أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وهل ماتت دولة الإسلام؟!














المزيد.....


وهل ماتت دولة الإسلام؟!


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 14:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد عدة آلاف عام ما بين القوة والضعف، الازدهار والأفول، الرقي والانحطاط، المد والجزر، سلمت دولة الفراعنة الراية أخيراً وانزوت في هدوء بين صفحات التاريخ. وبعد حين من السقوط السياسي والعسكري والتسليم بسلطة قوى احتلال أجنبي عديدة، طوى النسيان أيضاً اللغة والثقافة والحضارة الفرعونية كما طوى عرش دولتها من قبل. بعد ضياع الدولة، ككيان سياسي وعسكري وإداري مستقل، ضاعت من المصريين القدماء أيضاً هويتهم وثقافتهم وحضارتهم المستقلة، الفرعونية، لينفتح الباب واسعاً أمام اكتساب ثم تأصيل هويات وثقافات وحضارات أخرى مختلفة ومتنوعة ذات منشأ أجنبي فرضت مصنوعة جاهزة بقوة السلاح ولم تنمو وتتطور وتنضج ببطء وحرية من تلقاء نفسها، لاسيما الإغريقية والرومانية قديماً، ثم العربية الإسلامية من فوقهما. المصريون القدماء لم يضيعوا دولتهم فقط بل أضاعوا، وهو الأهم، هويتهم وثقافتهم وحضارتهم المحلية القديمة أيضاً.

مثل الدولة المصرية الفرعونية كانت الدولة العربية الإسلامية، تلك التي أسستها بعض القبائل العربية بالتحالف فيما بينها مع بداية الدعوة لدين الإسلام وكأداة أساسية لنشره، قد تصدعت وسقطت بالفعل مع نهاية الخلافة العباسية أمام قوى احتلال أجنبية غير عربية، حتى لو اعتنقت الإسلام فيما بعد. لكن رغم سقوط الدولة العربية الإسلامية، وخلاف ما حصل مع الدولة المصرية الفرعونية، لم تسقط ولم تزول معها بالتبعية الهوية أو الثقافة أو الحضارة العربية الإسلامية، رغم تأثرها بالضرورة بضعف وهوان العرب وزوال سيادتهم على مصيرهم والخضوع لهيمنة قوى أجنبية ذات هويات وثقافات مغايرة. رغم سقوط وانقطاع السياسة والعسكرية العربية منذ مئات السنين وتداعيات ذلك بالضرورة على المجتمع العربي الإسلامي الأوسع بجميع أبعاده، لا تزال الهوية والثقافة والحضارة العربية الإسلامية مستمرة ونابضة بالحياة حتى اليوم، رغم ما أصابها من تشويه وضعف وجمود وتكلس وتخلف خلال تلك القرون الطويلة من فقدان الاستقلال الذاتي والإذعان لنفوذ، وثقافة، محتل أجنبي مهما كان منشأه.

علاوة على ذلك، بخلاف ثلاث مرات من توارث الحكم داخل البيت العربي الكبير الواحد نفسه (من دولة الراشدين إلى دولة بني أمية، إلى دولة بني العباس، رغم كل ما قد رافق ذلك بالضرورة من صراع على السلطة وتناحر عائلي وقبلي ومذهبي وسفك للدماء)، دولة الإسلام العربية قد فشلت أيضاً في أن تحافظ على توارث الحكم عربياً من داخلها، مثلما كانت تتوارثه الأسر الفرعونية المتحاربة بعضها عن بعض داخل الدولة الفرعونية الكبيرة الواحدة نفسها.

أنا هنا لن أتعرض لأسباب سقوط، وفيما بعد اندثار، الدولة والحضارة الفرعونية رغم طول تعميرها؛ ما أطرحه في هذا المكان هو أسئلة ومحاولات إجابة من نوع: هل كان للإسلام دولة، بمعنى تنظيم سياسي وعسكري وإداري ذو سيادة ووظائف محددة ومعترف بها فوق بقعة جغرافية محددة ومعترف بها أيضاً؟ نعم، كانت للإسلام مثل هذه الدولة بشكل أو بآخر، تحديداً منذ غزوة بدر (العام الثاني الهجري، 624 الميلادي). ومما لا شك فيه أن المنحنى التطوري للإسلام كان سيأخذ شكلاً آخر مختلف كثيراً في غياب مثل هذه الدولة المقترنة به، والتي قد لعبت دوراً مركزياً سواء في تطوره أو في انتشاره.

هل هذه الدولة، في هيكلها الأساسي خلال مراحلها التطورية الأربعة (النبوية، الراشدية، الأموية، العباسية) لا تزال قائمة؟ بالطبع لا. هذه الدولة العربية الإسلامية قد هزمت وانزوت بالكامل عن المسرح الدولي منذ سقطت بغداد، عاصمة الخلافة العباسية، بأيدي المغول في عام 1258 ميلادية. من ذلك التاريخ إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، أو طوال أكثر من سبعة قرون متصلة، لم تعرف أي منطقة عربية إسلامية على الإطلاق، ولا حتى مكة المكرمة أو المدينة المنورة- مهد الرسالة الإسلامية ومنطلق الحكم العربي الإسلامي ليغمر المنطقة كلها من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي- أي نوع من السيادة أو الحكم أو الاستقلال الذاتي.

هل، في ضوء هذه النهاية السريعة والمأساوية، كانت دولة الإسلام العربية قصة نجاح جديرة بالاقتداء ومساعي الإحياء، أم هي لا تعدو كونها درس تاريخي قاسي لا فائدة ترجى منه سوى استخلاص العظة والعبرة؟



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي
- الإرشادية تمثيل الإلوهية على الأرض
- الأزهر سبحانه وتعالي
- تحذير: للكبار فقط
- بأمر الواقع، السيسي رئيساً.
- ثورة دي، ولا انقلاب؟!
- رثاء
- كبير الإرهابيين، إمام المغفلين
- في حب الموت
- حين تعبد الديمقراطية
- في آداب القتل الشرعي
- أنا الله
- جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب
- القرآن دستورنا
- حاكموا لهم إلههم، أو أخلوا لهم سبيله
- إطلالة من الخارج على المزبلة السورية
- معاقبة التدخل القطري في الشأن المصري
- إمارة قطر، محمية أمريكية أم شوكة عربية؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وهل ماتت دولة الإسلام؟!