أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد الميموني - ***الله تعالى كان ولا مكان***














المزيد.....

***الله تعالى كان ولا مكان***


وليد الميموني

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المقرر في اعتقاد المسلمين تنزيه الحق عن مشابهة خلقه مع حمل الصفات اللائقة به على وجه التأويل مع اتبات الدليل , والتأويل لا يلغي حقيقة الخبر بل يلغي وهم التمثل الدي تتعلق به الادهان حينما تحمل الكلمة على ظاهرها ومما شاع التضارب بشأنه وكثر الجدال فيه وتوسعت رحى المعركة , هي مسألة الاستواء فالاستواء عل ظاهر النص يعطي من دلالته معنى الجلوس ومن حيث السياقات الدلالية في بناء معنى الكلمة تعطي اوجه مختلفة باختلاف السياق قال تعالى ((ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم )) انتقال من الاستدلال بخلق الأرض وما فيها - وهو مما علمه ضروري للناس - إلى الاستدلال بخلق ما هو أعظم من خلق الأرض وهو أيضا قد يغفل عن النظر في الاستدلال به على وجود الله ، وذلك خلق السماوات ، ويشبه أن يكون هذا الانتقال استطرادا لإكمال تنبيه الناس إلى عظيم القدرة .فاستوى هنا بمعناها قصد واستوى بمعنى تم وكمل وقال تعالى ((وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ)) وهنا تأتي بمعنى التمكن والاستقرار ومنه قوله تعالى((فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ)) المراد بالاستواء في هذه الآية الاستقامة التي هي ضد الاعوجاج. وكدا استوى بمعنى غلب وقهر قال الشاعر قد استوى بشر على العراق***من غير سيف ودم مهراق فتكون بمعنى غلب وقهر ويأتي هنا قوله تعالى ((وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير)) فالفوقية استواء سلطان بالقهر قهر ولا مستساغ القائلين بأن هدا التأويل يعطي معنى ان الله متجبر ومحتل لما ضاقت سبل استدلالهم بما ارادوا ومن المفاهيم حسب تأويلهم للنصوص ومع افتراض هدا الزعم فان الرد عليه من اوجه ثلاث , الاول ان الحق سبحانه وتعالى يرث الارض ومن عليها فهي ملكه ويؤتي ملكه من يشاء وينزع ممن يشاء , والوجه الثاني فله الحجة البالغة في كل فعل قدره فهو لا يسأل عما يفعل وانتم تسألون , الوجه الثالث ان قصور ادراك فهمنا لايحيط بالوجه الاكمل بدلالة كتاب الله تعالى ويتفرع عن هدا الموضوع المكان والجهة فاجماع ما قدره السلف أن الله تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته يعلم ماهو كائن وما كان وما لم يكن ولو كان كيف كان سيكون اعلم أن العقيدة المنجية هي اعتقاد أن الله موجود بلا مكان ولا يسكن السماء ولا يجلس على العرش كما تقول اليهود والنصارى والمشبهة من الذين يدعون الاسلام. فاعتقاد اهل الحق، ان الله منزه عن التغير والحدوث. فالله كان موجوداً قبل خلق المخلوقات، كان موجوداً قبل المكان، قبل السماء وقبل الجهات، وقبل العرش وقبل الماء، وقبل كل شىء. وهذا مصداق قول رسول الله: "كان الله ولم يكن شىء غيره". فالله لا يتغير، موجود قبل الخلق بلا مكان وهو الآن على ما عليه كان. قال سيدنا علي كرم الله وجهه: "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان". أما أهل الحق، فقد أجمعوا على تنزيه الله عن المكان والجهات والحد والتغير والحدوث والجلوس والقعود وغيرها من العقائد التي تبثها المشبهة بين المسلمين.
فلا العرش يحمله ولا الكرسي يسنده ولا الجهات تحده تعالى النضير والشبيه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير فالله خلق السماء مضهرا لعلوه والارض مضهرا لدنوه فاستواء الله على العرش "استوى كما اخبر لا كما يخطر للبشر" فاستواء الله على العرش ليس بجلوس ولا استقرار ولا تغير انما استواء يليق به ويجوز قول استواء قهر لأن الله وصف نفسه بالقاهر والقهار بقوله (وهو القاهر فوق عباده) سبحانه وتعالى والفوقية هذه فوقية قدر وعظمة لا فوقية المكان كما يتوهم البعض لأن الله موجود بلا مكان.
ويضيف الله تعالى ((يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)) فأين يكون هو سبحانه وتعالى ,تعالىى عن الاين والكيف لاتدركه الابصار وهو اللطيف الخبير فالمنطق السليم يقتضي القول بأن الله سبحانه وتعالى لا يحجبه شيئ عن شيئ وهو على كل شيئ قدير ,أول بلا ابتداء , أخر بلا انتهاء, ضاهر بلا عيان , باطن بلا خفاء .



#وليد_الميموني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة امريكية شيطانية
- عبيد العبيد في أرض الشهداء
- الدمار الشامل للاحزاب السياسية .... بعد الثورة
- من يهن يسهل الهوان عليه....
- أيتها الشعوب إذا كنت غير راضية بالموجود، فلتجربي البديل


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد الميموني - ***الله تعالى كان ولا مكان***