القرآن بين الفهم والبصم

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 13:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يعتبر المسلمون أن القرآن كلام الله ويعيرونه اهتماما بالغا. ويتمثل هذا في:

- طبعه في صورة انيقة وتوزيعه مجاناً، ويصرفون الملايين من الدولارات على ذلك.
- المظاهرات الصاخبة عندما يقوم احد بحرق القرآن
- اعتبار من يحرفه من المسلمين مرتدا عن الإسلام يستحق القتل، ومن يحرفه من غير المسلمين مقترفا جريمة يعاقب عليها بالسجن (أنظر http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=384424).
- انشاء مراكز وجمعيات لتحفيظ القرآن خاصة للأحداث مع رصد جوائز مغرية لمن يقوم بذلك وتخفيض سنين الحبس للمجرمين الذين يحفظون جزء منه.

ولكن في نفس الوقت، ترى أن المسلمين لا يعيرون أي اهتمام لفهم القرآن أو دراسته دراسة علمية. فهم يهتمون بالشكل وليس في المضمون، بالبصم وليس بالفهم:
- فليس هناك مركز واحد لتفيهم القرآن مقابل آلاف المراكز التي تهام بتحفيظ القرآن
- وطبعات القرآن التي تصرف عليها السعودية وغيرها من الدول الإسلامية ملايين الدولارات لا تتضمن إلا سردا للنص القرآني دون أية معلومات تساعد على فهمه بصورة علمية متعمقة، كما فعلت أنا مع طبعتي للقرآن والتي هي أفضل مليون مرة من طبعة السعودية. فهذه الطبعة تقدم للقارئ نص القرآن بالتسلسل التاريخي مع معلومات بخصوص الآيات المكية والمدنية والناسخ والمنسوخ والأخطاء اللغوية وأخطاء النساخ وأسباب النزول واختلاف القراءات السنية والشيعية ومصادر القرآن (يمكن تحميلها من هذا الرابط مجانا http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 ).

طبعتي للقرآن هذه والتي هي أفضل مليون مرة من طبعات القرآن في الدول العربية والاسلامية اقوم بها بمجهود فردي، دون أي دعم مالي من أية جهة كانت، واقدمها مجانا للقراء. وإن كان هناك مسلمون يقدرون هذا العمل، فإن هناك من يتساءل: "ما هي الفائدة من معرفة ما يحتوي عليه هذا الكتاب"، كما جاء في احد التعليقات. وقد رددت عليه: "وأنا بدوري أسأل ما فائدة بصم القرآن بدلا من فهمه؟". ولكن منتقدي لم يجب على سؤالي.

إلا أن سؤال منتقدي جعلني أفكر في مضمونه: "ما هي الفائدة من معرفة ما يحتوي عليه هذا الكتاب" – يعني طبعتي العربية للقرآن. وهل الغيورون على الإسلام يريدون فعلا أن يفهم القراء مضمون هذا القرآن؟ فكروا قليلا في هذا السؤال متذكرين بأن المسلمين يوزعون مجاناً ملايين من نسخ القرآن باللغة العربية وبترجمات أخرى حتى وسط العواصم الغربية على المارة، دون معرفة مصير هذه النسخ ولا أين تنتهي... واذكر هنا أني ركبت في تكسي في مدينة سويسرة وكان السائق تونسي الأصل وقد علق تحت المرآة نسخة مصغرة من القرآن مع سلسلة لا يمكن قراءته إلا بمجهر قوي. وقد قام بتعليق القرآن كمن يعلق تعويذة.

اطرح هذا السؤال على قرائي، لعل بينهم عالم نفس يستطيع الرد على هذا السؤال. السؤال من شقين:
الشق الأول: ما هو القصد من وراء تحفيظ القرآن لأناس لا يفهمونه؟ وما القصد من طبع القرآن في طبعات مزرية لا تتضمن أية معلومات تساعد على فهمه؟ وما القصد من توزيع القرآن على أميين؟ وما القصد من وراء توزيع ملايين النسخ من القرآن لأناس غير مسلمين دون مساعدتهم على فهمه؟
والشق الثاني: ما هو قصدي من وراء طبعتي العربية للقرآن التي تتضمن معلومات تساعد على فهمه؟ ولماذا لا تقوم الدول العربية والإسلامية بتبني ودعم مثل هذه الطبعة؟ فهل هي تخاف من فهم القرآن؟ ولماذا يخاف بعض المسلمين من طبعتي العربية للقرآن؟

كل ما يمكنني قوله هو ان العلم والمعرفة نور. ولكن هناك من يريدون ان يتصيدوا في الظلام والجهل. فليس هناك أخطر من العلم والمعرفة على تجار الدين، مهما كان الدين الذي يتاجرون فيه. والدين الذي لا يصمد أمام العلم والمعرفة لا حاجة له.

ولكن يمكن للقارئ أن يتساءل: لماذا تتهرب يا سامي من الإجابة؟ اعترف لنا لماذا انت قمت بهذه الطبعة؟ ما هو قصدك من ورائها؟

جوابي بسيط: لطبعتي هدفان:
- هدف اكاديمي: المشاركة في تطوير العلوم القرآنية على قدر استطاعتي وبوسائلي المتواضعة جدا
- وهدف اجتماعي: المشاركة في تكوين مجمتع يبني تصرفاته على الفهم وليس على البصم، على المعرفة وليس على الجهل.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي
http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي:
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
[email protected]

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات