|
مأساة عراقية - الموت بالجملة
جميل جمعة
الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 22:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مأساة عراقية – الموت بالجملة كوارث بشرية عائلية واجتماعية حادث مرور مروع ومؤسف على طريق اربيل - كركوك – بغداد يوم السبت الموافق 2/11/2013 يودي بأرواح أربعة أشخاص من عائلة واحدة ولكل فرد منهم عائلته، تركوا ورائهم اطفال يتامى وارامل والخامس الذي كان برفقتهم لازال راقدا في المستشفى وتحت العناية المركزة اثر اصابته بالحادث وضحايا الحادث هم كل من : (المرحوم حربي عبودي نوارة 72 سنة وابنه المأسوف على شبابه 38 سنة المرحوم عمار حربي نوارة وهو والد لتوأم قد اكملو ربيعهم الثالث، والضحية الثالثة المرحومة نادية الجزراوي في العقد الخامس من عمرها زوجة نبيل عبودي نوارة الذي يرقد في المستشفى للعلاج لاصابته الخطرة اثر الحادث، اما الضحية الرابعة فهو المرحوم ساهر متمرة وهو في الخمسينات من عمره صهر المرحوم حنا عبودي نوارة، والمفقودين هم من المهاجرين من بغداد الى اربيل بسبب الوضع الامني، الرحمة لهم والصبر لاهلهم وللمصاب الشفاء العاجل). اما اسباب الحادث فيقول المثل تعددت الاسباب والموت واحد ولكن ما حدث وادى الى هذه المأساة وعلى الطريق الذي يدعوه العراقيين بشارع الموت لرداءته وكثرة الحوادث والضحايا الذين وقعوا فيه، كما في معظم مناطق العراق من شماله الى جنوبه واصبح ساحة لموت العراقيين، العراق البلد المدمر وشعبه الجريح يذهب ضحيته الكثيرون يوميا دون ذنب ارتكبوه فقط انهم عراقيون ومن هذه الاسباب الامن المفقود، وابسط الخدمات الحياتيه غير متوفرة في معظم مناطق العراق وكذلك اقليم كردستان، الهجرة والتهجير والقتل العشوائي اليومي وموت المواطنين بالجملة كل يوم تقريبا كبارا وصغارا نساءا واطفال نتيجة التفجيرات والسيارت المفخخة والسلاح الكاتم الصوت والهجوم على المنازل الامنة وقتل من فيها دون رادع وكذلك السطو على المحلات في وضح النهار وقتل اصحابها وسرقتهم ناهيك عن الموت بسبب الفقر والجوع والمرض كل هذا يحدث في بلد اسمه العراق الغني بلد الحضارة والثقافة والتعايش الاخوي بين جميع مكوناته ومذاهبه تحت مظلة الوطن الواحد ومنذ الاف السنيين، ويا اسفاه هكذا يموت العراقيين والسبب الاول والمباشر ومنذ سقوط نظام صدام المقبور حين سلمت امريكا الحكم وعلى طبق من ذهب الى اطراف المعارضة والمتعارضة فيما بينها في الوقت الذي كان يخيم عليها النوازع الطائفية والمذهبية والقومية والاثنية مما جعل العراق منذ ذلك الحين في خبر كان والشعب العراقي يعيش في دوامة الازمات وعلى كافة الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية الى جانب غياب الامن والاستقرار واوضاع مضطربة وانتشار البطالة والامية ادى الى انتشار الجوع والخوف والرعب والموت اليومي كل ذلك نتيجة الخلافات العميقة والتناحر بين الكتل المتسلطة ومنبعها طبيعة نظام المحاصصة الطائفية والاثنية وسبب الاختلاف هو التناحر على كرسي السلطة وتوزيع الحصص فيما بيهنم من ثروات العراق وللاسف ثمن كل ذلك يدفعه المواطن العراقي. بعد كل ما ذكر فاسئلة كثيرة وملحة تطرح من قبل المواطنيين والمتابعين لما يجري في العراق وما يعانيه هذا الشعب المظلوم والجريح والمنكوب ووطنه المدمر... فيا ايها المتسلطون على رقاب هذ الشعب نتيجة المنحة التي منحها اياكم اسيادكم الامريكان... الى اين ماضين والى اين ذاهبون بهذا الشعب الذي لا حول ولا قوة له سوى هدفه الحصول على لقمة العيش له ولعائلته وطلب الرحمة على ضحاياه وامواته من الاقارب والاصدقاء ...الى اين وبهذه الطريقة البشعه نحو الهلاك وتدمير ما تبق من هذا الوطن الذي دمره النظام البائد وعلى طريقة الموت البطيء... يا أيها المسؤولين المتربصين على كرسي السلطة كنتم تقولون بان نظام صدام والبعث الفاشست كان يقتل ابناءنا ملاحقا او معتقلا او تصفية معارضيه، لماذا والان ايها السادة وبعد ان تعاونتم مع سيدكم الاجنبي ووقعتم في احضانه بعد سقوط النظام حينها فرح ورحب بكم الشعب لخلاصه من الدكتاتور المقبور، لا ترحيبا بكم ولا بالاحتلال وانتم جالسين على كراسي الحكم ومنذ ما يزيد على اكثر من عشر سنوات باسم الدين والطائفة والقومية وانتم في الحقيقة بعيدين عنها كبعد الارض عن السماء، ماذا قدمتم لوطنكم وشعبكم غير التدمير والقتل والموت. وللذكر لا للحصر اطرح عليكم بعضا من الاسئلة مبتدءا برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب الذين جاء بهم الناخبون بطريقة اوباخرى منها الضغط عليهم باسم الدين والمرجعية او شراء الضمائر والتهديد او بالتزوير والاعتماد على سن قوانيين تحفظ مصالحكم ليس الا ومنها قانون الانتخابات، واسئلكم بمعتقدكم الذي تدعون به وانتم منه براء. وابدأ بتوجيه سؤالي الدستوري والقانوني وبشكل خاص الى رئاسة الجمهورية من هو رئيس العراق الان واين هو رئيس جمهوريتنا وما هو مصيره بعد غياب دام اكثر من عشرة اشهر ولا تريدون ذكره بتصريح او خبر عنه وهل هو على قيد الحياة؟. والسؤال الاخر موجه الى وزارة الهجرة والمهجرين ماذا قدمتم لالاف المواطنين في الداخل الذين فقدوا ديارهم ومنازلهم واملاكهم وكذلك هناك في الخارج حيث الالاف بل مئات الالاف من الكفاءات اصحاب المهن والخبرات وايدي عاملة بأمكانها ان تسهم في البناء والاعمار ؟. اين وزارات الامن والدفاع والداخلية وقائدها الاوحد من توفير الامن والامان والاستقرار في وطننا؟. اين الكهرباء والماء الصالح للشرب واين المواصلات والطرق الامنة؟. اين الصحة والرعاية الصحية ومساعدة الفقراء والعاطلين عن العمل وتوفير فرص العمل دون تزكية كتلة او مسؤول او تابع، واين رعاية العجزة والاطفال ومساعدة الارامل الذين فقدوا معيليهم نتيجة فقدان الامن؟. اين المدارس ودور التعليم حيث كان العراق يفتخر بمدارسه النموذجية والمعاهد والكليات في الوقت الذي لا زال الاف الطلبة في مدارس طينية وتحت سقوف السعف تفتقر الى لوحات التعليم ومقاعد الدراسة وابسط الظروف الصحية والتعليمية اضافة الى انه يصعب عليهم قطع الطرق الوعرة من والى مدارسهم حفاة بسبب الطرق الغارقة بالماء والطين والقاذورات ولعدم توفير وسائل صالحة لنقلهم؟. اين انتم من قرارات الامم المتحدة بخصوص التربية والتعليم ورعاية الاطفال والتغذية المدرسية وضرورتها في انشاء وتربية جيل المستقبل؟. للاسف الشدسيد وبعد اعتذاري من شعبي وحزني على وطني ومواساتي لضحايا شعبي بات شعوري وايماني وقناعتي واقولها وبكل صراحة انتم فارغون فكريا وفاشلون سياسيا ولا يوجد من بينكم من يمتلك تصورا مقبولا او رغبة لحل اي مشكلة صغيرة أو كبيرة لصالح خدمة الشعب وحماية الوطن ومن اجل ضمان الحقوق وتوفير الامن والعيش الكريم لا لشيء بل لان مزاجكم الشخصي في المقام الاول وهو تعبيرا عن انانيتكم وانتمائكم الحزبي او الطائفي المقيت الخالي من اي اعتبار وطني وموضوعي وجميعكم يعلم بانكم معزولون عن الشعب ولا تحضون بأي تقدير او اعتبار من قبل المواطن العراقي وحتى من قبل الاطفال انزلوا الى الشارع واسمع حديث الناس لتعرف من انت ايها المسؤول لانهم جميعا ادركوا الحقيقة ووعوا لمشاكلهم وعرفوا حقوقهم ومنذ الفترة الاولى لتوليكم مقاعد السلطة والتي لا تستحقونها، لقد اثبتم فشلكم في ادارة البلد وخدمة المواطن وبانكم لستم اكثر من مادة استخدامية او سلعة استهلاكية رخيصة تتداول في سوق العتق للمراهنات الشخصية والرخيصة اوانتم تعلمون هذا وتعتبرون ان الاحتيال على الناس ذكاء كذكاء الثعلب واعطاء الوعود شطارة وسرقة ثروات الدولة واموال المواطنيين والمستحقين لها واغتصاب ممتلكانهم بانها هي مستحقاتكم لانكم المنتصرون واعلموا ان حساب الشعب عسير لا يرحمكم لانكم جميعا صغيركم وكبيركم دجالين ومنافقين. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
#جميل_جمعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرقة طيور دجلة تجربة فريدة في احياء الفن التراثي العراقي في
...
-
الإرهاب وأسراره وما يدور من حوله / ج5 والأخير
-
الإرهاب وأسراره وما يدور من حوله / الجزء الرابع
-
الارهاب واسراره وما يدور من حوله
-
الارهاب واسراره وما يدور حوله / الجزء الثاني
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|