|
من المسٶ-;---;--ول عن إنقراض الأقليات في العراق ؟
طارق حسو
الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 23:40
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
من المسٶ-;---;--ول عن إنقراض الأقليات في العراق ؟ طارق حسو لاشك عندما نتحدث عن الأقليات تعني مجموعة من الأقليات الدينية و الأثنية والمذهبية مثل " المسيحيين کلدوسريان ، آشوريين ، أرمن " والإيزيدية ، الصابئة ، البهائية ، الکاکائية - آهل الحق والشبك" ، تمتد تاريخ وجذور هذە-;---;-- الأقليات إلي حضارة بلاد مابين النهرين العريقة . إذا أمعنا النظر إلي هذە-;---;-- الأقليات نرى بأنها قد حافظت علي عاداتها وتقاليدها و ميثولوجيتها عبر السنوات الطويلة فيها يبرهن على أصالتهم و واسع أفقهم وعمق معانيهم في تاريخ وحضارة المنطقة بأکملها . عندما نلفت النظر قليلاً إلي التاريخ و بالأخص الربع الأول من القرن العشرين وحتى نهايتە-;---;-- يظهر للعيان بأن غالبية هذە-;---;-- السنوات الطويلة أصبحت شبە-;---;-- مستقرة بالنسبة لکل الأقليات في العراق . أستطيع القول بأن هذە-;---;-- الفترة الزمنية كانت تتميز بالأمان و ضمان وإزدهار أکثر من القرون السابقة التي تميزت بالقتل والدم وجلبت الخراب والحروب والفرمانات و الغزوات على هذه الأقليات.... إلخ الظلم والإضطهاد الذي لحق بتلك الأقليات ، وکل هذا الأمان و الإستقرار كان نتيجة ظهور الحکومات و الدويلات و إنتفاضات و ثورات القومية في المنطقة و بالتالي إدي الي إنتشارالشعور والأحساس بالوعي القومي بين المواطنين بشکل أوسع وضعف الفکر الراديکالي الديني المتطرف وکسرت شوکة الإمبراطورية العثمانية التي أحتلت الدول العربية بأسم الدين وبنفس الوقت لصالح القومية الترکية العثمانية، ولم تكن تخدم سوي المنفعة الذاتية للدولة العثمانية، و خلال فترة حکم والسلاطين المتعاقبة قد إنجزت وشعلت فتيل النار بين الإنسان ضد أخيە-;---;-- الإنسان بحجة الإتهامات الفارغة بأسم الدين من أجل الأستمرار بحکمە-;---;-- في البلدان المحتلة وبسطت هيمنتها عليهم ، هذە-;---;-- سياسة الدولة العثمانية معروفة في التاريخ . بعد إنهيار الإمبراطورية العثمانية في العراق والمنطقة بأسرها تغير المسار الديني لمصلحة المسار القومي تدريجياً وإستمر حتى ظهور الحکومات وأصدار الشرائع والقوانين، وهذا التغيرفي المسار كان له دور في حماية الأقليات من الأذي ومن التمييز و أدي إلي إبعاد البلد من أزمات والحروب الداخلية وأنشأ روح التسامح والأخوة بين مکونات الشعب العراقي بمختلف فئاتە-;---;--، وللذکر فقط أن هذە-;---;-- الحکومات المتعاقبة في العراق کانت ملکية وجمهورية ودکتاتورية وبرجوازية وفي نفس الوقت كانت نعمة على الأقليات في وطنهم إلي حد ما، ومن خلال طبيعة حکمهم الفردي تعلم المواطن العراقي القوة وإعتناق الثقافة المشترکة وروح التسامح الأخوي بين جميع مکونات المجتمع العراقي بدون نقد وحساسية مهما کان دينە-;---;-- أو مذهبە-;---;-- أو عقيدتە-;---;-- فكان هناك مساواة في الحياة العامة وفي صنع القرارات أيضا دون أي تمييز ، ياتري نحن الآن في عصر الحرية والديمقراطية والعولمة إذا أجرينا مقارنة بسيطة مع تلك الديکتاتوريات والحکومات اللاديمقراطية سوف يتبين لنا بأن الطائفيە-;---;-- والتمييز العنصري والعرقي قد أزداد علي حساب الدين، و الجواب عند القارئ الکريم ومن هو المسٶ-;---;--ول ؟ هذا الحالة تذکرنا بالمقولة " ديکتاتورية دول الشرق الأوسط هي ديـــمقراطيتهم " بغض النظرعن الدين أو القومية أو الدولة . هذا خطأ فادح وخيانة تاريخية من قبل حکومات اليوم أمام مکونات المجتمع الأساسية في وطن الأباء و الأجداد والإنحياز إلي جانب التيار الديني الراديکالي علي حساب الأکثرية وجعل الشرعية الدينية المصدر الرئيسي لتسيير أمور البلد في القرن الحادي والعشرون وهو العامل الرئيسي الذي أدى إلي إنهيار الأحساس بالشعور والوعي القومي أمام الدين وشريعتە-;---;-- وبالتالي خضعت هذە-;---;-- الأقليات إلي قيود وإنتهاکات لحقوقها وتهميش مقدساتها الدينية وبقي دستورهم وقوانينهم المطاطية مجرد حبرا علي الورق لا أکثر، وهم مسٶ-;---;--ولون عن خروقات والأحداث الأخيرة بين مکونات الشعب نفسە-;---;-- بأسم الدين وتفريغ البلد من أقلياتە-;---;-- ومکوناتە-;---;-- الأصلية وإجبارها على الهجرة نحو الدول الأوربية وإبعادهم عن الوطن . بإعتقادي إن قرار الهجرة عندما يتخذه المرء ليس بالسهولة علي نفسە-;---;-- بترك وطنە-;---;-- ومقدساتە-;---;-- وذکرياتە-;---;-- في سبيل العيش بأمان والإستقرار في الغربة، إذا لم يكن قد وصل السکين إلى عظمە-;---;-- وتهميش حقوقە-;---;-- و أحساسه بأنه أصبح مواطن من الدرجة الثالثة والرابعة ، والسٶ-;---;--ال الذي يحيرني هو أن هذە-;---;-- الحکومات تدعي بأسم الديمقراطية والحرية وتوزع حبات المسکن ببعض الکراسي من الکوتات ساري المفعول. بإعتقادي أن إحترام حقوق الأقليات في الهوية والحماية هو العوامل الأساسي في إدارة التنوع و تحقيق الأستقرار، والعکس هوالصحيح، أن تهميش حقوقهم وعدم تثبيت مقدساتهم في دستور الدولة بشکل واضح تكون بمثابة عملية الضحك علي الذقن لا أکثر، نتيجة کل هذە-;---;-- السياسات الخاطئة من قبل الحکومة تعرض الأقليات إلي الهجمات من قبل الراديکالين بأسم الدين والتمييز العنصري والعرقي في البلاد. فقد قال " وليـــم وردة " المنسق العام لتحالف الأقليات العراقية في الشهر الجاري حول الأقليات و تهميشهم : يجب علي الحکومة أو الدولة توفير الحماية لهم وتطويرالتشريعات والقوانين بخصوص الأقليات أمرا ضروريا . ويقصد هنا السيد وليـــم بالحماية ليست الحماية المسلحة أوحماية المساجد و الکنائس والمعابد والمزارات المقدسة ، بل القصد منە-;---;-- إصلاح القوانين الرئيسية للبلد وحماية وجود هذە-;---;-- الأقليات والحظر من التمييز علي أساسات مختلفة ذات صلة بالأقليات والعمل من أجل بقاء الأقليات في البلاد ومنع الهجرة إلي الخارج ، تثبيت وضمان حقوقهم في دستورالوطن بعيداً عن التمييز العنصري في العقيدة والإيمان، بل علي أساس المواطنة والشراکة الحقيقية وإحساس الفرد بمواطنيته بمعني الکلمة . أن هذە-;---;-- الأقليات قدمت الكثير من التضحيات من أجل الوطن ودافعت عنه أمام کل التحديات عبر مسيرتە-;---;-- الطويلة وقاوم کل الإبادات والحروب والغزوات وهذە-;---;-- أمر واضح ويسطع مثل وجە-;---;-- الشمس والتاريخ شاهد ولا يرحم أحد . واليوم واجب علي الحکومة أن تفکر بالأقليات وأصالتهم في البلد بالفعل وليس بالقول وفي مکان هذا زرع وإستخدام عامل التطرف الديني والمذهبي والطائفي في البلد ، وأصبحت الأقليية اليوم بمثابة قطيع الغنم وإستعمالهم قي وقت الحاجة والطلب کما مبين . وتدحرج وتدهورت أمور الدولة يوما بعد يوم نحو الأسوء وکل أحلام وخيالات الأقليات باتت بالفشل وذهبت مع أدراج الرياح في الأخير. أخيراً أقول إلي متي يبقي التمييزالعنصري والعرقي والتطرف الديني والمذهبي، وتهميش حقوق الأقليات في العراق ؟ ، ماهو الحل الأصح ؟ بإعتقادي وحسب قناعتي سيبقي الوضع کما هو إلي الأبد إذا أستمرت الحکومــــــة في التقصير وإذا لم يفصل الدين عن السياسة داخل الدولة الواحدة . [email protected] طارق حسو Berlin 17-11-2013
#طارق_حسو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قدسية الرقم سبعة في الإديان ( الدين الإيزيدي نموذجاً )
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|