أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - القمع باسم العمال والفلاحين















المزيد.....

القمع باسم العمال والفلاحين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 14:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



استغل النظام الناصرى اسم الفلاحين والعمال لقمعهم وأخذ شكل تخصيص نسبة 50% لهم فى البرلمان . بينما ما حدث فى الواقع أنّ ممثلى العمال والفلاحين كانوا من أساتذة الجامعات ولواءات الشرطة والجيش وكبار المسئولين الخاضعين للنظام . والآلية هى حصول بعضهم على عضوية اتحاد العمال فينتسبوا (للعمال) دون أنْ يكون أحدهم قد وقف مرة واحدة فى حياته أمام آلة للخراطة أو نول النسيج أو عانى مشاكل العمال ، سواء مع شركات الدولة أو مع أصحاب المصانع. وبعضهم لمجرد إثبات حيازتهم لأرض زراعية فيكتسبوا صفة (الفلاحين) دون أنْ يكون أحدهم أمسك الفأس مرة واحدة فى حياته. ولا عرف مشاكل الرى والحصول على التقاوى ولا عانى من توريد المحصول إلى آخر ما تعرّض له الفلاحون من مآسى وكوارث على أيدى الموظفين الذين عيّنهم النظام الناصرى ليتولوا الاشراف على الجمعيات التعاونية الزراعية. واستغل السادات ومبارك هذه الآلية لضمان الحصول على تأييد هؤلاء المُنتسبين للفلاحين والعمال بالتزوير، من أجل الحصول على موافقتهم على القوانين التى تـُصدرها الحكومة وتكون ضد مصلحة الوطن وضد غالبية أبناء الشعب وفى المقدمة ضد الفلاحين والعمال.
رغم تلك الحقيقة التى يعلمها أصغر باحث فى العلوم السياسية ، فإنّ الناصريين وبعض الماركسيين لا يزالون يتمسكون بتلك الآلية ، وحجتهم ((ضرورة الحفاظ على مكتسبات الفلاحين والعمال التى أتتْ بها (ثورة) يوليو. وهى حجة روّجها الناصريون لتجميل ما حدث بعد كارثة أبيب/ يوليو52. فقانون الإصلاح الزراعى هو (السم فى العسل) وهو ما انتبه إليه تنظيم النجم الأحمر لأنه ((سيُفتتْ الملكية الزراعية ويؤدى إلى تقليل الانتاج ، ووُضع بتوجيه أمريكى . والحل هو إقامة المزارع التعاونية والجماعية وميكنة الزراعة)) (فوزى حبشى- معتقل لكل العصور- دار ميريت للنشر- عام 2004- ص 118) وأنّ السنهورى باشا ((إتخذ من قانون الإصلاح الزراعى ذريعة لضرب الديمقراطية)) (خالد محيى الدين - والآن أتكلم – مركز الأهرام للترجمة والنشر- عام 1992- ص 181) وبعد تطبيق القانون تحوّل الفلاحون إلى عبيد تحت سيطرة الجمعيات الزراعية الحكومية ، لذلك تعدّدت هبّات الفلاحين ضد الحكم الناصرى ((باسوس ، كمشيش ، أوسيم ، الحواتكة ، مطاى ، بنى صالح ، شبرا ملس ، والعشرات من قرى مصر)) (عريان نصيف – مأساة الفلاح فى زمن الانفتاح- كتاب الأهالى – رقم 69- مارس 2001- شركة الأمل للطباعة والنشر- ص 38)
أما عن الإدعاء الكاذب بأنّ ضباط يوليو 1952 أنصفوا العمال ، فيكفى التذكير برفض الضباط لطلب منظمات اليسار لإقامة إتحاد للعمال. وأكثر من ذلك ما ذكره طاهر عبد الحكيم فى كتابه (الأقدام العارية- الشيوعيون المصريون وخمس سنوات فى معسكرات التعذيب) من أنه ((لم يكن قد مرّ على (ثورة) يوليو52 أكثر من شهريْن حينما سيق إلى السجن الحربى أعضاء اللجنة التحضيرية لإتحاد عمال مصر فى سبتمبر52 على إثر العدوان الوحشى على عمال كفر الدوار. وقد مورس التعذيب عليهم لأنهم احتجوا على إعدام خميس والبقرى . ولإثنائهم عن المضى فى تكوين الإتحاد )) وأضاف (( إنّ النظام الناصرى كان يستخدم الفلكة والكرباج لتأديب معارضيه. ففى عام 1953 تم إلقاء القبض على حوالى 40 نقابيًا قدّموا عريضة يطالبون فيها بإصدار قانون للتأمين ضد البطالة)) كما يجب ربط ذلك بما قاله الضباط من إتهام عمال كفر الدوار بالشيوعية لإرضاء السفارة الأمريكية التى ألحّتْ على ترديد هذا الكلام أمام ضباط يوليو. وربط ذلك بما قاله البكباشى عاطف نصار وهو يتلو الحكم بإعدام مصطفى خميس (كان عمره 18 سنة) ومحمد البقرى ( كان عمره 19سنه ونصف) حيث قال إنّ ((مصطفى خميس كان يعادى الله ورسوله فحق عليه القتل)) (عبد المنعم الغزالى – فى كتابه بعد أربعين عامًا براءة خميس والبقرى الصادر عام 92) وأنّ سيد قطب هو من حرّض الضباط على رفض تكوين إتحاد عام للعمال فاستجاب له الضباط ، لأنّ تحريضه جاء مُتسقــًا مع توجهاتم ضد الطبقة العاملة. كما أنّ سيد قطب هو من أعدّ مشروع قانون جديد لعقد العمل الفردى الذى تحمّس له الضباط رغم أنه كان ((شديد الاجحاف بحقوق العمال ، إذْ حرّم الإضراب وسمح بالفصل التعسفى)) (خالد محيى الدين- المصدر السابق – من ص 204- 205) وعن المذبحة التى دبّرها ضباط يوليو ضد عمال كفر الدوار ذكر المؤرخ العمالى طه سعد عثمان أنّ عاملا من الذين حضروا إعلان الحكم مُجبرين (بالسجن على بعض العمال وإعدام العامليْن خميس والبقرى) أمام 1500عامل فى ملعب كرة القدم الملحق بالشركة قال ((إنّ ما تعرّض له العمال من مهانة وإذلال وإرهاب كان أقسى مما يمكن أنْ يتعرّض له أسرى الحرب فى جيش مهزوم ومستسلم بدون قيد مما جعل المنتصر يعاملهم أسوأ من معاملة العبيد)) (طه سعد عثمان – خميس والبقرى يستحقان إعادة المحاكمة – مطابع الأمل – عام 93- ص 52) ورغم أنّ طه سعد ناصرى الهوى فإنه كتب ((استطاع المجرمون الحقيقيون أنْ يفلتوا حتى من مجرد البحث عنهم)) ( المصدر السابق – ص 35) وذكر المناضل اليسارى أحمد الجبالى فى كتابه ( العمال فى الحركة الشيوعية ) من أنه وعدد من زملائه فى عام 53 بعد إضراب عمال مصنع الشوربجى ، قابلوا الضابط وفاء حجازى المسئول وقتها عن المخابرات وأنه قال لهم ((لقد أعدمنا خميس والبقرى ونحن مستعدون لإعدام مليون لتعيش الثورة)) فكانت مكافأته بأنْ تم تعيينه سفيرًا فى إحدى الدول الأوروبية. ولأنّ المتعلمين المصريين يعرفون من أين تؤكل الكتف كما يقول الأميون من شعبنا المصرى فى أمثالهم الشعبية ، لذا كانوا يُسارعون فى كتابة كل ما يُرضى ضباط يوليو، وكان من بينهم أستاذ القانون (سليمان الطماوى) الذى كتب يُخاطب الضباط (( لقد أعدمتم إثنيْن من العمال فسكت العمال جميعًا.. ويحتاج الأمر إلى إعدام إثنيْن من الطلبة كى يصمت الجميع )) (نقلا عن رفعت السعيد – مجرد ذكريات- الهيئة العامة لقصور الثقافة- عام 2008- ص 116) لذا تم تصعيده ليتولى عمادة كلية حقوق جامعة عين شمس . أما السادات الذى عيّنه عبد الناصر نائبًا له فقال يوم 14/8/52 أنه ((سوف يُعلق المشانق فى شبرا الخيمة على أبواب المصانع إذا حدث أى تحرك من العمال))
فهل بعد كل تلك الجرائم ضد الفلاحين والعمال يصر الناصريون على نسبة50% فى البرلمان لذبح العمال والفلاحين على أيدى (الأفنديه) الذين لا علاقة لهم بمآسى الفلاحين والعمال؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضباط يوليو والإدارة الأمريكية
- الكوتة لا تحقق المواطنة
- من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين
- رد على الأستاذة أحلام أحمد
- الحضارة المصرية ودورها الريادى فى الطب
- مؤامرة صهيونية لإخراج رمسيس من مصر
- التقدم العلمى فى علم الصيدلة فى مصر القديمة
- التعليم فى مصر القديمة
- صراع الحب والكراهية حول معشوقة الأحرار: المعرفة
- حُمّى السيادة على العالم
- الدولة State والدسلتير
- اليهود البشر واليهود النصوصيين
- تركيا من أتاتورك وإسماعيل أدهم إلى أردوغان
- سراب اسمه (تجديد الخطاب الدينى)
- موتسارت : طفل معجزة وحياة بائسة
- التوراة بين التاريخ والعلم والأساطير
- النقد العلمى لأسطورة هيكل
- مدينة أون والادعاء العبرى
- اسم مصر
- قاسم أمين : أحد رموز التنوير


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - القمع باسم العمال والفلاحين