تعويذة اوباما

فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لست من هواة السياسة ولااحب الخوض في غمارها، وما اكتبه من مواضيع تعبر عن رأيي الشخصي المناهض للطائفية والتحزب واي ضرر بوطني الحبيب العراق وباسلوب يسهل للمتلقي فهمه دون عناء، واضيف لكتاباتي بعض كلمات التكهن لاجعل القارئ الكريم في جو من المتعه تساعده على ابقاء الفكره لديه فتره اطول وقد يتداولها مع صديق.
اسمحو لي اليوم ان اصطحبكم معي الى بحر السياسه لكن سنبقى على الشاطئ ونكون بامان ولانحتاج الى سترة نجاة . خرج علينا السيد احمد الجلبي في برنامج (حوار عراقي)، والسيد الجلبي سياسي مخضرم للذي يعرفه وقد خسر الانتخابات الماضيه كما خسر مساندة الامريكان له علما" انه كان الشخص الذي اقنع الامريكان بان العراق يمتلك ترسانه نوويه من المعلومات التي وفرها لهم والتي اثبتها المفتشين الدوليين لاحقاً بانها كانت معلومات مظلله وبدأ الامريكان يلوم بعضهم البعض عن الورطه التي جلبها لهم بوش الابن في غزو العراق ومقتل الاف الجنود الامريكان اضافة الى مئات الالا ف من االعراقيين و ملايين المهجرين.

تمحور الحوار عن زيارة المالكي الى الولات المتحده الامريكيه ونتائجها ،كذلك تطرق الجلبي الى الرشاوى والسرقات لاموال العراقيين من قبل قادة العراق الجدد والعلاقات الداخليه المتوتره دوما" بين الاطراف السياسيه المشاركه في الحكومه الحاليه. ويمكن تلخيص الحوار ببساطه بالنقاط التاليه والتي لاتحتاج الى فهم عميق او تحليل سقيم وهي كمايلي:
· اخبر نائب الرئيس اوباما المدعو( بايدن) رئيس الوزراء نوري المالكي ان سياسته الداخليه والاقتصاديه والامنيه والخدمات فاشله.
· الكونغرس الامريكي غير راض عن ما آلت اليه الاوضاع في العراق وان اعضائه غير مقتنعين بالمالكي(عينك عينك).
· الاجتماع مع اوباما تأجل ثلاث ساعات.
· كانت مدة الاجتماع مع اوباما سبعة عشر دقيقه فقط.
· دفع الجانب العراقي فاتورة الفندق الذي اقام فيه الوفد لان البيت البيض لم يبلغ صاحب الفندق ان الوفد هم ضيوف لامريكا (ياعيب الشوم).
· الفساد مستشري منذ عهد برايمر وان هذا الفساد مبرمج من قبل قادة الاحزاب منذ ذلك الوقت.
· واردات العراق لحد هذا التاريخ 900 مليار دولار ولاتوجد خدمات.
· 700 الى 800 شهيد شهرياً ولايوجد حل في الافق للامن الداخلي.
· تعيين الموالين للكتل الكبيره وليس الاكفاء في الدوله.
· السلطه التنفيذيه استعانت بالسلطه القضائيه لتهميش السلطه التشريعيه والرقابيه.

ساكتفي بهذا القدر من الحوار حيث الغايه من التطرق اليه هو لبيان مايتم حاليا" في عراقنا شرحه لنا احد القاده السابقين ، ويبقى الرأي الاخير للقارئ الكريم .انتقل الى فقره اخرى من الحوارالتي وددت الوصول اليها و هي نتيجة مقابله المالكي لاوباما التي كان امدها سبعة عشر دقيقه فقط، وهذا ليس بالوقت الطويل لمباحثات بين رئيسين لدولتين بينهما اتفاق استراتيجي ،فقد بدأ اوباما بالكلام كما اخبرنا الجلبي حيث قال للمالكي بالحرف الواحد (حسن علاقاتك مع شركائك في الحكم) وهنا قطع السيد نجم الربيعي مقدم البرنامج كلام الجلبي وقال له "إذن هذه تعويذة اوباما" واستمر الجلبي بالحديث وقال ان المالكي اجاب اوباما (انا استطيع ان اساعدكم فيما يتعلق بسوريا وايران) فرد عليه اوباما، والكلام للجلبي،(اهتم بعلاقاتك مع شركائك). هذا كل مادار في الاجتماع المزعوم حسب ما ادلى به الجلبي وقد تبين لنا الان ان المالكي يستطيع حل المشاكل الدوليه اما المشاكل الداخليه فهي ليست من اختصاصه.
اذن النصيحه التي احتاجها المالكي والتي سميت بتعويذة اوباما والتي قطع المالكي آلاف الكيلومترات للحصول عليها هي ضرورة تحسين علاقته مع شركائه في الحكم وهذه النصيحه اساسا" تقدم له من قبل الشعب العراقي يوميا" من خلال الاعلام و التظاهرات المندده باسلوب ادارته للبلاد، ولكن لاتجد هذه النداءات آذان صاغيه من قبل سيادة القائد العام للقوات المسلحه. في دول العالم الديمقراطي تختلف القوى الحاكمه في الرأي والمبدأ ولكنها تتحالف عندما تكون القضايا المطروحه للنقاش تهم المواطن ومصلحة البلد لان هذه خطوط حمراء لايمكن تجاوزها،الا في العراق فيصر الحاكم ان ينفرد برأيه وليذهب الباقيين الى الجحيم.مااحلاها لو جلس الاخوه الاعداء معا" لحل معاناة الشعب المظلوم وينسون خلافاتهم وبذلك لايحتاج نوري المالكي اي تعويذه خارجيه وسيرى التعاويذ تنهال عليه من كافة الاطراف وكلها تنصب في مصلحة العراق و شعبه اذا كانت النية صافية................ و كنا قد وفرنا حتى مصاريف الفندق التي دفعها الوفد مكرهاً !!!!
ليس الجلبي وحده متأكد من الرشاوي والسرقات التي يرتكبها المسؤولون ،بل المسؤولين انفسهم عندما يطلون علينا في الفضائيات يتهمون بعضهم الاخر بالفساد وفقدان الامن ونقص الخدمات وكل واحد منهم يريد ان يبين لنا انه مستهدف وانه الوطني والحريص على شعبه وبعد ان يعطينا هذه الجرعه المهدئه يركب طائرته متوجها" الى عائلته في الدول الاخرى للاستجمام لحين انتهاء مفعول الجرعه ليعيد الكرَه بتصريحاته المعسولة .لااعرف ولا استطيع ان اخمن من هو الذي سيخرجنا من هذا الوحل ومتى، لانها تعتمد عليكم في الانتخابات القادمه اذا حفظنا الله من شر الزلازل والامطار والصخره المتدحرجه لعبعوب!!!

#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات