وسط صمت تواطؤي مطبق من قبل - العالم الحر- : جريمة مروعة يقترفها نظام القذافي بحق الصحفي ضيف الغزال

المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير

الحوار المتمدن-العدد: 1221 - 2005 / 6 / 7 - 11:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

بعد حوالي أسبوعين من اختطافه عثر على الصحفي الليبي ضيف الغزال مقتولا وممثلا بجثته في منطقة قنفودة الواقعة غربي مدينة بنيغازي ( في الشرق الليبي) . وأكدت منظمة " الرقيب " الليبية المدافعة عن حقوق الإنسان في رسالة تلقتها " المنظمة " أن " تقرير الطبيب الشرعي أشار إلى أن ضيف الغزال تعرض لعملية تعذيب بشعة تمثلت بقطع أصابعه وطعنه بالسكين قبل إطلاق الرصاص على رأسه " . و نقلت منظمة " الرقيب " عن تقرير الطبيب الشرعي قوله " إن الجثة كانت مقيدة اليدين ومتحللة " ، الأمر الذي يعني أن عملية القتل ربما تكون نفذت فور عملية الاختطاف التي حصلت ليلة 21 أيار / مايو الماضي . وكانت " المنظمة " قد تلقت في وقت سابق تقريرا من مؤسسة " الرقيب" يشير إلى أن أسرة المغدور ، وفو حدوث عملية الاختطاف ، سارعت إلى الاتصال بجميع مراكز الأمن الداخلي والخارجي التابعة للسلطات الليبية إلا أن هذه المراكز نفت وجوده لديها .
والواقع إن نفي مراكز الأمن الليبية وجوده لديها لا يبرئ النظام الليبي من تحمل مسؤولية الجريمة ، للأسباب التالية :
أولا ـ لقد نفت أجهزة الأمن الليبيبة في الماضي مرارا وتكرارا وجود بعض المفقودين لديها . وتبين لاحقا أنهم قتلوا في مذبحة سجن أبو سليم في العام 1996 ، وهي الجريمة الشبيهة بتلك التي ارتكبتها عصابات " سرايا الدفاع " ، التي كان يقودها رفعت الأسد ، في سجن تدمر العسكري بسوريا عام 1980 وأسفرت عن مصرع المئات من السجناء العزل . ومن المفيد الإشارة إلى أن آخر عملية نفي مشابهة صدرت عن السلطات الليبيبة كانت في شباط / فبراير الماضي ، والتي تتعلق بالصحفي المخطوف عبد الرزاق المنصوري ( وهو من منطقة بني غازي نفسها أيضا !!) . وقد تبين مؤخرا أن عبد الرزاق المنصوري معتقل لديها !
ثانيا ـ من المعلوم أن ما يسمى بـ " اللجان الثورية " ، وهي أقرب ما تكون إلى صيغة " حزب سلطة " ، تتصرف منذ سنوات طويلة كما لو أنها جهاز أمن خاص قائم بذاته ، حيث تقوم بعمليات الاختطاف والقتل والتعذيب في مراكزها الخاصة على طريقة العصابات . ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن المغدور ضيف الغزال كان عضوا في هذه اللجان وغادر صفوفها معلنا في تصريح صحفي أنه لن يعود إلى الكتابة في الصحف الليبية قبل تصحيح المسار الأعوج للدولة ، وهو ما أفقد هذه المنظمة صوابها .
ثالثا ـ بافتراض أن المغدور لم يكن مختطفا ومعتقلا من قبل أي جهة رسمية أو شبه رسمية ، وهذا غير مقنع لأن جميع المؤشرات تفيد بأنه كان لدى إحدى هذه الجهات ، فإن النظام الليبي يتحمل المسؤولية كاملة ، على الأقل لجهة عدم إيلاء القضية أية أهمية بعد أن قامت أسرة المغدور بالإبلاغ عن اختطافه . وبعد أن ذاع خبر تصفيته والتمثيل بجثته لزمت السلطات الليبية الصمت واكتفت بتصريح ورد على لسان نقابة الصحفيين الليبيين ( وهي هيئة تابعة كليا للنظام ) يحتج على إثارة القضية قبل التحقيق رسميا فيها ، وهو تحقيق لم تباشر به أي جهة قضائية أو أمنية رسمية منذ اختطافه الشهر الماضي !
رابعا ـ لم يكن للمغدور أية خلافات أو خصومات شخصية . وجميع خصوماته كانت ذات طابع سياسي يتعلق بحرية الرأي ، ومع النظام واللجان الثورية تحديدا !
لهذه الأسباب تحمل المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير النظام الليبي ، وأجهزته الرسمية وشبه الرسمية ، المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة البربرية ، على الأقل إلى أن يقدم هذا النظام أدلة وقرائن صحيحة ودامغة تثبت براءته من دم الزميل ضيف الغزال . وهذا ما لا ننتظره منه ، بالنظر للسجل المخزي للنظام الليبي في اقتراف الجرائم ضد معارضيه .
تنتهز " المنظمة " هذه المناسبة لتجدد تنديدها وشجبها للصمت المشبوه الذي يبديه " العالم الحر " إزاء الجرائم التي ترتكب ضد حقوق الإنسان في جمهورية الخوف الليبية ، ولتتساءل عما إذا كان التخلي عن أسلحة الدمار الشامل من قبل أي نظام ديكتاتوري يكفي لمنح هذا النظام صك براءة من جرائمه وضوءا أخضر لاقتراف المزيد منها !!؟
ضيف الغزال في سطور :
ـ مواليد أيار / مايو 1973 .
ـ تخرج في كلية الإعلام بجامعة قاريونس في العام 1995 ، وعمل إثر ذلك لمدة خمس سنوات في صحيفة " الزحف الأخضر"
ـ مرشح لرئاسة فرع نقابة الصحفيين في بنيغازي .
ـ عضو في رابطة الأداء والكتاب الليبيين .
الرحمة والذكرى العطرة لشهيد الصحافة والحرية ضيف الغزال ، والعزاء لذويه وزملائه وأصدقائه ، والحرية للشعب الليبي وفي طليعتهم الصحفي عبد الرزاق المنصوري ، والخزي لنظام الإرهاب في جمهورية الخوف الليبيبة .

#المنظمة_العربية_للدفاع_عن_حرية_الصحافة_والتعبير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات