أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى الهلالي - ويل لنا ان كان ماقاله محمد (حقيقة)














المزيد.....

ويل لنا ان كان ماقاله محمد (حقيقة)


بشرى الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




محمد شاب في العشرينات من عمره.. يمتلئ حيوية ونشاطا.. جمعني به عمل منذ بضعة أشهر فأحببته كاخي الاصغر أو كإبن لي.. وهو يكن لي المحبة والاحترام. لم أتحدث معه في أمور تخص الدين أو الطائفة، وكونه يحب المرح فقد كنا نتبادل بعض النكات او التعليقات التي أصبحت الظائفية مادتها في السنوات الاخيرة، وبما اني لاأميل لجهة محددة فلم يعرف محمد الى أي طائفة أنتمي حتى أخبره أحد الزملاء بذلك قبل يومين في لحظة مرح أيضا. كان رد فعله مفاجئا جدا لي، كاد ان يفقد صوابه وهو يكتشف ان المرأة التي يعمل معها منذ أشهر هي بمثابة عدوة له، كونها من طائفة أخرى. بين الضحك والألم حاولت ان أشرح لمحمد بأننا جميعا في نفس المركب وان الغبن والتهميش الذي يتعرض له السنة كما يظن، هو نفسه واقع على الشيعة، فمن يتمتع بالامتيازات هم طبقة معينة من الشيعة، وهناك الكثير الكثير منهم ممن يعاني الحرمان والفقر والملاحقة.
قال لي: انتم سلطة، وأية سلطة أمتلكها أنا وأمثالي ممن نجري خلف لقمة العيش ونقاتل للحصول على أبسط الحقوق؟ لكني شعرت كمن يحاول ليّ الحديد بيد خالية.
كنت في الصف الخامس الابتدائي حينها، طالبة في مدرسة في محافظة كربلاء المقدسة ذات الصبغة الشيعية، وليس فقط الأغلبية الشيعية. سالتني احدى زميلاتي: هل انت شيعية ام سنية؟ لم اعرف الجواب. عدت الى البيت لأسأل والدتي عن معنى ذلك، وبّختني قائلة: كلنا اسلام يمه، لكنها أوضحت لي معنى ذلك.
وفي نهاية الثمانينات، عندما كان البلد منهكا، يخوض حربا مع ايران- الدولة الشيعية- التي تحارب نظاما – سنيا- كانت همومنا واحلامنا نحن شباب الجامعة تنحصر في الحرب والمستقبل والعمل والحرية و و.. انتهت الحرب وغادرنا الجامعة ولم نعرف هوية بعض زملاؤنا وزميلاتنا الطائفية. ويعرف الجميع ان الحرب العراقية الايرانية ابتلعت الاف الشباب سنة وشيعة ومسيح وصابئة حتى تساءل بعضهم: هل كانت حربه حقا، ام هي حرب الوطن؟
لم ابتعد عن البلد خلال سنوات الحرب الطائفية الماضية، بل عشت كل تفاصيلها وتعرضت للخطر اكثر من مرة شاني شأن كل من آثر البقاء في بغداد -على وجه الخصوص- مختارا او مرغما. سمعت الكثير من القصص والروايات، وشاهدت وقرأت آلاف الاخبار في الصحف والقنوات عن مقتل شيعة على يد تكفيريين ومقتل سنة على يد ميليشيات وعمليات خطف وتهجير.. اعرف كل ذلك، لكني كنت دوما على قناعة بان الفتنة الطائفية كانت تثار في تصريحات السياسيين الذين زرعوها بأحقادهم ومصالحهم الخاصة وجندوا مقاتليهم ليحارب بعضهم بعضا، حيث ان لكل برلماني ميليشيا (كما ذكر رئيس الوزراء يوما في خطابه امام البرلمان وهو يهدد ويعد بكشف الاوراق).
نعم هذا ماكنت اظنه، وكنت أرفض تماما أي رأي يتّهم عامة الشعب بالطائفية، فكيف لي ان أكره جاري او صديقتي او زوج أختي واولادها؟ حتى جاء هذا اليوم الذي تغيرت فيه ملامح محمد من حب الى قلق ونفور، فأدركت إن ماقاله حقيقة ماكنت أدركها تماما.
اذا كان محمد ابن العشرينات يمثل جيلا حاقدا من هذه الطائفة، يقابله جيلا حاقدا من الطائفة الأخرى، فكيف سيكون مستقبل هذا البلد؟ ويل لنا ان كانت هذه هي الحقيقة، فأمثال محمد سينجبون جيلا ليزرعوا فيه الفتنة؟؟ فهل انتقلت الحرب الطائفية من الشارع الى رؤوس الشباب لتغتال احلامهم وتستقر مكانها؟ ويلكم من ساسة ورجال دين، كيف سوّلت لكم أنفسكم سلب أحلام وحياة محمد وجيله وأي عار سيلاحق تأريخكم وقد مزقتم أمة كانت تقتات على الحب؟
[email protected]



#بشرى_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يافشلتنا
- (حيّ على الجهاد).. على طريقة غاندي
- تعلموا من اوباما
- قمة (قمة ام حسين)


المزيد.....




- لماذا يحذر فائزون بنوبل من تولي ترامب رئاسة أمريكا مجددا؟
- إسرائيل تعلن مقتل -عنصر في الجهاد-.. و-أطباء بلا حدود-: كان ...
- بالونات القمامة من كوريا الشمالية تؤخر الرحلات بمطار سيئول
- إبرام عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
- نيجيريا تستخدم الذرة المعدلة وراثيا لسد أزمة الغذاء رغم مخاو ...
- تحذيرات دولية من مجاعة بلغت حدا -حرجا- في غزة
- مع إعلان الاحتلال قرب انتهاء الهجوم برفح.. احتدام المعارك جن ...
- لأول مرة منذ عام.. وزير الدفاع الأميركي يتحدث مع نظيره الروس ...
- توقيف 4 أشخاص في بريطانيا لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الوزراء ...
- باتفاق لإطلاق سراحه.. أسانج يقرّ بالذنب أمام محكمة أميركية


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى الهلالي - ويل لنا ان كان ماقاله محمد (حقيقة)