أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غالب محسن - رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير














المزيد.....


رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير


غالب محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 18:20
المحور: سيرة ذاتية
    



رجلٌ يرتحلُ عِبْرَ التأريخِ
بيدٍ تَنْزِفُ، يُقَلِّبُ صفحاته
يمسحُ دمعةً، وينفضُ عنهُ غُبار
صهيلُ خيولٍ في جنباته
وأغاني وأهازيحٌ وذكريات
يبحثُ في الزوايا، والخفايا
عن شُعلةٍ تحتَ الرماد، وأسرار
في لهيبِ الرمالِ، كان وَهْمٌ
في متاهاتِ الجبالِ، كان حلمٌ
في الوديانِ والكثبانِ والأوطان
وبين السحب والكتب والأقمار
وفي الزنازين، كان أنينٌ وحنين
وفي المقابرِ هاماتٌ أرتفعت
وراياتٌ أرجوانيةٌ رفرفت، وأشعار
بين السطور يفيضُ الماءُ، دماء
ومن العيونِ تقدح قناديلٌ وضياء
يا حارسة الأموات، أرشيكيكال
ينادي دوموز من خلف الأسوار
بلاد الغابات والنخيل، أطلالٌ ودمار
وفي المدى، أمرأةٌ من زمردٍ
تحفر بصمتٍ، نياشيناً من نار
لرجلٍ يرتحل عبر التأريخ


هذا نَشيدُ رَجلٍ مرّ بمحطاتٍ وأحداثٍ قد تكونُ أنتَ جزءاً منها أو ربما مررتَ بها أو في حقيبتك ما يشبهها، من واقعٍ قد نكون عشناه سويةً، يوماً ما، ونظرناه من زوايا مختلفة فكان لكلٌّ منّا صورته. وعلى الرغم من أن بعض العبارات وردت بصيغة الضمير المتكلم " أنا "، فأنها قد تكون قصتك أيضا والبطل فيها أنت.

رحلةٌ أمتدّت في الزمان لأكثرِ من عشرين عاماً. من قرى ومرافئ الجنوب، ومدن المآتم والرمال، فوق قمم الجبال وفي باطنِ الأرضِ والوديان. دموعٌ وعواصفٌ وأمطارٌ وثلوجٌ ووابلٌ من النيران. لكنها كانت أيضاً تحليقاً في سماواتِ الأحلامِ والخيال، وعِبْرَ غاباتٍ من فرحِ النساءِ وصمود الرجال. كثيرون ممن شاركوا في هذه الرحلة أو كانوا جزءاً منها، قد غادرونا وتركوا على الأرجحِ أثراً أو جُرحاً يُذكِّر بهم وبتلك المحطات. آخرينَ غادروا بهدوء متلحفينَ بغطاءِ النسيان.

وإذا كانت هي رحلةٌ عِبْرَ الزمكان فأن الكثير من ذلك الواقع الذي تتحدثُ عنه لم يعد موجوداً ليس بفعل الزمن والتطور المجتمعي فحسب بل أيضاً ما يمكن أن نُسميه بالتدمير المتعمد جرّاء السياسات والحروب التي مرّت بجيلنا.

ليس كتاب تأريخ هذا الذي بين يديك عزيزي القارئ، بل هي قصة أنسان. وما دام هو كذلك فلا يخضع فيه تناول الأحداث للصرامة العلمية والدقة في البحث أو ما يسمى بالتحليل الموضوعي وما تقتضيه الكتب الأجتماعية العلمية. بل على الأرجح تغلب عليها التجربة الفردية وتداعياتها وإن كانت في مرات عديدة تأتي ضمن تجربة مجتمعية أكبر.

وعليه فأن الكتاب من زاوية ثانية، مُطَعّم بزهر الحلم والخيال، وما يقتضيه المقام والمقال من أضافات وتعديلات و" تأويلات " السياسة في المرتبة الأولى، وكذلك مقتضيات التأليف القصصي (الضرورة الأدبية)، فجاءت مثلاً بعض الأسماء وخلفية الأحداث محوّرة قليلاً لكن الوقائع حقيقية طبعاً، فلا يمكنني أختراع الأحداث نفسها أو نفيها. ولن يفوت ذلك على كل من كان جزءاً أو قريباً منها أو حتى لو كان قد مرّ بها " مرور الكرام ".

هذا نشيدي !


د.غالب عودة محسن

من مقدمة كتابي الثاني " رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير " قيد الطبع



#غالب_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى المؤتمر السابع لرابطة الأنصار، دعوة من أجل تقييم ج ...
- وطن بلا مواطنين
- مرة أخرى ، التيار الديمقراطي / بين هَم الأمل وثقل العمل
- عِندَما تَوَهَّجَتْ السماءُ
- علمانية أم قرآنية
- حوافرالخيول أعمق من حكمة العقول
- وجهةُ نَظَرْ، لتَحليلِ المُتبدأ والخَبَرْ ، في وَثائقِ المُؤ ...
- تأملاتٌ في حَيرةِ نَصير
- زيوه ، لم تُطفئ الشموع
- عندما يكون الحضور أكبر من الحدث
- أنصار و مهاجرين / جزء 4
- أنصار و مهاجرين / خروج 3
- مهاجرين وأنصار / خروج 2
- أنصار و مهاجرين / جزء 1
- تأملات في بيان الحزب الشيوعي حول الذكرى 78 لتأسيسه
- في ذكرى رحيل المناضلة نعمي أيوب رمو
- مرة أخرى مع أطيب التحيات للمؤتمر التاسع
- محنة العقل في التوحيد / جزء 2
- محنة العقل في التوحيد / جزء 1
- الدين ملجئ السياسة والثقاقة قبرها / جزء 3


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غالب محسن - رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير