وليد فتحى
الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 18:43
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
" (السياسة هى التعبير المركز عن الأقتصاد)فهى عبارة لقد أوجزها الرفيق ماو تسى تونج فى برنامجه الشهير من أجل ثورة ثقافية فى الصين وتطبيقه بنود الأشتراكية العلمية,فكانت الخطوه التمهيدية
لأرساء فكرة العدالة الأجتماعية الحقيقية فى المجتمعات هى الوضوح مع الجماهير ورؤية مباشرة فى أن تغيير القوانين السياسية العقيمة والبرجوازية حتى تخاطب المجتمع فى حقوقه الأقتصادية
والمطالب الأجتماعية دون تزييف الحقائق وتغييب الوعى,فالبرلمان وتكوين الحكومات وشكل الدولة هى بالأساس من أجل الأغلبية الفقيرة من المجتمع وليست ضده .
فالتحرر من القيود وأنماط الأقتصاد القديم والسياسات الشرسة ضد المجتمع لن يتحقق ألا بأتخاذ موقف علمى على المنهج المادى ,ومن هذا المنطلق لا يتشكل الوعى ألا من خلال حركات الجماهير
والمتصاعدة من أجل مطالبها الحياتية اليومية ومن ثم يأتى الوقت المناسب لتعبير الجماهير عن غضبها ومن أجل حقوقها بعد تشكيل وعيها بأستمرار التجارب ونضالاتها اليومية .
وعندها سيطالب الجماهير بالتغيير الجذرى الراديكالى فى السياسة حتى يقوم يتحقيق المطالب الشعبية فى الأقتصاد ,فأذن السياسة هى البوابة الرئيسية لفهم والتعبير عن الأقتصاد ,فتجارب الدول
الرأسمالية وسياستها الليبرالية ينتج أهداف وقوانين لمناهضة أغلبية المجتمع من الفقراء والمعدومين ويزيد الفجوات مابين الطبقات ويستمر مسلسل البطالة وسياسات الفقر والأفقار ,فى حين الدول
التى تتأخذ منهج أشتراكى فى السياسة ينتج أهداف أقتصادية من أجل رفاهية المجتمعات وتنتقل العدالة الأجتماعية الى مستوى الصعود للمجتمع بأكمله.
ولكن لايوجد مجتمع يحقق الأهداف السياسية بالمعنى الأشتراكى ألا عن طريق الممارسة الثورية للملايين لأن هؤلاء الملايين هم مقياس التوجه الأقتصادى فيما بعد وبالتالى هم مقياس الحقيقة والواقع
الثورى,فنضال الجماهير يعنى الحقوق الأقتصادية والأجتماعية أنما بوسائل سياسية ,وبهذا النضال اليومى هو الذى سيشكل الوعى الثورى ألا أن تحقق ثورة ثقافية من أجل المبادئ الأشتراكية.
ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول (الأقتصاد هو القاعدة الرئيسية,وأن السياسة هى المعبر عن تلك القاعدة المرتكزة على الأقتصاد ,وبالتالى الرؤية الثقافية ستعبر عن وعى متصاعد نحو المنهج
المادى وتحقيق الأشتراكية).
ولكن كثيرا من الذين يطلقون على أنفسهم الليبرالين ينطلقون من رؤى مثالية مصدرها قواعد السياسة الرأسمالية ,فدائما يؤكدون أن البرلمان وأنشاء الحكومات وما تسمى بالديمقراطية عن طريق
صناديق الأنتخاب والأقتراع هى أدوات ونتائج فى نفس الوقت لتفعيل الديمقراطية وتحقيق المطالب الأجتماعية ,وأنما التجارب فى تلك الدول الرأسمالية أو الدول التابعة فى العالم الثالث يؤكد على
الدوام بأن تلك الديمقراطيات لا يحقق الأمل المنشود للشعوب وأنما فقط يؤكد الظلم والطغيان وتعميق سياسات الفقر والأفقار والفجوات الطبقية ويخدم فى المقام الأول لفئة معينة من المحتكرين
والرأسمالين والأغنياء الجدد وطبقة من البيروقراطين وموظفين الدولة الكبار كالضباط الشرطة والجيش والقضاه والموظفين الدبلومسين والأعلاميين فى قطاعات الدولة!!
فالنظرية التى يعتمد عليها الثوار والجماهير الثائرة أن الوجود الأجتماعى هو الذى يقرر أفكار الأنسان وليس كما يقال أن الأفكار هى وحدها تحدد الوجود الأجتماعى ,فالفقراء والمعدومين يقررون
من خلال وجودهم البائس فى المجتمع بالتحرك الثورى من أجل حقوقهم المهدورة من السياسات الليبرالية أو الديمقراطيات المزيفة التى تعتمد على الصناديق والأقتراع ,أنما بتجارب غالبية الشعوب
تصل الى نتيجة مفاداها بأن تلك الديمقراطيات الليبرالية هى كذب وتزييف للحقائق وتقف عائقا فى تحقيق أى حقوق شعبية ,وبأن تلك النوع من الديمقراطية هى سياسة ضارة بغالبية الشعب ,وتخدم
فئة مغينة فقط ومن معهم السلطة والثروات ووسائل الأنتاج ,وبأن الأستثمارات التى نقرأ عن بنودها فى الصحف والأعلام هى ليست للناس وأنما من أجل تحقيق مصالح خاصة ضد الجميع ..
ويأن وعى المجتمع يتصاعد بشكل سريع وخاصا بعد مناقشة القانون الأخير فى أقرار الحد الأقصى للأجور والذى يستثنى منه رجال الشرطة والجيش من الظباط الكبار وموظفين الدولة من القضاه
ووكلاء ورؤساء النيابات والسفراء والبلوماسين ورؤساء الشركات وغيرهم ,وهذا يؤكد بأن السياسات الليبرالية هى فى النهاية تقف لمناهضة المجتمع ,ودائما يظهر بمظهر مثالى فى خدمة المجتمع
وبمبرر الثورة والعدالة الأجتماعية أنما فى الواقع هو يحمى طبقة معينة أو يخلق طبقة مسيطرة وتعطيهم مزايا خاصة بشكل فج وبرؤية التمييز بأطار الأستغلال والظلم والقمع السياسى والأقتصادى
والأجتماعى ..
فبعد أنتفاضة يناير 2011 وتبعها العديد من الأنتفاضات الأجتماعية ضد المجلس العسكرى ومن ثم سلطة الاخوان والتيار الأسلام السياسى ,جاء الكثير من التيارات والأحزاب الأشتراكية وشخصياتها
يريدون المشاركة فى الأنتخابات البرلمانية والحوارات والمناقشات مع السلطات القائمة والتى لم تتغيير سياستها وليبرليتها المشوهه على أعتبار أن الدولة لابد أن تمر بمرحلة الأطار البرجوازى
الديمقراطى حتى يستكمل وعى الجماهير وبعدها تنادى الجماهير بأنفسها الى أقامة الدولة الأشتراكية وسلطة العمال والفلاحين وحكم الشعب لنفسه ..
بالفعل هذا التوجه من الناحية النظرية صحيحه لأن الدولة المصرية لن تحقق أهدافها الى بعدة مراحل منها المرحلة البرجوازية الديمقراطية ولكن للأسف التيارات اليسارية فى مصر وكافة المنطقة
العربية ترى دائما أن الصراع حاليا مع القوى الليبرالية فى داخل السلطة من أعلى وبدلا من تضييع الأوقات بالممارسة الغلمية والتحركات فى وسط الجماهير فهى تجرى وراء الأضواء والكاميرات
والأعلام وبرؤية ذاتية حتى تحقق حلمها فى جزء من السلطة مع النظام نفسه ولا غضاضة بالتحالف الدائم معهم بمبرر الرؤية الوطنية أو الوطنية الجامعة !!!
ولكن الجماهير أصبحت واعية جدا لمصالحها ومطالبها الأقتصادية دون مساعدة الكوادر اليسارية وعن طريق تشكيل طليعة طبيعية فى وسط الجماهير بعيدا عن الصراعات السياسية داخل الأحزاب
والتيارات اليسارية ,وبالفعل هى لا تحتاج مساعدة من أحدا كما كان فى كلاسيكيات النضال الأشتراكى فى وسط الجماهير لأن الوعى قد تشكل من خلال الوجود الأجتماعى وبالتالى التحركات
المستمرة والمتصاعدة ,وأصبحت الجماهير تسبق النخب والكوادر اليسارية فى أفكارها ورؤيتها الثورية عشرات الخطوات وليس مجرد خطوه أو أثنيين !!
فالظروف الموضوعية والذاتية أصبحت جاهزه الأن فى وجود ثورة شعبية حقيقية دون وجود الطبقة المتوسطة أو الأغنياء وسوف تنطلق حتما من المناطق الشعبية والعشوائية ومن الأطراف
وليست من المراكز أو المدن الكبيرة!!!
أصبح الشعب المصرى واعيا الأن أن التمييز والطائفية والعنصرية كانت نتيجة الفقر وسياسات الرأسمالية وبأن النظام والسلطات الحاكمة تعمق هذا الأختلافات مابين المجتمع حتى يحقق أهدافه
بالحفاظ على مصالحه الذاتية .
فالديمقراطية التى يريدها الشعب المصرى هى التى تحقق أهدافا شعبيا وعدالة أجتماعية أنما الديمقراطية البرجوازية خاضعة لمصالح طبقة مسيطرة تحت رعاية الرأسمالية العالمية والأمبريالية,
ويؤكد الشعب المصرى دائما أثناء تظاهراته وأنتفاضاته لمواجهه السلطة والنظام برؤية شعبية وهى (الأرض لمن يزرعها) وليست للملاك الذين يغتصبون الأرض بالفساد وحماية النظام لهم
ضد الفلاحيين بالقوه والظلم والطغيان , ورؤيتهم بأطارها الأشتراكى (أذا كان ثمة طعام فليتقاسمه الجميع)..
فالأشتراكية سوف يحققها الجماهير ولن يحققها الأحزاب والتيارات اليسارية لأنهم مشغولون دائما بالتحالف مع وجود السلطة الحاكمة وسياسة الأسقف المنخفضة ,وأن كل طموحاتهم الثورية
هى أغتنام مقعد أو أتنين فى البرلمان أو كرسى فى وزراه ليبرالية رأسمالية وبالتعيين !!!!!!!!!!!!
#وليد_فتحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟