|
الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير-- برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)-7-
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 23:31
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير
برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)-7- الثورة فى إيران و البرنامج الأدنى
الماوية : نظرية و ممارسة – 14 - شادي الشماوي برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني – الماوي ) (2000)
محتويات الكتاب :
مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي) ============================ / I الثورة العالمية و البرنامج الأقصي
مقدّمة :
الماركسية – اللينينية – الماوية : الماركسية :
اللينينية :
ثورة أكتوبر الماوية :
الثورة الصينية
مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا :
السياسة و الثقافة و الإقتصاد فى المجتمع الإشتراكي
الشيوعية العالمية والمرحلة الإنتقالية : الدولة البروليتارية : الديمقراطية و الدكتاتورية :
الدولة و الحزب : الدولة و الإيديولوجيا :
الدولة و الدين : الدولة و الثقافة : الدولة و الدعاية :
الحرّية و القمع و المقاربة المتصلة بالمعارضة : الإقتصاد الإشتراكي :
العلاقة بين البلدان الإشتراكية و الثورة العالمية : تناقضات النظام العالمي و صورة العالم الراهن :
II / الثورة فى إيران و البرنامج الأدنى
لمحة عن إيران المعاصرة
الهيمنة الإمبريالية : الرأسمالية البيروقراطية : شبه الإقطاعية : ثلاثة جبال و علاقات إنتاج مهيمنة على المجتمع :
الدولة شبه المستعمرة فى إيران : الجمهورية الإسلامية و ثورة 1979 :
الطبقات و موقعها فى سيرورة الثورة فى إيران
طبقات البرجوازية – الملاكين العقاريين :
البرجوازية الوسطى ( أو البرجوازية الوطنية ) :
البرجوازية الصغيرة المدينية :
المثقّفون :
الفلاحون :
الفلاحون الأغنياء :
الفلاّحون المتوسّطون :
الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ( أشباه البروليتاريا فى الريف ) :
شبه البروليتاريا المدينية :
الطبقة العاملة :
بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح
النساء :
القوميات المضطهَدَة :
الشباب :
طبيعة الثورة و آفاقها
فى المجال السياسي : فى المجال الإقتصادي :
فى المجال الثقافي :
الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير
بشأن العمّال :
بشأن الفلاحين : بشأن النساء : بشأن القوميات المضطهَدة :
بشأن التعليم : بشأن الدين و النشاطات الدينية :
عن بعض أمراض المجتمع
البطالة : الإدمان على المخدّرات : البغاء :
المدن المنتفخة و اللامساواة بين الجهات :
السكن : الوقاية الصحّية و الرعاية الطبيّة :
الجريمة و العقاب :
العلاقات العالمية :
طريق إفتكاك السلطة فى إيران
أدوات الثورة الجوهرية الثلاث : الحزب الشيوعي و الجبهة المتحدة و الجيش الشعبي :
قواعد الإرتكاز و السلطة السياسية الجديدة :
الإعداد للإنطلاق فى حرب الشعب :
نزوح سكّان الريف و نموّ المدن :
مكانة المدن فى حرب الشعب :
الأزمة الثورية عبر البلاد بأسرها :
حول إستراتيجيا الإنتفاضة المدينية :
حرب شاملة و ليست حربا محدودة :
لنتقدّم و نتجرّأ على القتال من أجل عالم جديد!
مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني– الماوي): مواصلة للخّط الذى قادنا فى أعمالنا السابقة و ربطا للأفكار التى صغنا بصدد إيران و تجنّبا للتكرار ، إرتأينا أن تكون هذه المقدّمة مركّبة من أجزاء ثلاثة هي أوّلا مقتطف من مقدّمة كرّاس " جمهورية إيران الإسلامية : مذابح للشيوعيين و قمع و إستغلال و تجويع للشعب " و ثانيا مقتطف من مقدّمة كرّاس " إنتفاضة شعبية فى إيران ، وجهة نظر شيوعية ماوية " ( المقتطفان صدرا ضمن كتاب يحمل ذات عنوان الكرّاس الأوّل ؛ العدد السادس من " الماوية : نظرية و ممارسة " ) ؛ إليهما أضفنا فقرة عن أهمّية هذا البرنامج. و على هذا النحو نمرّ من قراءة مقتضبة للصراع الطبقي فى إيران الحديثة و نقد لقراءات خاطئة مناهضة للماركسية – اللينينية – الماوية إلى النضالات الشعبية و إمكانية الثورة و من ثمّة إلى البرنامج الشيوعي الثوري الأقصى و الأدنى الذى يمكّن إن طبّق و نجح تطبيقه من جعل الثورة المرجوّة جزءا لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و أفقها الأسمى الشيوعية العالمية. و من الأكيد أن الرفيقات و الرفاق الإيرانيين منذ سنة 2000 ، سنة نشر هذا البرنامج ، قد طوّروا جوانبا من برنامجهم أو نظرتهم لمسائل عملية و نظرية و بالفعل قد نشروا عدّة كتب و مقالات للأسف الشديد هي فى غالبيتها غير متوفّرة إلاّ باللغة الفارسية لذا ندعو الرفاق و الرفيقات العرب الذين يمسكون بناصية اللغة الفارسية و نلحّ فى دعوتهم إلى النهوض بواجب ترجمة أهمّ الأدبيّات الحديثة التى أصدرها الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) كما نتوجّه بالدعوة إلى الرفيقات و الرفاق الإيرانيين أن يسعوا جهدهم على الأقلّ لتقديم أدبيّاتهم الأهمّ باللغة الأنجليزية فنتولّى تعريبها أو يتولّى المهمّة غيرنا كي يتمّ التفاعل اللازم من منطلق أمميّ . 1- من مقدّمة كرّاس " جمهورية إيران الإسلامية : مذابح للشيوعيين و قمع و إستغلال و تجويع للشعب " : " منذ السبعينات ، شدّت إيران إنتباه المتابعين للشؤون السياسية و الدينية عالميا .فقد عرفت البلاد مخاضا كبيرا و نموّ مقاومة لنظام الشاه بجناحين من حيث الأساس ، جناح يساري و جناح يميني ديني شيعي و قد إستطاع الشعب الإطاحة بالشاه بيد أن القوى الدينية بتنسيق مع الإمبريالية العالمية سارعت إلى الإستيلاء على السلطة و إجتهدت فى وأد ثورة 1979 و الثوريين و خاصة منهم الشيوعيين فى المهد لتركّز دولة دينية أوتوقراطية تواصل بوجه جديد مضلّل للجماهير الشعبية رعاية و خدمة مصالح الإمبريالية و الكمبرادور و الإقطاع. و كان لهذا تبعات جدّ خطيرة بصورة خاصة على الصراع السياسي فى الوطن العربي . فمن جهة ، أعطى هذا ، ضمن أسباب أخرى متنوعة و معقدة ، دفعا كبيرا للحركات الأصولية الإسلامية فى الأقطار العربية و من جهة ثانية و إضافة إلى البلبلة التى دبّت فى صفوف القوى اليسارية تقييما و تحالفات ، مثّل هذا الحدث ، إلى حدّ كبير ، منعطفا فى تراجع تأثير الشيوعيين و إنتشارهم و قوّتهم عربيا سيما و أن الحركة الشيوعية العالمية كانت تشهد ساعتئذ صراعات حادة بين القوى الماركسية –اللينينية الحقيقية و القوى التحريفية المعاصرة الموالية للإمبريالية السوفياتية أساسا. و ممّا قصم ظهر الحركة الماركسية –اللينينية عالميا عاملان إثنان أولاهما خسارة الصين الماوية فى 1976 كقلعة حيّة للثورة البروليتارية العالمية بإستيلاء التحريفيين و على رأسهم دنك سياو بينغ على مقاليد الحكم و تحويل الصين من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و ما نجم عن ذلك و عن الخطّ التحريفي الصيني من تشويش و تشويه للماركسية- اللينينية- الماوية [ حينها الماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ ] .و ثانيهما هو الطعنة فى الظهر التى وجّهها أنور خوجا ، قائد حزب العمل الألباني للماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ التى كانت تقود الحركة الماركسية –اللينينية منذ أواسط الخمسينات و بشكل جلي منذ الستينات حيث أعلن أنور خوجا ، الدغمائي التحريفي ، أن فكر ماوتسى تونغ معاد للماركسية ،عوض أن يلتقط المشعل الشيوعي الماركسي –اللينيني الذى طوّره ماو تسى تونغ و يرفع رايته فزاد بذلك الطين بلّة . و تكالبت القوى الإنتهازية لتتخلى عن الشيوعية الحقيقية ، الثورية و تشنّ حربا شعواء على ماو تسى تونغ الذى كان لعقود رمزا للحركة الماركسية –اللينينية العالمية و أهمّ قادتها فساد نوع من الفوضى الفكرية داخل الحركة الشيوعية العالمية قبل أن يخاض النضال المرير و الطويل لوضع خطوط تمايز مع جميع أرهاط التحريفية السوفياتية و الصينية و الأوروشيوعية و الخوجية ...و ليتم الردّ عليها و دحضها و لتشرع الماركسية –اللينينية –الماوية فى الإنصهار مجدّدا فى صفوف شعوب العالم عاملة على تغييره ثوريا بغاية بلوغ الشيوعية عالميا . و عربيا ، تحوّل بعض المثقفين الذين كانوا يدّعون الماركسية إلى بوق دعاية للرجعية يدافعون عن الأصولية الإسلامية و مشروعها المجتمعي و الإقتصادي و السياسي و الثقافي . و طرح البعض إقامة تحالفات مع القوى الإخوانجية التى سرعان ما تضاعفت قوّتها و تضاعف تأثيرها جماهيريا غاضين النظر عن برامجها ووسائل عملها و مواقفها اللاوطنية و اللاديمقراطية و اللاشعبية الموالية للأنظمة السائدة و الإمبريالية و إن تظاهرت أحيانا بمعارضتهما أو عارضتهما لتتقاسم السلطة معهما . و فى حين أسبغت مجموعات" ماركسية " صفة الوطنية على بعض الإخوانجية ( طامسة مثلا علاقة النظام الإسلامي الإيراني بالإمبريالية كما كشفته " إيران غايت " ) ، أسبغت عليها مجموعات أخرى صفة الديمقراطية ( متحالفة معها على أساس نقاط سميت الأدنى الديمقراطي أو جاعلة من الإنتخابات الإيرانية نموذجا للديمقراطية فى حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يحكمها نظام وحشي فاشي ) و جعلت مجموعات ثالثة من الفكر الخرافي الرجعي الفكر الذى يجب أن يسود حركة التحرّر الوطني العربية عوضا عن الفكر العلمي و الشيوعي الثوري ، فإلتفتت إلى الوراء لتعلن أن الحلّ عند السلف لاوية معها عنق الجماهير الشعبية ذات الوعي الطبقي المتدنى إلى الخلف و مانعة عنها بالتالى التطلع إلى المستقبل الشيوعي الذى تصنعه الشعوب بقيادة الشيوعيين الثوريين إنطلاقا من الواقع لا من الخيال . و فى السنوات الأخيرة ، إلى جانب ظاهرة التشيع التى أخذت فى الإنتشار فى الأوساط الإسلامية ، ذهبت مجموعة من الذين يقولون عن أنفسهم مستنيرين و حتى ماركسيين إلى حدّ الدعاية السافرة لا فقط للأفكار السياسية و إنما أيضا لإيديولوجيا "حزب الله" و مراجعه الفكرية باثة مزيدا من الأوهام حول طبيعته و برامجه و تاريخه و ممارساته . ووصل الأمر بالبعض إلى إبتلاع المقولة السامة المعادية للفهم الشيوعي حول الدولة و الصراع السياسي و علاقته بالحرب بان هذا الحزب لا يعمل إلا على مقاومة الكيان الصهيوني و بهذا لحملهم السلاح فى وجه الكيان الصهيوني جعلوا منهم وطنيين ناسين برنامجهم الرجعي الذى لا يقطع مع الإمبريالية و إرتباطاتهم التبعية لإيران و نظامها العميل للإمبريالية و ما إلى ذلك و فصلوا نظريا البعد الوطني عن البعد الديمقراطي فى الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة فصلا خاطئا و ضارا كلّ الضرر ، و روّجوا لكون "حزب الله" لا يستعمل السلاح فى الصراع السياسي الداخلي اللبناني ماحين هكذا بجرّة قلم تاريخ هذا الحزب و الفهم المادي التاريخي و حقيقة أن الحرب مواصلة للسياسة بطرق عنيفة ومن جديد و ببساطة أتت الأحداث فى لبنان لتكشف مدى خور هذه الترهات فبالسلاح إستولى حزب الله على بيروت أحياء و شوارعا ليفرض سياسات معينة و نقلت ذلك مباشرة شاشات التلفزة عبر العالم . إن مثل هذه القراءات الفجة لطبيعة الأنظمة و الأحزاب و التنظيمات الأصولية الإسلامية و لتاريخها و التعامى عن تنظيراتها وبرامجها و ممارساتها الرجعية تجاه الشيوعيين و الثوريين و التقدميين و المرأة إلخ يصبّ فلسفيا فى خانة الحكم المثالي بظواهر الأشياء و من بعيد و عدم تحليلها ماديا جدليا و ماديا تاريخيا من منظور بروليتاري شيوعي ثوري و الغوص إلى لبّها و حقيقتها العميقة ، و سياسيا فى خانة فصل الوطني عن الديمقراطي و مغالطة جماهير الشعب و خدمة الأنظمة السائدة و دول الإمبريالية-الإقطاع – الكمبرادور و طبقيا فى خانة الإستسلام لأعداء الثورة و التذيّل لكتلة من كتل الأنظمة الرجعية على حساب إستقلالية البروليتاريا و غايتها الأسمى الشيوعية . و هذا يطرح علينا كشيوعيين ماويين ، إذا ما رمنا تحرير الشعب و تنويره بالحقيقة التى هي وحدها ثورية كما قال لينين و خوض الصراع اللازم ضد تلك الإنحرافات الخطيرة للغاية ، إيلاء هذه المسألة جزءا من جهدها النضالي على الجبهة الفكرية النظرية و السياسية و يطرح على جميع الشيوعيين التعمّق فى دراسة و فضح ما يقدّم على أنه بديل إسلامي للشيوعية عبر نقد أهمّ إن لم يكن كلّ تجارب الإخوانجية الذين وصلوا إلى السلطة و مارسوها أو لم يصلوا إليها بعد أو يتقاسمونها ضمن إطار الأنظمة الرجعية السائدة و تبسيط ذلك لنشره فى صفوف الشعب . فمن أوكد الواجبات فى هذا الحقل تناول تجربة إيران و تجربة السودان و غيرهما بالبحث لتعرية وجهها الحقيقي و فضح طبيعتها و برامجها و ممارساتها شعبيا . و إن خوض هذه المعركة من الضرورة بمكان إذا كنّا نتطلّع إلى التقدّم فى إتجاه الإشعاع شعبيا و رفع وعي الشعب و إلحاق هزائم بالفكر الخرافي المكبل لطاقات ثورية هائلة فى صفوف الطبقات الشعبية و المدعى أنه بديل شعبي بينما هو بديل إمبريالي . " 2- من مقدمة كرّاس " إنتفاضة شعبية فى إيران ، وجهة نظر شيوعية ماوية " : " حقيقة كانت إيران و لا تزال نموذجا للغالبية العظمى من التيارات الأصولية الإسلامية منها إستلهموا بعض الأفكار و الكثير من القوة بإعتبار إيران مثالا حيّا نابضا لإمكانية وصول الأصوليين الإسلاميين إلى السلطة و المحافظة عليها و بناء مجتمع إسلامي يعزّز الحركة الظلامية عبر العالم و يعضدها بما أوتي من قوّة مادية و معنوية. تصوّروا الآن تحوّل إمكانية الإطاحة بنظام جمهورية إيران الإسلامية إلى واقع ملموس، تصوّروا تفكّك هذه الدولة القروسطية و مدى المدّ النضالي و طموح الإنعتاق الوطني و الطبقي و الطاقة التحررية التى سيطلقها الحدث بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط فشمال إفريقيا و آسيا و العالم بأسره. تصوّروا دحر أحد محركات – أو قلب رحي- وركائز الحركات الإسلامية وقد تعرضت بعدُ حركات أصولية أخرى فى عديد البلدان إلى ضربات موجعة و مدى فسح ذلك للمجال لإنكسارات داخلية فى صفوفها و لخوض النضالات ضدّها و فضحها على أوسع نطاق شعبي ممكن. تصوّروا بالإضافة إلى ذلك أن تكون الإطاحة بنظام جمهورية إيران الإسلامية الرجعي القروسطي على أيدى قوى شعبية تقودها البروليتاريا و توجهها الشيوعية. تصوّروا هذا و أكثر ، ألا يستحق منّا حينئذ السعي حثيثا لمعرفة حقيقة ما حدث فى إيران و دراسته و تحليله وإستخلاص الدروس منه لدفع عجلة الصراع الطبقي و التاريخ من موقع أممي ووحدة الطبقة العاملة مصيرا و مهمّة تاريخية ؟ إذا كنا فعلا شيوعيين هذا الأمر يستحق العناء كلّه بل هو من صميم واجباتنا الثورية الأممية. [ ...] و ننهى هذه المقدّمة بالتنبيه إلى الحاجة إلى وعي الشيوعيين لضرورة ملحّة من مهام النضال على الجبهتين الإيديولوجية و السياسية ألا وهي مهمّة دراسة و كتابة مقالات تحليلية و نقدية طويلة و لما لا كتب لتعرية و فضح مشاريع و تجارب الأصوليين الإسلاميين فى البلدان العربية و غير العربية و نشرها شعبيا و التصدّى لهذه المهمّة العظيمة من منظور شيوعي ثوري و النجاح فى إنجازها من شأنه أن يكنس الكثير من العوائق الحائلة دون رفع وعي الجماهير وإنتشارالفكر العلمي و المشروع الشيوعي شعبيا فالظلامية لن تضمحلّ بمحض إرادتها ، يجب علينا كنسها كنسا شأنها فى ذلك شأن الغبار الذى لا يتلاشى لوحده ليدع المكان نظيفا بل ينبغى علينا كنسه إذا ما رمنا تنظيف المكان . " 3- أهمّية برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) بالنسبة للشيوعيين عامة و الشيوعيين الماويين خاصة : تتأتى أهمّية هذه الوثيقة من أمرين محوريين بالنسبة للشيوعيين الماويين الذين يهدفون لتطوير مستلزمات الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ، الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية و بصورة خاصة عربيّا تطوير التيّار الأوّل : - أوّلا و قبل كلّ شيء هذه الوثيقة الصادرة سنة 2000 عن أوّل مؤتمر لحزب يرفع بوضوح راية الماركسية – اللينينية – الماوية منذ سنوات تجاوزت العقد الآن رغم القمع و العسف الوحشيين لنظام قراوسطي فاشستي ، عن حزب كان من الأعضاء الفاعلين فى الحركة الأممية الثورية و مساهماته فى صراع الخطين صلبها بصدد البيرو و النيبال و تقييم الخلاصة الجديدة و الخلافات مع الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني ... معروفة لدي المتتبّعين عن كثب لتطوّر الحركة الماوية العالمية . - وثانيا إنّ الرفيقات و الرفاق الإيرانيين الذين قدّموا التضحيات الجسام و تمكّنوا من مواجهة المخاطر و العراقيل الموضوعية و الذاتية بلغوا منذ سنوات مرحلة تأسيس الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني - الماوي ، مرحلة لم تبلغها أيّة مجموعة أخرى على الصعيد العربي . و فى سيرورة تطوّرهم هذه و قطعهم أشواطا أخرى بإتجاه الإعداد لخوض حرب الشعب الماوية لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة الممهّدة للثورة الإشتراكية فالشيوعية كتيّار من تياري الثورة البروليتارية العالمية ، لا شكّ فى انّهم قد عالجوا عدّة قضايا و إنحرافات لا يزال الماويون فى الأقطار العربية يتخبّطون فيها فوجب التعلّم منهم بروح أممّية بروليتارية - مع مراعاة الإختلافات فى الواقع الموضوعي والذاتي، الكمّية منها و النوعية أحيانا - بعيدا عن الشوفينية القومية. حقيقة موضوعية هي أنّهم متقدّمون علينا فى مجالات عدّة لا سيما نظريّا و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " : " الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ أي الحركة الشيوعية – صاحب المقدّمة ] هي حركة أممية فى جوهرها. و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . و لبلوغ ذلك لا يكفي مجرد الإطلاع على هذه التجربة أو مجرّد نسخ القرارات الأخيرة . إنّما يتطلّب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقّق منها بنفسه . و كلّ من يستطيع أن يتصوّر مبلغ إتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة ، يفهم مبلغ ما يتطلّبه القيام بهذه المهمّة من إحتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية ( الثورية أيضا ) . "
الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير
على أساس التغييرات الجوهرية المشار إليها أعلاه السياسية منها و الإقتصادية و الثقافية ، ستتخذ الدولة الجديدة إجراءات أخرى فى مجالات متباينة متمّمة لهذه التغييرات . و هذه الخطوات التى سترسي أركان التغييرات المستقبلية ستميّز التوجه الثوري للمجتمع و تحرّكه صوب العلاقات الأرقي . و لن يكون تحقيق هذه الإجراءات ممكنا دون إفتكاك السلطة السياسية . فى ظلّ نظام و دولة رجعيين لا يمكن بناء ركائز المجتمع الجديد . و بالإعتماد على إفتكاك السلطة السياسية ، يمكن و يجب تنظيم إجراءات لتحسين ظروف عيش الجماهير .
و لا يعنى تقديم هذه الخطوات الفورية أنّها مجرّد وعود للجماهير . لن يتمّ إستنهاض الشعب الكادح حول حوافز الرفاه الشخصي و المصالح الفردية بل حول مسك مصيرها بيدها ،و ممارستها السلطة السياسية و بناء مجتمع جديد و عالم جديد .لا شكّ فى أنذ ثورة تهدف لتحرير الإنسانية تتعرّض لصعوبات و تستدعي تضحيات بعد الثورة فمستوى معيشة الأقليّة ، لا سيما الفئة المأثّرة نسبيّا فى المراكز المدينية ، سينخفض . و فى نفس الوقت ، ستخفّف إعادة التوزيع الأوّلي للثروة و الموارد و وسائل الإنتاج إلى درجة كبيرة الفقر المدقع و البؤس السائدين فى المجتمع . و ستحسّن الإجراءات الفورية الظروف الإجتماعية و السياسية و حياة أولئك فى أسفل السلّم الإجتماعي . و سيوفّر تطبيق هذه الخطوات لغالبية الشعب ظروفا مغايرة نوعيّا ، هي مليون مرّة أفضل من عبودية المجتمع القديم . و مع ذلك ، يظلّ الإلغاء التام للامساواة الإجتماعية الكبيرة الموروثة عن المجتمع القديم سيرورة طويلة ترتهن بتطوّرات أكثر إتقانا فى البلاد و بتقدّم الثورة البروليتارية فى العالم .
و الإجراءات الفورية مطالب قديمة العهد لأجلها طالما ناضلت غالبية الجماهير و قدّمت حياتها . و على الدوام ، سعت الطبقات الحاكمة أن تضيّق على هذه النضالات . و الطبقة العاملة ،من الجهة المقابلة ، ساندت و تساند هذه القوى و الحركات الإجتماعية التى تناضل و ترسي حركات تعمل على تحقيق أي من هذه المطالب . و اليوم يجب أن ينعكس تكريس الخطوات الفورية فى السياسات التعبوية و شعارات البروليتاريا و الدعاية و التحريض .
سيُبنى مجتمع جديد و ستُلبّى المطالب الأساسية للناس بالتعويل على النضال و النشاط الواعيين و بلا هوادة للناس ذاتهم . و لا يمكن للخطوات المباشرة إلاّ أن تتخذ بدعم ملايين الناس المستنهضين طوعيّا و طاقتهم و حماسهم لإنجاز هذه التطوّرات أكثر تعقيدا و جذرية . و ستجعل التجربة الثورية و المنتجة للجماهير و تعاونها و تضامنها و سيجعل إستخدام الموارد و التقنية الممكنة الإستعمال و سيجعل دعم الحركات الثورية عالميّا ، سيجعلون من هذا الإنجاز العظيم قابلا للتحقيق فى الواقع . و يتميّز توجّه الدولة الجديدة بالإجراءات التالية مع أنّ أجهزة السلطة الجماهيرية ستدخل تعديلات و تطويرات على هذه الإجراءات .
بشأن العمّال :
1. تفكيك كافة الأجهزة الخاصّة لقمع الدولة و سيطرتها هيو الرأسماليين فى أماكن العمل ، بما فى ذلك النقابات و الجمعيات الصفراء المرتبطة بالدولة القديمة ، و مراكز بثّ الإنشقاق و التآمر مثل " نادي العمّال " ،و موظفو المخابرات السرّية و مراكز التجسّس فى المصانع ؛ و كذلك القوات المسلّحة المناهضة للمسيرات و الإضرابات .
2. إلغاء القوانين الرجعية و المناهضة لشغل العمّال ؛ و إلغاء التراتيب و الضوابط الطغيانية و الإستغلالية القائمة على القانون و الشريعة و العادات والتقاليد فى مختلف أماكن العمل و إلغاء جميع أنواع العقوبات .
3. الإعتراف بشتّى أشكال المؤسسات العمّالية لممارسة سلطة الجماهير الناشئة فى خضمّ سيرورة الثورة و تكليفها بإدارة المصانع الكبرى المصادرة والواقعة تحت قيادة الحزب؛ وتكليفها بحماية وحدات الإنتاج و الموارد و المنتوجات لفائدة العمّال فى مواجهة تخريب أعداء الثورة .
4. ممارسة رقابة الدولة و المؤسسات العمّالية لأنشطة الوحدات الرأسمالية الصغرى و المتوسّطة التى تقع مصادرتها .
5. صياغة قوانين و ضوابط عمل جديدة بالتعويل على نقاشات إجتماعات و منظمات جماهير العمّال و إقتراحاتها و قراراتها ؛ و الإعتراف بحقّ الإضراب و التظاهر و تكوين منظّمات عمّالية .
6. تحسين ظروف عمل العمّال و حياتهم ( بمعنى ساعات العمل و وتيرة العمل ، و حدود السنّ ، و السلامة المهنية و فترات الراحة و المغادرة ) ؛ و المساواة فى الأجر مقابل عمل متساوى بغضّ النظر عن الإختلافات فى الجنس و القومية و الدين أو خطّ العمل فى كلّ من الوحدات الصناعية الكبرى و الصغري . و منع شغل الأطفال و تحسين ظروف المشتغلين ليلا أو بأعمال مرهقة .
7. توفير حقوق و ظروف خاصة للعاملات بالعودة إلى نقاشات منظمات العاملات و إجتماعاتها و إقتراحاتها و قراراتها .
و ستوطّد هذه الإجراءات الدور القيادي و المهيمن للطبقة العاملة فى شؤون المجتمع و ستوطّد قوّتها و درجة وحدة العمّال و تضامنهم . و هكذا يجرى مزيد إعداد أرضية التعبئة الواسعة للعمّال فى النضال السياسي ، و على ضوء ظروف إعارة الإنتباه للإنتاج يقع تحسين ظروف عمل الجماهير وعيشها .
و تعدّ الإجراءات المشار إليها أعلاه بداية تمهّد الطريق لسيرورة طويلة من التغيير الجذري فى العلاقات بين الناس فى العمل و الإنتاج . و بالتعويل على حماس جماهير العمّال و حماسهم و نشاطهم الواعي ، ستتحوّل المصانع إلى مراكز سياسية و نقاط متقدّمة للصراع الطبقي من أجل تغيير المجتمع و العالم . و بهذه الطريقة ، ستمارس جماهير العمال بصورة متصاعدة السلطة السياسية فى وحدات الإنتاج و فى المجتمع ككلّ . و سيشهد تنظيم العمل و تقسيمه داخل المصنع تغييرات جوهرية . سيساهم القادة و الإداريون فى العمل المنتج و سيساهم العمال فى القيادة و الإدارة .
و ليست مقاربة قوانين العمل شيئا مطلقا . فى ظلّ الدولة البروليتارية سيجرى إعادة النظر فى القوانين و التراتيب بإستمرار و ما يغدو غير منطقي و قديم سيتغيّر و يستبعد . و ستتخذ إجراءات خاصة ومستمرّة لرفع مستوى المعرفة لدى العمّال و قدراتهم فى حقول العلم و التقنية و الإدارة . و فى هذا الإطار ، يُستخدم الأخصّائيون و الإداريون من المجتمع القديم الذين يتطوّعون لخدمة بناء المجتمع الجديد . و يتطلّب نجاح إنجاز مثل هذه التطويرات الممتازة ، بصورة حاسمة ، وضع السياسة البروليتارية فى مصاف القيادة و توطيد الدور القيادي للحزب . و كريق تكريس هذه التطويرات هو إستنهاض حركات جماهيرية جبارة و التعويل عليها .
بشأن الفلاحين :
1.إلغاء كافة مؤسّسات الهيمنة و القمع بما فى ذلك مؤسسات الدولة القديمة سواء منها المسلّحة أو المدنية و المؤسسات الدينية فى الريف التى تمثّل الذراع الإقتصادي للرأسمالية البيروقراطية ، مثل " جهاد و سزنداجي " [ منظمة تشجّع على الحملات الجهادية –المترجم إلى الأنجليزية ] و كنس السلطة الرجعية و التقليدية و الدينية اقطاعية و العشائرية على المستوى المحلّي و إلغاء كافة إلتزامات الفلاحين و إستعباد هذه المؤسسات لهم .
2. إلغاء نظام الأرض القائم الإستغلال الإقطاعي و شبه الإقطاعي و تركيز نظام " الأرض لمن يفلحها " .
3. إلغاء جميع حقوق الملكيات الكبرى للأرض و الحيوانات و الماء و وسائل الإنتاج و الآلات الفلاحية ، سواء فى شكل شخصي أو تابعة للدولة القديمة و مصادرة كلّ هذه الأملاك الكبرى .
4. إلغاء كافة ديون الفلاحين للملاكين العقاريين الكبار و لمؤسسات الدولة القديمة و البنوك و المؤسسات الدينية و المرابين المحلّيين .
5. مصادرة أرض و ملكية الملاكين العقاريين الكبار و الدولة القديمة و المؤسسات الدينية و توزيعها من قبل أجهزة السلطة الجماهيرية ( كالمجلس العام للقرية ، و لجان القرية المنتخبة أو جمعيات الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ) . و ستمنح الأرض للملاكين العقاريين و لأسرهم الذين جرت عملية إنتزاع لأملاكهم ، إذا أبدوا إستعدادا للإشتغال بالأرض.
6. وبغض النظر عن قوميتهم ، سيُمدّ العمّال و الفلاحون على وجه العموم بنفس القدر من الأرض شأنهم شأن الفلاحين . لكن إن كان دخلهم يكفى لتوفير حياة مستقرّة أو القسط الأكبر من مصاريف عيشهم ، لن يمنحوا أرضا .
7. مصادرة كلّ المراكز الصناعية الكبرى لتربية الماشية و الدواجن . و مصادرة المزارع الكبرى و المزارع الممكننة الكبرى و الصناعية الفلاحية و الوحدات الفلاحية الكبيرة ،التى هي بالأساس تحت تحكم فيها العلاقات الرأسمالية . سواء صارت هذه جميعها مملوكة لدولة البروليتاريا أم قسّمت ووزّعت و ما الذى تنتجه يرتهن بعناصر شتّى . و المحدّد هو : حاجيات عيش الناس و الإكتفاء الذاتي للبلاد و النزاعات فى صفوف جماهير العمّال و الفلاحين و الحاجة إلى وحدة صفوفهم ، و كذلك بحاجيات التحرّر من السلط الإقطاعية ، خاصة ، تحرّر النساء من نير النظام الأبوي .
8. و ستكون المراعي الكبرى و الغابات و السدود الكبرى و المناجم الكبرى و الأراضي غير المستغلّة و الموارد المائية الكبرى ( سيما الأنهار و البحيرات و البحار ) تحت تصرّف دولة البروليتاريا . و هذه الدولة بينما تأخذ بعين الإعتبار قضايا البيئة ، ستعترف بحقوق الصيّادين برّا وبحرا وحقوق الفلاحين فى إستعمال المراعي ومصادر المياه .
9. إلغاء إحتكار التجّار للمتاجرة فى المنتوجات الفلاحية و الصناعات الرفية . و تغيير هيكلة الصناعات الريفية ( لا سيما حياكة الزرابي ) على أساس توفير الحاجيات الأساسية للجماهير و الحاجيات الصناعية الأساسية للإقتصاد الفلاحي .
10. تشجيع الفلاحين على تكوين تعاونيّات مختلفة فى مجالات الإنتاج و التوزيع و التبادل و مساندة كافة الأشكال الجماعية التى يوجدها الفلاحون للتشارك فى العمل و الأرض و وسائل الإنتاج .
11. إلغاء ريع قطع الأرض الصغيرة التابعة للذين نزحوا إلى المدن ، و توزيع قطعة من الأرض على كل نازح ريفي أو عائلة ترغب فى العودة إلى الحياة فى القرية .
هدف هذه الإجراءات – و فى موقع القلب منها تركيز نظام " الأرض لمن يفلحها "- هو تعزيز الوحدة الإستراتيجية للعمّال و الفلاحين و تطويرها و إستنهاض الحماس الثوري لجماهير الفلاحين و إبداعهم لإجتثاث العلاقات ما قبل الرأسمالية القديمة . و فى تكريس هذه الإجراءات ، ستأخذ بعين النظر خصوصية كلّ جهة و تتبع طرق خاصة بالإستناد إلى ذلك . و سيكون إرساء " الأرض لمن يفلحها " على قاعدة " الأرض ملك لمن يفلحها . و سيجرى التوزيع الفردي للأرض بغض النظر عن الجنس و العمر . و سيتمّ سلوك سياسة المساواة فى ملكية الأرض فى مختلف المراحل . و كافة الأرض التابعة للملاكين العقاريين و الدولة ، إلى جانب أراضي أخرى بالقرى ، سيجرى تجميعها و إعادة توزيعها بعدل على المتساكنين . و ستضاف الأرض الخصبة إلى الأرض الأقلّ خصوبة كي يستلم جميع سكّان القرية ( أو منطقة أو عديد المناطق الريفية ) أجزاء متساوية و سيركّز توازن فى هذا المضمار . و بما أنّ جزء هاما من وسائل الإنتاج الريفية يتركّز بيد الفلاحين الأغنياء ، فإنّ مصالح أكثرية سكّان الريف تستدعى أن يدمج فائضهم من الأرض و الملكية ضمن التوزيع فى مختلف المراحل . و إلى جانب هذه الإجراءات، الأرض غير الخصبة و الأرض التى ليست بصدد الإستغلال ستزرع خدمة لسياسة المساواة .
حتى و إن كان تطبيق شعار " الأرض لمن يفلحها " يفتح الباب أمام التطوّر الرأسمالي فى الفلاحة ، فإنّه سيفتح الباب حتى أكثر للإشتراكية . سياسة المساواة و توسيع الإنتاج على قاعدة وحدات خاصة صغيرة ، و إن إعتبرت بمعنى مطلق و تركت لديناميكيتها الخاصة ، ستنتهى إلى إعادة تركيز اللامساواة و الإستقطاب فى الريف و ستمدّ الرأسمالية عروقها . وحدها الإشتراكية يمكنها أن تنقذ الفلاحين . و ستسعى الدولة الديمقراطية الجديدة لمنع هذه السيرورة بإرساء سياسة و تخطيط الإقتصاد الفلاحي و بتشجيع الأشكال الجماعية و الإشتراكية للملكية فى الريف و توطيدها. مفتاح تطوّر الإقتصاد الريفي و مشركة الفلاحة هو تطبيق سياسة " أوّلا التجميع و من ثمّة مكننة الفلاحة " . و التجميع محور هام للصراع الطبقي الذى سيطبّق على أساس إقناع الفلاحين و التعاون الإجتماعي و تنظيمهم ؛ و ستفرز مكننة الفلاحة ظروفا مناسبة لتقليص البون بين الصناعة و الفلاحة ، و بين المدينة و الريف و بين العمل اليدوي و العمل الفكري .
بشأن النساء :
1. القضاء على كلّ أجهزة الدولة القديمة القمعية المسلّحة و الإيديولوجية و الثقافية التى إستهدفت النساء .
2. إلغاء الحجاب الإدباري و الإعتراف بحرّية النساء فى إختيار لباسهنّ و عملهنّ و السفر و الدراسة و تكوين منظمات نسائية خاصة و إصدار منشورات نساء ؛ و الإعتراف بحقّ النساء فى المشاركة فى الصفوف العليا للسلطة السياسية و فى جميع الأنشطة السياسية منها و الإقتصادية و الثقافية و الإجتماعية .
3. إلغاء كافة العادات المناهضة للنساء و لعادات الشريعة و القوانين و التراتيب التقليدية و إلغاء العقاب الخاص للنساء .
4. خوض الصراع الشديد و المباشر ضد هرسلة النساء فى الشوارع ؛ و إيجاد جوّ فى المجتمع يدفع إلى و يشجّع على الحركة الحرّة للنساء .
5. تطبيق شعار " الأرض للنساء " لتوفير حقوق متساوية للنساء فى الإرث و فى الملكية و إدارة الملكية العائلية .
6. توفير أجر و حقوق و حوافز متساوية للعمل المتساوي للنساء و الرجال .
7. تحسين ظروف عمل النساء أثناء العادة الشهرية و الحمل و المينوبوز ( الإسلاف ) و توفير فترات راحة و عطل فى علاقة بها ، و توفير تسهيلات مثل رياض الأطفال و الحضانات .
8. تشجيع و دعم أشكال العمل المنزلي الجماعي لفائدة النساء ( مثل الحضانات و المطاعم و الغسالات الجماعية و رعاية المسنّين ).
9. محو المضمون الشوفيني الذكوري من المواد التعليمية و كذلك من وسائل الإعلام و من اللغة المكتوبة و الشفاهية . و إنجاز نقد صريح للأفكار و العادات و الأعمال الثقافية القديمة ذات المضمون المناهض للنساء ، و إعارة إنتباه خاص لإيجاد أعمال أدبية و فنّية من طرف النساء .
10. إلغاء البغاء و منع البرنوغرافيا .
11. تقنين الإجهاض .
12. تطوير التنظيم العائلي خدمة اتحرير النساء .
13. تركيز قانون زواج و طلاق جديد قائم على و يراعي مصالح النساء و الأطفال و منها :
- منع الزواج المدبّر المعتمد على القوّة و القسر . و إلغاء الإرضاع [ أي المال المدفوع للأم لتغذيتها إبنها بما أنهّ يُنظر للطفل بإعتباره ملكا للأب – المترجم إلى الأنجليزية ] و المهر و البائنة و ما شابه و عوض ذلك توفير ضمانات إجتماعية للنساء . - الزواج على أساس الإختيار الحرّ لكلّ من النساء و الرجال الذين يكون سنّهم فوق الثمانية عشرة سنة ، و التسجيل الحرّ و الميسّر و المتأخّر للزواج ، مع حضور الزوجين لمكاتب تسجيل الدولة ؛ و الإعتراف بحقوق الذين يريدون العيش معا دون تسجيل رسمي لعقد زواج ، و تنطبق عليهم كافة حقوق العائلة المتزوّجة .
- منع تدخّل طرف ثالث فى قرار الزواج و منع التدخّل فى إعادة زواج الأرامل .
- منع تعدّد الزوجات و الزواج لفترة معلومة و منع زواج الأطفال .
- منع ضرب النساء و التعسّف عليهنّ و إغتصاب الزوج لزوجته و إساءة معاملتها و التمييز ضد الأطفال المولودين من زواج سابق لأي من الزوجين .
- إيجاد تسهيلات خاصّة للنساء اللواتي ترغب فى الطلاق ؛ و الزوج حيث ترفض المرأة ذلك ، لا يمكنه أن يطلقها أثناء حملها و إلى سنة من ولادة الطفل . و عند الطلاق ، يوفّر الأب كلّ أو أجزاء من رعاية الطفل و تعليمه . و الإعتراف بحقوق الأم فى حضانة الطفل بعد الطلاق .
- الإقرار بالحقوق المتساوية للأطفال المولودين خارج الزواج الرسمي.
و لن يمكن تكريس هذه الحقوق دون مشاركة النساء فى الثورة . و ستكسر هذه الحقوق و الإجراءات سلاسل الإضطهاد العبودية البالغة القدم و ستعدّ الأرضية لدخول النساء إلى مختلف الحقول ، من القيادة السياسية و العسكرية إلى قيادة الإنتاج ،و من إبداع أعمال فنّية و أدبيّة إلى الفلسفة و العلم .
و تركيز قوانين متَصلة بالمساواة دليل على وجود اللامساواة و الإختلافات و لضمان المساواة ، هناك حاجة إلى قوانين غير متساوية : و تستند الأقسام المميّزة ضد الرجال فى الزواج الجديد و قانون الطلاق كذلك فى الأقسام الأخرى إلى هذه الحقيقة . و مع ذلك تركيز قوانين ثورية ليس نهاية فى حدّ ذاته و إنّما هو مجرّد بداية .
و من هنا ، فى جميع الحقول ، خطوة خطوة ، يجب ضمان التغييرات حتى لا ينحصر دور القوانين و تتحوّل إلى نقيضها . و من ضمن هذه الإجراءات ، التقدّم المفتاح هو تحقيق شعار " الأرض للنساء " و " فرص العمل المتساوية و ألجر المتساوي للعمل المتساوي بين الرجال و النساء . و هذا سيعبّد الطريق للإستقلال الإقتصادي للنساء . و سيوجّه تقسيم الأرض على النساء صفعة حيوية للعلاقات الإقطاعية و شبه الإقطاعية فى كلّ من البنية التحتية و البنية الفوقية ممزّقا جذور النظام الأبوي و الشوفينية الذكورية . و ستضع الفرص المتساوية للعمل و سيضع الأجر المتساوي للعمل المتساوي موضع السؤال الأفكار القديمة عن التفوّق الذكوري و عن دونية الأنثى . و سيقع إستنهاض النساء لتجاوز حدود منازلهنّ و للمساهمة فى العمل و التعليم و لرفع وعيهنّ الطبقي و الإنخراط فى النضالات الحيوية السياسية منها و الإيديولوجية . شعار " بإمكان النساء القيام بكلّ ما يمكن أن يقوم به الرجال" سيغدو مبدأ.
و لا يمك تصوّر قطع هذه التطوّرات لأشواط فى إنفصال عن الدور الإجتماعي و سير مؤسسة الأسرة . فتحرير النساء مشترط هو بدوره بإضمحلال هذه المؤسسة . ليست الأسرة شيئا مقدّسا لا يمكن المساس به . لها بداية و ستكون لها نهاية . و سيرورة إضمحلالها سيرورة عالمية طويلة الأمد .
فى ظلّ المجتمع الجديد ، لن تضمحلّ هذه المؤسسة إضمحلالا تاما لكنّها ستشهد تغييرات هامة . ستفقد فى الأساس دورها كوحدة إقتصادية . و هذا يعنى أنّه خلافا للأسرة الإقطاعية، ستفقد دورها المنتج و على عكس الأسرة البرجوازية تدريجيّا سيقع تقليص دورها فى توزيع الدخل و الإستهلاك . و فى إطار الأسرة الجديدة ، لن تكون المرأة تابعة للزوج و ستتبخّر الهيمنة التامة للأولياء على الأطفال . و توجّه هذه التطوّرات و تطوّر الأسرة بوجه عام غير منفصلين عن توجّه تطوّر المجتمع .
فى المجتمع الجديد ، نظرا للوزن الثقيل للوحدات الخاصة فى الإقتصاد الفلاحي و ضعف الملكية الجماعية و التعاونيات و المكننة ، ستنهض الأسرة ببعض الوظائف الإجتماعية . و ستواصل النهوض بدور فى توزيع الدخل و الإستهلاك ؛ و بصورة خاصة لبعض الوقت ، سيكون لها دور هام فى إعادة إنتاج و تنشأة الجيل الجديد . و يمكن لهذا أن يخلق ظروف إخضاع النساء و يُعيق مشاركتهنّ الشاملة فى النشاطات الإجتماعية . و كيما يتغيّر دور الأسرة و موقع النساء فيها ، يجب التخلّص شيئا فشيئا من عبء الواجبات المنزلية التى تقع على كاهل النساء كما يجب خوض النضال مع الرجال من أجل توزيع عادل لهذه الواجبات . و يجب تحويل الشؤون المنزلية إلى جانب مجالات أخرى من الإقتصاد الريفي و المديني إلى عمل جماعي . و سيحدّد جعل العمل المنزلي و العناية بالأطفال و رعاية المسنّين إلخ عملا جماعيّا ، إلى جانب مشركة الفلاحة – التى ستلغي الزراعة الخاصة الصغيرة كأحد ركائز الأسرة الأبوية و سينجم عنها إلغاء الإرث – ستحدّد علة نحو تصاعدي سير الأسرة . و ستضعف المشركة دور الأسرة فى الإنتاج و ستفكّك التقسيم التقليدي للعمل بين النساء و الرجال فى الأسرة . و سيدفع الدور الحيوي الذى تلعبه المشركة فى إطلاق العنان للنساء بلا شكّ دفعا شديدا جماهير النساء لتكون فى الخطّ الأمامي للنضال فى سبيل التقدّم الإشتراكي .
و تغيير نظام الأجور من المظاهر الأخرى التى ستساعد على تحرير النساء . و فى هذا السياق ، ينبغى خوض نضال لتصحيح المعيار الذى يوسّع البون و اللامساواة بين النساء و الرجال . فى وضع حيث قدرات الأشخاص و حاجياتهم متباينة ،حتى شعار " الأجر المتساوي لعمل متساوي " يمكن أن يخدم أولئك الرجال الأقوى جسديّا و أولئك الذين يعولون أقلّ أناس أو بسبب لامساواة تقسيم العمل فى الشؤون المنزلية ( وهو أمر سيتواصل لبعض الوقت ) لهم أوفر وقت حرّ للعمل . و سيكون لحركة النساء دور مهمّ تنهض به فى النضال من أجل تقليص الفروقات فى الأجور و تحديد درجات الأجر . و هذا فى حدّ ذاته موضوع نضال هام سيخاض بين البروليتاريا و البرجوازية بشأن تحديد أو توسيع الحقّ البرجوازي فى المجتمع الإشتراكي . و إجتثاث بقايا الرأسمالية فى هذا المجتمع مرتبط وثيق الإرتباط بمسألة المساواة و تحرير النساء و نضالهنّ. نير الإضطهاد و اللامساواة الذى تتعرّض له النساء رابط من روابط نفس السلسلة التى إستعبدت كافة المضطهَدين . و إذا جرى إبقاء الروابط بلا مساس ، فإنّ سلسلة الإضطهاد و الإستغلال ستركّز و تعزّز من جديد . مع وجود و لو إمرأة واحدة مضطهَدة فى العالم ، لن يكون أحد حرّا فعلا . بشأن القوميات المضطهَدة :
فى النضال ضد الإضطهاد القومي تعترف البروليتاريا الثورية بحقّ تقرير المصير ، بما فى ذلك الإنفصال و تشكيل دول مستقلّة لكلّ القوميات المضطهَدة التى تعيش فى إيران . و فى نفس الوقت ، سيشجّع حزب البروليتاريا ، من وجهة نظر مصالح الطبقة العاملة الواحدة ، فى صفوف الجماهير عبر البلاد ، رغبته و تفضيله للوحدة الطوعية و الحرّة لكافة القوميات فى إطار دولة بروليتارية واحدة . و ركيزة مثل هذه الوحدة سترسي خلال سيرورة الثورة . و ستتعزّز وحدة العمّال و الفلاحين عبر البلاد أثناء الثورة الزراعية والنضال ضد الأعداء المشتركين و يتعزّز تشكيل تحالف طبقي عبر البلاد برمتها . و الدولة الجديدة التى ستتشكّل على قاعدة الوحدة ، على عكس دولة الإستعمار الجديد ، دولة مبنية من الأسفل إلى أعلى و بالتعويل على الجماهير ، و ستنشأ و تتوسّع من أبعد المناطق النائية إلى المناطق المركزية . و ستوجد الدولة الأساس الجوهري للمساواة القومية و ستشيّد إطارا لوحدة كافة القوميات . أمّا شكل هذه الوحدة فسيتعيّن فى أثناء سيرورة الثورة و تقدّمها و إنتصارها . وعند إتّخاذ الأشكال المناسبة للوحدة الثورية للقوميات ، ستعمل البروليتاريا وفق التوجهات التالية :
- التقدّم فى المساواة بين القوميات .
- تعزيز الوحدة و عدم التسبّب فى الإنشقاقات .
- قطع أشواط نحو إلغاء الإستغلال و الإضطهاد فى صفوف القوميات عموما .
و من هذا المنطلق ، يمكن للدولة البروليتارية أن تتخذ شكل وحدة جمهوريّات أو تتخذ شكل وحدة مختلف المناطق ذات الحكم الذاتي بدرجات متباينة من السلطة فى إطار جمهورية شعبية واحدة .
و ستطبّق الدولة فورا التدابير الآتي ذكرها بهدف القضاء على اللامساواة القومية :
1. تولي عناية خاصة فى المخطّطات المركزية للمناطق التى تقطنها القوميات المضطهَدة من حيث منح الموارد و المساعدات .
2. و ستعدّ الأرضية لتطوير و إزدهار الثقافات و اللغات القومية . و ستقرّر كلّ قومية أو كلّ تجمّع قومي إذا و كيفية إستعمال لغتها و تطويرها و أن تكون لها منشوراتها الخاصة .
3. و سيمنع قانونيّا أي نوع من الضمّ و النزوح الضروري أو الإجباري أو تغير إجباري فى تكوين السكّان فى المناطق التى تقطنها القوميات المضطهَدة .
4. و سيعارض أي لون من الشتيمة أو الإعتداء الشوفينيين ضد القوميات المضطهَدة و الأقليّات القومية ، و سيُواجه بحيوية أي تنظيم حركات و مجموعات شوفينية . و سيجرى النضال بصفة متسقة ضد أي لون من التمييز ضد القوميات المضطهَدة و الأقليات القومية من حيث التشغيل و السكن و التعليم و الصحّة و المجالات الأخرى .
5. و سيُشجّع التعاون و الحياة و العمل الجماعي ضمن القوميات المختلفة و سيُمنع التمييز المبني على القومية فى الأحياء و فى العمل و فى التعليم . و فى النصوص التعليمية سيُقدّم الفهم الواضح و الشامل لحياة القوميات المضطهَدة و ثقافتها و تاريخ إضطهادها ومقاومتها .
وتدافع البروليتاريا عن حقّ تقرير المصير لأنّه على هذا النحو فحسب من الممكن إلغاء الوحدة اللامتساوية و التى فرضت على القوميات المضطهَدة وتشجّع الوحدة الطوعية للطبقة العاملة المضطهَدين على الإجتهاد من أجل مستقبل مشترك . و سيستهدف هذا الشعار حكم الطبقات الرجعية و هيمنة الإمبريالية المبنية على إخضاع القوميات فى إيران و سيمحى إنعدام الثقة الموجود ضمن القوميات المضطهَدة و ستوفّر أرضيات أفضل لوحدة الجماهير عبر البلاد . و الدعاية و التحريض العالميين لشعار حق تقرير المصير جزء لا يتجزّأ من تدريب الطبقة العاملة من القومية الفارسية قصد تخليصها منبذور الإنقسامات الشوفينية المحاكة من قبل البرجوازية الفارسية و لمشاهدة القوّة الكامنة الثورية و السلطة المتقدّمة و إمكانيات القوميات المضطهَدة ز
و حزب الطبقة العاملة واضح حول الحدود التاريخية لحق تقرير المصير كحقّ ديمقراطي –برجوازي ينتمى إلى عصر البرجوازية . وحق تقرير المصير فى المطلق ومنفصلا عن الثورة البروليتارية سيقوّض المصالح الطبقية الأساسية و وحدة العمّال والشغالين من مختلف القوميّات ، و تترتّب عنه القومية الضيّقة ؛ الشيء الذى سيدمّرالثورة البروليتارية . يعود للعمّال من القوميات المضطهَدة أن يناضلوا ضد الفكر القومي الضيّق لأجل قيادة الجماهير ليس فحسب فى النضال ضد الإضطهاد القومي بل جوهريّا أيضا فى التقدّم بالنضال فى سبيل تثوير المجتمع .
و لا يقتصر إلغاء اللامساواة القومية على إصدار بعض القوانين و الإعتراف بحقوق القوميّات المضطهَدة أو تطبيق بعض الإجراءات الهامة المباشرة . وسيكون الإنتقال من المساواة القومية القانونية بين القوميات إلى المساواة الفعلية محور صراع طبقي فى المجتمع الثوري و سيقتضى التغيير الصارم للبنية التحتية و البنية الفوقية . و فى خدمة هذا يجب على البروليتاريا أن تخوض صراعا بلا هوادة ضد تفوّق القومية الكبرى . و ستتواصل لهذه الشوفينية قاعدة قويّة فى المجتمع و ذلك لبعض الوقت و قد تصبح أرضية لتقوية البرجوازية و إضعاف البروليتاريا . و لهذا ينبغى على حزب الطبقة العاملة أن يخوض صراعا بلا هوادة ضد هذه الشوفينية التى يمكن أن ترفع رأسها فى شكل تقسيم عمل لامتساوي بين المناطق و منح غير متساوي للموارد لفائدة القومية الكبرى و فى شكل علاقات إضطهادية بيروقراطية وحيدة الجانب بين الأجهزة المركزية و أجهزة الدولة للحكم الذاتي . و فقط بتطوّر و إزدهار إقتصاد القوميات و ثقافتها فى مسار بناء المجتمع الجديد و التقدّم الإشتراكي يمكن إعداد أرضية الوحدة والتقارب و الإندماج . و هذه خطوة نحو العالم الشيوعي أين لن توجد قوميات و إختلافات قومية .
بشأن التعليم :
للتقدّم بإتجاه التغيير الراديكالي للنظام التعليمي الرجعي ، ستطبّق الدولة الجديدة التدابير الفورية التالية :
1. ستحطّم " كلّ" موظّفي السياسة – الإيديولوجية و كامل جهاز محاكم التفتيش فى جميع المعاهد و المؤسسات التعليمية .
2. سيكون التعليم حرّا و إجباريّا إلى سنّ 16 سنة .
3. ستشنّ حملات ضد الأمّية ، لا سيما فى الريف و سترسى مراكز لتعليم المراهقين .
4. ستلغي الإمتيازات و الفرص التى منحت لأطفال الطبقات الحاكمة و الأغنياء ؛ و ستصبح المؤسسات مثل " المعاهد غير الربحية " و " الجامعة الحرّة " مؤسسات تابعة للدولة و ستكون مجانية .
5. سيلغى نظام الصفوف و إمتحان دخول الجامعة و التنافس بين الأفراد .
6. ستغيّر كافة التراتيب التسلّطية للنظام التعليمي .
7. و ستلغى كلّ السياسات المعتمدة على التمييز الجندري و ستأسّس معاهد مختلطة .
8. و ستفتح كافة الحقول التعليمية للفتيات و سيستبعد المضمون الشوفيني الذكوري من النصوص التعليمية .
9. فى النصوص التعليمية ستنشر ثقافة مناهضة للإمبريالية و سيكون التعلّم من الثقافة التقدّمية و من تاريخ مختلف الشعوب فى إيران و الشرق الأوسط و العالم جزءا من البرامج التعليمية .
10. سيقع التخلّص من المضامين الشوفينية الفارسية و إستبعادها من النصوص التعليمية ؛و بالعكس سيُشجع التضامن العالمي فى صفوف الجماهير .
11. سيستبعد المضمون الديني و الخرافي من الكتب المدرسية .
12. و فى ظلّ النظام التعليمي الجديد ستمزج النظرية مع الممارسة ، والتعليم مع العمل.
13. ستقام الدروس التعليمية القصيرة المدى لأجل تعليم الأخصّائيين الذين يمكن أن يوفّروا الخدمات الأساسية للجماهير من حيث التقنية والصحّة و التعليم إلخ .
14. و للشباب ستوفّر برامج و تسهيلات التدريب الجسدي و الصحّي . و سيعمّم شعبيّا التدريب الجسدي وسيلغى أي تمييز فى هذا المجال .
يُمثّل التعليم جزءا هاما من البنية الفوقية و يلعب دورا حيويّا فى الحفاظ على العلاقات الطبقية السائدة و فى تعزيزها . فى كلّ مجتمع ، السياسة التعليمية هي سياسة الطبقة التى تحكم المجتمع و تخدم صيانة وإعادة إنتاج مصالح و قيم طبقية معيّنة .
ويدرّس النظام التعليمي الحالي فى البلاد الشباب نظرة الطبقات الرجعية للعالم و مبادئها. و يعلّمهم أنّ الصفوة والرسل و آيات الله هم الذين يصنعون التاريخ ؛ ويصوّر الجماهير على أنّهم أتباع عن عمى . ويفرض هذا النمط من التعليم على عقول الجماهير نظرة مثالية و ميتافيزيقية و جهل وخرافات . حيوي هو التحطيم التام لهذا النظام التعليمي من أجل بناء مجتمع جديد .
فى النظام التعليمي الرجعي ، للأقلية إمتياز التعلّم و التحوّل إلى مفكّرين و أخصّائيين و" صفوة " وتظلّ الغالبية أمّية أو تصبح شبه أمّية بما أنّه يجب إعدادها للشغل و العمل الصعب . ويلعب هذا التقسيم فى النظام التعليمي الرجعي دورا مفتاحا فى جعل تقسيم العمل بين اليدوي و الفكري و إعادة إنتاج الإختلافات الطبقية . و بالعكس ، ستتبنّى الدولة البروليتارية سياسات و مناهج تعليمية تساعد عموما و بصورة متصاعدة على تقليص هذه الأنواع من الإنقسامات والإختلافات الطبقية.
فى ظلّ الدولة الجديدة ، ستتطوّر برامج بحث المؤسسات التعليمية النظرية و العملية على ضوء الإنتاج و الحاجيات الثقافية لكلّ منطقة أو كلّ فئة من فئات الشعب ، ومن البداية ستوجد علاقة وثيقة بين النظرية و الممارسة . و سيتمّ إعداد ملايين الشباب ليضعوا موضع الممارسة ما تعلّموه فى الفصول و المخابر وسيلخّصون النتائج . وهو ما سيربّى الجماهير على نظرة و منهج المادية الجدلية . و سينجز هذا فى إرتباط بعمل الجماهير و نشاطاتها الأخرى فى المصانع و القرى و الأحياء ؛ و هكذا سيكسب الطلبة و كذلك الأساتذة والموظّفون الآخرون فى المؤسسات التعليمية ، معرفة شاملة أوّلية لكيفية سير المجتمع و كيف أنّ البروليتاريا و الجماهير تغيّران المجتمع بكافة مظاهره .
و فى تعارض مع المناهج التعليمية القديمة المتسمة بفترات طويلة من الدراسة و برامج ثقيلة و تأكيد على التعليم بالكتب ، فى المجتمع الجديد ستتبع سياسة " الإنفتاح على المجتمع ". و لن يقع تدريب الشباب فى مستنبتات منفصلة عن المجتمع و حياته السياسية و الإقتصادية . و بالتوازي مع الدراسة والبحث ، سيساهمون أيضا فى الإنتاج الفلاحي و الصناعي و الشؤون العسكرية و تطوير علاقات متبادلة مع العمّال و الفلاّحين . وهكذا ، تمزج النظرية مع الممارسة فى التعليم ، و ستقطع أشواط أخرى للتقليص التدريجي للبون بين العمل الفكري و اليدوي و بين المدينة و الريف .
و فى المجتمع المستقبلي ، لن تكون المعرفة ملكية خاصة محتكرة من قبل المتعلّمين . ستكون المعرفة وسيلة لتغيير العالم وخدمة المجتمع الإنساني . لن تبقى رافعة ارفع ثمن العلماء و لكسب الثروة و الرفاه الشخصي و الموقع الإجتماعي . و سيلغى نظام الصفوف و النجاح والإمتحانات الذى يعلّم الشباب أن يحسب بإستمرار قيمته فى السوق على أساس درجة تعلّمهم . و سيخاض نضال نقدي بلا هوادة ضد التنافس البشع و الأناني الذى يشجّع عليه النظام و الإيديولوجيا الرجعيين فى صفوف الشباب . و سيجرى إستبعاد التمييز التقليدي بين ما يسمّى بالطلبة " الموهوبين " و " غير الموهوبين " و يعوّض بالمشاركة و التعاون المتبادل بين الطلبة أنفسهم و بين الطلبة و الأساتذة من أجل التقدّم الجماعي .
فى المجتمع الثوري ستتغيّر تماما العلاقة بين الأساتذة و الطلبة . و ستلغى السلطة المطلقة للأساتذة و المديرين على الطلبة و السلطة المطلقة للتراتبية التعليمية على الأساتذة . و يتعارض هذا مع المجتمع الرجعي الراهن الذى يريد أن يشكّل الطالب كآلة ميكانيكية مطيعة . من وجهة نظر الرجعيين ، جميع الأجوبة الصحيحة يملكها الأساتذة و هي متوفّرة فى الكتب و مهمّة الطالب هي ترديدها بأمر من الأكبر سنّا . و بالنسبة للرجعيين ، ليس الشباب قادرا على و ليس له حق الحكم على الأشياء و النقد . لكن فى المجتمع الثوري سيكون للشباب حقّ نقد الأكبر سنّا منه و السلطات وكذلك أهمّ السياسات فى التعليم و فى مجلات أخرى . لن يوجد الإنضباط المطلق و الإحادي الجانب . و سيعوّض النقاش و الصراع و الإقناع عقاب الطلبة . و على عكس النظام الرجعي الذى يرى التعليم كسيرورة فى إتجاه واحد " من الأستاذ إلى الطالب " و لا يعترف إلاّ بالدور السلبي للطالب كمتقبّل ، سيعتمد النظام التعليمي الجديد على أسس مغايرة كلّيا . الجماهير هي صانعة التاريخ وهي قادرة على إستيعاب القوانين المتحكّمة فى الطبيعة و الصراع الطبقي عبر المشاركة المباشرة فى حقول النظرية و الممارسة .و ستكسب معرفة العالم بالمشاركة فى سيرورة تغييره . إصلاح هذه المعرفة و تعميقها ممكن فقط من خلال التحليل النقدي لكلّ المظاهر و الصراع الحتمي مع النظريات غير الصحيحة و المفاهيم القديمة و التقليدية . و فى هذا الصراع سيشارك الأساتذة و أيضا الطلبة و الجماهير ككل . و سيكون واجب الأساتذة فى النظام التعليمي الجديد خدمة الطلبة والتعلّم منهم وإنجاز البحوث جنبا إلى جنب معهم . و يبذل هذا النظام جهده لردم الهوّة الموجودة بين الأساتذة و الموظّفين من جهة و الطلبة و الجماهير عامة من جهة ثانية .
و من أوكد مهام النظام التعليمي الجديد فضح و نقد الأكاذيب و التشويهات التى نشرها النظام التعليمي القديم حول النساء و مختلف القوميات فى إيران و العالم و التفكير الشوفيني الذكوري القديم الذى يبرّر إضطهاد النساء و الأفكار الرجعية القديمة التى شجّعت على الإضطهاد القومي. فى النظام التعليمي الجديد ، المضمون و المصالح الطبقية المجسّدة فى الشوفينية الذكورية و الشوفينية القومية سيتعرّضان صراحة للنقد و الفضح . و سيُبيّن أنّها جزء من الذخيرة الإيديولوجية للطبقات الرجعية وهي فى خدمة العلاقات الإضطهادية . و سيُنجز هذا التعليم عبر الدراسة و النقاش المفتوح فى الأقسام و عبر تركيز الدروس الخاصة لتعلّم تاريخ إضطهاد النساء فى المجتمع الطبقي و التاريخ الحقيقي لشتى القوميات و الشعوب فى إيران و فى العالم قاطبة . و سيتوجّه ممثّلو العمّال و الفلاحين و النساء و القوميات المضطهَدة إلى قاعات الدرس وستقدّم للطلبة صورة حيّة عن جرائم المجتمع الطبقي .
فى ظلّ النظام التعليمي الجديد ، ستكون المبادئ الشيوعية و الأممية البروليتارية هي المبادئ المرشدة للشباب . سيتشبّعون بروح خدمة الشعب و يدرّبون على المناهج و الروح التجديدية و الثورية لكي يتمكّنوا من النهوض فى المعركة ضد التقاليد و " قوّة العادة " و يتجرؤوا على التمرّد ضد القوى و السلط الرجعية حتى تلك ذات القيادة التى تدّعي الشيوعية ، و الدفاع عن الحقيقة العلمية و النقدية . و بالتعويل على قوّة الشباب و طاقتهم و خصوصيّاتهم ، سيخوض حزب البروليتاريا النضال فى سبيل التثوير المستمرّ للحزب و المجتمع و منع تحويل الإيديولوجيا الشيوعية إلى دين و النصوص الماركسية إلى مخطوطات دينية . و سيكون للنظام التعليمي الجديد دور هام فى هذا .
فى المجتمع الثوري ، سيعار إنتباه خاص للتدريب الجسدي و الصحّي للجيل الجديد . و على عكس الأنظمة الرجعية التى تستخدم الرياضة لتشجيع الشوفينية القومية و الولاء للفريق و العلم و البلاد ( أي النظام ) و الطاعة العمياء للمدير و الممرّن ، فى المجتمع المستقبلي سيتمّ التشديد على التعاون و التعلّم المتبادل و ستكون للمنافسة مكانة ثانوية . و عوض أن تكون الإنقسامات و يكون العداء هو المبدأ و عوض الخوف من الخسارة ، سيتمّ تشجيع روح التعاون . و ستوفّر البرامج و الخدمات الرياضية للجماهير فى المدن و فى الريف . و لن نواجه بعدُ وضعا حيث هناك قلّة من الأبطال المحترفين و الجماهير مجرّد متفرّجين و مشجّعين للاعبين . فى المجتمع المستقبلي ، ستصبح الرياضة للجميع دون تمييز جندري .
بشأن الدين و النشاطات الدينية :
1. الفصل التام بين الدين و الدولة ؛ سيصبح الدين مسألة خاصة بكلّ فرد و ستتوفّر حرّة الإعتقاد من عدمه فى إلاه و دين .
2. إلغاء الدين الرسمي ؛ القضاء على التمييز القانوني القائم على العقائد الدينية ؛ و منع الإشارة إلى دين الأشخاص فى الوثائق الرسمية ؛ ومنع التفتيش عن دين الأشخاص قانونيّا و يتمّ النضال ضد أي صنف من أصناف الإضطهاد الديني .
3. كما سيتمّ تفكيك كافة المنظّمات الإسلامية للسيطرة الإيديولوجية فى المصانع و على الموظّفين العموميين و المؤسسات التعليمية ، و تفكيك الجهاز القمعي لمحاكم الشريعة و مراكز " النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف ".
4. قلع مخالب كلّ المؤسسات الدينية ( مختلف الجمعيات الإسلامية مثل أمتان و غودس و اوغهاف و إيمامزادة ) من المجالات الإقتصادية و مصادرة الأملاك و الرأسمال و الموارد التى بحوزتها أو التى تحت تصرّفها .
5. إنهاء مراقبة منظومة رجال الدين و تدخّلها فى التشريع و الشؤون القانونية و الزواج و العقود .
6. إلغاء الإمتيازات الإقطاعية لرجال الدين مثل الدفعات للإمام و الخوم و الزكاة [ وهي أداءات إسلامية تدفع لرجال الدين مقابل مباركتهم لملكية المانحين – المترجم إلى الأنجليزية]. وعلى كافة رجال الدين و دارسي الدين أن يعملوا و يكسبوا حياتهم بأنفسهم.
7. إلغاء المواضيع الدينية من البرامج الدراسية فى كافة المستويات التعليمية وإلغاء الدعاية الدينية فى وسائل الإعلام .
و ستحطّم هذه التدابير أسس الحكم الديني و تتحدّى تأثير و وجود منظومة رجال الدين . فتاريخيّا غذت هذه المنظومة الإقتصاد الإقطاعي و العلاقات المتخلّفة و مثّلت إحدى حصونه الهامة . و شيّدت التراتبية فى صفوف منظومة رجال الدين على أساس الملكية الإقطاعية . قبل إرساء الجمهورية الإسلامية ، كانت منظومة رجال الدين تعوّل إقتصاديّا على تجميع الريع من الأوغهاف [ العطايا – المترجم إلى الأنجليزية ] و الأراضي و الفوائد المستخرجة من الملكيات تحت سيطرة المراكز الدينية و النظام الإسلامي للأداءات و الهبات من الرأسمالي التجاري ، لا سيما من التجّار التقليديين . و عقب تركيز النظام الديني ، إكتسبت منظومة رجال الدين ، مستعملة سلطة الدولة ، سلطة تحكّم فى مصادر هائلة من رأس المال و الأرض و الثروات الطبيعية . و صارت منظومة رجال الدين على رأس نشاطات الرأسمالية البيروقراطية ؛ و تشكّلت زمر إقتصادية – سياسية متنوّعة حول قلّة من الموالي ذوى المراتب العليا . أستان عودس و رزاوي و أوغهاف و الجمعيات التى تسيّر إيمامزاده إلخ تحوّلت إلى تجمّعات مالية صغيرة . و كلّها يجب أن تلغى كجزء من إجتثاث العلاقات الكمبرادورية الإقطاعية .
و من خلال سيرها ذاته ، خلقت الجمهورية الإسلامية الأرضية المواتية لفكّ الرباط الحيوي بين الدولة و الدين . و قد دفعت الجماهير دما و معاناة ثمن التجربة التى كسبتها من الحكم الديني . و قد بيّنت هذه التجربة بحيويّة للجماهير معنى التيوقراطية و العلاقة بين الحكم الديني و البؤس و الإضطهاد و الإستغلال الذى تعاني منه . و قد كشفت هذه التجربة مرّة أخرى صحّة المقولة الماركسية بأن " الدين أفيون الشعوب " . بوسعهم أن سيُلبسوا الدين ثيابا جديدة و أن يصوّروا الإسلام بألوان الإصلاحية و الحداثة و بمساحيق مثل الحقوق الديمقراطية و حقوق النساء فى عمليّة تكيّف ، إلاّ أنّ الدين سيبقى جوهر العقيدة التى تبارك الإضطهاد و الإستغلال .
و ينبغى خوض الصراع الإيديولوجي ضد العقائد الدينية و القواعد المادية للفكر الديني ، سواء قبل إفتكاك السلطة أو بعدها . فهناك علاقة متبادلة و جدلية بين النضال السياسي و الإيديولوجي و دون توجيه ضربات للمبادئ الرئيسية للدين من مثل كون الإلاه يحدّد مصير الناس ، و مباركة الإستغلال و مباركة الملكية الفردية و العائلة الأبوية ، لن يكون ممكنا تركيز مجتمع ثوري . و النضال ضد الفكر و العقائد الدينية الإضطهادية جزء لا يتجزّأ من سيرورة الإعداد للثورة البروليتارية و إنجازها و لاحقا بناء المجتمع المستقبلي .
يصرّح حزب البروليتاريا بوضوح بأنّه لاديني و لا يعتقد فى وجود أية سلطة ما فوق الطبيعة . و بالعكس ، يعتقد أنّ تحرير الجماهير لا يمكن أن يتحقّق إلاّ عبر فهمها و تطبيقها لمبادئ الشيوعية الثورية . سينقد الحزب الثوري التفكير الديني و يبيّن أنّ الدين يبثّ شعور اليأس لدي الجماهير فى صراعها مع الطبيعة و الطبقات الحاكمة . و عوض إستنهاض المضطهَدين فى النضال الثوري لإستئصال الفقر ، تخفّف المعتقدات من معاناتها شأنها فى ذلك شأن الأفيون .
و إثر إفتكاك السلطة ، سيتوسّع مدى النضال و ستكون للطبقة العاملة وسائل أكثر فى حوزتها لخوض النضال . لكن الدولة البروليتارية ليس بوسعها و لن تفرض على الناس أن يتركوا عقائدهم الدينية , عوذ ذلك ، يجب أن تواصل خوض الصراع الإيديولوجي . و تعزّز روابطها مع الجماهير لكي تعي الجماهير ، فى سيرورة مواصلة الثورة و كسب المزيد من التحكّم فى المجتمع ، خطأ معتقداتها الدينية و تتخلّص من الجثّة الثقيلة التى جعلها المجتمع الرجعي و التقاليد الرجعية تجثم على صدرها . وهكذا بينما ستدافع الدولة عن حقّ الأشخاص فى الإعتقاد فى الدين، فإنّها ستشجّع على اللادينية و تدرّب الجماهير على النظرة العلمية للماركسية – اللينينية – الماوية ضد كلّ المعتقدات الدينية . و سيسمح للمنظّمات الدينية بممارسة شعائرها إذا لم تكن وسيلة لتشجيع الحركات الرجعية و لا غطاء لإستغلال عمل الغير و قمع الجماهير و مراكمة الثروة . و حقوق الديانات غير الإسلامية ستحترم فى هذا السياق . و لن تعني حرّية النشاطات الدينية التمتّع بإمتيازات خاصة . و ستراقب الدولة الشؤون المالية للمنظّمات الدينية حتى لا تتمكّن من تحويل وسائلها المالية إلى منبع لمراكمة رأس المال أو إلى وسيلة لجلب الناس و إنتدابهم . و فى نفس الوقت ، من خلال النظام التعليمي و وسائل الإعلام ، عقائد الإسلام و قواعده و نصوصه ، هو و الأديان الأخرى ، ستصبح موضوع نقد مادي جدلي و مادي تاريخي . و سيأخذ هذا النضال كتحدّي مستمرّ و سيكون جزء من سيرورة الصراع الإيديولوجي و الإقناع فى المجتمع الجديد . و سيساعد هذا النضال الجماهير فى القتال من أجل تحرّرها بالإطاحة بالنير الديني و أعباء أخرى ذاتية و موضوعية .
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طبيعة الثورة و آفاقها- فى إيران - برنامج الحزب الشيوعي الإير
...
-
بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح - برنامج الحزب الشيوعي الإ
...
-
الطبقات و موقعها فى سيرورة الثورة فى إيران - برنامج الحزب ال
...
-
لمحة عن إيران المعاصرة - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الم
...
-
السياسة و الثقافة و الإقتصاد فى المجتمع الإشتراكي - برنامج ا
...
-
برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)
...
-
مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللين
...
-
مراجع كتاب - عن الخطوات البدائية و القفزات المستقبلية -
-
عن الخطوات البدائية و القفزات المستقبلية - بحث فى ظهور الإنس
...
-
إبراهيم كايباكايا قائد بروليتاري شيوعي ماوي.
-
العلم أم البراغماتية ؟ مقتطف من : الخلاصة الجديدة للشيوعية و
...
-
القومية أم الأممية ؟ مقتطف من : الخلاصة الجديدة للشيوعية و ب
...
-
وحدة من أجل تحرير الإنسانية أم وحدة بلا مبادئ للحصول على- قو
...
-
لن يتحرّر أي إمرء دون تحطيم الدولة البرجوازية : دروس النيبال
...
-
كوريا الشمالية ليست بلدا إشتراكيّا
-
كوريا الشمالية – الولايات المتحدة : من يمثّل تهديدا نوويّا ح
...
-
هل يمكن أن توجد حركة شيوعية لا تصارع من أجل الشيوعية ؟
-
مجتمع جديد [إشتراكي ٍ] بعمق ثوري و تحرّري : اللبّ الصلب مع ا
...
-
هل هناك حاجة الآن إلى تلخيص علمي لتجربة الإشتراكية و تصوّر ك
...
-
هل نحن فى حاجة إلى تقدّم نوعي فى علم الشيوعية لقيادة المرحلة
...
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|