الغابة2

سوادي الناطور

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفصل الثاني


مرحلة ما بعد موت الاسد ودور الثعالب في حكم الغابة
حاولت الخرفان تشكيل حكومة وحدة حيوانية بمشاركة جميع الحيوانات لكن كبير الذئاب امر اتباعه بعدم الالتحاق بهذه الحكومة لانه اعتبرها حكومة غير قانونية لا تخضع لقانون الغاب وانها تشكلت تحت وطيء وجود حيوانات الغابة البعيدة التي قتلت الاسد , وانها حكومة جائت مع حيوانات الغابة البعيدة ,وامر كبير الذئاب بقتل كل من يشارك في هذه الحكومة , وبالفعل بدأت الذئاب بقتل حيوانات الغابة البعيدة وكل من يشارك معهم في هذه الحكومة التي يعتبرها الكثير من الحيوانات غير قانونية هذا في باديء الامر لكن سرعان ما تحول القتل ايضا الى الخرفان بحجة انهم متعاونين مع حيوانات الغابة البعيدة وان هذه الحكومة لا تمثل كل انواع الحيوانات وانها سوف تنفرد بالسلطة وخصوصا بان الخرفان تعتبر نفسها الغالبية العظمى من سكان الغابة والذئاب تعتبر نفسها ايضا هي الغالبية من سكان حسب احصائات غاباتية فكل من الطرفين يعتبر نفسه احق بحكم الغابة , تشكلت حكومة الخرفان لكنها كانت حكومة هشة ينقصها الخبرة وان الخرفان ولاول مرة في تاريخها تحكم الغابة , بدأت الذئاب بعمليات قتل الخرفان وكل الحيوانات التي شاركت في تشكيل هذه الحكومة التي لا تعرف ان تدافع عن نفسها وشملت تصفيات كبيرة وحاولت الذئاب ان تقتل راس الحكومة وهو كبير الخرفان لكن الخروف الاكبر كان قد تعاقد مع حكومة الغابة البعيدة فكانت الاخيرة قد وفرت الحماية اللازمة وتم عزل منطقة حكم الخرفان في منطقة في قلب عاصمة الغابة الخضراء حيث بدات الحكومة عملها لبدا مرحلة جديدة من تاريخ الغابة بعد حقبة طويلة من الحروب والقتل والتهميش والحصار الحيواني الذي فرضته الغابات الحيوانية المتحدة , أن الخروف الاكبر الذي بدا حكم الغابة كان قد حاول مرات عدة اشراك الذئاب في هذه الحكومة بأعتبار الذئاب جزء اساسي من حيوانات الغابة لكن الذئاب ابت ان تشارك انما كانت تطمع ان تكون هي التي تحكم وليس الخرفان من وجهة نظر الذئاب انها كانت محقة فكيف لخروف ان يحكم ذئبا او يحكم اسدا او يحكم باقي الحيوانات المفترسة بقيت هذه النظرة التي ينظر بها الذئاب الى الخرفان نظرة من الصعب ان تتغير او ترُضخ الذئاب لهذه الفكرة او تتقبلها , علمت الخرفان انها تحتاج لوقت طويل حتى تبين حسن نيتها وانها جائت لتحكم دون تهميش باقي الحيوانات وانها جائت بالديموغابية , هذه المشاكل والازمات التي تواجه هذه الحكومة الفتية من الداخل صعبت المهمة وجعلتها شاقة و من جانب اخر كانت الطيور تنشر الاخبار الخبر تلو الخبر من هنا وهناك مجازر تقع من قبل الذئاب ضد الخرفان وباقي الحيوانات الاليفة وان هناك حمام دم حيواني يجري ففي كل يوم يقتل المئات وكانت هناك طيور جائت من الغابات المجاورة تنشر الخبر وكانت تبالغ في نشر الاخبار وتصعد من وتير الازمة يحكى ذات مرة انه قد قتل ذئبا خروفا لكن الطيور قد نقلت انه تم قتل 10 خرفان والغريب ان الحيوانات كانت تصدق لانها تثق بطيور الغابات المجاورة وخاصة الحيوانات التي تعد من نفس صنف تلك الحيوانات المتواجدة في تلك الغابات المجاورة , وكانت الثعالب التي تعيش في شمال الغابة قد قبلت ان تشارك في هذه الحكومة خاصة ان الثعالب قد عاشت ولمدة طويلة من الزمن في حالة من الاستقرار لانها كانت تخضع لحكم حيواني ذاتي وانها جائت الى العاصمة لتشارك في هذه الحكومة وانها ايضا تعتبر نفسها ضحية من ضحايا النظام الاسدي الذي كان يحكم الغابة فهي اليوم تشارك الحكومة وايضا لديها حكومة في الشمال تحكم بقية الثعالب والحيوانات الاخرى التي تعيش هناك كالارانب وغيرهم من الحيوانات ,غير أن الخرفان وجدت نفسها في مأزق وبئر عميق لا تستطيع الخروج منه فهي امام طريقين أما ان تستمر بحكم الغابة او تترك الحكم للذئاب ولكن الخرفان على يقين بانها اذا تركت الحكم للذئاب فهي سوف تخسر اكثر مما سوف تخسره وهي تحكم فالامر سيان , اما دور الثعالب فهم كانوا الاكثر استفادة من الوضع القائم معروف ان الثعالب تمتلك صفات كالمكر والخديعة فهي ومنذ زمن تحلم بان يكون لها غابة مستقلة تحكم نفسها بنفسها فهي حتى مشاركتها في الحكومة الخروفية لم تكن مشاركة حبا بالغابة الخضراء انما طمعا لتحقيق هذا الحلم الحيواني , ان رفع علم الجهة الشمالية من الغابة واهمال علم الغابة الخضراء هو دليل على عدم وجود ولاء للغابة الام ,فكما يقول المثل الحيواني عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة , سوف تبقى حكومة الشمال من الثعالب كالقرد المعلق على ظهر حكومة الخرفان الى ان تاتي ساعة تعلن الانفصال وللكلام بقية.

#سوادي_الناطور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات