أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - ما هو الحب؟ - سؤال المليون دولار














المزيد.....

ما هو الحب؟ - سؤال المليون دولار


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 15:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تحتل قصص العشق و الغرام و الزواج و الطلاق و الهجر و الفراق معظم الفضاء الإدراكي و السلوكي البشري، و هي قصص تفاعلية تأثيرها تجاوز الداخل إلى الخارج و ترسم أشكال علاقات الفرد مع اسرته و أصدقائه و مجتمعه، و يظهر من تبعاتها الجزء المنظور أمام الناس و المعروف لديهم بينما يختفي الجزء الأكبر داخل النفس البشرية موضوع العلاقة.

يفهم العاشقون الحب على أنه تعلق بشخص ما يريد العاشق أن يكون معه دوما ً حاضرا ً حضورا ً فيزيائيا ً منظورا ً و جسديا ً محسوسا ً تفاعليا ً. أما حين يستحيل الحضور أو يتعذر فيكتفي العاشق بمستوى عشقي تكون فيه فكرة قبول المعشوق لعلاقة العشق و تفاعله معها في الحضور الفيزيائي السابق أو اللاحق كافية ً لتوفير حالة من التوازن النفسي و كبت الاضطراب الناتج عن عدم التواجد الفيزيائي في تلك اللحظة المحددة. و الفكرة السابقة تفسر لم يكون العاشق مطمئنا ً مرتاحا ً و هو في عمله مع أن معشوقه بعيد عنه، و ذلك عندما تكون العلاقة قائمة، بينما يضطرب و يتوتر في نفس الظروف لكن عندما تكون العلاقة غير قائمة.

العشق خاصية موجودة في كل المخلوقات لكنها تعبر عن نفسها بطرق متعددة و بدرجات متفاوتة بين الكائنات، فمثلا ً بعض أنواع الحمام لا ترتبط بشريك آخر حين يموت الشريك الأول و يُقال أن الإنسان تعلم همس الحب من هديل الحمائم و دفن رؤوسها في رقاب بعضها حين التودد، و الذئاب أُحادية ٌ في العلاقة لا تعرف التعددية إلا حينما ندر و لظروف ٍ خاصة جدا ً، فقطيع الذئاب يتكون من الذئب الذكر و الذئبة الأنثى، و لا يختار أحدهم شريكا ً آخر إلا حينما يموت الشريك الأول.

أما في البشر فالحب يتخذ أبعادا ً أخرى، الحب عندنا أنواع، فهناك العاشقون الصادقون الذين لا يعرفون إلا الحبيب كما هو، لا يسألون عن دينه أو لونه أو عرقه أو أهليته ذكيا ً غبيا ً مسؤولا ً متهورا ً صالحا ً لاستدامة علاقة أو طائشا ً، و هذا الحب بدائي لأنه لا يتجاوز شغف العاطفة و زخمها و عدم قدرة العاشق على ضبط إيقاع عشقه و توجيهه و قد تكون له نتائج وخيمة جدا ً يودي بحياة الفتاة أو سمعتها، أو بمستقبل الشاب و مسار حياته.

و هناك الحب المُعتدل الموزون في مراحله الأولى و الذي يستطيع فيه الشريك الثاني أن يقيس أهلية شريكه لتكوين علاقة أو مدى تناسبه مع واقعه هو كشريك أول، فيكون تناسب الطرفين بداية لعلاقة موزونة تنمو نحو كمالا، بينما يكون الاختلاف الكبير سببا ً ُينهي فيه عاشقون صادقون علاقاتهم بسبب اختلاف الدين، أو الوضع الاجتماعي أو أي أسباب واقعية أخرى. و يتميز هؤلاء العشاق عادة ً بإرادة قوية و بُعد نظر و قدرة عالية على التحكم بالنفس، و منهم من يستطيع تكوين حياة جديدة سعيدة و منهم من يعيش في سعادة جزئية لا تكتمل أبدا ً.

و هناك الحب القائم على الاعتياد و الخبرة و العشرة، و هذا الحب يستمد قوته من خصائص الحياة الزوجية نفسها فالزوجة تُحب زوجها الذي لم تعرفه قبل الزواج و هو يحبها على الرغم أنه لم يعرفها قبل الزواج، و بذلك تتفوق مدرسة الحياة على رومانسية العشق في واقعيتها و ربما في قدرتها على جلب السعادة للثنائي الزوجي.

ليس مطلوبا ً من البشرية أن تسير على نهج ٍ واحد ٍ يصف كل العلاقات، فهناك تنويعات ٌ بعدد الاختلافات الفردية الموجودة، و كل ٌّ يحيا كما يناسبه، لكن أشكالا ً معيارية ً كالزواج بأشكاله المختلفة و العلاقات قبله ترسم أُطرا ً تحدد سقوف التطلعات و قوانين التعامل، و بذلك تفسد على العاشقين الجدد فرصة َ حيوات ٍ خاصة ٍ بهم كان يمكن أن تكون لها أشكال أُخرى لولا التأثر المُسبق بالموجود.

ما هو الحب، و لم تبقى الشركاء مع بعضها، و متى يكون قرار الانفصال صائبا ً و متى يكون خاطئا ً و ما الذي يحدد صدق و حميمية العلاقة و خلوها من المنفعة المادية، هي أسئلة لا يمكن الإجابة عليها، أو ربما لا يوجد لها إجابات محددة و ستبقى خاضعة لخصوصية كل علاقة و التكوين النفسي للشريكين.

أتمنى السعادة للجميع.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قلب الله - إن شئت َتُبصر
- حين َ يُجن ُّ العاشق - فلتحترق الدنيا حين نكون
- قراءة في سفر التطور – عندما عوى الذئب
- مناهج التعليم – مُكَثَّف ٌمن الدين بنكهة العلم الخفيفة
- حينما ذهب – من وحي الخياطة
- قراءة من سفر الحكمة – الفصل الثالث
- نيتشه – الإنسان عاريا ً.
- الهجوم على المسلمين – الإنصاف يقول توقفوا
- المطرانان المخطوفان – موسكو و الشيشان و حلب
- قراءة في سفر الإنسان – الله
- أضواء على التطور – القرد الذي لم يصبح إنسانا ً
- حين رأت جدها – لا تخافي
- مشكلة الشر في العالم – بين الإيمان و الإلحاد
- هذربات الفلافل - قصيدة نهاية الصيف
- تمثال العذراء المكسور – رمزية الاعتداء
- الهالوين – شاهد على أسرار البنية الدينية
- المُشترك الأعظم – الإنسانية
- الإنسانية في الفكر المسيحي – إنسجام المنطق بفعل المحبة.
- الرجال و مرآتان لهوية التعريف
- الإخوان المسلمون و العلم الأردني و إشاره رابعة


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - ما هو الحب؟ - سؤال المليون دولار