|
ملاحظات سريعة حول موْتمر التفليسة الأسدية العاشر .. في دمشق
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 11:20
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
بدأ الموْتمر بدماء الضحايا البريئة قبل أن يبدأ بعدة أيام . قبل أن يبدأ بنشيد حزب البعث عوضا ّ عن النشيد السوري . افتتح في حي الأشرفية في بيروت باغتيال المناضل الوطني الديمقراطي والمثقف الثوري الكبير سمير قصير الخالد خلود زيتون فلسطين وأرز لبنان الذي حمل سمير نسغه مع الدم في شرايينه .. وفي القامشلي وقرية تل معروف بالتحديد التي أعطت للوطن الفقيه المتنور الديمقراطي والمثقف الكبير الشيخ معشوق الخزنوي الذي اغتاله النظام وحاول إخفاء جثته دون جدوى .. كما حاول عبد الحميد السراج إخفاء جثة الشهيد فرج الله الحلو دون جدوى ثم ذوّبها بالأسيد ... التاريخ يعيد نفسه مرتين كما يقول ماركس : مرةبشكل مأساة وأخرى بشكل ملهاة . - والقلتل واحدعدو الإنسان والحقيقة وحرية الكلمة وقبل افتتاح الموْتمر العتيد بيوم واحد أطلق الرصاص على متظاهرين عزّل في القامشلي من أبناء شعبنا الكردي أصيب منهم خمسة عشر شاباّ وشابة برصاص مخابرات التفليسة إصابات بعضهم خطرة إلى جانب ثلاثين معتقلا لايعلم مصيرهم ...؟ هطذا افتتح الموْتمر العتيد بنشيد ( عاش بعث العرب ) لأن النشيد السوري ( حماة الديار عليكم سلام ) لايليق بالتفليسة وعولمة وتجديد منطلقها الإيديولوجي الذي حقق منجزا إيجابيا نعترف به وهو إلقاء الشعار المعتاد ( وحدة . حرية . إشتراكية ) في القمامة بعد إنجازه مهمته التاريخية الجلية في نظام القتلة واللصوص الذي يعرفه كل ذي بصر وبصيرة ...؟ وهذه إيجابية تسجل لهذا الموْتمر العتيد جميع الخطباء الذين توالوا فاقوا خطباء وشعراء سوق عكاظ تمجيدا للقائد الفذ والعبقري ( من عبقر ) وريث والده الفذ والعبقري وبطل التحرير أيضا وكما يقول المثل الشعبي ( فرخ البط عوّام ) وكان يعلم هوْلاء الفطاحل سلفاّ أن من التقاليد العكاظية التي رسّخها الأب القائد .. أن التصفيق في الموْتمرات مرهون بذكر اسم القائد الملهم كإسم ( للجلالة ) أو لوريثه على الأرض لذلك كان السيد ( غسان عثمان ) زعيم حزب من أحزاب جبهة شهود الزور لايعرف أحد إسمه . كان سباقا في ترديد إسم الجلالة ووريثه ونال بجدارة قصب السبق في التصفيق وكان أقل من حظي بالتصفيق السيد ( يوسف فيصل ) رغم أنه قدر وثمّن عاليا كالاّخرين كلمة الرئيس المفدّى .. لعله مكسوف بعض الشيْ على أرذل العمر الذي بلغه وباع فيه المبدأ والكرامة على أعتاب المصالح الأنانية دون أن تعني له معاناة الشعب والوطن شيئا ..؟ وكان أكثرهم بلهوانية سفسطائية مستمدة من المدرحية الأنطونجية السيد ( عصام المحايري ) رئيس الحزب السوري القومي الذي دعم النظام الأسدي منذ اغتصابه السلطة بشكل باطني قبل أن ينتقل إلى العلنية .. وكان المحايري هذا وقبله ( جوزيف الصايغ ) من نفس الحزب سكرتيرا خاصا للديكتاتور علما أن المحايري هذا حكم عليه بالإعدام في محاكمة عادلة وعلنية عام 1957 بعد اغتيال الشهيد عدنان المالكي والموْامرة الكبرى التي حاكها حلف بغداد بقيادة أمريكا وبريطانيا وجميع العملاء في المنطقة للقضاء على استقلال سورية والقضاء على نظامها الجمهوري الديمقراطي البرلماني المنتخب من الشعب في أنزه انتخابات بتاريخ سورية ومحاولة جرها إلى حلف بغداد وكان الحزب القومي السوري من أدوات هذه الموْامرة .. والمحايري هذ وزعيمه سعادة من أقطاب الحركة الماسونية في المشرق العربي علنا ...فهنيئا للنظام الأسدي ولجبهة شهود الزور به وبحزبه أما وريثة السيد بكداش ( وصال خانم ) كانت أكثر مديحا وتبجيلا من بقية المرتزقة وفاقتهم وقاحة في تهجمها على المعارضة الوطنية الديمقراطية اللبنانية التي تضم الحزب الشيوعي اللبناني وسائر قوى اليسار الديمقراطي التي استعادت استقلال لبنان وحريته بإنهاء الإحتلال الأسدي .. دون أن تذطر كلمة واحدة ولو تلميحا عن نظام القمع واللصوصية الأسدي وما يعانيه العمال والفلاحون الفقراء الذين تاجرت هي وزوجها وعصابتهما عقودا طويلة باسمهم ( صحيح اللي استحوا ماتوا )..؟ تمنيت أن يعود السيد ( فايز اسماعيل ) المناضل القديم الذي كنا نحترمه يوما .. أن يعود إلى جذوره في لواْ اسكندرون الذي تنازل عنه حافظ الأسد رسميا لتركيا لاأن يزور التاريخ وينسب منجزات الوطنيين لحزبه العتيد ...؟ وأن يعود الصديق القديم ( أحمد الأحمد ) إلى مدينته حماة معقل الوطنية السورية ويعيد قراءة تاريخ المناضل الوطني الكبير إكرم الحوراني ويتعلم منه من جديد ...؟ أنا لاأعتب على المرتزقة الاّخرين الذين باعوا مبادئهم وكرامتهم في سبيل ( فيلا ) في المزة وسيارة مرسيدس ومرافق يوْدي التحية ويفتح الباب لهم .. لكن أقول للذين كانوا يوما من الماضي مناضلين وطنيين ... أما اّن الوقت بعد كل هذه الماّسي والإنهيار والذل والظلم الذي ألحقه نظام القمع والإرهاب الطائفي والعشائري بشعبنا المضطهد ووطننا المغتصب .. لتنسحبوا من هذه المهزلة وتعودوا لأحضان شعبكم ضد نظام القمع وسلب أبسط حقوق الإنسان وضد القوانين والمحاكم الفاشية الإستثنائية المفروضة على شعبنا منذ أربعين عاما ... تمنى الشعب أن يسمع كلمة واحدة منكم دفاعا عن الحريات العامة والديمقراطية واستقلال القضاء التي اغتالها النظام منذ أمد بعيد تمنى الشعب أن يطالب واحد منكم بإطلاق سراح معتقلي الرأي والضمير في سجون نظامكم ....ليس المهم أن يبدأ الإنسان مناضلاّ وطنيا نظيفا . المهم أن ينتهي وطنيا نظيف اليد والقلب والمبدأ .. ولنا من مئات البعثيين الشرفاء أمثال : رياض المالكي وأكرم الحوراني وأنطون مقدسي ومنذر قولي وحسين شعبان والمئات غيرهم وكذلك مئات الشيوعيين الشرفاء في الداخل والخارج أو شهداء في القبور ... وكلهم قالوا لا للديكتاتورية العسكرية ونظام القمع والفساد ... نعم للديمقراطية ودولة القانون وحكم الشعب .. إن الهدف الرئيس لهذا الموْتمر تنفيذ إملاءات أمريكا وإرضاوْها بإرتهان سورية لإقتصاد السوق على أشلاء ما تبقى من إقتصاد وطني مع إخراج سخيف لايحقق أبسط مطالب شعبنا .. مع تقديم بعض ( كبوش ) الفداء أملا في استمرار التفليسة وعدم تصفيتها .. وقد سبق لي شرح ذلك منذ أيام قليلة على هذا المنبر الحر بعنوان ( من سيصفي التفليسة الأسدية في سورية ) .. وماذا ننتظر من هذا النظام المتجسد بأفعى ذات أجراس تملأ الغابة صخباّ ورعباّ إلى حمل وديع أم ننتظر من الغربان الجائعة أن تتحول إلى حمام زاجل أم هل ننتظر من العلّيق أن يحمل لنا تفاحا وعنبا ... الشعب وحده وقواه الوطنية الديمقراطية رغم أمراضها صانع التحرر الوطني ... ؟
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى الشهيد البطل رفيق سكاف .. على بطاح الجولان - حزيران
...
-
من سيصفي التفليسة الأسدية في سورية
-
الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي
-
رد على دعوة الأستاذ سلامة كيلة ورفاقه
-
في الذكرى السابعة والخمسين .. لنكبة فلسطين
-
عيدالأول من أيار ... بين الأمس واليوم _ إلى ملحق الأول من أي
...
-
الراية البيضاء .......؟؟؟؟؟؟
-
كلهم يطلب وصلاّ بليلى .. وليلى لاتريد سوى خدماّ وبوّابين
-
صيدنايا... قصيدة لاتنتهي _ القسم الثالث والأخير
-
لاتقلها .. ياعزيزي أبا رشا
-
تحية إلى الشعب العربي الأحوازي المناضل في سبيل تحرره الوطني
...
-
في ذكرى الجلاء أين أضحى استقلال سورية ولبنان
-
دعوة .. لبناء جمعية وطنية ديمقراطية سورية في الخارج لوضع دست
...
-
مسرحية ( كراكوز وعواظ ) سورية أمام البرلمان الأوربي
-
صيدنايا... قصيدة لاتنتهي ...؟
-
صيدنايا ... قصيدة لاتنتهي
-
السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي -3 .. ؟
-
السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي ..؟
-
أيها القتلة واللصوص .. إرفعوا أيديكم عن لبنان .. كفى
-
السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي ...؟
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|