رعد اطياف
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 17:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا توجد أمةٌ على وجه الأرض تخلو من مرض الأزدواجية، لكن الدخول في ثقافة المجتمعات البعيدة عن منطقتنا العربية قد يبدو نوع من أنواع الترف. وأهم مايمكن تسليط الضوء عليه، هو هذا التعالي الغير المبرر المركوز في ثقافتنا العربية بشكل مبالغ فيه. وكما هم هو معلوم إنّ أيّ نتاج أنساني لحضارةٍ ما، يدعو للفخر والسعادة بما قدمته هذه الحضارة أو تلك. وبذلك يُصَنّف ضمن الحالات الطبيعية، دون اللجوء لكلمات خطابية فارغة، ومحاولة نكران المد الأنسانيّ المتحرك ضمن دائرة الأخذِ
والعطاء. وأتذكر كلمة لأحد المثقفين الغربيين، وهو يدين بكل الفضل لحضارة وادي
الرافدين وفضلها على العالم، وسيصاب العالم بصدمة كبيرة فيما لو تعرضت المواقع الاثرية للتخريب. وبالتأكيد هذا الرجل يمثل الضمير الحي لكل المنصفين في العالم، وهم يعترفون بكل صدق ما للحضارة الشرقية من فضلٍ على حضارتهم.
وما دفعني لهذا الكلام هو محاولة معرفة ما أذا كنّا بهذا الأعتدال والأعتراف بالجميل لما قدمته الحضارة الغربية من فتوحات فلسفية وعلمية هائلة أصبحت متداخلة في كل مسامات حياتنا اليومية . مع ذلك لازلنا نتبجّح بتلك النجرسية الفارغة، والتطاول على كلِّ منجزٍ حضاري خارج نرجسيتنا العربية، المفصولة عن لحظتها الآنية، والتعكّز على عطاءات تاريخية ليس لهم فيها(في هذه اللحظة) لا ناقة ولاجمل. وكذلك يحلو للبعض بعد تسييس الدين، جعلوا من الكتاب المقدس موسوعة علمية، سبقت الكثير من الأكتشافات الغربية. وبهذا الحال نكون من جانب حضاري قد علّمنا العالم تدوين الحرف، ومن جانب أخر لنا حق الأسبقية بالأكتشافات العلمية!. والغريب مانشاهده دائماً من الحركات الدينية المتشددة، المستوطنة في بلاد الكفر!، تطالب بحرية الرأي، ولها حق النقد والعيش بكرامة في هذه البلاد. وهذه الظاهرة ربما لها مناشئ كثيرة، أهمها، هذا الشعور الوهمي،بافضليتنا مقارنة بالأخر.. وهنا سؤال لابد منه، وهو لو كنّا منصفين ،ونرحم أنفسنا بهذا السؤال: نحن العرب - في هذه اللحظة - ماذا قدمنا للعالم؟؟
#رعد_اطياف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟