أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - نحن واليابان: آمالنا وآمالهم














المزيد.....

نحن واليابان: آمالنا وآمالهم


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 16:38
المحور: حقوق الانسان
    


بعد سقوط النظام السابق في العراق وإنطلاق الحديث عن الدستور وشكل وطبيعة النظام السياسي في العراق، لم يتردد الكثير من السياسيين والمحللين والإعلاميين والكتاب، بل وحتى من العراقيين البسطاء الذين وجدوا في سقوط نظام القمع والإستبداد فرصة للعيش بحرية وكرامة، في إستدعاء النماذج العالمية من الدساتير واشكال نُظم الحكم، لم لا، فما يملكه العراق من ثروات وطاقات بشرية وتاريخ حضاري عريق يمكنه أن يحقق المعجزات ولسنا أقل منهم شأناً وإن ماعانيناه طوال فترات حكم البعث الفاشي كان مرعباً ومدمراً وعلينا ان نستقي منه الدروس والعبر حتى لا نكون في مواجهة تكرار تجاربه المريرة!!! هكذا كان يتم الحديث حين كانت الآمال كبيرة وواسعة بوسع خيال السجين الذي غادر زنزانته حديثا ولكنه لا يعرف الى أين سيذهب؟

حضرت المانيا واليابان وأوربا بأكملها، اي الدول التي خرجت منهكة من الحروب التي دمرت بنيتها وتخلصت من قبضة أنظمة حكم مرعبة وقاسية ولكنها بُنِيت من جديد فنَمت وكبُرت وحققت مكانة سياسية واقتصادية كبيرة ومذهلة في عالم اليوم وشرعت القوانين التي تضمن الحريات والحقوق والكرامة الإنسانية لسكانها فاصبحت من النماذج التي يحتذى بها ولم تكن امريكا ببعيدة عن كل ذلك من ناحية التشبه بنظامها السياسي القائم أو بدستورها. فيما كانت مجموعة الدول الأسكندنافية كثيرة الحضور كلما تم الحديث عن الضمانات الإجتماعية ومسؤولية الدولة عن حياة ومعيشة الأفراد.

لم تتحقق ايٌّ من تمنيات التشبه بالمانيا او اليابان ودول أوربا ولاحتى إستقدام فقرات مناسبة من دستور امريكا.. اختلطت كل الاشياء مع بعضها، السياسة، الدين، الطائفية، المذهب، الأسطورة، حق تقريرالمصير، المطامح القومية، أرث العشائرية... فانتج العراق نظامه السياسي البغيض، نظام المحاصصة الطائفية الذي دفع بكل الآمال العريضة بالحرية والرفاه والدولة المدنية وكرامة الإنسان....الخ الى هامش الوقائع اليومية، بل انه يشن ضدها حربا شرسة تحت رايات الطائفة والمذهب والدين والشريعة والعشيرة والاعراف وخصوصية المجتمع العراقي والشعور القومي..

اليوم، فان اغلب مدن العراق تغرق بفعل الأمطار وبفعل إنهيار البنية التحتية وعدم قدرة البيوت والأبنية المتداعية على تحمل ما سقط عليها من أمطار فتهاوى الكثير منها وأصبحت البيوت والشوارع والساحات العامة ودوائر الدولة والمستشفيات والمدارس عبارة عن مستنقعات للمياه الآسنة وتحولت الى مادة للتندر والسخرية من الحال الذين تعيشه هذه المدن حيث تنتشر الصور والفديوات على شبكات التواصل الإجتماعي.

مدن كاملة، مدارس وبيوت ومستشفيات ستكون غير صالحة للسكن والإستخدام والمعيشة الآدمية ولكن وكما حدث بعد سقوط نظام البعث فقد سارع الكثير من العراقيين لإستحضارالنموذج الياباني، الارصفة والشوارع وشبكات المجاري، بل وحتى النقوش الموجودة على أغطية فتحاتها. فالزلازل التي تعرضت لها اليابان خلال الفترة الماضية أصابت الكثير من مدنها بالخراب والدمار..لكنهم لم يشتكوا ولم يرفعوا راية المظلومية والاجحاف والاستهداف ...الخ، بل عملوا فور هدوء الزلازل أو توقفها فانتجوا وها نحن نستقدم صور منجزاتهم، نستقدمها لإحساسنا بالخيبة وتداعي آمالنا وهزيمتها.

لندع اليابان والمانيا لحالهما ولنلتفت لحالنا. إن كنا نريد الوصول الى ما وصلت اليه اليابان او المانيا او حتى للتقرب منهما او من دول أخرى أقل منهما مكانة ومنجزات، فإن علينا التفكير بذلك وبجدية: كيف نكون، كيف نبني وكيف ننقذ آمالنا ومستقبل اطفالنا وان يعيش المواطن العراقي بحرية وكرامة؟ ولكن قبل هذا وذاك كيف يمكننا التخلص من النظام الطائفي الذي يشرعن النهب والفساد والإستخفاف بحياة الناس وكرامتهم وحرياتهم والذي سيجعلنا نصل، حتما، الى حالة اليأس المطبق؟



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟
- تبريرك بائس يا دولة الرئيس!
- لماذا تخشى حكومة المالكي تظاهرات الغد؟
- السلطات العراقية تستلب حق التظاهر
- إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة
- المالكي ذَب البراءة
- الرسالة التي تبعثها تظاهرات الناصرية
- صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق
- الى شباب حملة تمرد و شباب مصر الثوار وقواها التحررية والثوري ...
- ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟
- عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-
- الحرية لأحمد القبانجي
- فخ التكنوقراط ..احذروا يا أهل تونس !!!
- هل توجد معارضة سياسية في العراق ؟
- مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!
- المنبوذون : هل تنجح السينما في إعادة صياغة العلاقات الشائكة ...


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - نحن واليابان: آمالنا وآمالهم