أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة














المزيد.....


دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 14:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تزال اليوتوبيا السياسية مستوطنة كثير من عقول النخب العربية منذ أمد بعيد، إلى حد أن نفر بارز يتحدث حتى اليوم عن أمنيات قد تنضج مستقبلاً حول ’ليبرالية إسلامية‘، ’ديمقراطية إسلامية‘، ’حقوق إنسان إسلامية‘، ’مساواة، حرية، عدالة...إسلامية‘. لكن، من جهة أخرى، هؤلاء الحالمون يتغافلون، علماً أو جهلاً، النظر والتدقيق الواجب في الأسس الأولية التي قد تأسست عليها بالفعل الدولة الإسلامية- النبوية ثم الراشدة بالمدينة المنورة، الخلافة الأموية بدمشق، ثم العباسية ببغداد. منذ اليوم الأول في عمر هذه الدولة الإسلامية الأولى حتى آخره بعد بضع مئات السنين فقط قد ظلت، بمقاييس الدولة الحديثة على الأقل، على الدوام دينية، عنصرية ومتخلفة.

دولة الإسلام الأولى بالمدينة المنورة كما أسسها النبي محمد نفسه لم تكن مدينة كما يحلو الادعاء دون سند للبعض لكن كانت ’دولة دينية‘ بكل ما تحمله هذه الصفة من معنى. لم يكن النبي، ولا أي من الخلفاء الراشدين أو الأمويين أو العباسيين من بعده، يسمح لأي من أتباع الأديان الأخرى، ولا حتى ذات الأصل السماوي المشترك، بالمشاركة في مناصب الحكم أو القتال أو الغنائم، التي كانت جميعاً مقصورة على المسلمين وحدهم دون غيرهم، وفي المقابل كان لزاماً على غير المسلمين أن يدفعوا ’الجزية‘ وهم صاغرون! إذا كانت حقوق المواطنة الأساسية آنذاك- الحكم، القتال، الغنائم- حكراً هكذا على المسلمين، هل لا تزال كانت دولة الإسلام الأولى حقاً ’دولة مدنية‘ لا تفرق في المعاملة بين أبنائها على أساس الدين، أم ’دولة دينية‘ بامتياز؟!

علاوة على كون دولة الإسلام الأولى دولة دينية صريحة هي كانت أيضاً ’دولة عنصرية‘ مقيتة، تفرق في المعاملة حتى بين أبنائها المسلمين من العناصر والقوميات وألوان البشرة واللغات المختلفة. الدولة الإسلامية في جميع مراحلها كانت تفرز مواطنيها المسلمين أنفسهم إلى فرزين رئيسيين حسب الأصل العرقي-اللغوي: عرب وموالي. كان العرب بمثابة المواطنين من الدرجة الأولى، بينما كان يلقى الموالي المسلمين أيضاً معاملة المواطنين من الدرجة الثانية. فوق هذا الأساس التمييزي العنصري، وبجوار اليهود والمسيحيين ومعتنقي الأديان الأخرى، ما كان يسمح للمسلمين من القبائل غير العربية المشاركة في مناصب الحكم أو الجيش أو الغنائم، وإذا ما شاركوا بحكم الضرورة ما كانوا أبداً يتبوؤون نفس المستوى، أو يحصلون على نفس العائد، مثل العرب. حتى هؤلاء العرب أنفسهم كانوا مقسمين على هرم عنصري، يحتل البطن الهاشمي رأسه وقبيلة قريش قاعدته.

لأنها من أول يوم قد تأسست على قاعدة التمييز الديني والعنصري الصريح، كانت بالنتيجة الدولة الإسلامية الأولى وعبر مراحلها المختلفة دولة بدائية ومتخلفة، سواء بالمقاييس القديمة أو الحديثة. هي لم تكن من نوعية الدول الإنتاجية التي تنتهج سبيل العمل والكد ومراكمة الثروة والسعي إلى الاكتفاء الذاتي إنما، كعادة القبائل الرعوية البدائية، استسهلت العائدات الجاهزة من قطع الطريق والغزو والسطو على ثروات الآخرين واكتفت بذلك وسيلة أساسية للبقاء والإعاشة. هكذا فور توقف الغزو والسلب والنهب والربح السريع من التجارة وجبي الإتاوة، توقف فوراً توسع الدولة الإسلامية وجزرت قوتها بنفس سرعة مدها، إلى أن وقعت فريسة سهلة لكل من هب ودب عبر الإقليم الإسلامي غير العربي أو من حول العالم. علاوة على هذه القاعدة الاقتصادية الغنائمية ثم الريعية فيما بعد، قد ظلت الدولة الإسلامية طوال تاريخها ’دولة مشخصنة‘، لا تستطيع أن تعيش في استقلال عن شخص النبي أو الأمير أو الخليفة أو الملك أو العاهل أو الخادم أو الزعيم أو الرئيس- ولم تفلح في خلق أي مؤسسات يعتد بها، سواء سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية. في قول آخر، الدولة الإسلامية لم تكن أكثر من قبيلة، لكن فوق رقعة جغرافية أوسع.

لو امتد الحديث إلى معاملة الدولة الإسلامية الأولى للنساء والأطفال والأغراب وأسرى الحروب، لأصبحت بالمقارنة الدولة الطالبانية الحالية قطعة من الجنة، حيث على الأقل لم يعد استعباد الرجال واستجراء النساء والاتجار بالبشر قوانين مصونة يعاقب من يخرج عليها.

عكس ما يزعم هؤلاء الحالمون ليس في الدولة الإسلامية عبر جميع مراحلها، ولا حتى في الدين الإسلامي ذاته، شيء مما قد ينفع دولة اليوم، خاصة لو كان يراد لها أن تكون ذات بنية ديمقراطية، ليبرالية. خير لهؤلاء أن يتعبوا أنفسهم قليلاً ويفكروا وينتجوا نوع الدولة التي يريدون، لا أن يعيشوا عالة على جهد غيرهم مثل قطاع الطرق ويكتفون بالسطو على نظرية سياسية مهجورة وميتة بالفعل منذ أكثر من ألف عام.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي
- الإرشادية تمثيل الإلوهية على الأرض
- الأزهر سبحانه وتعالي
- تحذير: للكبار فقط
- بأمر الواقع، السيسي رئيساً.
- ثورة دي، ولا انقلاب؟!
- رثاء
- كبير الإرهابيين، إمام المغفلين
- في حب الموت
- حين تعبد الديمقراطية
- في آداب القتل الشرعي
- أنا الله
- جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب
- القرآن دستورنا
- حاكموا لهم إلههم، أو أخلوا لهم سبيله
- إطلالة من الخارج على المزبلة السورية
- معاقبة التدخل القطري في الشأن المصري
- إمارة قطر، محمية أمريكية أم شوكة عربية؟
- وهم أسلمة الكافر بطبعه


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة