أجمَع.
لقد أثبَت الإسلام السياسي بشَقيه السُني والشيعي بأنه وإن كان يتبَنى نظرياً مَفاهيم الإسلام ويَتلحّف بها، إلا أنه عَمَلياً لا عِلاقة له بالإسلام كدين سَلام وإصلاح لا مِن قريب ولا مِن بَعيد، وبأنه أيضاً غَير كفوء وغير مُؤهل للحُكم، وبأن نُخبَه مَكانُها الجَوامِع والحُسَينيات وليسَ كراسي الرئاسة والوزارة ومَقاعِد البَرلمانات. كما أثبَت الإسلام السياسي الشيعي تحديداً بأنه لا يُمَثل التشيّع العلوي الذي يَسعى لإحقاق العَدل ومُحاربة الظلم، بَل يُمَثل التشيّع الصَفوي الذي يَسعى للتوَسّع والجاه والجَبَروت. وبرأيي سَيَمُر وقت طويل قبل أن تكتشِف الشُعوب العربية والإسلامية بأن هذه الأحزاب تتاجر بالدين وتستغله لدَغدِغة مَشاعِرها البسيطة والساذجة للوصول الى السُلطة وإمتيازاتِها التي تمثل قمّة المُنى وغاية المُراد.
رُبما وأكرر رُبما كانت نيّة حسن البنا طيّبة يوم فكر بتأسيس حَركة الأخوان، ولرُبما كانت نيّة محمد باقر الصدر طيّبة يوم فكر بتأسيس حزب الدعوة.. والله أعلم.. لكن ما أنا مُتأكد منه الآن وما أثبتته السَنوات القليلة الماضية مِن تجربة الدعوة في العراق والأخوان في مصر هو إن هذان الحِزبان باتا شَركتان إستثماريتان بل ومافيا تضُم تجار وسَماسرة وأصحاب رؤوس الأموال تديران أمبراطوريتان إقتصاديتان في جميع أنحاء العالم الهَدف الرئيسي مِن وجودها وعَملها ليسَ الدعوة الى الدين والعَمل عَلى إعلاء راية الإسلام وما الى ذلك مِن شِعارات يَطرَحونها للإستِهلاك المَحَلي لجَذب الجَهلة والبُسَطاء بل الوصول الى السُلطة للإستحواذ على مَكاسِبها.
لقد بات رَفع شِعار الدين والاسلام اليوم الطريقة الأسهَل والأقصَر للوصول الى السُلطة والبقاء فيها، كما بات الإدِعاء بالتدَيّن والوَرع الوسيلة الأفضل للمُحافظة على المَناصب والوظائف وَسط مُجتمَعات باتت تبالغ بإظهار تدَيَنها ويُسَيّرها هَوَس ووَعي جَمعي إسلامَوي مُفتعَل بَعيد عَن روح الإسلام. لذا نرى بأن كثيراً مِن الناس تحَوّلت خلال السَنوات الماضية فجأة الى مُوامنة وصايمة مُصلية وتلهَج السِنتها بذكر الله ورسله وأوليائه لعَل هذا الأمر يوصِلها يوماً الى السُلطة أو يُحافظ لها على وظائِفها، وهو تحَوّل باتت أصدائه واضِحة وسَهلة التمييز في تصَرّفات الناس وأحاديثهم في عالم الحَياة الحقيقي أو في عالم الفيسبوك الإفتراضي!!



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلوندرا دي لا بارا وآرتورو ماركيز.. قيثارتان مِن بلاد السِحر ...
- العراقيون و (جين) عبادة الفرد وتأليه الزعماء
- الدَعوَجي والفِصام بَين شَخصيّة رَجل الدولة وشَخصيّة الرَوزخ ...
- هل الدول العربية وشعوبها نامية أم نايمة ؟
- أيها العِراقيون.. إن أعدتم الإعتِبار لمِلوكِكُم فحينها سَتعي ...
- انقِلاب 14 تموز 1958 ومَحكمَته الثورية الهَزلية
- ثورات الربيع العربي تنهش أبنائها
- عَزف نسائي.. وعَودة الألق الى المَسرح العراقي
- الرَوزَخون خضير الخزاعي وإعادة تشكيل الوَعي العراقي
- أحزاب الإسلام السياسي نَباتات سامة أتلفت تُربة مُجتمعاتِنا
- إنتخابات عِراق المالكي وشِراء الذِمَم بالبَطالة المُقنعة
- رَبيع خير أم خريف بؤس عَربي ؟
- العراقيون.. شَعب يَعيش التناقض حَتى في إختيار جَلاديه
- حَقيقة الثورات بَين خَيال مُنَظّريها الخَصِب و واقِعها البَش ...
- وعّاظ سُلطان الزمان ومُختار العَصر والأوان نوري المالكي
- كِذبة الرَبيع العربي وتلاشي الدَولة المَدنية العَلمانية
- العراق.. مِن دكتاتورية صَدام البائِدة الى دكتاتورية المالكي ...
- طيور ظلام الإسلام السياسي على أشكالها تقع
- المَركز والاقليم.. ومُقايَضة المالكي للدَم العراقي بكُرسي ال ...
- نوري سَعيد أفندي البغدادي.. سيرة عَطِرة


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - الإسلام السياسي وأحلام السُلطة