كيف تدعم الدولة الطائفية وتقويها

بثينة حلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 11:11
المحور: المجتمع المدني
    

تقوم الدول العربية عادة على مركزية المؤسات والحكم في تثبيت سلطاتها وحكمها وبنفس الوقت تعطي لكل طائفة دينية مؤسسات تشريعية خاصة تفصلها تماما عن باقي الطوائف
بحيث تصبح كل طائفة معزولة تماما عن الاخرى في جميع نواحي الحياة الاجتماعية وغالبا السياسية لان كل طائفة تصبح تابعة للقائمين عليها دينيا وتشريعا..
هذا الانقسام بالاضافة للموروثات الثقافية والعادات والتقاليد اصبح سورا عاليا وصلبا بين اباء البلد الواحد يمنع حريةالفرد وحقه في الزواج من طائفة اخرى وبالتالي اقامة العلاقات معها عائليا واجتماعيا مما يجعل وحدة المجتمع وتاخيه شبه مستحيل
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل يدخل المؤسسات التعليمية منذ الحضانة
فالمؤسسات الدينية الحاكمة او ذات الاغلبية تفرض سطوتها على التعليم من سن الحضانة والى التخرج فخريجي المدارس والجامعات هم مصدر مالهم واستمراهم وسلطتهم وقوتهم والمدافعين الاشرس عنهم عند الخطر...

هل سئلنا انفسنا ولو لمرة بماذا يفكر الطفل الصغير عندما تفصله عن زميله بحصة الدين ليذهب كل منهم لحصة دين مختلفة تؤكد له انه على الطريق الصح و زملائه ضالين ومن اهل جهنم...!!!
هل بحثنا ولو لمرة كيف يفكر اطفال الطوائف الاسلامية والمسيحية عندما يعودوا لمنازلهم ليسئلوا اهلهم عن ديانة السنة وعن الكاثولوكية او الارثوذكسية التي تختلف عن طائفتهم وتعاليمهم ..وكيف سينشئ الاطفال يعانون من الازدواجية والعنصرية والكبت والقهر والتعالي على الاخر ...!!!
كيف لنا ان نطالب ببلد موحد وجيش قوي اذا كان كل منا افضل من الاخر ومحروم من اقامة علاقات اسرية معه ومشاركته حصة الدين التي تعتبر الباب الوحيد الى داخل كل منا وبالتالي تاتي قرارتنا يوما ما بناء على ما دخل هذا الباب

ومتى سنفكر بالغاء حصص الدين والالفاظ الدينية بكافة اشكالها في المدارس والبريد وكل مؤسسات الدولة حتى نلغي التميز الديني والطائفي والعنصري الذي ينهش هياكل بلادنا الادارية ومؤسساتها
للاسف لن تقبل اي دولة عربية و اسلامية بهذا فهي تقوم عى فصل المجتمع الى قطعان محدودة العدد يسهل السيطرة عليهم وشراء ولائهم وانتمائهم حسب رغبة الحاكم ورجال الدين الذين يقفوا معه على مقولة: ايد بتغسل ايد

#بثينة_حلاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات