أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - سيرة اب - ابو الشهيد














المزيد.....

سيرة اب - ابو الشهيد


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 07:49
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يظهر له اي تشابه بين القادسية بايامها الاربعة ارماث واغواث وعماس والهرير، والحرب العراقية الايرانية بسنواتها الطويلة. كما لم يجد تفسيرا معقولا كيف يتفرج اول حفيد له على وميض مدافع ممتطيا سيارة والده على الكورنيش. استهتار بالحياة مثلته معارك حفرتها الام الناس في ذاكرة! ومنها شرق البصرة وكشك البصري والمحمرة والبسيتين وكردمند وغيرها.
لا يفهم كيف اصبح لحياة شباب العراق ثمن سيارة كورونا او برازيلي بل استكثر ذلك ابن العوجة عليهم لاحقا. وغرق في احاديث الناس عن عتاب احد العراقيين لابناءه في عودتهم جميعا من الجبهة في حين استلم الجار سيارة!.عبر الهاتف سمع بوضوح تام خبر اصابة ابنه البكر، واكد له اصابتة باليد، تحامل على نفسه ليخفي الخبر، وبجلد سأل
- اين هو الان؟
- في مستشفى الرشيد
- - نعم وين؟
قال المتصل انه في ردهة الجملة العصبية، وضرب اخماس باسداس، ما تعني هذه الاحجية. وسافر الى بغداد بحجة العمل، الا ان زوجته قالت ان شاربه ارتجف وهو يستلم المكالمة، فهناك امر ما. وربما فشل في التيقن من تعود الانسان على القلق والاضطراب او الارق، ولكنه الرحمن الرحيم من يزرع الصبر في قلوب الناس على تلك الماساة.
ضاعت منه مشاعر الفرح والسعادة في تماثل ابنه البكر على الشفاء من شظية في الراس، فقد كبت مشاعر الخوف والتوجس من مصائب تلك الحرب المجنونة بين العرب والفرس. كما كبتت كل الناس وقتها مشاعرها والامها لترقص في حب ابن العوجة، وتخشى نقد سيرته او الحرب حتى في دورهم، وقد ينقلها طفل الى خارج الدار والعقوبة في ابسط صورها الاعدام.
تضاربت الانباء بعد ان اشتعلت معارك في شرق العمارة، وابنه الثاني في تلك المطحنة. ترتبك الام كثيرا من القلق والخوف، ويرافق الاب ابنه البكر الى العمارة بسيارة الاخير الفوكس واكن. لقد تعافى ويشارك عبء السؤال عن اخيه. وربما تواسي الاب تجمعات الاهالي في الطريق الخارجي عمارة بغداد، وعلى فتحات طرق للجبهة، وتنقل سيارات الامداد لهم اخبارا عن لواء كذا ولواء كذا او بالدقة الافواج وسراياها، واحيانا بالاسم. تسلم الاب مفاتيح السيارة وشارك ابنه البكر سيارة ايفا الى خطوط يسمح لهم بالدخول اليها.
على باب داره يطلب منه غريبان بملابس مدنية مرافقتهم لمركز الشرطة مع التاكيد ان الموضوع هين وبسيط. رافقاه بسيارته المسكوفيج، وكان الصمت بانتظاره في مركز الشرطة، والوجوم على وجوه البعض. يستفسر وبالحاح فيجيب مفوض:
- عمي شكلك، شكلك، هذا ابنك بالصندوق شهيد
يقبله الجميع، يسندوه، يجلسوه، ويعزوه بكلمات غريبة عنه. ويستسمح الغريبان صرفهما على حاجات السفر من اربيل من المال المرسل مع الشهيد. استشهد ولده في كردمند (جبال على الحدود بين العراق وايران) ومثلت هذه الارض امتدادات افتراضية لقادسية سعد.
ازمة حليب الاطفال خانقة في المحافظة، ويطلب المادة من كل زائر باسم الحزب للعائلة للاطمئنان على حاجاتها! انها خدمة للشهداء. ولم يعد زائر واحد منهم بعلبة حليب الاطفال لابنة الشهيد. وفي مراجعات ابنه البكر في بغداد يمر على سوق الثلاثاء، وحليب الاطفال من كل نوع. ينقل عددا من العلب لسيارته ويعود ليحصل على كارتون واخر. واستغرب الجميع عند سردها، ولم يضيف احد بان المحافظة جبهة قتال، وتطال المدنيين قصف عشوائي وحصار على الحليب، والاخرين لا يشعرون بالحرب. تكرر الوضع مع البطاطا!!.
لحظات استعرضها حين تغير تعريف الشهيد، وتحول ولده الى متوفي في قرارات لم يعلنها اولي الامر، بالشكل الذي يمكن الجميع من هضمها. ويبقى الادب خير من يرسم صورة لدور الشهيد
سلام على جاعلين الحتوف جسر للموكب العابر



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة اب حب المغامرة
- هروب من ماضي
- ملاحظات حول شخصية الفرد العراقي
- دوافع وحاجات (مشاهدات من العراق)
- هذيان سياسي
- الجلبي يكرم الاول على الرياضيات – كلية العلوم في جامعة بغداد
- شخصية رحامية (افكار خاصة)
- ثقافة العنف: نظرة خاصة
- لو يسعى التيار الديمقراطي من اجل كتلة سياسية
- ملاحظات حول مستقبل العراق
- تغيرات في اليات التعليم الطبي
- نائب
- شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)
- نموذج ام عراقية (والدتي)
- ادوار سياسية
- الاكاديمي والعمل السياسي في العراق
- غضب الاطفال
- اغنية خي خي وذكريات خاصة
- العراق بحاجة لتحالف القوى الديمقراطية
- ترقية علمية 1 - 2


المزيد.....




- -خطير للغاية-.. حقائق عن إعصار بيريل
- شاهد: دمار في كييف نتيجة قصف روسي
- يورو 2024: إسبانيا تكتسح جورجيا وتلتقي ألمانيا في ربع النهائ ...
- انتخابات فرنسا.. أقصى اليمين يتصدر
- 18 وزيرا من الحاليين لن يكونوا فيها.. برلماني مصري يكشف موعد ...
- إصابة 18 جنديا إسرائيليا بانفجار مسيرة فوق هضبة الجولان
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه مقر الفرقة 91 في ثكنة بران ...
- روسيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي
- كأس أمم أوروبا: إسبانيا تقسو على جورجيا وتتأهل لمواجهة نارية ...
- لبيد يؤكد: نعمل مع قادة المعارضة لإسقاط حكومة نتنياهو


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - سيرة اب - ابو الشهيد