أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوال السعداوي - الأسرة الدينية فى الدولة المدنية














المزيد.....

الأسرة الدينية فى الدولة المدنية


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 00:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب السياسة عليهم أن ينتبهوا إلى أن الشباب والشابات والأجيال الجديدة لم تعد تقرأ، وإن قرأت فهى لا تقرأ إلا سطراً أو سطرين على الأكثر من أى مقال مهما عظم صاحبه وطال عنقه «كالعنقاء تكبر أن تصادا»، الأجيال الجديدة لا يمكنها متابعة الكتابات السياسية والمقالات الصحفية التى أصبحت تتضاعف مع مرور الأيام؟ ومن يمكنه قراءة هذه الصفحات الغارقة فى الحبر الأسود والأحمر والأخضر والأصفر؟ رائحة الحبر الردىء المغشوش فى السوق الحرة تزكم الأنوف الحساسة، والأسطر الرصاصية الدقيقة المهروسة بتروس المطبعة تؤلم العيون المجردة دون وقاية، فما بال القراءة فى ظل التوتر والقلق والأرق والاكتئاب العام الذى يغمر بلادنا؟

بعض المقالات تشغل صفحة كاملة أو ثلاثة أرباع أو نصف الصفحة على الأقل.

بعض الكتاب ممن يحملون لقب كاتب كبير (أو كاتبة كبيرة) يقيسون قيمتهم الأدبية أو السياسية بحجم ما يملكون من المساحة، تزيد قيمة الكاتب بازدياد المساحة، وإن كانت فى النصف الأعلى للصفحة تتضاعف القيمة، أو على عمود بارز طويل أو مستطيل أو مربع.

الإيجاز والتواضع هما الحل الوحيد لإعادة الشباب للقراءة التى أصبحت مرهقة بسبب الغرور والإسهاب.

الاقتصاد هو أساس الإبداع، إذا حققت كلمتان المعنى المطلوب فالكلمة الثالثة إهدار وتبذير ممقوت، كيف يمكن التعبير عن معركة الديوك الحزبية، أو حلبة الصراع على السلطة والدستور دون ثرثرة وإطناب؟ كيف يمكن الإشارة إلى الكذب العالمى والعربى والمحلى بجملة أو سطر أو نصف سطر؟

الكتابة السياسية فى رأيى لا تختلف عن كتابة الأدب والشعر، دون الحاجة إلى عناصر القصة أو القصيدة، ومنها التصوير والتجسيد والإيقاع والموسيقى والمجاز والاختزال والتكثيف والتلميح.

كلمة واحدة أو اثنتان أو ثلاث تبقى بعد قراءة المقال العظيم تظل تدوى فى الرأس لأيام أو شهور أو سنين، لا يبقى فى الذاكرة من أعظم الروايات إلا كلمات قليلة، فلماذا كل هذا السيل الجارف من الحبر فوق الورق؟!

أغلب النقاد يفصلون بين الكتابة السياسية والكتابة الأدبية، لكنى أرى أن التكثيف والإيجاز والإيحاء والإبداع مطلوبة فى أى كتابة جيدة. مواقع التواصل الاجتماعى المؤثرة لا تزيد على كلمتين أو سطر واحد، لكنه يدوى فى الرأس مثل نغمة موسيقية قصيرة، تبدأ بكلمة ثم تسلم نفسها لكلمة كالضربة النهائية على الوتر المشدود.

الكتابات السائدة فى العالم مصيرها الانقراض إن لم تخضع نفسها للتطور الفنى الدائم، لهذا أواصل الإيجاز واختصار ما أكتب، فالإيجاز فن وعلم دقيق يستوجب التدريب.

مفهوم الصحة النفسية لم يعد القدرة على التكيف للنظام السائد، بل أصبح القدرة على التمرد والثورة لإسقاط هذا النظام، وإذا كان النظام قاهرا مستبدا فهل الإنسان السليم صحياً هو المستسلم الذليل، أم المتمرد الثورى الشجاع؟ وهل هناك مرض نفسى أو جنون أكثر من نظم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتوابعها فى الدول الأخرى؟ هل هناك جنون أكثر من أن التجسس والتنصت والكذب والمراوغة والخيانة أصبحت أساس النجاح فى الكتابة السياسية والعلاقات الدولية والعائلية؟ وهل هناك جنون أكثر مما يحدث فى لجنة الخمسين وحزبها السلفى فى مصر فى لجنة نظام الحكم المدنى ونظام الأسرة الدينى فى إطار مبادئ الشريعة وأحكامها حسب مذاهبها المعترف بها فى القرن الأول الهجرى؟!



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوارير ذكورية والجوهرة المصونة
- واحدة من النساء تكفي
- أيضحكون على دقون النساء؟
- القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!
- فقط لأنها ليست ولداً؟
- لماذا أصبحت المعرفة خطيئة؟
- الأسئلة البديهية الطفولية
- هل نتعلم مما يحدث فى أمريكا؟
- الشيوعية. والإسلام. وجدتى
- الطفلة والشيخ العجوز
- قانون العيب المزدوج
- اقتلاع جذور التفرقة
- لجنة الخمسين والسقف المحرم!
- الجمال والإبداع والنرويج
- ذكرى ثورات كانت ولا تكون
- مكياج الوجوه القديمة
- إقناع أنفسنا قبل إقناع الآخرين
- بناء عقل مصر فى دستور جديد
- الثورة والحسم وسقوط الكذب
- هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟


المزيد.....




- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوال السعداوي - الأسرة الدينية فى الدولة المدنية