|
المتغطي بالامريكان .... عريان
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 21:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتغطي بالامريكان ....عريان
يوما بعد يوم يتلقى العرب في السعودية ودول الخليج الاخرى , من حلفائهم الامريكان الدرس تلو الدرس .... لكن بدون فائدة ....ذلك ان البداوة التي طبعت على تفكيرهؤلاء بشكل عام , حجبت عنهم الرؤيا العلمية للاوضاع المتغيرة ....والمصالح التي تتحكم في رسم السياسات لدى حكومات العالم واولها امريكا .... فهم يتصورون خطأ ان المعاهدات التي ابرمت مع امريكا منذ اكتشاف النفط في المنطقة ستظل الى ما لا نهاية تحكم العلاقات بينهم وبين امريكا ...ناسين ان امريكا تبحث دوما عن مصالحها في اي اتفاق او معاهدة ولا يهمها شعوب تلك البلدان الا بالقدر الذي يحفظ تدفق النفط بشكل مستمر ....تبعا لحاجة السوق الامريكي له ....اما ما يتعلق بالتحالفات فهي متغيرة ولا احد يستطيع ان يتوقع دوامها الى ما لا نهاية ....فالتجربة تخبرنا ان امريكا غالبا ما تغير اصدقائها وحلفائها بصورة مستمرة ..فهي دوما تستبدل الحصان بعد ان يهرم او يتعب او يصاب ...فتعمل على امتطاء الاخر الاكثر حيويتة والاكثر فائدة ويستطيع ان يؤدي المهام ....وهذا ما حدث في اغلب الدول التي تحالفت مع امريكا ..... من هنا قلنا ان المتغطي بامريكا ....عريان ...؟؟؟ ولنا في الوطن العربي امثلة كثيرة حدثت في القريب ....في تونس تم التخلي عن بن علي وفي مصر ايضا تم التخلي عن مبارك ......والامثلة لا تعد ولا تحصى .....؟؟؟؟؟ ولكي نعتبر مما جرى ... لابد من ان نعي حجم القوى المؤثرة في المنطقة ... وحجم المتغيرات التي باتت بعض ملامحها تصيب البعض بالذهول ...... فلا احد يستطيع ان يفسر الرعب السعودي من النووي الايراني ... وقلقها من اي اتفاق بين مجموعة 5+1 وايران ممكن التوصل اليه ....لقد صور الامر في الاعلام السعودي والخليجي على انه تخلي امريكي ...عنهم وسيتم تسليمهم الى الملالي في ايرا ن ليتم جلدهم ...فيما بعد ...وبرروا لانفسهم الهرولة باتجاه اسرائيل لتحميهم من غدر الامريكان ومن غضب ايران .... دون ان يقدموا لشعبهم تبريرا منطقيا مقنعا لهذا التغيير الغريب .... وهم قد اشبعوهم صراخا منذ اكثر من عقود وهم يصرحون بعداوتهم لاسرائيل ووقوفهم ودعمهم للمقاومة الفلسطينية ووتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني العنصري . وهم بذلك يؤكدون افتضاح كل ادعاءاتهم السابقة وعدواتهم لاسرائيل .... فلقد تم تجريف العائلة الحاكمة من كل الاصوات العروبية التي كانت تؤمن بالحق العربي في فلسطين على ان لا تتكرر مواقف الملك فيصل رحمه الله ...حينما بادر الى قطع النفط عن امريكا .... وجاؤوا بمن هو امريكي اكثر من الامريكان .... ان السعودية تسعى الان على تمزيق الامة العربية الى شيعة وسنة لتكون سهلة الوقوع تحت سيطرة تركيا التي تطرح نفسها حامية للسنة العرب بوجه ايران الشيعية ..... الا انه تنبه الزعماء الاتراك ان الكرد يقفون بين تركيا والعرب في العراق وسوريا ويجب في هذه الحالة ان تستعد تركيا لتدفع ثمنا باهضا ... لان الكرد يرفضون اعتبارهم سنة وانما يطالبون بحقوقهم القومية المشروعة ...فهم يدركون انهم اذا تم حسابهم على انهم سنة فأن هذا ضد مشروع دولة كردستان .......الامر الذي جعل القيادة التركية تتراجع عن اندفاعها نحو الوطن العربي رغم الاغراءات السعودية الهائلة .... التي وعدت بها ..... لانها شعرت بان الثمن الذي ستدفعه اكبر مما يتحقق لها من منافع .... فغيرت مواقفها بسرعة مذهلة نحو حل المشكلة السورية الحل السلمي والانفتاح على بغداد وقيام وزير خارجيتها بزيارة بغداد لتوجيه الدعوة لرئيس الوزراء العراقي لزيارة تركيا ....فهناك استحقاقات انتخابية لدى اردوغان وهناك الدستور الذي فشل في اقراره ....لقد نفذ الاتراك من النفق الذي اراد ال سعود زج تركيا به .. فلقد ادرك الاتراك ان مصالح تركيا اهم من قيادة السنة العرب والدفاع عنهم .. اما ايران فهي تتصرف كدولة عظمى ...في المنطقة وهي تشعر ان حج العالم وخاصة امريكا الى ايران هو وضع قطع الشطرنج في محلها الصحيح ...... وهي تشير دوما ان النووي الايراني هو موجه ضد اسرائيل ....ولا تهديد للمملكة الا بالقدر الذي تشكله المملكة من خطر على السلم العالمي نتيجة تبنيها للفكر التكفيري المتشدد وهذا ما اشار اليه الرئيس الامريكي السابق بوش حين لم يتردد في اعلانه ان من مصلحة العالم تقسيم المملكة الى خمس دول ...لتبنيها ورعايتها للارهاب والتكفير ... المملكة التي تشعر بالوحدة بغياب امريكا عنها ...... ذهبت باتجاهات متعددة.. فهي عمدت الى دعم العسكر في مصر والترويج لفكرة امكانية سد الفراغ في مياه الخليج العربي من قبل مصر ...بعد رحيل الاساطيل الامريكية عن قواعدها ....في حين ان امريكا لم تصرح بالرحيل وحتى ان قررت فان هذا الامر يحتاج الى عدة سنوات ...انه خوف غير مبرر.... كما انها حاولت ان ترشي الاردن ليكون طرفا بالصراع الدائر في سوريا ....لكن الخبث السعودي لم ينجح مع فطنة االملك عبد الثاني .... والخوف السعودي هو نفس الخوف الذي تنشره اسرائيل في العالم وكان اي اتفاق حول النووي الايراني ...هو وضع العالم على حافة حربا نووية مدمرة ...... ان اسرائيل تسخر امكانياتها وامكانية المملكة المالية الهائلة في اشاعة الرعب وشراء المواقف .....وتبتز العالم لتحقيق مكاسب عدة ....واحدة ... على مستوى فلسطين , المزيد من بناء المستوطنات او ثانيا ... على اشاعة ردات الفعل الطائفية العنيفة والتاسيس لها لتبدأ في لبنان ولا تنتهي في باكستان ...ثالثا ... ابعاد العرب عن اي فرصة للتقدم والبناء والقضاء عليهم باشاعة الحروب والفتن فيما بينهم فهذا الشيء الوحيد الذي يجدون فعله .... اما سعوديا .... فان الصراع المحتدم والدائر بين ملوك الصف والثاني والثالث والتيارات الثلاثة المتصارعة فيما بينها هو ما يؤشر على التخبط السعودي ومحاولة بعض اطراف الصراع تحقيق اي نصر خارجي لتقوية فرصه في الصعود بعد رحيل الملك عبد الله .. رغم ان محور بندر(المخابرات) –فيصل (الخارجية ) هو الاكثر حراكا والاكثر تاثيرا والاكثر انفلاتا من قبضة الملك عبد الله .... الامر الذي يستدعي حسم الصراع الداخلي ومجيء ملك قوي حازم يستطيع من لجم بندر ووضعه في حجمه الطبيعي .... ذلك ان المملكة الان هي مفرخ للارهابيين والتكفيرين ... ومركزا للتامر على الشعوب .....ان سياسة اشعال الحرائق في الدول العربية من العراق الى اليمن الى سوريا فلبنان عبورا الى تونس لن ينسي شعب المملكة استحقاقاته الوطنية ... وسياتي اليوم الذي يحاسب فيه من فرط في اهدار ثرواته .... . ولا يخفى ان التقارب السعودي الاسرائيلي سيغير من قواعد اللعبة في المنطقة ويؤدي الى الاسراع بتفكيك مجلس التعاون الخليجي بين موافق ومنافق .... ويقوي من الدور الايراني ومعسكر المقاومة المتمثل بالمقاومة الفلسطينية (فتح ) وحزب الله وسوريا مرورا بالحوثيين في اليمن والشيعة في شرق المملكة والميليشيات الشيعية جنوب العراق ...؟؟؟؟؟؟ وسنشهد بروز معارضة شعبية قوية بين اوساط الشباب السعودي لهذا التقارب المخزي والمذل.... وسيندم ممن شهد على قيام المملكة السعودية على ملك ضاع .... ؟؟؟
حــــامد الزبيدي 20/11/2013
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايران تدخل المملكة بحصان طروادة
-
الدور السعودي .... واشعال الحرائق غي المنطقة
-
الدول على سر رؤسائها .....؟
-
كلام في السياسة مليان مرارة
-
كلام في تظاهرات 5/10 في العراق ....؟
-
من ذكرى ايام الدراسة
-
شرف ايه اللي انت جاي تقول عليه .....
-
علاقة البواسير بخدمة الجماهير ...؟؟؟؟
-
المبادرة الفاضحة
-
امريكا ... والسلاح الكيمياوي
-
الخروج الأمن .....؟؟؟
-
المأزق العراقي ......؟؟؟؟
-
دولة رابعة العدوية
-
نيرون بغداد
-
طريق العودة الى بابل
-
الهلال الخصيب .... تأريخ ومستقبل
-
فيضان النيل في 30 يونيو
-
ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل
-
صدق اولا تصدق ...من قطر يأتي الخبر ...؟
-
الدولة الفاشلة
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|