جمعة الحلفي
الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 06:43
المحور:
حقوق الانسان
بلغ افتتان البعض بالشعارات والمبادئ الحقوقية والإنسانية، التي رافقت عملية التغيير وسقوط النظام البائد، حداً جعل من طريقة وهدف استخدامها امراً مريباً ومدعاة للشك في حقيقة احترام هذا البعض لتلك الشعارات. ولم يعد الأمر يقتصر على عملية اللعب والتأويل وحتى السخرية من هذه الشعارات الخلاقة، على طريقة (أنت ديمقراطي إذن عليك تحمل ترهات الآخرين) بل اصبحت حمالة أوجه يمكن أن تستخدم بالحق وبالباطل في آن واحد. لهذا لم يعد غريباً ولا مثيراً للشبهات، أن يطلع علينا من يدافع عن حقوق مجرمين قتلة، استباحوا دماء الأبرياء في وضح النهار، باسم الدفاع عن حقوق الإنسان، ولسان حاله يقول لنا: هذه بضاعتكم ردت إليكم!
ليس هذا، حتماً، مفهوم حقوق الإنسان، كما شرعته القوانين الدولية، ولا هذا ايضاً الهدف الإنساني النبيل الذي يكمن وراء هذا المفهوم، بل هذا هو بالضبط ما يريده ذلك البعض، أي استخدام سلاحنا ضدنا.
إن من نشاهدهم يومياً على شاشة الفضائية العراقية وهم يعترفون بأبشع الجرائم، هم سلالة النظام الارهابي البائد نفسه، وهم حملة ألويته وهم جزارو دهاليزه المظلمة وهم حفارو قبوره الجماعية، فعن أية حقوق إنسان يتحدث هذا البعض وماذا ابقى اولئك المجرمون من حقوق الناس كي يستحقوا حقوقاً منهم؟
لقد كان شعبنا برمته مذلاً ومهاناً وبلا حقوق، طوال الثلث قرن الماضي من حكم النظام الإرهابي النهار، فأين كان دعاة حقوق الإنسان عن هذا الشعب وحقوقه، كي يكتشفوا اليوم أن لعتاة القتلة وقطاع الطرق حقوقاً يجب أن تؤدى لهم؟
رحم الله جان جاك روسو وفوليتر ومونتسكيو، فلو كان اولئك العباقرة يعلمون أن شعاراتهم عن العدالة وحقوق الإنسان، ستشمل بظلالها الوارفة، قتلة الاطفال والنساء ومشعلي الحرائق، لما اقدموا على فعلتهم الحميدة تلك.
#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟