استراحة قائد كشفي

حسام الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 18:13
المحور: المجتمع المدني
    

استراحة قائد كشفي...
يستغني الكثيرين من بنو البشر عن بعض حواسهم مكتفين بالظاهر منها مستهينين بخطورة الباطن فكانوا ومازالوا يستثمرون المهم ويهملون الاهم, لعل السماع والنظر والشم والذوق واللمس كلها افعال استكشافية تستخدم كمستثمرات حقيقية للحواس تبوب ضمن فصيلة (المهم).
لكن يبقى السؤال الاهم والاصعب هل الانسان الناشد للتميز والساعي لاكتساب الرونق النسبي يكتفي بالاستفادة من ما هو مهم متناسياً الاهم؟, الجواب وبطبيعة الحال وفرض المحال هو لا والف لا.
سطرت لنا الكتب السماوية الكثير من العظماء الذين أحدثوا التغيير الايجابي في ظروف بيئية زمانية ومكانية غير مؤاتيه مستفيدين من استثمارهم للحواس الغير منكشفة للإنسان كالتوقع والبصيرة و غيرها من المعاجز الانسانية التي ما باتت الا وصنفت ضمن طائلة الحظ والصدفة والسحر والجنون والشذوذ.
(يوسف الصديق) أمتلك من تلك الحواس ما اسعفه لحل الكثير من معضلات زمانه فاستطاع أحداث التغيير في اخطر مكان بالعالم في (السجن) ثم انطلق منه حتى وصل الى اعلى العروش وازينها فاصبح عزيزاً بعد ان كان ابقاً في قعر الزنازين, امتلك يوسف الكثير من الحواس التي ميزته على الاخرين فقدرته على تفسير الاحلام ما هي الا ميزة نسبية لا يمتلكها الا البعض.
(لقمان الحكيم) ذكر في القران الكريم بسورة وليس بأية وهذا دليل على التغيير الايجابي الذي احدثه جراء استثماره لسجية الحكمة ففضله الله على كثيراً من الشخصيات وجعل مقامه عالياً حين وضع سورة باسمه.
عندما نتأمل بالأسباب الحقيقية نجد ان الاهمية المكتسبة للقمان ليس كونه عبداً صالحاً فهارون والخضر واخرون من اولي العزم كلهم عباد صالحين وطائعين ومنفذين لأمر الله, لكن ما اراد ان يبرهنه الخالق جل وعلى هو اهمية حاسة وخصيصة الحكمة فالله عز وجل حكيم ويهب الحكمة لمن يشاء.
بالحكمة تدار مصائر الامم وتقلد الامور, الحكمة هي ان تضع صوب عينيك القمر ولا تكتفي بالنظر الى الوجه المضيء متناسياً المظلم منه او العكس, الحكمة هي مفتاح العدالة وروح الايمان ورسالة الايقان.
الحكمة والبصيرة والدراية وغيرها من الحواس والملكات يمكن للإنسان ان يكتشفها من خلال تنمية الخصائص النمائية عبر (الحياة الكشفية) التي تعتمد الاعداد والتدريب والتأهيل والترفيه كسبلِ للوصول الى ذروة الاكتمال البنائي للشخصية الانسانية بحيث يكون الانسان مؤهلاً لخوض غمار العيش مع اخيه الانسان.

#حسام_الحسني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات