|
أرض الأكاذيب ج 9
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 12:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يجب عليه إن أراد النجاح فى مزبلة ومعركة الحياه أن يعرف الدور المناسب له ويكافح ويصارع للحصول عليه، ويفهمه ويتقمصه ويتقن أدائه، وأن يحب ذاته بدرجه معقوله ويتقبلها كما هى ويسعى لتغيير ما يمكن تغييره من صفات أو ظروف تعوق مسيره نجاحه، وأن تتطور شخصيته للأفضل وأن يصبح أكثر تفاعل وصلاحيه للحياه، فالحياه فى المجتمعات المحكومه بعقلية ونفسية العبيد،وسياسة الألهاء والتجييش والحشد والقطعنه،لا تعطى القيمه او الأحترام أو الحق فى تبوء المناصب والوجود الفعلى الا للأقوياء ـ فنحن مجتمع سادومازوشى يقدس القوه ويتلذذ بخلق وأختلاق وتأليه الفاسدين والمفسدين والتعبد لهم ـ فمن بيده القوه هو من يشكل ويصيغ ويصدر التشريعات والقرارات ويضع القواعد والقوانين والقيم والمعايير والتصنيفات ويحدد الخطأ والصواب والمنطقى والغير منطقى والمسموح والممنوع والمشروع والغير مشروع ـ فالتاريخ لا يكتبه الا المنتصرون وليس المؤرخون ـ الحياه بصفه عامه وفى المجتمعات المتأخره الغير مدنيه بالأكثر لم ولن تحمى الضعفاء أو البسطاء أو المغفلين، ولم ولن تقبل بوجودهم إلا كأحذيه للأرتداء أودواب للركوب أو كدرجات سلم يصعد عليه الساده المتيقظين النابهين الفاهمين ، أو كخدم وعبيد أو فى أفضل الأحوال كمجرد مساعدين ، ولذلك يتحتم على كل راغب فى الحياة والتواجد الفعلى أن يتمتع بقدر كافى من الغريزه والطبيعه والنفسيه والعقليه القتاليه الدفاعيه وأيضاً الهجوميه، والصلابه والأصرار والمثابره، وحب وتقدير لذاته وإيمان بقدراته وأستحقاقه للنجاح، فمن لا يتقبلون ذواتهم ويحبونها ويحمونها ويدافعون عنها بكل حزم وحسم وقوه وصلابه وشراسه وقسوه إذا لزم الامر، يصبحون ضحايا للعديد من البشر الذين يعشقون ذواتهم بكل نقائصها وعيوبها، فكلما كنت أقل ثقه بذاتك وإيمان بقدراتك وأكثر تساهلاً فى الدفاع والمطالبه بحقوقك ـ كما يريدك المجتمع أن تكون ـ كلما أزداد عدد دواب وحشرات وديدان الأرض الساعيه لأستعبادك والتى تطمع فى التلذذ بأفتراسك . الحياه فى مجملها قائمه على الأفتراس،أنت دائماً مستهدف وتحت المراقبه،فلا تدع أحداً يشتم رائحة خوفك،أو يراك فى ضعفك،خاصةً فى المجتمعات اللاإنسانيه،فبها أنت كائن بلا هويه،أنت مجرد رقم،أنت مجرد سلعه فى مجتمع لا يؤمن ولا يتعامل إلا بحسب قوانين السوق . عبد الله القصيمى : ـ (إن احتمالات ثورة المغامر ضد الحاكم الطيب الفاضل أعلى بكثير من أحتمالات ثورته ضد الحاكم القوى المستبد. فنحن كثيراً ما نتجرأ على أصطياد الحيوان اللطيف المستأنس أكثر من جرأتنا على أصطياد الحيوان المفترس) " ايها العقل من راك " يجب عليك إذا رغبت فى تحقيق النجاح فى هذه الحياه أن تفهمها وتستوعبها على قدر أستطاعتك، وأن تتقبلها ليس كما يتم تصويرها أو كيفما يريدك المجتمع ان تراها،او كيفما تريد أن تراها، بل يجب عليك أن تراها على حقيقتها وتدركها وتفهمها وتتلامس معها وتتقبلها كما هى بكافة نقائصها ومساوئها وعيوبها،وبكل ألامها وأحزانها وأكاذيبها وقبحها وبشاعتها ودمامتها وشقائها وبؤسها وعبثيتها، وأن تتوائم وتتكيف بصوره تفاعليه إيجابيه ـ مع الحفاظ على أفكارك وأراءك وقناعاتك ـ مع سفالات وبذاءات وإيذاءات وقذارات وغباوات وتفاهات وسخافات وجهالات وضلالات من يتقاسمونها معك، وأن لا تثق إلا فى ذاتك وأن تكون على معرفه وأقتناع و يقين تام بعدم امكانية وجود أى شخص فى الحياة كان أو سوف يهتم بك ويشعر بعذابك وأوجاعك وألامك وأحزانك ومتاعبك ويكفكف لك دموعك ويحنو عليك ويمنحك الحب والعطف والرعايه ويتمنى لك النجاح الا نفسك . يجب على الانسان العقلانى الناضج الواعى أن يكون على أقتناع وقناعه كامله بعدم وجود أى صديق أو رفيق حقيقى أو حليف له فى الحياه الا إيمانه بذاته وأمكاناته ومواهبه وقدراته، يجب أن يكون على معرفه بأنه لم ولن يكون مصدر لأهتمام الاخرين به إلا فى حالة أحتياجهم له ورغبتهم فى فهمه واستكشاف عقليته وطبيعته لمعرفة نقاط قوته وضعفه واختراق دفاعاته وكيفية السيطره عليه وتسخيره لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم ورغباتهم وأستنفاذ طاقاته ومواهبه وقدراته والتمتع بلذة القياده والسيطره والتمكن من أخضاع الاخرين وتحقيرهم وخداعهم. وأن يكون على أدراك وأقتناع وقناعه تامه بأنه لا يمثل لأكثر من حوله أو لأى شخص أخر الا ماده للأستغلال ، وفريسه يسعى لأفتراسها إن جائته الفرصه وذبحها بكل برود أعصاب وبدون لحظة تفكير وبلا أى تردد أو تواجد لأى درجه من درجات الشفقه أو الرحمه أو التعاطف أو حتى الندم ، وبدون أدنى درجه من درجات لوم النفس او الأحساس بالذنب أو تأنيب الضمير ـ بل ربما يستمتع ويتلذذ بشعور القوه والتفوق والسياده ويتفاخر بأنتصاره ـ او غنيمه يتربص بها وينتظر فرصة أقتناصها، أو سلعه تختلف قيمتها لديه بأختلاف مقدار ما يستطيع أن يتكسبه من ورائها من منفعه .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارض الأكاذيب ج 8
-
أرض الأكاذيب ج 7
-
أرض الأكاذيب ج 6
-
أرض الأكاذيب ج 5
-
أرض الأكاذيب ج 4
-
أرض الأكاذيب ج 3
-
أرض الأكاذيب ج 2
-
أقتباسات هامه جداً تتعلق بالمرأه ج 1
-
أرض الأكاذيب نسخه كامله منقحه و مزيده ج 1
-
الزواج بحسب سامح سليمان
-
الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 2
-
الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 1
-
سيكولوجية الإنسان المقهور ج 1
-
أقتباسات هامه جداً ج 5
-
الزواج بحسب نيتشه
-
نشيد الكراهيه
-
أقتباسات هامه جداً 4
-
استعباد النساء 4
-
استعباد النساء 5
-
استعباد النساء 3
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|