المؤتمر العلمي العربي العاشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين(تقرير)

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 09:43
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

برعاية دولة رئيس الوزراء الاردني الدكتور عبد الله السنور،عقد المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين مؤتمره العاشر في عمان للمدة 16 – 17 تشرين الثاني (نوفمبر) شارك فيه اكثر من 150 باحثا واكاديميا من الدول العربية والقيت فيه 48 ورقة وبحثا تناولت برامج في تنمية قدرات واستراتيجيات التفكير الابداعي، والتعلم المستند الى الدماغ، وتكنلوجيا المعلومات والاتصالات،ودور التفاعل البيئي والبيولوجي والاجتماعي في تنمية المواهب، والمهارات الحسية والحركية للمبدعين، وانظمة الكشف عن الموهوبين، وسياسات تربية الموهوبين في الوطن العربي..فضلا عن اشكاليات التنظير في مجالات الابداع والابتكار والموهبة .
وقد اشار الاستاذ الدكتور فتحي جروان في كلمة الافتتاح الى ان ما نشهده من تقدم مذهل في مجالات المعلوماتية والاتصالات في الدول الغربية هو في واقع الامر نتاج العقول والادمغة التي استقطبوها من كل بقاع الارض بما فيها بلادنا العربية..التي صرنا نستمتع فيها بمشاهدة (سباقات الخيل) و(سباقات الهجن) ولكننا نرفض تطبيق نفس الفكرة لمصلحة ابنائنا من النوابغ والموهوبين..وشكا بؤس الحال ان الموال تذهب هنا وهناك فيما المراكز العلمية المعنية بالابداع ليس لها نصيب.
وقد شاركنا في هذا المؤتمر ببحث يشخص معوقات الابداع في العالم العربي ويطرح توجها مقترحا لرعاية الابداع والمبدعين بعد ان تولّد اليقين لدى الناس والأنظمة السياسية بان مستقبل الدولة مرهون بما لديها من موهوبين ومبدعين،مستعرضا الاشكاليات المفاهيمية بخصوص الابداع والابتكار والموهبة،وعرضا مكثفا لأربع عشرة نظرية في الابداع، ونقدا موجزا لها يخلص الى أن أية نظرية،قديمة أوحديثة،لم تقدّم تفسيرا كاملا وشاملا للابداع.
وركز البحث على ثلاثة معوقات احدثتها السياسة في العالم العربي ضد الأبداع والمبدعين،هي:
• الأولى..ان ما ينفق على التعليم رقم ضئيل جدا بالقياس لما ينفق في شراء الأسلحة.(بحسب المركز الروسي لمبيعات الأسلحة)،بلغت مبيعات الأسلحة الأمريكية الى دول الخليج العربي فقط 123 مليار دولار ،فيما لم ينفق ربع هذا المبلغ على التعليم علما بأن الوضع المالي للأنظمة التربوية الخليجية أفضل كثيرا من الدول العربية الأخرى...وما تنفقه اسرائيل على البحث العلمي اضعاف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة.
• الثانية: ان السياسة دفعت الدول العربية الى ان يكيد بعضها ضد البعض الآخر، واشغلتها بخلافاتها العقائدية وصراعات الأخوة الأعداء على السلطة والثروة وسلوكياتها اللااخلاقية التي حولت الفساد من خزي الى شطارة..وأنموذجه العراق.
• والثالثة التي ما كانت متوقعة:ان رياح التغيير التي هبت على العرب في يناير وفبراير 2011 كان يتوقع لها ان تفتح الباب واسعا لابداع عربي وديمقراطية وسلام..غير ان رياحها سارت بالاتجاه المعاكس....ولهذا كانت البيئة العربية طاردة للأبداع من الف سنة ..ولن تكون حاضنه للأبداع الا بممارسة الديمقراطية كسلوك حضاري وتطبيق العدالة الاجتماعية.
• والرابعة :ان العقل السياسي العربي مصاب باحولال عقلي.فمع ان كل دول العالم المتقدم ادركت بعد ان اطلق الاتحاد السوفياتي سبوتنك في خمسينيات القرن الماضي ان الابداع هو القوة الحقيقية لتطور المجتمع، واولها امريكا التي قامت في الستينات بثورة في اهداف وطرائق التربية..وصار الاهتمام بالإبداع والمبدعين من أولوياتها،فان العقل السياسي العربي اهملها لأنه أحول.ولو أنه قرأ التاريخ في مجالات السياسة والاقتصاد والنظم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والفنون..لوجد أن المبدعين هم الذين يغيرون العالم ومسار التاريخ أيضا ،بل وحتى تغيير الأنموذج الذي ننظر من خلاله الى الكون ايضا..لكنه لن يقرأه لأنه أحول عقل.
ولقد اقر المؤتمر توصيتين تقدمنا بهما:
الأولى: تشكيل لجنة من المؤتمر لانضاج مقترحنا الموسوم (نحو نظرية جديدة للأبداع في العالم العربي) وتقديمه الى وزارات التربية والتعليم العالي في الدول العربية كمبادرة ومنجز من مؤتمر معني بالابداع وراعية له منذ عام 1996 ،منطلقلين من افتراض أن ازدياد المبدعين في العالم العربي يساعد على ازدهاره ويسهم في اشاعة السلام في العالم.
والثانية: اصدار بيان بأسم المؤتمر يدعو الى اتخاذ اجراءات عاجلة للحفاظ على العقول العراقية المبدعة، وتأمين عودة الأكاديميين والعلماء المهاجرين ليسهموا في بناء وطنهم الذي دمرته الحروب والصراعات على السلطة والثروة.
اننا اذ نتوجه بالشكر والتقدير الى الهيئة الادارية للمجلس العربي للموهوبين والمتفوقين لعقدها مؤتمرها العلمي المميز هذا،فاننا ندعو الجهات العلمية والرسمية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العربية وميسوري الحال الى دعم هذا المجلس ماديا..ولو بعشر ما يصرفونه على سباقات الخيل والهجن والمتع الشخصية التي يحرمها الدين الذين يدّعون انهم حماته.

#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات