أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - إسم الله في البطّيخ













المزيد.....

إسم الله في البطّيخ


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمرّ يوم دون أن يشاهد متصفّحو الأنترنات وخاصّة روّاد مواقع التواصل الإجتماعي صورا تتحدّث عن معجزة ظهور إسم "الله" الإسلامي في الطّبيعة. فهذه صورة تظهر إسمه على قشرة بطّيخة، يقال أنّهم وجدوها في فرنسا، وهذه صورة تظهره على قشرة بيضة، وهذه صورة أخرى تظهره على جلد بقرة أو حمار أو على قشرة سلحفاة أو في شكل شجرة أو نبتة صبّار... بعض هذه الصّور مفبركة بواسطة برامج الكمبيوتر مثل "فوتوشوب" وغيره، أي مجرّد خدعة مقصودة يقوم بها ويروّجها أناس منافقون، والبعض الآخر حقيقيّة ولكنّها من نوع الوهم الذي يستحوذ على عقل الإنسان عندما ينظر إلى السّماء ويطيل النّظر فيخيّل إليه أنّ الغيوم تشكّل صورة حصان أو وجه بشري أو غيرها من الصّور.
لكنّ المسلم، الذي وقع غسل دماغه بخرافات الإسلام و"الله" القادر على كلّ شيء والموجود في كلّ مكان، هذا المسلم الذي يعيش محاصرا بين تفاهات القنوات الفضائيّة والإذاعات الدّينيّة ونهيق المؤذّنين المرتفع من المآذن مئات المرّات في اليوم الواحد وبالكتب الصّفراء (من قرآن وكتب أحاديث وسيرة وتفسير وفوائد الصّوم وحكم تارك الصّلاة وعذاب القبر والحجاب، إلخ) المنتشرة في المكتبات وعلى أرصفة الشوارع (كما هو الحال في تونس) وفي معارض الكتاب (رغم قلّة هذه المعارض)، لم يعد لديه أيّ حسّ نقدي تجاه ما يتعلّق بالإسلام بصفة عامّة. فالمسلم لا يتساءل ولا يشكّ ويأخذ كلّ ما يقدّم له تحت شعار "الإسلام" دون فحص أو تفكير...
ومن جملة الأسئلة التي يجب أن تُطرح في هذا الموضوع، والتي أتحدّى أيّ مسلم أن يجيب عليها، سأورد الآتي:
لماذا لا تظهر هذه "المعجزات" المزعومة إلاّ باللّغة العربيّة؟ هل ربّ الإسلام جاهل أمّيّ لا يتقن إلاّ اللّغة العربيّة؟ أليس "العليم" من أسمائه؟ فكيف يكون "عليما" و"جاهلا" في نفس الوقت ويدّعي بعد ذلك أنّه إله؟ ألا تسقط عنه صفة الألوهيّة بإثبات جهله؟ وإذا كان جاهلا باللغات الأخرى، فمن أين أتت هذه اللّغات؟ هل هناك آلهة أخرى؟
هل هذه "المعجزات" موجّهة للعرب فقط؟ ألا يدّعي القرآن (الذي يزعمون أنّه كتاب هذا الإله) أنّ الإسلام دين أتى للعالم كلّه وأنّ "الله" الإسلامي هو ربّ الكون كلّه؟ فلماذا يحرم الشّعوب الأخرى التي لا تعرف اللّغة العربيّة (وبعضها، مثل السّكّان الأصليّين لأستراليا، لا يعرف أصلا بوجود العرب) من "معجزة" ظهور أسمه على الخضار والغلال والحيوانات باللّغات التي يتقنونها؟ أم أنّه ربّ عنصري لا يعترف إلاّ بالعرب؟
لماذا لا نرى بطّيخة تحمل إسم "Allah" بالأحرف اللاّتينيّة، مثلا، أو اليونانيّة أو العبريّة...؟ أليس ربّ المسلمين هو نفسه ربّ الشّعوب الأخرى؟ أم أنّ هذا الرّبّ المزعوم يثق ثقة عمياء في حماقة العقل العربي لذلك يغرقه بالسّخافات والخزعبلات ويعرف أنّ العرب هم الشّعب الوحيد الذي يبحث عن دلائل القدرة الإلهيّة في القشور وأنّهم الشّعب الوحيد الذي يفرح ويهلّل ويقيم الأعراس لمجرّد رؤية إسم "الله" حتّى لو كان على البراز أو في مصبّ الفضلات (ولا يرون في ذلك إزدراء له)؟
هذه بعض الأسئلة التي حرّكتها في داخلي هذه الظّاهرة الغريبة التي أصبحت متفشّية في المجتمعات العربيّة التي تتصدّر قائمة الشّعوب في التّخلّف وفي نسب الأمّيّة بحسب الإحصائيّات العالميّة. والجدير بالذّكر أنّ هذا الأمر ليس محصورا في الفئات التي تعاني الأمّيّة فقط، بل يتجاوزها إلى الفئات المتعلّمة وحتّى المثقّفة. وقد كان لي ذات يوم حوار قصير مع أحد المصريّيّن عن صورة من هذا القبيل، فقال لي: "معجزات الله في خلقه لا تحصى ولا تُعدّ... خذ مثلا: هل تعرف أنّ الشرايين والأوردة التي تخرج من القلب البشري تشكّل إسم "الله"؟ وهذا دليل على أنّ الله في قلب الإنسان، وقلب الإنسان هو مصدر الإيمان والعقل، مثلما أخبرنا بذلك في القرآن..." فسألته عن عمره وعن مستواه التّعليمي وعن مهنته، فأخبرني أنّه في الأربعينات من عمره، على ما أذكر، وأنّه مهندس معماري... عندها ودّعته وأنهيت الحوار...
أرجو أن يفكّر هؤلاء الحمقى الذين يروّجون لهذه الخزعبلات على أنّها "معجزات" في كلّ هذه الأسئلة، وأن يسعفونا بأجوبتهم إن كانت لديهم أجوبة عقلانيّة ومنطقيّة.
وختاما، أقول: من يصدّق قصص الأشباح، سيراها في كلّ مكان.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليأتوا بحديث مثله - سورة النّغل
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الحقيقة
- الرّدّ على تعليق صالح الوادعي على سورة الوهم
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الحمار
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الوهم
- فليأتوا بحديث مثله - سورة فكّر
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الجهل
- ردّا على مقال -حامد رمضان المسافر-: ماهو الإسلام الحقيقي؟
- رسالة للذين يعتقدون إعتقادا جازما أنّ الإرهاب ليس من الإسلام
- الحرب الأهليّة قادمة في تونس، فلتستعدّوا للدّفاع عن حياتكم أ ...
- المسلمون أجداد وآباء وإخوة القردة والخنازير، حسب قول محمّد ب ...
- مسودّة رسالة مفتوحة للدّعوة لإعدام الأوهام الدّينيّة وإعتناق ...
- لقد أعزّ الله المسلمين بالإسلام وأذلّ الكفّار بكفرهم
- بينما الإلحاد في مصر يرتفع، تنتج عنه ردود فعل عنيفة
- معاداة الإسلام ليست جريمة والمجاهرة بها حقّ إنسانيّ يجب أن ي ...
- الزّنا الشرعي بين آيات محمّد بن آمنة وفتاوى جهاد المناكحة لم ...
- الدّليل على تفاهة إستعمال مبدأ السّببيّة لإثبات وجود الإله ا ...
- الدين في التحليل النفسي
- كريستوفر هيتشنز يتحدّث عن -الإسلاموفاشيّة- أو -الفاشيّة الإس ...
- في تفاهة إستعمال المسلمين لحجّة العدد لإثبات صحّة الإسلام


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - إسم الله في البطّيخ