أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مولد سيدي العبيط















المزيد.....


مولد سيدي العبيط


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع قدوم الذكري الثانية لمحمد محمود أو الذكري الثانية لتلبية دعوة أبو اسماعيل الاخوانجي لإسقاط وثيقة السلمي بدعوي انها تحتوي مواد فوق دستورية وهذا لايجوز من وجهة نظره ...... ابن الامريكانية ( ابو اسماعيل) كان يقصد المواد المتعلقة بالجيش والتي استخدمها ابو اسماعيل كهدف للتصويب تكررت في دستور 2012 ثم في دستور 2013 دون اعتراض بالتظاهر تقريبا ضدها حتي ممن نزلوا في محمد محمود!!.....وكذلك المواد المتعلقة بضمان مدنية الدولة و الحقوق المتساوية للمواطنين تم اسقاطها في دستور 2012 وخلق مواد ضدها ثم اعيد المشهد مرة اخري تقريبا في 2013.....فالإخوان سلقوا الدستور والسلفيين بيحمروه دلوقتي على نار هادئة !!!...وهانلبس تاني بعد فترة فى دولة دينية متخلفة مثل دولة الاخوان العبثية المتخلفة ....اذا فمحصلة معركة محمد محمود العبثية كانت سقوط مدنية الدولة من الدستور بالإضافة لتحديد 30 يونيو 2012 لتسليم المجلس العسكري السلطة وهو ما انتج رئيس بلا صلاحيات محددة يضع صلاحيته بنفسه لنفسه وصنع كل المهازل التالية التى تعيشها مصر حتى الآن.... الغريب أن ترى الاخوان ببجاحة يحسدون عليها يحتفلون ويحتفون بذكري محمد محمود ؟!!! الاخوان استعبطونا وضيعوا مدنية الدولة !!!وفي الذكري الأولي استعبطونا للمرة الثانية وطلعوا اعلانهم الدستورى المشوه والمشبوه ...وفي المرة التالتة استعبطونا ونزلنا نتظاهر حتى لايقال أن المتظاهرون و بس و كمان الستات بتوع تنظيمهم الارهابى يرتاحوا شوية .... الاخوانى من حقه يحتفل بالموضوع بل ويضعه في التقويم السنوي باسم مولد سيدي العبيط لانهم استعبطوا الشعب المصرى !! الى جانب أنهم يظنون ان ذاكرة الشعب المصرى مثل ذاكرة السمك !!!....او انه بيسوقوا العبط على الشيطنة !!!


حقا (العقل عبد للرغبات والشهوة... العقل عبد للمعتقد)....الإنسان عدو ما يجهل، والنفس أمارة بالسوء... تأنس لما تهوى، وتعشق ما تعرف... منا من يؤمن بأول فكرة او جماعة تصادفه دون تفكير... يقبل كل ما يعضدها، ويرفض كل ما يخالفها... يدافع عنها بماله وعياله وحياته... يكفّر من يرى غير ما يراه، أو يؤمن بغير ما يؤمن به...مما لاشك فيه انه عندما يدرس الواحد منا التاريخ دراسة متقنة ودقيقة ... سيعرف أن الحكومات التي تسلطت على رقاب المسلمين باسم الخلافة والدولة الدينية كانت تعيش فسادا أخلاقيا وانهيارا دينيا كبيرا ... وأن الزمرة التي تشكل منهم بلاط الحكم تقلدوا اعلى المناصب وإمارة الولايات ومع ذلك لم يتورعوا من الولوج في أي عمل فاسد ومخالف لأصول الدين والأخلاق ... وما كانوا يمتنعون من ذلك حتى طغت عليهم الملاهي بشكل ملحوظ ، من معاقرة الخمور وتعاطيها وسهرات الطرب والغناء بحيث شاع الالتهاء بالطرب والغناء في أكثر البلاد الإسلامية خاصة مكة والمدينة اللتان تعتبران أهم مدن الإسلام ، ومنهما انتقلت إلى سائر المدن الأخرى !!...رغم ان الطغمة الحاكمة وبلاط الخلافة تحكم باسم الدين والشريعة !!..الى جانب انهم اجتهدوا فى صياغة الحديث الشهير الذى يقول .. " الأئمــة من قريش " لدرجة انهم صاغوا هذا الشعار فى الشعر (فقال الشاعر كثير عزة : ألا إن الأئمة من قريش ** ولاة الحق أربعة سواء ) وتناقله العامة من المسلمون وصدقته ففعل فى السياسة ما فعل وساسوا الناس به وأستمروا يحكمون بهذا الحديث وهم فجرة يحكمون الناس باسم الدين وهم ابعد ما يكون عن الدين !!..

مما لاشك فيه أن من سبق من الخلفاء، إنما خرجوا على الدين، وبالتالي فلا علاقة بين ما فعلوه وبين الدين أو الحكم بالدين، فلعلهم يدركون الآن أن من خرج على الدين إنما خرج بفتوى رجال الدين، وأن وطد الأمر إنما كان الحكم بالدين....أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية التى لم تحرم تعذيب الإنسان بصفة عامة... حتى فى أيام الرسول عذبت وقتلت أم قرفة بالطريقة الآتية: فهى فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية... أم قرفة تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم قرفة وبه تكنى...كل أولادها كانوا من الرؤساء... كانت من أعز العرب, وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال: أعز من أم قرفة... كانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارهاعلى رمح فينصب بينهم فيصطلحون...كانت تؤلب القبائل على الرسول فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية، فقتلها قتلا عنيفا منافيا لحقوق الانسان حتى لو كان كافرا , فقد ربط برجليها حبلا, ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا... وكانت عجوزا كبيرة, وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم الجميع بقتلها....ثم أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية التى لم تحرم تعذيب الإنسان بهذه الصورة البشعة بعد وفاة علي بن أبي طالب بطعنات عبد الرحمن بن ملجم، دعا عبد الله بن جعفر بابن ملجم، فقطع يديه ورجليه وسمل عينيه... فجعل يقول : إنك يا ابن جعفر لتكحل عيني بملمول مض أي بمكحال حار محرق!!...ثم أمر بلسانه أن يخرج ليقطع، فجزع من ذلك.... فقال له ابن جعفر : قطعنا يديك ورجليك، وسملنا عينيك، فلم تجزع، فكيف تجزع من قطع لسانك؟!..قال: إني ما جزعت من ذلك خوفاً من الموت، لكني جزعت أن أكون حياً في الدنيا ساعة لا أذكر الله فيها... ثم قطع لسانه، فمات وأحرقت جثته!!...

أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية والظلم الواقع على اهل الذمة من خلال العهدة العمرية التى أجزم أن تسعون بالمائة من المسلمين لم يقرؤوا بنداً واحداً من بنودها والا سيكتشفون أنه عمر ليس بمتسامح ولا من دعاة السلام، ولا يحترم الإنسانية ولا العقائد الاخرى ، بل ويتفنن ويُغال في تحقير الناس وعقائدهم، طالما خالفوا عقيدته ....طوال قرون، دأبت كتب السيرة على ذكر عدل عمر، وزايد الفقهاء والخطباء ووعاظ السلاطين على الفاروق، مستشهدين بتلك الوثيقة المُهينة المُشينة، وكأنها وحي لا يأتيه الباطل، معتمدين على جهل وكسل العرب عامة والعامة خاصة، وأنه لن يتوجه أحد لقراءة بنود تلك العهدة، وسيكتفي بما تناقلته الألسن عنها، فالكلام هنا عن عمر، الفاروق، ولا يجوز بحال مراجعته والتأكد منه، وهو من هو كما يذكره التاريخ !!..هذة العهدة لاينطبق عليها لفظة وثيقة فالوثيقة بين طرفين يتفقان على بنودها !!..ولكنها شروط عمر التي وضعها من طرف واحد، طرفه هو، ليست محل نقاش أو مراجعة من قِبل الطرف الثاني، والطرف الثاني من هو!!، هو صاحب الأرض والتاريخ والحق !!..فشروط – العهدة العمرية - تمنع أهل الذمة – المسيحيين - من الآتي :
أن لا يُحدثوا – أي لا يقوموا ببناء كنيسة جديدة – في مدينتهم، ولا حولها، ولا ديرا ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها – أي ليس من حقهم تجديد كنائسهم ودور عبادتهم – وهي قطعاً قابلة للخراب أو الإيذاء بفعل الآخرين أو الزمن أو الظروف الطبيعية من أمطار ومياه جوفية وعوامل نحت وتعرية، وقطعاً بحاجة للتجديد والصيانة مثلها مثل المسجد... وأن لا يمنعون كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين، ثلاث ليال يطعمونهم – أي أنه يحق لأي نطع لمجرد انه مسلم، التنطُع على الكنيسة والإقامة بها والأكل من قوتها الذي يصبح ويُمسي عليه الرهبان زراعة وحصدا ونحلاً – تربية النحل وجمع العسل - دون عناء من جانب قداسته، فقط لأنه مسلم ، يضمن له الفاروق العادل بوثيقته التاريخية السلمية، فندقاً ذميّاً مجانياً بخدمات الخمس نجوم... وألا يأوون جاسوساً وهي إهانة وتخوين بحق رجالات الدين المسيحي، وهم من قال بحقهم الله أنهم أقرب مودة للمسلمين وأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون...وأن لا يُعلمون أولادهم القرآن – وهو شرط أحمق لدين يرغب بالانتشار – ولكنه يبدو أنه يرغب فقط بنشر الدين بالجزية والسيف...وأن يوقروا المسلمين وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس أي أنه بإمكان أي جلف أو جاهل أو صعلوك، طالما أنه مسلم، أن يحتل مكان رجل كبير السن ولكنه مسيحى ومهذب ومحترم، فقط لأنه مسلم!..و أن لا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة أو عمامة ولا نعلين أي يجب على المسيحي أن يمشي عاري القدمين في بيئة رملية صحراوية جافة وخشنة وقاسية وشديدة الحرارة ....

هل هذا هو ما تعبر عنه رحمة الإسلام وعدل الفاروق!!.. ولا فرق شعر – أي أن لا يفرقوا شعرهم كالمسلمون، وكان العرب من الرجال تعفي شعرها فلا تحلقه وتفرقه من المنتصف حتى ينسدل على جانبي الوجه وربما لامس الأكتاف، خلافاً للنساء ممن كن يعقصن شعرهن للخلف – أي أنه يجب على المسيحي ألا يُجاري المسلم في طريقة تصفيفه لشعره ما الحكمة من ذلك هل سيغضب فيرساتشي في عليائه ؟!!.. ولا يتسمون بأسماء المسلمين ولا يتكنوا بكناهم – وكأنك كنت بحاجة لذكر ذلك يا عمر، حتى لا يُسمّي المسيحيون أبناءهم محمد جرجس أو عمر مرقص!!..وأن لا يركبوا سرجاً – أي يترجلوا – يستخدمون أرجلهم - في ترحالهم وسفرهم كالعبيد وليس من حقهم استخدام الدواب في تنقلهم – ولا يتقلدوا سيفاً أو شيئاً من سلاح – أي أنه ليس من حقهم حمل سلاح للدفاع عن أنفسهم في حال مواجهة خطر بشري أو حيواني وارد في بيئة صحراوية كتلك...و أن لا ينقشوا خواتيمهم بالعربية – على اعتبار أن العربية مقدسة ويختص بها المسلمون المقدسون ولا يجوز للمشركين من أمثال المسيحيين استخدامها - وربما عليهم استخدام لغة واق الواق أو جزر القمر أو الآرامية عقاباً لهم، والتخلي عن العربية، لغتهم الأم ولغة شعبهم وتاريخهم وموطنهم وأرضهم !! اين العدل هنا أليس ذلك من سمات كل محتل يريد طمس هوية من يحتله باخراجه من لغته عن طريق فرض لغة المحتل عليه قسرا !!...وأن يجزوا مقادم رؤوسهم – أي أن يتخلصوا من شعر مقدمة الرأس - وهو إجراء عنصري ومتوحش، لا أذكر أن الإمبراطوريات الرومانية و الفارسية الوثنية، صنعته حتى مع عبيدها وليس رعاياها – وأن يشدوا الزنانير – الأحزمة – على منتصف ثيابهم – حتى يتميز مظهرهم عن مظهر المسلمين، وحتى لا يكون بإمكانهم إخفاء أو تهريب – طبقا لقناعة الفاروق العادل – ما يمكن إخفاءه أو تهريبه تحت ملابسهم، وكأنهم كلهم مشتبهون أو محل شبهة لجريمة لم تحدث بعد!!..ألا يُظهروا صليباً أو أي من كتبهم في طريق المسلمين ..وألا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً رغم أن نفس الناقوس كان وسيلة من وسائل جمع الناس للصلاة فى بدء تشريع الصلاة قبل أن يأتيه بلال بالآذان...أين لكم دينكم وليا دين !! ....و ألا يرفعوا أصواتهم في كنائسهم بالقراءة – أي أن يحولوا عقيدتهم إلى عقيدة سرية أو بلغة الإشارات – وألا يرفعوا مع أمواتهم أصواتهم – أي أنه ليس من حقهم التعبير عن حزنهم بالبكاء والنشيج، في حضرة الموت بكل جلاله وقسوته!!..اين العدل هنا !!فإن خالفوا شيئا مما شورطوا عليه، فلا ذمة لهم، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاء – أي أنهم عبيد - بالمعني الحرفي للشروط - وليسوا رعايا – وكل السلام والتفاهم والتسامح عن العهدة العمرية، محض هراء وكذب وادعاء، والأولى بتلك العهدة أو الوثيقة أو الشريطة أن تمحى من التاريخ الاسلامى لانها تظهر مدى ظلمنا لغيرنا وعدم احترامنا لحقوق غيرنا حتى لو اختلفوا معنا فى معتقداتهم وآرائهم او اديانهم !!...

ثم أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية التى تقتل الناس بالظنة حيث حدث عقب مقتل عمر ابن الخطاب، حين انطلق ابنه عبيد الله ابن عمر، و قتل ثلاثة ظن فيهم التآمر على مقتل والده، لم يثبت ذلك في حق أحد منهم...كان أحدهم الهرمزان، الذي أسلم وصح إسلامه!!... وأليكم القصة بالتفصيل الممل :
إنّ الذي تولى قتل عمر بن الخطاب فارسيٌّ مجوسيّ كان عبداً للمغيرة بن شعبة وأسمه فيروز وكنيته أبو لؤلؤة ..... وأنّ جذورمقتل عمر أعمق مما ظن المسلمون ،وطاقتها أكبر من طاقة أبي لؤلؤة والهرمزان وأعوانهم بالمدينة؟!!..فالجميع يعلم أن أبو لؤلؤة المجوسي هو الذى قتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.... لكننا لانعرف الملابسات والوقائع قبل وبعد حادثة القتل !!!...والسبب الظاهر للحادثة جاء في طبقات ابن سعد رواية عن الزهري قال : كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة ، حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلاماً عنده صنعاً ( يتقن عدة مهن ) ويستأذنه أن يدخل المدينة ويقول : إن عنده أعمالاً كثيرة ، إنه حداد نقاشٌ نجار فأذن له ، فضرب عليه المغيرة كل شهر مئة درهم ، فشكى الغلام ( ابو لؤلؤة ) إلى عمر شدة الخراج ( ما يدفعه الى المغيرة ) فقال له : ما خراجك بكثير في جنب ما تعمل فانصرف ساخطاً ، فلبث عمر ليالي فمر به العبد ، فقال عمر : ألم أحدث أنك تقول لو أشاء لصنعت رحىً تطحن بالريح فالتفت اليه عابساً وقال : لأصنعن لك رحىً يتحدث الناس بها ، فأقبل عمر على من معه فقال : توعدني العبد ، فلبث ليالي ثم اشتمل على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه ، فكمن في زاوية المسجد في الغلس حتى اذا خرج ( عمر ) يوقظ الناس للصلاة فلما دنا منه وثب اليه فطعنه ثلاث طعنات !!!....وأخرج البخاري عن عمرو بن ميمون قال : " إني لقائمٌ ما بيني وبينه إلا عبدالله بن عباس غداة أصيب ، وكان اذا مر بين الصفّين قال : استووا حتى اذا لم يرَ فيهم خللاً تقدّم فكبّر ، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس ، فما هو إلا أن كبّر فسمعته يقول : قتلني ــ أو أكلني ــ الكلب حين طعنه ، فطار العلج بسكينٍ ذات طرفين لا يمر على أحد يميناً ولا شمالاً إلا طعنه ، فلما رأى رجل من المسلمين طرح عليه برنساً ، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه " .... إنّ رواية البخاري تذكر تفصيل ما حدث وأن الحادثة وقعت بعد أن بدأ عمر بالصلاة .....


عمر ابن الخطاب كان لا يأذن للسبي من الأسرى من الرجال بدخول المدينة . واستأذنه المغيرة بن شعبة حتى سمح عمر بأن يأتي للمدينة ابو لؤلؤة فيروز المجوسي ، وكان من سبي نهاوند ، ويقول عنه ابن سعد ( كان خبيثا ، اذا نظر الى السبي الصغار يأتي فيمسح رؤوسهم ويقول : إن العرب أكلت كبدي ..) وفي النهاية قتل عمر انتقاما ".... الحادثة جعلت الجميع يركز مع عمر المقتول ولم يركزوا أن القصة فيها أطفال من إيران والعراق ومصر تم التفريق مابينهم ومابين أهاليهم وتم إستعبادهم (سبي) بدون أى ذنب فعلوه ؟... هناك من يقول : إنّ رفض عمر تخفيض خراج أبي لؤلؤة ليس سبباً كافياً لإثارة حقد هذا الغلام حتى يقتل الخليفة ، وإنما وراء هذه الحادثة حقداً سياسياً من قبل الفرس !!... ففي خلافة عمر كانت الفتوحات الكبرى في بلاد فارس ، كانت القادسية وكانت نهاوند وقضي على الإمبراطورية الفارسية قضاءً نهائياً ....وهناك من يقول : هل من الطبيعي أن يقول هذا المجوسي لعمر : لأصنعنّ لك رحىً تتحدث بها العرب ولماذا نحر نفسه على طريقة الذين قتلوا قاتل الرئيس الأمريكي ( كندي ) لإخفاء من الذين خططوا لهذا الاغتيال؟... من الغريب أن تذكر هذه الحادثة الكبيرة دون تحقيق أو تعليق من المؤرخين وغيرهم الذين ذكروها في كتبهم وكأنها حادثة عادية من عبد ادعّى أنه ظُلم من سيده ..... هل هذا كله من قِبَل تحسين الظن وحتى لا يتهم أناس ابرياء ؟؟! ....مع أن رواية عبد الرحمن بن أبي بكر تؤيد أنها مؤامرة وهناك من يرى ذلك من المؤرخين ودللواعلى ذلك بما جاء فى ( الاكتفا ) و( الطبري ) أنّ كعب الأحبار قال لعمر رضي الله عنه : إعهد فإنك ميت في ثلاث ، قال : وما يدريك ؟ قال : أجده في التوراة ... !!! إنه من الصعب جداً قبول دعوى كعب الأحبار أن هذا الخبر موجود في التوراة ...... وفي رواية ابن سعد أن كعب الأحبار قال لعمر : ألم أقل لك إنك لا تموت إلا شهيداً " .... لذلك يشكك الشيخ علي الطنطاوي في كعب الأحبار ويعتبره متهماً فرعياً في هذه القضية ، ويشكك الشيخ رشيد رضا أيضاً بكعب الأحبار ورواياته وتوثيق البعض له ..... ويرى الشيخ الطنطاوي أنها "جريمة سياسية لو جرى فيها تحقيق قضائي لظهر أن في هذه الجريمة شركاء هم : الهرمزان وجُفينة !!.... والدليل أن عبد الرحمن بن أبي بكر ـ وهو نزيه ليس له غرض ـ شاهد الهرمزان وجفينة يتناجيان هما وأبو لؤلؤة فلما رأوه سقط من بينهم خنجر له رأسان ( ظهر أنه هو نفسه الذي قُتِل به عمر ) وكان الثلاثة يضمرون العداء للإسلام والعربية .... أما الهرمزان فقد خسر ملكه وأضاع بلاده وعاش في المدينة فكان من الطبيعي أن يحنق على الإسلام أشد الحنق ، وأما أبو لؤلؤة فكان خبيثاً يحمل في صدره أشد الضغن على العربية والإسلام ، وكان اذا رأى السبي الصغار مسح رؤوسهم وبكى وقال : أكل عمر كبدي ، كان ذلك قبل رفع شكواه إلى عمر ، وكان جفينه نصرانياً يجتمع بهما ويشاركهما آراءهما " ....ويقترح الشيخ الطنطاوي أن يأخذ هذه القضية رجال القضاء ويدرسوها ويقيموا من أنفسهم محكمة تعطي حكمها على هؤلاء المتهمين ... ألم أقل لكم أن الحادثة جعلت الجميع يركز مع عمر المقتول ولم يركزوا أن القصة فيها أطفال من إيران والعراق ومصر تم التفريق مابينهم ومابين أهاليهم وتم إستعبادهم (سبي) بدون أى ذنب فعلوه ؟....

على صعيد أخر أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية التى تقتل الناس بالظنة حيث حدث عقب مقتل عمر ابن الخطاب، حين انطلق ابنه عبيد الله ابن عمر، و قتل ثلاثة ظن فيهم التآمر على مقتل والده، لم يثبت ذلك في حق أحد منهم...كان أحدهم الهرمزان، وبعد أن نصبوا الخليفة عثمان بن عفان كخليفة لعمر بن الخطاب ، كان أول ما عرض عليه قبل أن يستتم اليوم الاول من خلافته، هو عبيد الله بن عمر بن الخطاب الذي قتل الهرمزان وجفينة وبنت أبي لؤلؤة المجوسي.... حيث قال عبد الرحمن بن أبي بكر إنه رأي أبا لؤلؤة، والهرمزان وقد أسلم، وجفينة وكان نصرانياً، قد خلصوا علي عمر وفي إيديهم الخنجر الذي قُتل به يقلبونه، فلما أقبل عليهم قاموا وسقط الخنجر من إيديهم... ولما مات عمر أقبل أبنه عبيد الله شاهراً سيفه حتي أتي الهرمزان فقتله، ثم اتي جفينة فقتله ثم أتي منزل أبي لؤلؤة فقتل أبنته... في مصنف عبد الرزاق من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب- أن عبد الرحمن بن أبي بكر قال حين قتل عمر: انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم بحي فبغتهم فثاروا وسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فقال عبد الرحمن: فانظر بما قتل به عمر، فنظروا فوجدوه خنجرا على النعت الذي نعت عبد الرحمن. قال: فخرج عبيد الله بن عمر مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان فقال: اصحبني تنظر إلى فرس، وكان الهرمزان بصيرا بالخيل، فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد الله بالسيف، فلما وجد حر السيف قال: لا إله إلا الله فقتله. ثم أتى جفينة، وكان نصرانيا، فدعاه فلما أشرف له علاه بالسيف فصلب بين عينيه، ثم أتى ابنة أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعي بالإسلام فقتلها، فأظلمت المدينة على أهلها....ثم أقبل بالسيف صلتا في يده وهو يقول: والله لا أترك في المدينة شيئا إلا قتلته وغيرهم، كأنه يعرض بناس من المهاجرين، فجعلوا يقولون له: ألق السيف ويأبى ويهابونه أن يقربوا منه، حتى أتاه عمرو بن العاص فقال: أعطني السيف يا ابن أخي، فأعطاه إياه!! .... وفى رواية اخرى : بلغ الأمر صهيباً وكان علي صلاة الناس فأرسل إليه من المسلمين من يكفه وقد أنتهي إليه سعد بن أبي وقاص فساوره ومازال به حتي أخذ منه السيف ثم حُبس حتي يقضي الخليفة في أمره....

فلم تكد بيعة عثمان تتم حتي شاور الناس الذين أحضروه في أمر عبيد الله هذا الذي ثأر لنفسه بنفسه من غير بينة ومن غير تخويل السلطان فقتل مسلماً وذميين، فأما أهل البصيرة والثقة والفقه فأشاروا علي عثمان بالقود لأنه تعدي حدود الله، وقال بعض المسلمين بالأمس قُتل عمر واليوم إبنه وزعموا إن عمرو بن العاص قال لعثمان: قد أعفاك الله من هذه القضية فقد حدث ما حدث وليس لك علي المسلمين سلطان !!....وفي النهاية قال عثمان: أنا ولي هرمزان وولي من قتل عبيد الله وقد عفوت وأدفع دية من قُتل من مالي إلي بيت مال المسلمين.....فعثمان خاف من ان يحكم علي عبيد الله في أول يوم خلافة له حتي لا يغير من نفوس أل خطاب خاصة وبني عدي عامة أو يغير من قلوب قريش كلها... وبغض النظر عن وساطة عمرو بن العاص، وخوف عثمان من قريش وأل خطاب، وبغض النظر عن التحايل عن حدود الله، والخوف من الناس والقبيلة أكتر من الله ... وبغض النظر عن مبدأ الشوري الذى لم يأخذ به عثمان لأنه خليفة.... وبغض النظر إن عبيد الله قتل امرأة علي عكس أخلاق العرب حتي في الجاهلية، وبغض النظر عن مظلمة ابي لؤلؤة في الأساس حتي لو لم يكن مسلما، وبغض النظر إن علي تضايق من حكم عثمان، وبغض النظر عن كل هذا....الناس لاترى غير إن عمر بن الخطاب قتل غدرأ !!!!!!!!!!!!!!!!... هؤلاء البشر يذكروننى بصورة لجنود الخلافة العثمانية وهم يتباهون بالتصوير إلى جانب رؤوس أشخاص مذبوحين من الأرمن ....هذه الدولة العثمانية الإرهابية ارتكبت مجازر دموية رهيبة وتعد اكبر مجازر في تاريخ البشرية ويأتي بعدها الهولوكست .... الغريب هذه الدولة الإرهابية يأمل البعض أن تعود مرة أخرى تحت مسمى "دولة الخلافة" ....هذه الدولة التي حكمت الدول العربية وساهمت بنشر التخلف والجهل فيها وربما مازلنا نعاني من أثره إلى الأن ....يذكر أن تركيا إلى الآن ترفض الاعتراف بجرائمها البشعة في حق الأرمن برغم من وجود أدلة على ذلك ,ويعد هذا احد الأسباب التي تمنع دخولها إلى الاتحاد الأوروبي... عزيزي القاريء لك أن تستنج عشرات المستفادات والعبر مما حدث وتربطه بما يحدث في عام 2013....
حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنفية المياه وفتنة الجهيمان
- الاخوان المجرمون وتنظيمهم السرى قتلوا مرشدهم الارهابى حسن ال ...
- الاحزاب الدينية حجرعثرة فى طريق دولتنا السيكولارية
- الحلم النووى المصرى بين الواقع والمأمول
- يا باسم يوسف انت والاخوان خذوا المناصب والمكاسب واتركوا لنا ...
- الخرافة فى التاريخ الاسلامى
- حماس هى الحل السحرى لمشكلات إسرائيل
- سنوات الكور الضائعة
- إعلاء قيمة الحياة لا يكون بمصالحة الاخوان أعداء الحياة
- الحب يحتاج الى الحب
- المؤامرة الكبرى
- الإخوان صدقوا ما عاهدوا اليهود عليه
- لقد فوضناك من أجل لا للاخوان ولا للمصالحة معهم
- الدين جاء لكى نعبد الله وليس البشر
- الثورات العربية فجرت الحلم الكوردى من جديد
- عنان مرشح أمريكا للرئاسة و النسخة العسكرية للبرادعي ولعبة ام ...
- فى امارة همجستان الاخوانية عودة تشافيز الى الحكم هى الحلم
- هو وهى والزمان
- تحليل جيوبوليتيكي استراتيجي للأزمة السورية
- ارحلى ..


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - مولد سيدي العبيط