أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رينا ميني - إستقلال أم احتلال جديد














المزيد.....

إستقلال أم احتلال جديد


رينا ميني

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 21:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يعتبر اللبنانيون يوم 22/11/1943، تاريخاً مجيداً، يحتفلون فيه ويعيدون ذكراه سنةً بعد سنة. فقد قيل لنا أن في هذا اليوم العظيم استحق لبنان الإستقلال بعد أعوامٍ لا حصر لها ولا عدّ من الإحتلال المتكرر، من مختلف الأنظمة العالمية. وإذا عدنا للوراء واطّلعنا على تاريخ هذا البلد الآسيوي الصغير الذي بالكاد نراه على خريطة العالم، لوجدنا أنّه كان كرةً تتلاعب بها الأنظمة وتتقاذفها عبر الأجيال.
فمن حكم البيزنطيين إلى الفتح الإسلامي، ومن عهد الأمويين إلى عهد الفاطميين، ومن العباسيين إلى الصليبيين، حقبات مختلفة من الحصار وامتصاص الممتلكات والفتك بالعباد، إلى أن دخل لبنان في "روتينٍ" عثماني دام حوالي 600 سنة. وفجأة ومن حيث لا ندري، ظهر "الحنان" الفرنسي الذي أخذ على عاتقه إحتضان هذا الوطن الجريح بعد أن دمرته الحرب العالمية الأولى وسوّته أرضاً.
وإن كان هذا الإحتضان القنبلة، المغلّف بزينة إفتتاح المدارس والمطابع واكتساب لغة جديدة وإعادة إحياء الإقتصاد الميت والسياحة المشلولة والذي قُدّم لنا على أنه هبة وكرم أخلاقٍ يجب الا ننساه وان نقدّم الشكر لأصحابه على الدوام، فإنّه بالحقيقة أقلّ ما يمكن أن نتمتع به في ظلّ الإنتداب والتقسيم والخراب.
ممّا لا شكّ فيه، أن هذا الإستقلال المزعوم كان نقطة تحوّل وتغيير لعادات وسياسات أصحاب القرار، فقد بات من الواضح أنهم اكتشفوا الطريق المختصر التي توصلهم إلى أهدافهم بأقل خسائر ممكنة، خصوصاً أن الحروف تتطلّب أمولاً طائلة لا تتوفّر في كل حين. وأيضاً، لم يخسرون المال في سبيل كسب المصالح في حين أنهم يستطيعون ربح الإثنين معاً؟
وقبل أن ندخل في تفاصيل العهد الجديد بعد إعلان الإستقلال، لا بدّ لنا من دراسة الأحداث التي أدّت إلى هذا "النصر المبين". وتبدأ هذه الأحداث بإعلان "الشريف حسين" قيام الدولة العربية التي تضمّ كل الدول المحررة من العثمانيين في ظلّ معاهدة "سايكس – بيكو" التي تقاسمت الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا. وبما أنّ لغة لبنان هي العربية فكان من السهل ضمّه إلى اللائحة تمهيداً لتعريبه فيما بعد. وبعد أن منّ علينا الغرب بتقرير مصيرنا فيما بيننا ولزيادة الإطمئنان من أي عقلٍ قد يحسب الأمر حقيقة، فقد بخّوا السمّ الفتاك في الجسم المهزول ونخروا في عظام الأعضاء الأكثر تأثراً وبدأ الصراع بين المسيحيين المطالبين لدولة مسيحية بحماية فرنسية ومسلمين يلوحون بعلم العروبة تحت راية الأمير "فيصل" الذي أبى أن يعترف بوجود الكيان اللبناني. وبما أن لا احد منهم كان صاحب القرار، فقد أجبرت فرنسا الحركة الوطنية السورية على الإعتراف بلبنان مقابل الإستقلال له ولسوريا. وبكل بساطة تنازل كل فريقٍ عن حلمه وقبل بالأمر الواقع من أجل الوهم الأكبر. وتوالت السنون بين وعودٍ ومماطلة، إلى أن بقدرة قادر هبّت النخوة والحماسة في صدور اللبنانيين وقرروا إعلان الإستقلال من دون إذن أحد، وقد كلّفهم هذا القرار إعتقال الرؤساء الثلاثة وبعض النواب، وقامت ثورة بشامون التي أجفلت صدور الفرنسيين وقضّت مضاجعهم وجعلتهم يرضخون. في شهرٍ واحدٍ فقط، إنهارت القدرة الفرنسية بعد سنين من الإنتداب، وهللنا وفرحنا وصدقنا أننا هزمنا المارد الجبّار، ولم نفهم أنهم هم من يقررون كيف ومتى وأين.
وكان أوّل افتتاح لعهد الإستقلال، حرباً أهلية، عقبها الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ودخولهم بيروت، كتصريح واضح وجلّي بأننا لن نكون يوماً أصحاب الحق في تقرير المصير، وتهجير الفلسطينيين إلى الداخل اللبناني، لتكون شوكةً تهتز في خاصرتنا كلمّا تجاوزنا حدودنا وتطاولنا على أسيادنا. ومن بعدها وضع اليد السورية التي استحقت هذه المكافأة بعد أن شاركت في الحرب ضد العراق. وعاد الإنقسام يلوح بالأفق بين مُوالٍ لهذا التواجد ومُعارض، إلى أن تفجّر الوضع المحقون بعيد إغتيال رئيس الوزراء الأسبق " رفيق الحريري"، وأصبحت الدولة دويلات تختلف فيما بينها على كل شيء، وتصدّر لنا المحتلون الجدد حتى بتنا لا نعرف يدٌ من تجوب في جيوبنا، فقرار سعودي يأخذنا وأخر قطري يعيدنا، ونفوذ إيراني يبسط سلطانه، وإن كان للمخلوقات الفضائية من وجود لوجدناها تحوم حول قطعة الجبنة لتأخذ نصيبها.
سبعون عاماً بعد الإستقلال، ونحن ننام على هدير طائرات العدو ونفيق على دوّي الإنفجارات في كلّ بقعة من الأرض، وما زلنا نحتفل بعيد الإستقلال..



#رينا_ميني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحد عشر عاماً
- يوماً ما ..
- بين التبانة وجبل محسن
- فلتصمتوا
- بلا عنوان
- ثلاثون عاماً ونيّف
- لحظات الحب المسروقة
- سراب الخلاف
- أنتم قتلة أطفالكم
- لا دولة
- الحرب العالمية الثالثة
- أكذوبة الرأي العام
- لماذا؟
- حنين
- محكوم بجرم المحبة
- هلوسات
- جرى الدمع
- الإنسان يفرّق
- روح ولا جسم
- ما بين الثرى والثريا


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رينا ميني - إستقلال أم احتلال جديد