العلب والقناني الفارغة لها روح وجسد

ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب وصحفي مستقل
(Evan Ali Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 19:34
المحور: سيرة ذاتية
    

هناك من يشتري قنينة عطر ويستعمل رذاذها وحبيباتها لتفوح رائحة العطر من جسده وبعد ان تفرغ القنينة يقوم برميها وهناك من يشتري علبة شيكولاتة فاخرة ويفترس كل الشيكولاتة التي فيها لتسكن في معدته وعندما تفرغ العلبة يقوم برميها وهناك من يشتري اي شيء رجلا كان او امرأة هنا الحاجة هي المطلوب الاساسي لارضاء الرغبة ولكن اي شيء يصنع كبيرا كان او صغيرا فهو يوضع في علبة ولكن تلك العلبة لا تحظى بالأهمية لحاجة من يشتريها ولا ترضي رغبته هنا لو قلبنا المعادلة ونطرح السؤال التالي .....
كيف تصنع تلك العلبة ومن اي مادة صنعت وكم من الوقت ضاع لكي تصنع تلك العلبة ؟
هنا يطرح علم الادارة نظرية التخطيط التي بكل سهولة لا يمكن تنفيذها وتنظيمها لمن يشتري شيء يسكن في قفص علبة مصنوعة من ورق المقوى او معدن ما او مادة بلاستيكية او الزجاج الذي صنع منه قنينة عطر !
فالمستهلك للمادة يرضي رغبته بما تتكون تلك المادة من مواد ولكن يستغني عن المادة الاصلية التي لفتت الانتباه لكي يشتريها التي هي هنا العلبة التي فيها المادة ؟
فعلبة الشيكولاتة الفارغة وقنينة العطر الفارغة او اي علبة اخرى لها روح ولغة ولكن يجب ان تتوفر فيها مقومات التميز؟

1- التصميم الهندسي لشكل العلبة .
2- الالوان المزركشة على شكل العلبة .
3- نوعية ورق المقوى او الزجاج او البلاستيك او المعدن المصنوع منها العلبة .
4- الاستخدام الدقيق لاستعمال العلبة فهي اما لوضع مقتنيات لها خصوصية للفرد او التعامل معها كأنها تحفة فنية .

فلو توفرت هذه المقومات في العلبة اذن فنتيجة المعادلة ان المادة والوقت اللازم لصناعتها لم يضيع هباءا بل ادت الى صنع تحفة فنية فالمشكلة ان العامة من الناس لا يعلمون هذه المعادلة بسبب انشغال عقولهم بالمادة التي يشترونها لارضاء رغبتهم ولا يهتمون للحافظة التي فيها تلك المادة ؟
مثال على ذلك .....
زجاجة اي عطر مصنوعة بتصميم هندسي فائق الدقة ولكن مصيرها تكون في سلة المهملات وهذه تعتبر جريمة بحق الفن والابداع الانساني ؟
مثال اخر .....
علبة اي شكولاتة فاخرة مصنوعة اما من معدن ما او ورق مقوى ولكن بتصميم هندسي مذهل بحيث يمكن العقل من التواصل معها كأنها قصيدة عاشقة صنعت خصيصا لأنثى فاتنة الجمال ولكن مصيرها في سلة المهملات وهذه تعتبر بمثابة اعلان حرب على العقل والمادة التي صنعت منها والوقت الذي ضاع في صناعتها .
فثروات الارض جميلة ويستغلها الانسان المبدع في صناعة اشياء جميلة ولكن المستهلك لا يعرف قيمة هذه الثروة الجميلة التي تذهب الى سلة المهملات .
فلكل علبة من اي مادة كانت مصنوعة روح وجسد تبحث عن مكان في احدى زوايا البيت لتنظيم فن الديكور فيه اما باستعمالها لوضع اشياء مميزة فيها او التعامل معها كتحفة فنية .


ملاحظة _ احد مقتني العلب والقناني الفارغة ايا كانت المادة المصنوعة منها ولكن بشرط توفر فيها المقومات المميزة المذكورة اعلاه

#ايفان_علي_عثمان (هاشتاغ)       Evan_Ali_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات