نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 06:59
المحور:
الصحافة والاعلام
جذور السنديان تغور عميقة في الأرض
أستاذ جامعة من طراز سقراطي، طلابه يشكلون مساحة كبيرة من عالمه وحياته اليومية....
رجل صحافة بارز لم يساوم من أجل مالٍ أو جاهٍ أو منصب.........
ناشط سياسي يساري، لكنه ليس من نمط اليساري السلطوي الذي عرفناه في عالمنا العربي منذ عقود.....
محترف للنقد لكنه يتقن الاختلاف والحوار مع الآخر، و يستعين على ذلك بفرح عينيه الدائم وابتسامته العذبة التي لا تفارقه....
ابن لبنان وسوريا وفلسطين كان يعي بحسه السياسي العميق أن الحرية والديموقراطية في لبنان لن تتكرسا في الواقع بدون تكريس الحرية والديموقراطية في سوريا..... وفي ساحة الشهداء كانت عيونه موزعة على بيروت ودمشق والقدس.
ما جعله متميزاً في صفوف المعارضة اللبنانية أنه كان مؤيداً وناقداً في آن، وفي معمعان انتفاضة الشعب اللبناني، فقد كان خصماً عنيداً للاستبداد والإقطاع السياسي والطائفية والعنصرية...
ما هو مخيف في اغتيال سمير القصير هو محاولة العودة إلى تغليب القنبلة على القلم وتغليب حصاد الدم والأشلاء على حصاد الثقافة والمعرفة.....
اغتيال نجم الصحافة العربية البارز سمير القصير يذكرنا بشهداء كبار سقطوا على ساحة القلم والمعرفة مثل نسيب المتني وكامل مروة ورياض طه وصبحي الصالح وحسين مروة ومهدي عامل وسهيل الطويلة ومشيل سورا ووو.....
التقيت بسمير مرة واحدة في باريس في لقاء توقيع كتاب له بالفرنسية(التدهور العربي)، كان إحساسي به أنه صديق منذ زمن بعيد.....
كان سمير في مراسه اليومي مثل الشمعة التي لا تخاف اللهيب..... ويبدو أنه كان مطمئناً في مراسه هذا لشعوره بأنه يجب أن يسهم في وضع أحجار الزاوية لشباب لبنان من أجل تأسيس حياة سياسية جديدة مختلفة تماماً...
هذا المصباح الذي هشموه، لن يخبوَ نوره.. فأطياف هذا النور ستبقى متلألئة على جبين الشباب اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والعرب.... وأخلاف هذه الشجرة الباسقة شرعوا منذ البارحة في توزيع ثمارها الطيبة.....
على ركام هذا المصباح الذي هشموه، ضمائم وردٍ حمراء.... ينثرها أهل السجن الكبير من المحيط إلى الخليج..
وزنابق بيضاء.... تحملها الجداول من كل أنحاء الوطن إلى بحر عيونه الفرحة وابتسامته الدائمة التي فقدنا....
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟