يوسف عكروش
الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 00:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كَثُر الحديث خلال اليومين السابقين حول ما سمي الاتفاق حول النووي الايراني حيث بادر كلُ طرف الى تصوير الانتصار الكبير الذي تحقق فالغرب وبعض ملحقاته ومنها العربية صوّره على أنه انتصار كبير وروسيا وملحقاتها وأيضاً منها العربية صورت الاتفاق على أنه نصر كبير!
هنا لا بد من التوقف ولو قليلاً عند هذا الأمر ونرى أسبابه الحقيقية ودوافعه ونتائجه.
إن أزمة الامبريالية العالمية وتجذرها ووصول النظام الراسمالي الغربي الى حافة مؤخراً الانهيار - أزمة الموازنة الأميركية ورفع سقف الديون .. يعني مزيد من سرقة العالم وبالأخص العربي- دفـــــــع بعصابات الحكم الأميركية- الأوروبية الى دفع ثمن الى عصابات راسالمال الروسية وملحقاتها في الشرق وبالتالي غض النظر عن اسم القاتل في المنطقة العربية واطلاق يدّ عصابات محمية من الدب الروسي الذي يعتقد أن رأسماليته الصاعدة تعطيه الحق في اإعادة طرح تقاسم النفوذ على المستوى الدولي وعملية ""المكاسرة "" هو ما أدّى الى التوصل الى ما يسمى بالاتفاق حول النووي الايراني.
إن من يقلل من شأن الدولة الايرانية كدولة لها حضور في المنطقة يغالط الواقع ولكن علينا أن ننظر بعمق الى أسّ هذا الوجود ومن يحميه.. فالقوة الايرانية ليست بالمستوى الذي يسمح لها بالمكاسرة وإن سمح لها بالمكابرة، بل أن من يحمي ويدعم ويحافظ على هذا الدور هو عصابات الراسمال ومافياته في روسيا وملحقها الصيني، وبالتالي فإن الاتفاق فعلياً اتفاق روســــي- أميركـــــي بامتياز.
وبعد فإن المنطقة برسم تقاسم النفوذ والخيرات الروسي- الأميركي وذلك يجعل من سوريا وغيرها ساحة النزال والدم العربي السوري هو الثمن.
لم يكن نظام عصابات الحكم الأسدية في سوريا بالعدو الحقيقي الذي يهدد المصالح الأميركية أو الصهيونية مثلما كانت فزاعة صدام حسين يوماً ذريعة لاحتلال صنبور النفط بشكل مباشر كذلك كانت فزاعة "الممانعة والصمود" وكذلك هي فزاعة النووي الايراني!..
#يوسف_عكروش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟