أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - غيفارا-بن لادن-بلاك ووتر














المزيد.....

غيفارا-بن لادن-بلاك ووتر


سعادة عودة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما بين غيفارا وبن لادن وبلاك ووتر
لم تظهر في كتابات رجال النهضة الحديثة تمجيدا للانتصارات العسكرية الإسلامية وأقصد بالتحديد مطلع القرن العشرين و ما قبل الحرب العالمية الأولى , أو فلنقل لم يكن التناول بالأسلوب الخطابي التحريضي كما هو الآن ، فما الذي خلق هذا التحول الكبير في تناول القادة العسكريين بهذا الحماس وهذه القوة وخاصة صلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد ؟
اعتقد أن السبب راجع إلى ما نال الشعوب العربية والإسلامية من هزائم ذريعة قبل الحرب العالمية الأولى وما بعدها ، فالاستعمار الفرنسي والإيطالي والبريطاني كان قد استولوا على شمال إفريقيا ، أما ما بعد الحرب العالمية الأولى فقد اقتسمت بريطانيا وفرنسا الهلال الخصيب بعد أن اقتطعته من الأملاك الدولة العثمانية.
ولعل ما زاد الشعوب إحباطا تلك الحكومات التي أقامها الاستعمار لتنوب عنه في حكم البلاد، وكان معظمها ممالك وإمارات ، وهذه الحكومات كانت تحت إمرة المندوب السامي وبالتالي وزير المستعمرات البريطانية ، وازداد الإحباط وطأة بعد أن عجزت بريطانيا عن الصرف على مستعمراتها ، بعدما خرجت مثخنة من الحرب العالمية الثانية، كانت أمريكا متأهبة لترث مستعمراتها، فورثت الأرض والشعب ولكنها زهدت بالحكام ، فأزالتهم بانقلابات لصالحها ، لتضع انقلابيين يأتمرون بأمرها .
وصدق الناس هذه اللعبة على أنها ثورات وحركات وطنية ، فجاءت حرب عام 67 لتقوض كل الآمال والطموحات التي استشرقتها الشعوب العربية لحياة كريمة عزيزة .
هنا رجعت الشعوب العربية كما يقول المثل (تفتش في الدفاتر العتيقة) أو كما يقولون (إن أردت أن تفرح العجوز فذكرها بليلة عرسها)، إذ ارتدت إلى التاريخ بعد أن نفضت أيديها من الزعماء التابعين الذين لا مواهب لهم والجيوش التي لا تنتصر ، وأصبحنا نحيي ذكرى معركة بدر ومعركة احد وحنين وفتح مكة ، وأصبح صلاح الدين هو الأسطورة العسكرية التي نتمنى رجوعه بلحمه ودمه ، و نتداول قول هرون الرشيد ( من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نكفور كلب الروم .....) والمعتصم الذي لبى نداء امرأة صرخت مستغيثة به، فسير جيشا عظيما إلى عمورية
هذه الحلم الوجداني المشروع ، يكون ضروريا للتوازن النفسي في مواجهة الإحباط الذي أوقعته به الحكومات العربية التابعة أو المذعنة ، فذهبت بهم إلى فكرة الجهاد المقدس والحرب المفتوحة مع أعداء الأمة ،إذن فالجهاد بمفهومه المعروف اسلاميا ، تحول إلى مبادرات وراء الستار لشباب تستهويهم الحروب ،بل يسعون إليها تلبية لنداء الرجولة ولنداء الوطنية ونداء الدين وطلب الشهادة ، ولا ينقصها غير الشرارة ، ولكن سرعان ما كان المتنفس لهذه الطاقة التي اختزنت على مدى عقود، فقدر لها أن تنفجر في أفغانستان ،وكانت بتشجيع من أمريكا لتنوب عنها في مضايقة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان خلال الحرب الباردة بينهما .
لكن ما لم يكن بالحسبان هو انهيار الإتحاد السوفيتي والاستغناء عن هذه المليشيات الإسلامية، إذ تحولوا إلى حمولة زائدة يجب التخلص منها ، وربما كان الأمريكان يرونهم مرتزقة يمكن لهم بعد الحرب أن يأخذوا مكافآتهم وينصرفوا، ولكن ما حدث أن تطورت المفاهيم الجديدة كما يلي:
1- هذه الحركة لا تختلف في مظهرها وتوجهاتها عن حركة كاسترو وغيفارا الشيوعية ضد أمريكا في الخمسينات ، ولكن الفرق أن حركة كاسترو وغيفارا كانت في سياق الحرب الباردة بين أمركا والإتحاد السوفيتي ، فوجدت الدعم المادي والمعنوي، ولكن الحركات الجهادية لا تميز بين الأصدقاء والأعداء والمحايدين ، فالكل عندها أعداء كفرة.
2- بسبب الخبرة التي اكتسبوها في أفغانستان صار بإمكان أية مجموعة من الشباب أن يشكلوا عصابات ويسمون اسمهم كتائب أو ألوية أو سرايا ، ويعلنون عن قيام إمارة إسلامية .
3- ليس من المؤكد أن جميع أفرادها من الشباب المسلم المتحمس ، بل ضمت من لا يعرف القراءة ومن لا يعرف في الدين شيئا.
4- إن الانخراط في عمل لا ضوابط له ولا مسؤولية تنظيمية أو أخلاقية ، ولا أهداف محددة ينتهي القتال عندها ، ولا عقوبات للتجاوزات ، ولا مكاسب محددة ، جعل من نشاطها مزاجيا وحسب الظروف .
5- إن هذا الوضع أغرى بكثير من الشباب الذي لم تتسع رؤيته في الحياة ، وظن أنه يستطيع أن يغير العالم، أن ينضموا لهذه المجموعات ، وكذلك المنحرفون والعاطلون عن العمل ، الذين اتخذوا المظهرية الإسلامية زيا .
6- بما أن هذه الجماعات بحاجة إلى تمويل بالملايين يصرف منها على الأسلحة والتنقلات والرواتب وغيرها ، فإنها بذلك أصبحت فرقا للإيجار ، مثلها مثل عصابات بلاك ووتر ، فمن يدفع التكاليف لا بد أن يحقق بهم مآربه .
7- أصبحت هذه الجماعات عنوانا سيئا وقبيحا للمسلمين ولمبادئ الإسلام ، أعداءهم المسلمون الشيوعيون والأمريكان وبذا غدوا لا بواكي لهم ، لأنهم بلا مؤيدين أو أنصار
8- اصبح الإسلام والمسلمون العدو الذي تبحث عنه أمريكا بعد أن سقط الإتحاد السوفيتي وسقطت معه الشيوعية عدوها التقليدي..
9- هذه الجماعات لم تفعل شيئا غير التدمير الذي مارسته في بلد اسمه الصومال وجعلته بلدا فاشلا ، واقتطعت عصابات حماس غزة وحولتها سجنا لمليون ونصف من الفلسطينيين وأهدرت كرامتهم وأمنهم ومستقبلهم ، وها هي اليوم تدمر ليبيا ،
أعلم أن كل ما قلته في هذا المقال هو معروف تماما لجميع الناس، ولم يبق إلا أن أقول أن هذه المشكلة هي وليدة الإسلام السياسي ، وبذلك فإن الحركات والأحزاب الإسلامية ، هي القادرة على ضبط هذا الاتجاه ، بالتوقف عن مباركته وتزويده بالعناصر الاستشهادية ، ووضع مفهوم محدد لمعنى الشهادة ، لأن هذا الوباء سيقتلها في النهاية ضمن ما يقتل من مخلوقات



#سعادة_عودة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليل من الشك يوقف التهور
- هل لدينا وقت للأحلام ?
- الحركات المستهدفة من الحركات الإسلامية والماركسية
- الخمار
- المرأة ومشكلة الإبداع الشعري
- الاقتصاد الإسلامي واقتصادد الإخوان المسلمين
- هل ورثنا علما في السياسة


المزيد.....




- تعليق علاء مبارك على فيديو سابق لخيرت الشاطر عن تعامل نظام و ...
- ثبتها الان احدث تردد قناة طيور الجنة على النايل سات 2024
- “اضبط الآن”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات وعرب ...
- المسجد العمري الصغير إرث تاريخي بالقدس من عهد الأيوبيين
- لبنان.. المقاومة الإسلامية تزفّ شهيدين على طريق القدس
- ترامب: هاريس لا تحب اليهود وهكذا ستكون دائما
- ترامب يهاجم كامالا هاريس: لا تحب اليهود.. وخانت إسرائيل حليف ...
- “أطفالك هيبقوا أذكياء ومبسوطن” قناة طيور الجنة بيبي 2024 بتع ...
- رسالة شكر للعاملين على إصلاح كاتدرائية نوتردام في الأولمبياد ...
- فرح أطفالك في الصيف.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل س ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - غيفارا-بن لادن-بلاك ووتر