أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - قليل من الشك يوقف التهور














المزيد.....


قليل من الشك يوقف التهور


سعادة عودة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 11:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- قليل من الشك يوقف التهور
(قليل من الشك يصلح العقل) شعار اقترحه الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود على شباب المسلمين كمبدأ وشعار للعمل ، كما اخبرنا بذلك أستاذنا الدكتور احمد ماضي، وأستميح الأستاذين عذرا أن أغير في العبارة وأجعلها عنوانا لهذا المقال ، وهذه مقولة لا تصدر إلا عن فيلسوف خاض في مجالات الفكر فبات على قدرة تمكنه من صياغة الحكمة العميقة المكثفة ، التي تشبه الخميرة التي يمكنها أن تتكاثر إلى ما نهاية من الأفكار.
إن مبدأ الشك المنسوب إلى الفيلسوف ديكارت ، هو أحد الوسائل التي يستخدمها العقل لاستيضاح الحقيقة من الزيف ، فلا يمكن أن يبقى الإنسان على ما جُبل عليه ، طفلا يصدق كل شيء ، ولا تساوره ريبة فيما يسمع أو يرى ، ولعل من بوادر النضوج عند الأطفال أن لا تنطلي عليهم الأكاذيب البيضاء التي يتعامل بها الآباء مع طلباتهم المستحيلة .
والرسالات السماوية كلها رسالات تصديق، فكل المؤمنين بالرسالات السماوية أو غير السماوية قد آمنوا بما قيل لهم وما سمعوا من الأنبياء والمصلحين إيمانا لا ريب فيه ، لم يطلبوا براهين عقلية من الأنبياء والرسل أو الدعاة والمبشرين ، أكثر مما أوضحوه لهم أو أبدوه من معجزات.
والديانة الإسلامية هي من الرسالات التي اعتمدت على التصديق بما جاء به سيدنا محمد وما ورد في القرآن الكريم ، وأصبح واضحا على مدى العصور جميعها، أن الشك بصحة القران الكريم والأحاديث الشريفة محظور تماما ، ذلك أنه مقطوع بصحته، ولا يجوز لأحد أن يتكلم ناقدا أو شاكا في آية من القرآن الكريم ،أو الصحيح من الأحاديث الشريفة ، انه التقديس الذي يتوقف العقل معه عن التساؤل.
إن التقديس للقرآن الكريم والسنة النبوية هو الذي دعم التصديق المطلق بما جاء في القرآن الكريم، مما جعله المصدر الموثوق لكل التشريعات والقوانين والتصرفات الفردية والمجتمعية ، ولكي لا يختل بناء الحضارة العربية الإسلامية ، فقد أقيمت على هذه القاعدة الصلبة التي لا شك في صحتها ، ولو كان ينظر للقرآن الكريم وما ورد به كما ينظر في أي كتاب على أن ما به يحتمل الصواب والخطأ ، لفسد أمر الدين والدنيا .
ومن الواضح أيضا أن علم الحديث الذي ابتدعه المحدّثون ليميزوا به الحديث الصحيح من الحسن والضعيف من المفترى كان نتيجة شك لدى المتلقين في صحة الحديث ،وهذا الشك كان في صالح الحديث الشريف ،إذ نقاه من كل الأحاديث الكاذبة والمفتراة.
إذن فالشك هو السبيل إلى تفقد صلاحية الأفكار التي نتلقاها أو نسمعها ، وليس من واجبنا أن نسلم بكل ما نسمع ، إلا إذا كنّا أغبياء أو أطفال، وما بلغنا الثالثة من العمر ، أو أن الذي يكلمنا هو رب العزة أو من ينوب عنه في الأرض.
والإشكالية عند الذين يضيقون بمن يشك بأقوالهم وتصرفاتهم أنهم يرون ذلك قدحا بشخصيتهم ، أو لا يملكون بديلا، أو غير واثقين من موقفهم ، وغير قادرين على الدفاع عن أفكارهم ،كبعض الآباء والفقهاء والحزبيين والسياسيين .
إذن فإن الشك دليل على احتمال الخطأ، مما يقتضي مراجعة الأفكار والتوجهات والمشاريع، قبل الوقوع في المحظور، وهو بذلك ظاهرة صحية ، لذلك يجب أن يبقى ملازما لكل نشاط إنساني وحياتي وفكري .
والأخوان المسلمون هم أحرى الناس بمراجعة أفكارهم وتصوراتهم ومشاريعهم والشك بصوابها بعد أزمة استلام الحكم في مصر وليبيا وتونس وغزة. و(الكيس من دان نفسه ) وعليهم أن يتخذوا القرارات الصعبة التالية وهي :
1- الرجوع عن تقديس حسن البنا وسيد قطب واعتبار ما قالاه قد أصبح من الماضي الذي تجاوزه الزمن ، فلا يوجد فكر عابر للزمان والمكان ،ويصبح تقديس أفكارهما دليلا على جمود أفكار المُحدثين .
2- سحب فكرة الدولة الإسلامية الموعودة والإعلان بأنه لا يمكن وفق الظروف الدولية الراهنة إقامة دولة إسلامية ، وعلينا إقامة دولة مدنية بما تعنيه الدولة المدنية من قول، والكف عن أسلمة السياسة والاقتصاد والبنوك والتأمين والتعليم وغيرها.
3- عدم الخوض في الأممية الإسلامية ، والتي تقضي أن يتكتل المسلمون في بنيان مرصوص، وأن يكونوا على رأي رجل واحد ، فمن المستحيل تصور مليار شخص في بنيان مرصوص وعلى رأي رجل واحد أيضا.
4- التراجع عن تقسيم البشر بين فسطاطين فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان، فالمسلمون لا يمكنهم الانعزال عن الكفار والملحدين، فكل الأمم على اختلاف أديانها ومعتقداتها تتعاون مع بعضها في سبيل تقدم الإنسان ورفاهيته .
5- التوقف عن تكفير المسلمين ، وإشعال الخلافات المذهبية ، وتشجيع الجهاديين في استباحة ما يريدون باسم الإسلام ، فالصراع اليوم ليس صراع عقائد ، بل صراع مصالح ومكتسبات.
6- التوقف عن الحلم باعتلاء السلطة واستلام الحكم ، بحجة نصرة الإسلام، فلم يعد العصر عصر انقلابات وعصر الاستفراد بالحكم من قبل طائفة أو دين أو عائلة ،وإلى مالا نهاية من الزمن .
7- هذا الكلام موجه كله أو بعضه للسلفيين وحزب التحرير ورجال الدعوة والوهابيين وكل التنظيمات الإسلامية في هذا العالم .



#سعادة_عودة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لدينا وقت للأحلام ?
- الحركات المستهدفة من الحركات الإسلامية والماركسية
- الخمار
- المرأة ومشكلة الإبداع الشعري
- الاقتصاد الإسلامي واقتصادد الإخوان المسلمين
- هل ورثنا علما في السياسة


المزيد.....




- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة عودة أبو عراق - قليل من الشك يوقف التهور