شه مال عادل سليم
الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 03:46
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يبدو أن هناك و كأنه شبه اجماع على خطورة ما يعانيه الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق من ضعف تنظيمي وتراجع واضح في أداء عمل منظماته وانعزالها عن الجماهير واكتفائها بالعمل المكتبي , بالاضافة الى فقدان ثقة اوساط جديدة من الجماهير بقيادات ومسؤولي وكوادر الحزب وخاصة بعد ان عجز الحزب عن تبني و توظيف الغضب الجماهيري وتعبئته للدفاع عن مصالحها وحقوقها المشروعة، الذي يتطلّب تحسين ادائه وتطوير عمله بدلالة تزايد الكتابات و الحوارات والبحوث و الندوات التي تطرح مسألة واقع و أفق عمل ومستقبل اليسارفي إقليم كردستان بشكل عام والحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق خاصة على ضوء التحولات التي مسّت المشهد السياسي في إقليم كردستان وخصوصأ بعد انتخابات برلمان كردستان الاخيرة التي جرت يوم 21 ايلول 2013 ونتائجها ) شبه المتوقعة (المخيبة للأمال التي حصلت عليها (قائمة الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق ـ قائمة (ازادي ـ الحرية) ) .
إضافة إلى أن مستقبل الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق وتراجعه المؤسف وفقدان جماهيريته وهجرة خيرة كوادره وحصر نشاطه بين جدران مكاتبه ومقراته اصبح محور أساسي يومي في حديث الرفاق والاصدقاء ، والكل يتساءل : ما هو الحل وما العمل ؟ واين يكمن الخلل ؟
وهل حقأ تستدعي الضرورة انعقاد مؤتمر طاريء( كاعلى هيئة في الحزب) لدراسة وجعل اسباب تراجع الحزب والقوى اليسارية العراقية والكردستانية عمومأ، قضية على قمة القضايا المطلوب منا دراستها بجدية لايجاد حلول جذرية لها باسرع وقت ممكن للخروج من عنق الزجاجة ولتصحيح المسار ودفع أدائنا الحزبي نحو ذروة مطلوبة ؟ ام ستبقى قراراته وتوصياته حبرا على ورق لاتجد سبيلا للتنفيذ والتطبيق ؟
وفي هذا السياق كتب الرفيق (حيدرشيخ علي) كونه احد القياديين في الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق ووزير سابق في حكومة الإقليم مادة بعنوان ( أدائنا الانتخابي والحاجة الى تقييم موضوعي) كما كتب الرفيق (كمال شاكر) سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق مادة بعنوان (المعرفة تُنمي العقل وتُهذب الذات ) , تطرق الرفيقان القياديّان فيهما الى (بعض) اسباب تراجع قوى اليسار المتمثلة بالحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني واقول (بعض الاسباب) وليس الكل لانهم لم يتطرقوا الى اسباب التراجع الحقيقي و التي تتعلق بالجانب الذاتي المتعلق بضرورة حراك ديموقراطي داخلي وتنظيمي لمعالجة الخمول الفكري وما سببه من فوضى واضطرابات تنظيمية والتي ادت بدورها الى عدم استقرار وشلل عمل بعض المنظمات الحزبية في الداخل والخارج و اثّر بشكل واضح على مجمل نشاطات الحزب .
تطرق الرفيقين القياديين في كتاباتهم التي نشرت في موقع (الحوار المتمدن) و الجرائد الحزبية المركزية الغراء ، تطرقا فيها الى بعض اسباب تراجع الحزب ومكامن خلله مما حجب النظر بكتاباتهم عن أسئلة هويتها ( تنظيمية فكرية داخلية و تواصلية مهمة وانية ملحة)..., بالاضافة الى ان مادة سكرتير الحزب الرفيق (كمال شاكر) كانت سردأ تاريخيأ خاليأ من التحليل العلمي لأسباب تراجع الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق وعدم تطوره بعد تحويله في 30/6/1993 ( من منظمة الحزب الشيوعي العراقي لإقليم كردستان الى الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق ليكون له برنامجه ونظامه الداخلي ويرسم سياساته وخططه في الشؤون الكردستانية ويطبقها بشكل مستقل ) وعليه لم يشخص الرفيق ( شاكر) ولم يتطرق الى الضرورة الموضوعية والحاجة الذاتية الملحة للتجديد وكيفية معالجة وتصويب سياسة الحزب وتوجهاته البرنامجية والتنظيمية ولم يقف عند مكامن الخلل الحقيقي كونه يمثل (لجنة الحزب المركزية ومكتبها السياسي امام جميع منظمات الحزب وامام الرأي العام والاكثر من هذا انه يعبر عن ارادة الحزب ومسؤول عن مجمل نشاطه واخفاقاته ونجاحه) .... !!
وسأحاول بدوري ـ كمساهمة أولية ـ ان اطرح بعض التصورات والملاحظات المتواضعة والنابعة من معايشتي الميدانية لواقع ( الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق ـ حشكع ) بعيدا عن الدبلوماسية السياسية وفي اطار ما اقره المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي الذي أطلقت عليه تسمية مؤتمر (الديمقراطية والتجديد ) و المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي الكردستاني وصوت عليه بالاجماع في (حق نشر العضو الحزبي وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في صحافة الحزب والصحف المستقلة) وفق الاصول والمسؤولية والحرص على الحزب والتي ارجو أن تكون مفيدة للنقاش والحوار الهادف والبناء نحو افاق ارحب وحيوية اكبرواوسع , والتي اعتقد انها ضرورية لاغناء المناقشة التي بادر بها الرفاق في قيادة (حشكع) من اجل دفع عجلة الاصلاح خطوة إلى أمام ,وذالك انطلاقا من المنهج الجدلي الماركسي كمنطلق فكري وكمرشد في النقد والتحليل العلمي الصائب لواقع مجتمعنا الكردستاني، و من حرصي الشديد على مستقبل الحزبين الشيوعيين ـ العراقي والكردستاني بشكل خاص و قوى اليسار بجميع اتجاهاته بشكل عام ...
وايماني الراسخ بأهمية النقد والنقد الذاتي و التشخيص الصحيح لما نعانيه من مشاكل وتعقيدات وممارسات، اضافة الى الافكار الخاطئة والمترسخة في ذهنية وسلوك بعض الكوادر القيادية واعضاء الحزب , لبدء العلاج او تحسينه والتغلب على مكامن الخلل التي تواجه عملنا كيسار عراقي ـ كردستاني وايماني المطلق بان مسؤولية التغيير والتجديد الاساسية تقع على كاهل اعضاء الحزب واصدقائه ومؤازريه المخلصين وايماني المطلق في نفس الوقت بان ( لاحياة للحزب بدون التجديد فكراً وتنظيماًوممارسة ) ,وأمل ان تجد الملاحظات والاراء البناءه التي تصل الحزب من الرفاق والاصدقاء المخلصين أذانأ صاغية , من اجل دفع عجلة الاصلاح خطوة الى الامام , والارتقاء باداء عملنا الى مستوى الطموح
هناك ـ في تقديري عدد من النقاط تعتبر في غاية الاهمية , وهي :
1 ـ قراءتنا وتقيمنا حول تراجع دوراليسار المتمثل بالحزبين الشيوعيين ـ العراقي ( حشع ) والكردستاني (حشكع ) ينقصها الكثير من الحقائق وخاصة ما يتعلق بالجانب الذاتي المتعلق بحراك ديمقراطي داخلي وبقصور الحزب وامكانياته من جميع النواحي وخاصة على مستوى الاداء والعمل على الصعيد الداخلي .
بمعنى اخر ...رغم تغييرات و تحسينات حصلت الاّ انها و قياساً بتطورات الحياة و الفرص الجديدة للنشاط السياسي قياساً بزمان الدكتاتورية ، و رغم ان معظم وجوه القيادات السابقة لم تعد تهيمن، و اعطى ذلك دفعة كبيرة للنشاط الحزبي و الجماهيري الذي حقق بجهود كل الرفاق قيادات جديدة و قواعد، و بزخم النشاط المتفاني للانصار . .
حقق ان الحزب حافظ على ديمومة نشاطه و وجوده الذي كان مهدداً حتى بالانتهاء في هذه الموجة الاسلامية الامبريالية على ارضية تخلف الوعي العام الذي يظهر خاصة في الوسط و الجنوب . . الاّ ان تلك التغييرات و مع مرور السنوات و الظروف الحرجة المتنوعة اثبتت انها لم تمس جوهر العمل الحزبي و خاصة الداخلي بالمستوى المطلوب، و لم تمس مشكلة استمرار وجود هيمنة خانقة للقيادة . . تحدّ و تمنع انطلاق الطاقات الجديدة و خاصة الشبابية الجديدة . .
هناك حقيقة يعرفها الجميع وهي إن تشخيص أي داء هو نصف العلاج وعليه لابد ان يكون تشخيصنا دقيق و قراءتنا اكثرواقعية ونابعة من دراسة علمية لواقع اليسار العراقي والعقبات الداخلية التي تقف في وجه تقدمه وتعثر سيره الى الامام ..!!
2 ـ قبل التداول والدخول في اي موضوع او اي بحث لمعالجة القصور الذاتي وتقييم اداءنا كحزب يساري كردستاني ,يجب علينا نحن الشيوعيين الكردستانيين ـ وخاصة من تحملوا مسؤوليات مؤثرة ـ ان نقدم الاعتذارعلنأ لرفاقنا واصدقائنا وجماهير حزبنا وننتقد انفسنا بصوت عالي على الاخطاء التي ارتكبناها خلال مسيرتنا النضالية المتمثلة بضعف و عدم التغيير، لمواجهة الواقع المتغير و مواجهة الخمول الفكري ,وقلة الخبرة و ضعف الايمان بحق الاختلاف والتنوع في الاراء ,والاخفاق في العمل من اجل نقل فلسفة ونظرية الماركسية الى الواقع التي نعمل فيه والتي تعتمد العلم والمنهج الجدلي للابتعاد عن الجمود الفكري والتطور و التغيّرالكافي لمواجهة الواقع و الضعف في المتابعة لمجريات الواقع الموضوعي والذاتي وسيطرة الشعور بالاحباط واليأس على عدد ليس بالقليل من الرفاق والكوادر الحزبية , لما اصابت الحركات والاحزاب اليسارية على الصعيد العالمي والاقليمي من ازمة وتراجع نتيجة الجمود والابتعاد عن الديالكتيك الماركسي في جميع مناحي الحياة والاتهام بالفساد لقيادات بعض الاحزاب الشيوعية والتي القت بظلالها على أداء وعمل ونشاط حزبنا الشيوعي العراقي والكردستاني ايضأ ...
ان المسؤولية عن تراجع دورالحزب وفقدان جماهيريته تقع على عاتقنا جميعأ، على كلَّ حسب موقعه ومسؤوليته وصلاحياته الحزبية (من سكرتير الحزبيين الشيوعيين ـ العراقي والكردستاني ـ مرورا برفاق القيادة والكوادرالمتقدمة وحتى اصغر حلقة فى تنظيمات الحزب بشكل عام ) ولكن ولحد كتابة هذه السطور لم نسمع احدأ لا من القاعدة والكوادر ولا من القيادة يعلن بصراحة وبصوت عالي مسؤليته ويحمل نفسه أو رفاقه في القيادة أسباب ابتعادهم عن الجماهير والقاعدة الحزبية وعن التراجع المؤسف والاضرار التي لحقت بالحزب منها : انعزالنا عن الجماهير , ضعف التنظيم الحزبي , عدم الاهتمام بالطاقات الفكرية والابداعية , ضعف في الاعلام ( شكلا , مضمونأ , تكنيكيأ وخطابأ ) وعليه نحن مطالبون الان , اكثر من اي وقت مضى , بان نقف وننتقد انفسنا ونعتذر ونعاهد الجماهيرفي نفس الوقت باجراء الاصلاحات الداخلية انطلاقأ من كون الاصلاح حاجة موضوعية ملحة ارتباطأ بما يشهده حزبنا وحركتنا اليسارية في العراق من تراجع وانحسار و انكسار ...
3 ـ لقد قالت تجربة السنوات الماضية حكمها القاطع ، ان لا مخرج حقيقي ودائمي لأزمات من دون الخلاص منها ,ومن هنا فان الحزب الذي يتبنى شعار العدالة الاجتماعية ويناضل من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية عليه ان (لا يهاب ولايتردد) في تشخيص مكامن خلله وقصوره خاصة في ما يتعلق بالجانب الذاتي و القصور على مستوى الاداء والعمل على الصعيد الداخلي .....
4 ـ اعتقد بان تغييرات الوجوه في رأس الهرم الحزبي ( وان جاء بوجوه وعناوين وتسميات جديدة ) , او تغييرات حتى في الطاقم القيادي بكامله , دون " تغيير حقيقي " في البنية التنظيمية المتحكمة في صنع القرار و تغيير في العمل بالية (المركزية الديمقراطية ) التي تنتج بيروقراطية قاتلة وتعطل المشاركة الفعلية و تعطّل دور القاعدة الحزبية في صنع القرار . . لاتأتي كل تلك التغييرات بـ " التغيير الحقيقي " والتجديد المنشود.
5 ـ غياب دراسة دقيقة ,جدية وجريئة لكشف الاسباب والعقبات الموضوعية والصعوبات الذاتية التي تقف عائقأ في وجه تطبيق قرارات وتوصيات المؤتمر والكونفرنسات الحزبية والتي تؤدي بدورها الى تعطيل الوسائل والطرق الأصولية في تحقيق الاصلاح الداخلي وفي اطاره التنظيمي الشرعي ...( راجع قرارات المؤتمرات والكونفرنسات الحزبية والتوصيات التي خرجت بها , والتي لم ينفذ منها الا القليل القليل رغم تشخيص النواقص واقرار عملية التجديد فكرأ وتنظيمأ وممارسة بالاسترشاد بالروح الجدلية الماركسية واغنائها باستمرار كنظرية مرشدة تغتني مع تطور الواقع وترفض الانغلاق والجمود وتقديس النصوص ) .
6 ـ ان احد شروط نجاح التغيير والتحديث هو : وضع الشخص المناسب في المكان المناسب حتى يكون الاكفأ والاقدر والاكثر وعيأ وجهادية والاكثر استعدادا للعمل والعطاء في مركز صنع القرار من جهة والتخلي عن تغليب الأنانية الذاتية , وعن التردد وعن الخلافات الثانوية والنزعات الجانبية والعمل من أجل (تطابق الأقوال مع الافعال) وتعميق الديمقراطية واثرائها من جهة اخرى . . . وهنا اسأل وبصراحة : اين نحن من كل هذا ؟
7 ـ تتحمل قيادة الحزب الشيوعي العراقي جزءأ كبيرأ من مسؤولية المبالغة في تقدير نتائج تحويل منظمة إقليم كردستان الى الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق، يرسم سياسته وخططه في الشؤون الكردستانية . . والتعويل عليه باكثر مما كان يحتمله واقع منظمة اقليم كردستان، والذي ادى بدوره الى تردي اوضاع الحزب التنظيمية وخلق العقبات والتعقيدات امام مسيرته النضالية مما ادى الى فشله في النهوض بمهامه وتعزيز مواقعه في الساحة الكردستانية كحزب يساري جماهيري يناضل من اجل رسم ملامح مستقبل زاهر، ويعمل من أجل وطن حر وشعب بلا قيود .
وعليه اعتقد باننا مطالبون اليوم اكثر من اي وقت باجراء دراسة جريئة موضوعية شاملة للأسباب التي ادت الى فشل تحويل (منظمة إقليم كردستان ) الى الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق ـ وعليه ان الاوان بان يراجع الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني علاقتهم التنظيمية واليات عملهم من جديد , ولابد من الاقرار بما جرى من مبالغة في تقدير دور وعمل (حشكع )والتعويل عليه باكثر مما يحتمله واقع ( منظمة اقليم كردستان ) التي ظلت تفتقر الى الكوادر الميدانية الشبابية و الى الاساليب الكفاحية والمدنية الجديدة بما يتلائم مع العمل واساليب النضال الجديد ,بالاضافة الى تاجيج الصراعات والمنازعات بين الكوادر القديمة والجديدة والمنافسات غير المشروعة وتفاقم اتجاهات التفرد في القيادة واعتماد أليات بعيدة عن افكارنا . .
و الى ردود الافعال المتسمة بضيق الصدر والتشنج والسرعة في اتخاذ القرار، مما عسّر تحقيق التفاهمات وعمّق من فجوة الخلافات بين القيادة والكوادر المتوسطة من جهة وبين القيادة والقاعدة من جهة اخرى، والتي ادت بدورها الى عجزها عن تصدر نضال الجماهير وقيادتها بالاضافة الى هجرة الكوادر المخلصة والجهادية القريبة من مركز صنع القرار ,حيث تسربت اعداد من كوادرنا الشبابية بعد انتفاضة 1991 تسربوا ليس بسبب الدفع المالي وانما بسبب ادارة قيادة الاقليم السيئة لجميع النواحي ـ الداخلية ـ وبسبب الفجوة وعدم ادراكهم للواقع الجديد و واقع الشباب و طموحاته حيث بقوا اسرى لقوانين الجبال والكهوف ....، وادى ذلك مجتمعا الى تضييق فرص التحرك وغيابها في الساحة الكردستانية، الفرص التي كانت متاحة سابقا للمنظمة بشكل خاص وللحزب الشيوعي العراقي بشكل عام , بالاضافة الى عجز قيادة الإقليم وقيادة الحزب الشيوعي العراقي بشكل عام لادارة الصراعات الفكرية بطريقة علمية ومرنة وبمسؤولية لتجنب تفاقم المشكلات وخاصة بعد اقرار (تحويل منظمة الإقليم الى حزب شيوعي كردستاني ـ العراق ) . .
مما ادى الى انشقاق منظمة الإقليم وخروج خيرة كوادرها العسكرية والسياسية من صفوف المنظمة وتشكيلهم ( حزب قومي يساري بعد الانتهاء من اعمال كونفرانس اربيل والذي انعقد في بداية تموز عام 1992 بمدينة اربيل و حضره 106 من المندوبين و المندوبات وفق النسبة التي حددتها قيادة منظمة الإقليم لأنتخابات مندوبيه وباشراف سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ورفاق في قيادة منظمة الإقليم ),مما ادى الى ارتباك وضعف وشلل منظمة إقليم كردستان ( الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق لاحقأ ) في رسم سياستها وخططها الداخلية في ما يتعلق بالشؤون الكردستانية وتحديدا بعد حدوث تطورات ومستجدات في مسار الحركة التحررية الكردستانية عمومأ ,وخاصة بعد اضطرار النظام البعثي البائد الى سحب اداراته واجهزته القمعية واقامة الملاذ الامن ...
اعتقد بان مادام اقليم كردستان لايزال ضمن اتحاد فيدرالي في اطار الجمهورية العراقية لاضير في ايجاد علاقة تنظيمية جديدة وفعالة تربط الحزببين باليات جديدة كاستجابة واعية لعدم تطور ونجاح تجربة تحويل منظمة اقليم الى حزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق الذي تمتع منذ عام 1993 والحد اليوم بالاستقلالية في رسم سياسته وخططه وتطبيقها في مختلف المجالات الكردستانية.
ان الواقع السياسي في العراق واقليم كردستان اثبت لنا بان التسميات ليس مهمة بقدر قدرة الكيان السياسي على التحرك بين الجماهير والسير بخطى ثابتة في طريق خدمة قضيه الشعب ومواصلة نضاله من اجل الوصول الى اهدافه سواء اكان هذا الكيان (حزبا او منظمة او جماعة او حركة ) .
8 ـ اعتقد جازمأ بان عقد مؤتمر طاريء والتمهيد له بحوارات وتقييمات واقعية جادة اصبح خطوة ملحة وضرورية للوصول الى حلول واقعية وعملية متفق عليها من قبل جميع الرفاق لمعالجة الظواهر غير الصحيحة في حياة الحزب الداخلية وبهدف التغلب على الصعوبات والتحديات الانية التي تواجه عملنا التنظيمي والتعقيدات التي تحيط بنشاطنا كحزب شيوعي كردستاني ـ العراق و لتشخيص النواقص الحقيقية الداخلية لدفع أدائنا الحزبي نحو ذروة جديدة مطلوبة وفق ما ينص عليه (النظام الداخلي)، واجراء اصلاح شامل . . والذي بات امراً واقعياً وضروريا وملحا لاصلاح المسار وتفعيل حضورنا (كحزب او منظمة او جبهة يسارية جماهيرية فعالة ) كي نأخذ دورنا الحقيقي المنشود والمعول عليه من قبل جماهير شعبنا .
ختامأ لابد من مناقشة ودراسة اوسع واعمق لما طرحه الرفيقين القياديين في الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق والرفاق الاخرين من (البيشمركة وقدامى الشيوعيين واصدقائهم ) من اجل( اكتشاف) طريق النهوض والتجديد الحقيقي ومن اجل وحدة الحزب في (الارادة والادارة والعمل والتنظيم) ... وان نكون بمستوى المسؤولية لايقاف عجلة تدهور الاوضاع الداخلية للحزب والتي تمتد آثارها يومأ بعد يوم على مجمل عمل ونشاط الحزب وحياته التنظيمية ، وان نعمل جميعأ بمثابرة شيوعية و كل من موقعه من اجل فتح ابواب الأمل، واستنهاض قدراتنا الذاتية لتعزيز نشاطنا لاستخلاص العبر والدروس من واقعنا المأزوم واخطاءنا وتراجعنا ومكامن خللنا الحقيقية وايضأ من اجل تجنب التكتلات والانشقاقات التي تضرالجميع ولا تنفع .... قبل فوات الاوان !
نعم، لم يعد ممكنا التغافل عن عمق الأزمة الشاملة واستعصائها، وتجاهل المخاطر الجمة التي تتربص بحاضر و مستقبل حزبنا نتيجة العجز المستمر عن ايجاد الحلول لها، في ظل غياب الارادة الموحدة والعزم الشيوعي الثابت في سلوك بعض الرفاق القياديين والكوادر وحتى الاعضاء في الخلايا والتنظيمات الحزبية و الناجمة عن الممارسات الخاطئة والفساد والخمول والخلافات الجانبية والتسيب وعدم الالتزام بقواعد الضبط ومباديء التنظيم الحزبي . . التي اضرت وتضربعمل ونشاط الحزب .
ان كل المهمات والنقاط التي سبق ذكرها هنا وفي محاور و نقاشات وبحوث ودراسات الرفاق الاخرى لايمكن تحقيقها ابدأ مالم نسهم جميعأ في تنفيذها اسهامأ فعالآ وجديأ وبارادة قوية لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تفاقم المشكلة وتكرار ماحدث من تجمعات وتكتلات تخريبية لشق صفوف الحزب واضعافه اكثر واكثر ...
كما ان الحفاظ على وحدة الحزب ومعالجة ما يعانيه من مشاكل ونواقص وتغرات مهمة بالغة في الظروف الراهن , مهمة تخص كل المخلصين الحريصين على مستقبل ووحدة الحزب بشكل خاص واليسار بشكل عام من القيادة والقاعدة وحتى الجماهير ... ! !
لم يبقى لي إلا ان اقول : ان مسؤولية معافاة الحزب وتعزيز وحدته وتجديده فكراً وتنظيماً وممارسة تقع على عاتقنا جميعأ , لنتكاتف ونرص الصفوف ونناضل سوية يدأ بيد من اجل خير وسعادة شعبنا وقضيته العادلة .
#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟