أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل خوري - الاديان بين النظرية والتطبيق. اشادة بالنظرية وصمت حول التطبيق















المزيد.....

الاديان بين النظرية والتطبيق. اشادة بالنظرية وصمت حول التطبيق


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 20:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السمة البارزة للنخب الثقافية العربية انها اذا ما جابهت تساؤلات حول العديد من القضايا المطروحة للنقاش انها تجيب عليها في الغالب الاعم بتجرد وموضوعية ، فلا نراها تداري رؤيتها باستخدام التعابير والمصطلحات المبهمة والاقرب الى الالغاز اذا كانت القضية الطروحة للنقاش قضية ادبية، او اجتماعية او علمية اوفلسفية ، او اية قضية اخرى تتناول حقول المعرفة المختلفة، ولكن هذه النخب الثقافية الا قلة نادرة منها لا تلبث ان تتخلى عن موضوعيتها اذا ما دار النقاش حول بعض المسلمات ان لم يكن كافة المسلمات الدينية الراسخة في عقول المتدينين ، هنا نراها تداري في موقفها ، واذا ما عبرت عنه جهارا نهارا فلن تجد في اجوبتها الا تاكيدا لصحة هذه المسلمات الدينية ، وامتداحا لدور الدين وخاصة في مجال تنظيم علاقة سويّة وطبيعية بين البشر . خرجت بهذا الانطباع في اكثر من ندوة كان موضوعها اما الحوار بين الاديان او دور الدين في الارتقاء بسلوك البشر كان اخرها ندوة حضرتها قبل ايام ، وكان عنوانها " الاديان بين النظرية والتطبيق " قدم خلالها الباحث الدكتور جميل مطر موجزا عن اكثر الديانات السماوية، والارضية ان صح التعبير، انتشارا في العالم دون ان يتطرق للجانب الاهم لموضوع الندوة وهو التطبيق العملي لهذه الديانات ، واحسبه قد تجنب الخوض في هذا الجانب الحساس كي لا يتورط في تقديم اجابات علمية وموضوعية قد تثير غضب واستياء المشاركين في الندوة، او ربما تدفع احدهم الى اعتباره كافرا ينبغى اهدار دمه حفاظا على امن وسلامة المجتمع ، وبالتالي تنسف اجابات المحاضر بعض المسلمات والقناعات الدينية التي رسخها في اذهانهم الى درجة التحجر واستحالة التحرر منها رجال الدين منذ نعومة اظفارهم . ولحساسية الجانب التطبيقي للاديان فقد ركز المشاركون في النقاش، واغلبهم كما اشرت ينتمون الى النخب الثقافية التي لا تنقصها المعرفة في الاديان، وخاصة السماوية منها ، الموحى بها الى انبياء جلهم من اليهود وليس بينهم أي نبي من جنسية اخرى الا نبي عربي واحد ! ركز المشاركون على ابراز الجوانب الايجابية للاديان بغض النظر عن كونها ديانات سماوية موحى بها من الله ، او ديانات ارضية من صنع مصلحين اجتماعيين ، مؤكدين في مرافعاتهم بان هذه الاديان تنطوي على تعاليم ومنظومة اخلاق و قيم تدعو البشر الى التسامح والمحبة والتعايش المشترك ، ونبذ العنف والرذيلة بكافة اشكالها ، ولولا هذه التعاليم الدينية لعم الفساد والشر واندلعت الحروب في هذا العالم . وكان مسك الختام في هذه الندوة ان صح التعبير ان
واحدامن " المثقفين " لم يعجبه المحاضر ولا مضمون المحاضرة ، قخرج عن طوره وانتفخت اوداجه ، ثم سمعناه يوجه انتقادات لاذعة للمحاضر متها الاخير وبعض المشاركين في النقاش بالتطاول على الاسلام، معتبرا الندوة وصمة عار في جبين المركز الثقافي ، داعيا رئيس المركز الى عدم تكرار هذه التجربة المرة واذا شاء ان ينظم ندوة اخرى تناول موضوع الاديان ، وخاصة السماوية منها ان يكون المحاضرون في هذا الشان ا8ôG3قدس قس مسيحي وشيخ مسلم ، لا ان يكون المحاضر باحثا علمانيا ، وكأن الالمام في الاديان من وجهة نظر هذا " المثقف " ، وحتى من جانب السواد الاعظم من المؤمنين بالديانات ، وبالتالي الخوض في مضامينها هو من اختصاص رجال الدين ، رغم ان اكثرهم لا يلمون من ديانتهم الا الطقوس منها ، فيما لا تتجاوز معلوماتهم عن الديانات الاخري سوى بعض المعلومات السطحية، خلافا للباحثين العلمانيين الاكثر الماما بجوهر هذه الاديان ،وفي نشاتها، وفي دورها الناظم للعلاقات الاجتماعية ، وربما لو ترك لهؤلاء الباحثين العلمانيين تاويل النصوص الدينية الملتبسة لقدموا اجابات ايجابية لا تؤجج المشاعر الطائفية والمذهبية لدى اتباع الديانات كما يؤججها اكثرية رجال الدين !!
ولو عدنا الى مرافعات المحاضر والمشاركين في الندوة وايضا مرافعات رجال الدين دفاعا عن التعاليم الدينية وعن دورها في تهذيب والارتقاء بسلوك البشر كلما اعتلوا منابر الوعظ والارشاد ، ثم وضعناها على المحك فسوف نصل الى نتجة مفادها : ان التاثير الديني على سلوك البشر لم يكن في كل الاحوال ايجابيا بل اسفر في حالات كثيرة عن كوارث بشرية ادت الى ازهاق ارواح الملايين من البشر ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قيام دولة اسرائيل : فهل كان ممكنا تاسيس حركة صهيونية تتبنى برنامجا يتضمن دعوة صريحة لجميع اليهود باسبطاهم السبعة المزعومة بالعودة الى ارض الميعاد ، وايضا يتضمن مشروعا لاقامة دولة اسرائيل باستخدام كافة الوسائل غير المشروعة ضد السكان الاصليين ، هل كان ممكنا انجاز هذا المشروع الاستيطاني، لولا ان هرتزل وروتشيلد وغيره من زعماء الحركة الصهيونية قد استمدوا مشروعهم من نصوص توراتية تعهد بموجبها اله الشعب اليهودي باقامة دولتهم على ارض الميعاد الممتدة من النيل الى الفرات ؟ وهل كان ممكنا ان يصدر بلفور وعده باقامة دولة لليهود على ارض فلسطين لولا ان التوراة تشكل جزءا لا يتجزا من الكتاب المقدس لدى المسيحيين والذي يشكل مرجعية لهم في التعامل مع الاخرين ، تمشيا مع مقولة المسيح " لم ات لانقض الناموس بل لاكمله ؟؟ وبعد ذلك لماذا يستهجن المسيحيون الجرائم التي اقترفها الصهاينة ضد الفلسطينيين المتمثلة بطردهم وتهجيرهم من وطنهم باستخدام القوة المسلحة وكافة وسائل الارهاب الاخرى ، بغية اقامة دولة اسرائيل التوراتية ، الم تذكر التوراة ان اله اسرائيل قد وقف الى جانب العبرانيين بل ساعدهم في احتلال مدينة اريحا ، وفي تدميرها عن بكرة ابيها وقتل كافة سكانها بحيث لم يبق على قيد الحياة حتى ولد صغير يبول على حائط واذا شاء المسيحيون ان يقفوا الى جانب الحق وان يتمثلوا تعاليم الانجيل التي تحثهم على محبة الاخرين ونبذ العنف فلماذا يتمسكون بالعهد القديم من كتابهم المقدس ولا يبادرون الى شطبه لتعارضه مع تعاليم الانجيل !!؟ ثم لو عرجنا على الفتوحات الاسلامية وحروب الردة فلن نجد فرقا فيما تمخضت عنه من ازهاق ارواح اعداد كبيرة من البشر سواء من المسلمين الذين ارتدوا عن الاسلام لعدم قناعتهم بتعاليمه او من الشعوب التي تم غزو اراضيها وسبي نسائها واستعباد رجالها وحتى بيعهم في اسواق النخاسة بذريعة نشر الاسلام بديلا عن الكفر الذي كان يعم فيها، لن نجد فرقا عما اقترفه من قبلهم العبرانيون ضد سكان فلسطين الاصليين تنفيذا للوعد الالهي باقامة دولة اسرائيل على ارض الميعاد، حتى لو اكد فقهاء المسلمين ان الفتوحات الاسلامية لم تكن غزوا وانتهاكا لسيادة دول اخرى، بل هو تطبيق لركن من اركان الاسلام الا وهو: الجهاد في سبيل الله ! اما كان الاولى حقنا لدما ء المرتدين من المسلمين والكفار استخدام وسائل سلمية لنشر الدعوة الاسلامية في ديار الكفر ، ولهداية المرتدين بدلا من ازهاق ارواحهم وسبي نسائهم واستعباد رجالهم والاستيلاء على اموالهمن استخدام وسيلة الموعظة الحسنة المنصوص عليها دينيا ، والتعامل مع غير المسلمين والمرتدين وفق النص الديني " لكم دين ولي دين ومن شاء ان يكفر فليكفر ومن شاء ان يؤمن فليؤمن !!
كذلك عندما غزا الصليبيون ديار المسلمين واستباحوا دماءهم ، وسبوا نساءهم، واغتصبو اراضيهم : الم يدشن ا الغزاة حملتهم الصليبية ويقترفوا جرائمهم في حق المسلمين بحجة ان افرادا من المسلمين قد دنسوا قبر المسيح وانتهكوا حرمات بيوت العبادة الاخرى لدى المسيحيين . سيجادل قساوسة المسيحيين في هذه المسالة زاعمين بانها مجازر ترفضها تغاليم الانجيل كما تدينها لانها تتعارض مع تعاليم المحبة والتسامح حتى مع اعداء المسيحيين التي بشر بها المسيح : ولكن ماذا سيكون رد القساوسة لو قلنا لهم ان المسيح لم يتردد في استخدام وسائل القمع والعنف عندما شاهد باعة الحمام يمارسون تجارتهم في باحة هيكل سليمان وتاديبا وردعا لهم انهال عليهم ضربا وجلدا بالكرباج ثم طردهم من باحته ، الم يلجا المسيح الى هذه الوسيلة القمعية لان الباعة كما ورد على لسانه قد جعلوا بيت الرب مكانا لممارسة التجارة ، رغم ان هؤلاء الباعة المساكين كانوا يعرضون بضاعتهم خارج الهيكل احتراما لقدسيته ، فما بالك لو شاهد بضعة افراد من المسلمين يدنسون قبره المقدس او ينتهكون حرمة كنائس المسيحيين فهل كان سيقف متفرجا مكتوف اليدين ، ام انه كان سيحرض المسيحيين على خوض حرب ضد الصليبيين كتلك التي حرض على خوضها ضد المسلمين الراهب بطرس الناسك تحت راية الصليب ، وانخرط فيها مئات الالوف من الغزاة الصليبيين صونا لمقدسات المسيحيين !!؟ ثم لماذا يستهجن القساوسة المسيحيون في ظرفنا الراهن ما اقترفهم اسلافهم ضد المسلمين بالادعاء مرة اخرى ان تعاليم المسيح تنبذ كراهية الاخرين ولاعتداء على اموالهم ، في بعض الايات الانجيلية يبدو هذا الامر صحيحا وفي بعض تصرفات المسيح تجاه حقوق الاخرين او في الاسلوب الاستعلائي في التعامل مع الاخر يبدو انه قد تجاوز خطوطه الحمراء وكما هو الحال عندما توسلت اليه المراة الكنعانية وهي جاثية ان يشفي ابنتها المريضة والا فارقت الحياة ، فرد عليها ردا صادما قائلا لها : لقد قال الرب لا ترموا خبزكم امام الكلاب ! فهل نستغرب بعدئذ ان يتعامل الصليبيون مع المسلمين بنفس العقلية الاستعلائية التي تعامل بها المسيح مع المراة الكنعانية التي كان اليهود ومثلهم ملك اليهود المسيح يحتقرونهم ، وهل نستغرب استباحة الصليبيين اموال المسلمين واستيلائهم ا عليها او تدميرها ومن قبلهم كان المسيح قد اباح لنفسه تحويل شجرة تين غير مثمرة الى حطب لانه لم يتسنى له جني ثمار التين منها ، واغراقه قطيع من الخنازيرفي البحر تخلصا من الشياطين التي كانت تسكن في جوفها على حسب ما ورد في الراوية الانجيلية ،رغم ان المسيح لم يكن زارعا للشجرة بل كانت ملكيتها كقطيع الخنازير تعود لاحد الفلاحين !!.



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطة كهرباء غزة متوقفة .. ولا مانع من جانب حماس تشغيلها بالو ...
- دول اصدقاء سورية ينوبون عن 22 مليون سوري في تقرير مصير بشار ...
- وحدة فيديرالية بين سورية والعراق لمواجهة ودحر الغزوة الوهابي ...
- الاعيب ومناورات حماس تفاديا لضربة مصرية
- اسحقوا راس الافعى حماس والا استفحل الارهاب في مصر
- رئيس الحكومة الاردنية مشغّلا لاسطوانة: الاردن لن يكون منطلقا ...
- قبيل الضربة العسكرية لسورية : عبدالله النسور يقدم للجنرالات ...
- ارض الحشد والرباط منطلقا لهجوم امبريالي ضد سورية
- اجتثاث -الاخونجية - هو الشرط المطلوب كي تنطلق مصر على طريق ا ...
- السي اي ايه تدعم الجماعات الاسلامية المسلحة ثم تحذر من خطر س ...
- حماس تخوض حربا ضد الجيشين السوري والمصري!
- حذار من مساعدات حكام مشيخات النفط والغاز لمصر انها كالسم الم ...
- الملاك جبريل يبشر الاخونجية بنصر مبين
- مرسي العياط الى مزبلة التاريخ
- الموقف الاردني حيال الازمة السورية : اسمع كلامك يعجبني ارى ا ...
- مرسي العياط مجاهدا في سورية وصديقا عزيزا لبيريز
- مرسي العياط مهددا: لن نسمح لاثيوبيا حجز ولو قطرة من مياه الن ...
- الاردن مضيفا لمؤتمر اصدقاء سورية
- العدوان الاسرائيلي على سورية لايستحق الادانة من الجانب الرسم ...
- فزعة رسمية اردنية للثورة العرعورية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل خوري - الاديان بين النظرية والتطبيق. اشادة بالنظرية وصمت حول التطبيق