أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - احمد عسيلي - الامة السورية بين الفكر و الحزب














المزيد.....

الامة السورية بين الفكر و الحزب


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 16:40
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


في مثل هذا اليوم منذ 81 عاما قام انطون سعادة بتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي هو و مجموعة صغيرة من اصدقائه واضعين بذلك اسس مرحلة جديدة و فكر جديد لم تعرفه تاريخ هذه الامة من قبل....و قد كانت تلك المرحلة التاريخية من تاريخ الامة السورية عابقة بكل اشكال التيارات و الافكار السياسية و الادبية و الفنية منها ما بقي بشكل قوي و مؤثر كحركة الاخوان المسلمين مثلا و منها ما تشرزم و تفتت ان حافظ على شيئ من الحياة كالفكر الشيوعي و الكثير منها طوته صفحة النسيان ليصبح مجرد تاريخ يوضع في المتحف
لن نكون قافزين فوق الواقع و لن نكون حالمين...يجب ان نعترف ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يقع في الفئة الثانية....فهو حافظ على وجوده و استمراره رغم الكثير من المحن و المصائب التي حلت به..و ربما اكثرها عنفا هي حادثة اغتيال عدنان المالكي و ما تبعها من حملة عنف و اعتقالات طالت اعضاء الحزب و اتهامات متبادلة بين اعضاء الحزب انفسهم حول هذه الجريمة....لكن الحزب استمر محافظا على وجوده و على جسمه التنظيمي رغم الانشقاق الكبير الذي حدث لاحقا في عام 1957
لا اريد ان اعيد سرد تاريخ الحزب و هي محاولة لا فائدة منها فالمئات ان لم نقل الألاف من الكتب و المقالات التي تناولت ذلك لكن ما يهمني في هذه المرحلة الكارثية التي تمر بها الامة السورية التذكير بالحقائق التالية
1- التفتت التي تعانيه الامة السورية الان و خاصة ما يحدث في الشام من جرائم و انتهاكات بشعة تقوم بها عائلة الاسد و الفوضى السياسية في لبنان و الموقف اللااخلاقي لللعائلة المالكة الاردنية من النازحين السوريين يجب كل هذا ان يوضع ضمن اطاره التاريخي و ان نحكم عليه بشكل مستقل تماما عن صحة وجود الامة السورية
فكل شعوب العالم و كل اممها تعرضت في فترة زمنية ما الى حرب اهلية او الى ثورات ادت الى احداث عنيفة بين افراد الامة...لكن هذه الاحداث لم تلغ ابدا حقيقة وجود الامة و لا كانت نهاية التاريخ بالنسبة لها فلو تجاوزنا الثورة الفرنسية و ما اعقبها من عنف لا مثيل له و ذكرنا فقط ما حدث ابان ثورة 1871 في فرنسا لاصبح ما يحل الان بالامة السورية مجرد نزهة .....فقد قامت جيوش تيير في 15 حزيران ابان محاولة استعادته السيطرة على باريس بقتل مئة الف فرنسي....و مع كل ذلك الخراب الاجتماعي و الاقتصادي الذي حل بالامة الفرنسية فقد استطاعت باريس بناء ذاتها مرة اخرى لتعود اجمل مدن العالم
و ليست الحالة الفرنسية هي الوحيدة...فحالة الامة الاسبانية زمن فرنكو ليست ببعيدة....و القتال و الدمار الذي احدثه فرانكو كان مهولا و مع ذلك استطاعت الامة الاسبانية استعادت نفسها
,وما يحدث الان في سوريا ليس دليلا ابدا على فشل فكرة القومية الاجتماعية بتطبيقها السوري بل يعني حالة تدهور للامة السورية اصابتها كما اصابت معظم امم العالم المتحضر و هذه الامة ليست صناعة الامس و لن تفنى بالغد فهي باقية مهما حل بها من مصائب
2- ما يميز حالة الفكر القومي الاجتماعي عن بقية الافكار التي خف وهجها هي ان هذا الفكر قائم في وجدان كل سوري...فرغم الفشل التنظيمي الكارثي الذي حل بالحزب السوري القومي الاجتماعي الى ان هذا الفشل لم ينعكس على الفكر بحد ذاته و هذا ما يميزه عن بقية الافكار...فهو حالة فكرية اولا تشمل الامة كلها و ليس حالة تنظيمية حزبية تسعى ان تكون حزب سياسي كما بقية الاحزاب.....فالفكر القومي السوري هو وجدان الانسان السوري اولا و احساسه بتفرده...و ما الحزب سوى الا وسيلة ليست اكثر لنشر هذا الفكر ومحاولة تطبيقه في عالم السياسة و لذلك كان انطون سعادة بالنسبة للقوميين السوريين معلم اولا لانه المبشر اوالمبلور لهذا الفكر..و الزعيم لانه يمشي على رأس هذا الفكر و لم يكن امين عام الحزب او رئيسه او رئيس مكتبه السياسي....و بالتالي فان الانحدار الحاصل حاليا للحزب و تحويله من قبل بعض الساسة التجار الى مجرد شبيحة للنظام السوري و يرسلون شبابه ليقتال مع الدكتاتورية و يقبضون ثمن القتال هذا مناصب وزارية خالية المضمون و سيارة و حساب بنكي...هذا الانحدار شمل الجزء التنظيمي السياسي و لم يشمل الفكر ككل....و الكثير من اعضاء الحزب تركه...و الكثير لم يدخل فيه اصلا...لكنه مؤمن بهويته و مؤمن بفكرة القومية الاجتماعية كأسلوب لبناء الامم و مؤمن بسوريته او بتفرد هويته عن هوية بقية العالم العربي او الشرقي.....وكل من سكن في وجدانه هذا الايمان فهو قومي سوري
3- ايماننا كسوريين بفكر سعادة و احتفالنا بذكرى تأسيس هذا الفكر لا يعني جمودنا عند لحظته التاريخية... فالفكر القومي بحاجة لمراجعات مستمرة و تطوير دائم....و حتى سعادة نفسه عاش حالة تطوير دائم لهذا الفكر بدءا من تغيير اسم الحزب و حتى شعاره ومداه الجغرافي....و تطوير هذا الفكر هي مسؤولية كل السوريين...سواء من حيث تغيير اسلوب الخطاب او المسألة الاقتصادية و حتى مسألة اليهود ومسألة الديمقراطية و الاسلوب التمثيلي....و هناك العديد من المحاولات الرائعة التي بذلها بعض المفكرين داخل الحزب او خارجه و كان لها اثرها في تطوير نهج الحزب و اسلوب تعاطيه مع بقية التيارات بما لا يخرج عن الاطار العام لهذا الفكر
اليوم يكون قد مر 81 عاما على ذلك الاعلان.....و بعد كل تلك السنين مازلنا نقرء هذا الفكر و مازلنا متمسكين به و مؤمنين باهدافه و سنبقى كذلك ابدا.....كل عام و كل الامة السورية بكل الخير و السلام....و ارجو ان يأتي العام القادم و قد تخلصت الشام من تسلط دكتاتورية عائلة الاسد....وخلاص الشام هذا هو الخطوة الاولى و الضرورية لاعادة الامة السورية الى المكانة التي تستحقها



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين خالد سعيد و رابعة العدوية
- لكننا لم نعد اطفالا
- ظاهرة الامام الصدر
- الجنس في رواية ساق البامبو
- الاسرائيليون و نحن........
- بين معركة أحد و 25 يناير
- المؤسسة العسكرية في سوريا؟؟؟
- على الجسد السلام
- حول ضعف الشخصية لدى المعارضة السورية
- تحليل مخبري لطائفية الثورة في سوريا
- فلسفة البوط العسكري في سوريا
- السياسة السورية و البندول
- يا عزيزي كلنا أقزام
- اين الائتلاف الوطني؟؟
- وداعا لليبرالية العربية
- مؤيدي الاسد و الثورة في تركيا.......محاولة لمقاربة نفسية
- من هؤلاء؟؟؟؟
- اعلام نظام الاسد في ظل الثورة السورية
- لا تظلموا جبهة النصرة
- تصريحات رجل الدين الايراني مهدي طائب..........لماذا الان؟


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - احمد عسيلي - الامة السورية بين الفكر و الحزب