فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 08:21
المحور:
المجتمع المدني
فاطمة ناعوت
[email protected]
في 7 فبراير 2011، كتبتُ في عمودي هنا بجريدة "المصري اليوم" مقالا بعنوان: “احذرْ كتاب التاريخ". كان بمثابة نداءٍ آخر للرئيس السابق حسني مبارك لكي ينزل على إرادة الشعب المصري ويتنحى. كتبت: "لا أحدَ يُنكر على الرئيس مبارك منجزاته في بداية ولايته... لذلك من اللائق تنازله عن السلطة في وداع رسميّ جماهيريّ أنيق، يليق بحاكم مصر. فمحكمة التاريخ لن تمرِّر لنظامه ما فعله بشعبه من ترويع، فقط لأنهم اختاروا أن يحرروا وطنهم من حكم شموليّ طال عهده، التهمَت فيه بطونُ حاشية البلاط كلَّ ثروات مصر، ليتركوا بطونَ ملايين المصريين خاوية. محكمةُ التاريخ لا تغفر، ولا تنسى. عمياءُ مثل "ماعت" ربّةِ العدل الفرعونية. لا تجاملُ السلطانَ على حساب بؤساء لا سند لهم سوى أحلامهم. فالمصريون أولُ من أقرّوا العدلَ في الأرض، قبل التشريعات وقبل الأديان. كان بوسعكَ أن تنقذَ صفحتك، وتسجل في تاريخك سابقةً لم يعرفها حكّامُ العرب، لو أصختَ السمعَ لصوت شعبك، وتنحيتَ. لكنها العِزةُ التي تأخذنا بالإثم!” ثم اختتمتُ مقالي بما يلي: "سيتعلم الصغارُ من أبناء مصر، بعد سنوات، في كتاب الصف الرابع، أن نسرًا جويًّا جسورًا أنجز ضربة جوية أتت لنا بنصر أكتوبر، بيدٍ، لكنه، باليد الأخرى، بعدما اعتلى عرشَ مصر، صنع نظامًا فاشيًّا رما شعبه على مدى ثلاثين عامًا إلى حضيض الفقر والمرض، بينما أغدق على حاشيته ومنافقيه من جيب مصرَ السخيّ، ما لن تسامح مصرُ في إهداره. سيادة الرئيس، احذرْ كتابَ التاريخ.”هنا المقال:
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=286992
وعلى ذكر كتاب التاريخ، لا أوافق على محو عام مرسي من ذاكرة مصر. (كما كانوا يشخبطون على صورة الملك فاروق في أفلام ما بعد ثورة 52). بل لابد أن يقرأه النشءُ القادم لكي يتجبنوا الوقوع في الوحل. مثلما في أوروبا يتركون المباني التي دمرتها الحرب العالمية مصدعةً، وآثارُ القنابل عليها كما هي؛ دون ترميم أو تجميل، من أجل أن يكره الأبناءُ الحروبَ، فيتجنبوها.
لكن مهلاً، لماذا، حين ذكرتُ مبارك، كتبتُ: الرئيس "السابق"، وليس "الأسبق"؟! لابد أن عقلي الباطن، الأصدقَ دائمًا، هو الذي يُملي عليّ كلماتي، فأسقطَ من حسابات مصر وتاريخها هذه الحقبة التعسة التي خُيّل إلينا فيها، أن خيالاً هشًّا مرَّ بمصر فيما يُسمى مجازًا: "رئيسًا منتخبًا"، راهن عليه نفرٌ من الشعب، ورفضه نفرٌ من الشعب. على أن الرافضين، وأنا منهم، صبروا صبر المؤمنين علّ هذا الخيالَ علّه يتجسّد واقعًا طيبًا يُنقذ مصر وثورتها، فإذا به يتبدد إلى سحابة سوداء كادت تودي بمصر والمصريين. سنذكرك يا مرسي كسطر أسود في كتاب تاريخ مصر العريق.
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟