|
مثولوجيا
وسام البادي
الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 07:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ميثولوجيا (5) كيف يمكن ان تكون المراه جميله ؟! اعتقد : انها تكون جميله عندما يكون شكلها وفكرها جميل . لقد كان وجهها كقوامها جميل جدا ، لكني لا اعرف شيئا عن فكرها ، لاني ما كنت تحدثت معها أبدا . كانت تقف على رصيف الشارع ، تهم بالعوده الى الدار بعد يوم عمل طويل في احدى الشركات ...
المراه الجميلة في بلادنا لا تحتاج ان تجهد نفسها وتوميء لسائق السياره حتى يتوقف ويبدي استعداده لأخذها ولأي مكان ترغب ! فتحت باب السياره ورمت بجسدها المتعب على المقعد الخلفي . كانت تتمتم مع نفسها : آه .. كم انا متعبه ! تركت رأسها يميل الى الخلف مستنداً على نهايه المقعد العليا ، فتحت عينيها بالمقدار الذي يتسع لروءيه الشارع الذي أمام السياره فقط . كانت تنظر الى الشارع المعتم من أمامها وذلك من خلال الضياء الكاشفة للسياره والممزوجة بالتراب المتطاير وبعض الضباب ...
لم تمضي دقاق حتى أخذت تشعر ان السياره تنطلق بسرعه عاليه ، بدا قلبها يخفق بسرعه .... - انت ، ماذا تفعل ؟ لماذا انت تسير بهذه السرعه ؟ لم يجبها ! أخذت السياره تنطلق بسرعه اكبر .. واكبر .... - اين نحن ؟ هذا ليس هو الطريق الموءدي الى دارنا .. الى اين انت تأخذني ؟ لم يجبها ! تسمرت بمكانها ، لا تستطيع ان تتحرك ، تضاعفت سرعه دقات قلبها ، أخذت ترتعد .. تبكي ....
- انا خائفه ياالاهي .. ساعدني ياالاهي .. استمرت السياره بالانطلاق أسرع وأسرع واتجهت نحو طريق خارجي .. لايوجد احدا في هذا المكان ، وازدادت العتمه .... أخذت تردد بعض النصوص الدينيه وهي تتوسل الى الله ان يساعدها .... - ياالاهي انا أموت خوفا .. ساعدني .. ساعدني ياربي .... ما من صوت ، سوى دعاءها وزئير محرك السياره يشق عتمه المكان المجهول .... أغمضت عينيها ووضعت كفيها على وجهها .. وبشفاه ترتجف تدعو ربها ان ينقذها .... - ربي أنقذني اني أموت .. ربي ساعدني اني أموت .... أخذت قدرتها على الكلام تنخفض .. وتنخفض ، خارت قواها تماماً .... وبصوت خفيف ممزوج بالأنين : - ربي .. ربي .. ربي انا وحدي .. أنقذني
أنخفضت سرعه السياره ، ازداد خوفها .. أخذت تضغط كفيها وبكل ما تبقى لها من قوه على وجهها .. انخفضت سرعه السياره اكثر ، ازداد خوفها اكثر وأكثر .... توقفت السياره ، كاد قلبها ان يتمزق .. بدأت تزيح كفيها عن عينيها وهي ترتجف وتتمتم بيأس : - أنقذني ياالاهي .. أنقذني ياالاهي .... فتحت عينيها .. نظرت أمامها ، شاهدت ثلاث رجال يقفون بجانب بعضهم البعض في منتصف الشارع ....
فما ان توقفت السياره حتى أسرع الرجال الثلاثه اتجاه السياره .. فتحت عينيها بقوه .. تفحصتهم .. حاولت فتح عينيها اكثر لترى : من هم هؤلاء الرجال ؟! - ياالاهي من هم هؤلاء .. انهم اخواني الثلاثه !! - من الذي جاء بهم الى هنا ؟!
تقدم اثنان منهم نحو السائق ، امسكا به وسحباه الى خارج السياره .. أنهالا عليه بالضرب .... بينما اتجه الأخ الثالث الى اخته ، فتح باب السياره ، انسل الى الداخل واحتضنها .. احتضنته وهي تقول : شكرا لك ياالاهي .. شكرا لك ياالاهي .... نظرت الى أخاها متسائله : كيف علمتم بأمري ؟! كيف جئتم الى هنا ؟! مسكها وانزلها من السياره محاولاً تهدأتها قائلا : لاتكترثي لهذا الامر ، تعالي أأخذك الى الدار .... ركبا سياره اخرى وانطلقا .. بينما استمر الاخوان الاخران ممسكان بالسائق ويهتمان بأمره .... ..... توقفت السياره امام الدار ، طلب الأخ من اخته ان تنزل هي فقط لانه على عجله من أنجاز امرٍ ما .. نزلت الأخت فتحت باب الدار الخارجي وهي ترتجف وتردد : شكرا لك ياالاهي .. شكرا لك ياالاهي .... فتحت الباب الداخلي ، خطت خطوه واحده الى الداخل ، رفعت رأسها ، نظرت أمامها ، توقفت .. تسمرت في وقفتها .. لم تستطع ان تنطق ، كادت تسقط .... قفزت أمها نحوها وأمسكت بها ... - ابنتي .. ابنتى .. ماذا حلَّ بك ؟ لم تجبها .. مسكت الأم بها ... - ماذا بك ؟ انظري اليٌ ياأبنتي ... ما كانت تنظر البنت الى أمها .. بل كانت تنظر الى إخوانها الثلاثه الجالسون امام التلفاز والمشغولون بمتابعه مباراه لكره القدم ، لم يتبقى على نهايتها سوى بضع دقائق ! قفز الجميع نحوها ... - ماذا جرى لك ؟ .. تكلمي .. تكلمي أجابت الأخت بذهول : اين كُنْتُمْ أنتم الثلاثه قبل دقائق ؟ وانتَ ( مخاطبهً أخيها الأصغر ) ألست انت من أخذني الى هنا وانصرف ؟ .. قبل دقيقه واحده كنت تكلمني ..! ارتبك الجميع .. كان الجميع يحاول مساعدتها على الحركة لبعض خطوات حتى تجلس على اقرب مقعد من الأريكة .. لكنهم كانو مرتبكون ومتلهفون لسماعها ومعرفه ماجرى لها .... .... قصت لهم ماجرى لها .. أخذت ترتجف اكثر كلما اكدو لها : انهم الثلاثه ما كانو قد فاروقو الدار ومنذ ساعات ..! لقد تبين لها ان الرجال الثلاثه الذين انقذوها هم ليس إخوانها ... احتار الجميع وهم يحاولون الوصول الى تفسير لهذا الامر الغريب ... لكنهم شكرو الله على ذلك .... قال احدهم : انا لا أستطيع ان استوعب الامر قال الاخر : غير معقول .. انها معجزه من الله ! ردت الام : نعم انها معجزه .. لقد أرسل الله الملائكه .. لقد أرسل الله الملائكه .. شكرا لك يالله .... أخذ الاخ الأصغر يحدث نفسه : ماذا ؟ معجزه ؟! .. أرسل الله الملائكه ! .. كيف يرسل الله الملائكه ؟! انا لا استوعب الامر ! أجابه الاخ الأكبر بانفعال : انك تتسائل : كيف يرسل الله الملائكه .. بالطبع لا تستطيع ان تستوعب هذا الامر لأنك اقل إيمانا منا جميعا .. انت توقفت عن اداء الصلاه .. منذ زمن وانت لم تذهب معنا الى المسجد .... قال الاخ الاخر : اذا كنت لا تستوعب ان الله (القدير .. الرحيم .. الحكيم) يستطيع ان يرسل ملائكه بهيئتك وهيئتي لينقذ فتاه ضعيفه وبريئه كانت ( تدعوه وتصلي له وتتوسل به ) اثناء محنتها ، فهل تستطيع ان تستوعب أمراً تكون انت فيه متواجداً في مكانين مختلفين وبعيدين عن بعضهما وفي وقتٍ واحد ؟ الاخ الأصغر ومن دون ان يرد .. يطرق رأسه الى الأسفل ويشيح به اتجاه الجدار معرباً عن عدم اقتناعه بكلام اخوانه ، وكذلك عدم قدرته على الاجابه على هذا السؤال . الام تأخذ ابنتها الى غرفتها وهي تردد : شكرا للرب .. شكرا للرب ... سبحانه .. لا يتخلى عن عباده الضعفاء أبدا ... سبحانه ....
يذهب الاخ الأصغر الى غرفته بينما يهم الاخوان الاخران بالذهاب الى المسجد وهم يشكرون الله على هذه المعجزة وعلى سلامه الأخت .... تخرج الام من غرفه الأخت وتتجه الى خارج الدار قاصدهً جارتها لتجلب منها بعض الأعشاب المتبع استخدامها في هكذا حالات وذلك لتهدئة ابنتها ولتساعدها على النوم .... تقص الام الحكاية الى الجاره وتطلب منها بعض الأعشاب .... الجاره : شكراً للرب .. شكراً للرب .. انها معجزه .. انها معجزه .. ( عين الله ترعانا.. الله يحرس الأبرياء من الشرور ) .... واستطردت بالقول : انا كنت اريد الذهاب الى الكنيسه .. سأحكي للجميع ما حصل .. انها معجزه .. انها معجزه .. ...... بعد إتمام صلاه العشاء يُحدّث الاخوان المصلين ويخبرانهم بما حصل لاختهم .... أخذ البعض يكبّر والبعض الاخر يشكر الله ويصلي له مجدداً ، بينما يرتقي امام المسجد المنبر ويكبّر ويشكر الله ويعلن لسكان الحي عبر مكبرات الصوت حدوث معجزه .. أخذ السكان يحدّث احدهما الآخر حول تلك المعجزة طوال تلك الليله .. لقد عَلِمَ سكان الحي والأحياء المجاورة والأحياء البعيدة هذه الحكاية المعجزة . ..... نامت الفتاه بعد ان اخذت الأعشاب المهدئة بينما بقيت الام جالسه عند سريرها وهي تشكر الرب وتصلي له تاره وتراقب حاله ابنتها تاره اخرى .... ذهب الاخوان الى أسرّتهم وهم يشكرون الله على مافعل لاختهم ، اما الاخ الأصغر فكان يتأمل ما حدث لأخته ويحدّث نفسه محاولا الحصول عل جواب لسؤال أخيه : هل يمكن للمرء ان يتواجد بمكانين مختلفين وبعدين عن بعضهما وفي نفس اللحظه ؟ كان جوابه لنفسهِ في كل مره : لا .. غير ممكن ! ( كان بإمكانه ان يجيب بنعم لو كان دٓ-;-رسٓ-;- الفيزياء او تعلم بعض خبايا النظريه الكموميه والتي تفسر الظواهر الفيزيائية الذرية . لقد اثبتت التجارب في هذا المجال : يمكن للجسيم ان يتواجد في مكانين مختلفين وفي نفس اللحظه ! ) اقتربت الساعه من منتصف الليل .. أخذ يتململ بسريره .. حاول التخلص من هذا الجدال ، فقال لنفسه : انا لا اعرف اذا كان ممكنا او غير ممكننا ان يتواجد المرء بمكانين مختلفين وبنفس اللحظه ، لكن الذي اعرفه وبيقين تام : هو اني كنت في الدار طوال اليوم ولم أكن في المكان الذي كانت فيه أختي .
نام الجميع .. الام كانت مضطجعه قرب سرير ابنتها .. اما الأب فكان يعمل مساءً ويعود الى الدار بعد منتصف الليل .. ينام ساعات الليل المتبقية .. غالبا ماكان يشارك الجميع فطور الصباح في ايام الجمعه .... ..... جلست الام عند طاوله الإفطار وهي تحمل إبريق القهوة .. جاء الأبناء .. ثم جاء الأب .. بدأت الام الحديث بكلمات الشكر الى الله .. ردد الابن الأكبر نفس عبارات الشكر الى الله ثم خاطب الام : هل مازالت نائمه ؟ الام : نعم انها نائمه .. الله يحرسها ويحميها .. وأخذت تشكر الله مجدداً ... رفع الأب رأسه ونظر الى الأم ثم نظر الى الأبن متسائلا : ما الأمر ؟ ماذا حدث للبنت ؟ الأم : انها بخير .. الله أنقذها .... الابن الأكبر يكمل ما أرادت الام قوله : بالأمس عندما عادت الأخت من العمل تعرضت لموقف سيء وصعب .... الأب : كيف وأين ؟ الأم : الله خلصها من المجرم الذي اخذها وأراد الاعتداء عليها .. انها معجزه .. شكراً للرب الذي خلق كل شيء .. خلق الانسان ضعيفاً امام الشرور .... الاخ الأكبر : لكن قدره الله أقوى من كل الشرور .. الأخ الأصغر مخاطباً الأكبر : ومن خلق الشرور اذن ؟! .... ( كان بإمكان الاخ الأكبر ان يجيبه ، لو كان تعلم شيء من الفلسفة ، او سمع عن جواب أينشتاين عندما كان صغيراً لأستاذ المدرسة التي كان يتعلم بها ، عندما سأل الأستاذ : هل خلق الله كل الوجود ؟ لو كان الله هو من خلق كل مافي الوجود .. الشر موجود .. فهو اذن من خلق الشر ، وخالق الشر شرير ايظاً ! أجابه أينشتاين هو يسأل الأستاذ : هل يوجد ظلام ؟ رد الأستاذ : بالطبع ، الظلام موجود ! أجابه أينشتاين : كلا ، الظلام غير موجود ، بل هو فقط حاله غياب النور ! وكذلك فالشر غير موجود ، بل هو فقط حاله غياب الخير ! ) ( ... هنا ينتهي الحوار حيث يشير من ناحيه الى عدم قدره الاستاذ على الاجابه ومن ناحيه اخرى ليشير الى ان الله لم يخلق الشر بل خلق الخير فقط . هذا الحوار يعرفه الكثيرون منذ فتره طويله وقد صُيغَ بصور متعددة ) ( لو أردنا هنا ان نُكمل الحوار لنرى ماذا كان بإمكان الأستاذ ان يجيب : اذا كان الله هو من خلق كل شيء ، وكل ما خلق الله هو خير فقط ، اذن لايوجد شر ! لكن الشر موجود ! ) ( كذلك كان بإمكان الاستاذ ان يجيب : الله موجود في كل مكان ، الله هو الخير ، الله لايغيب ، اذن لايوجد مكان للشر بوجود الخير الذي لايغيب عن اي مكان ! ( ويمكنه الاجابه ايظاً : اذا كان الشر غير مخلوق وهو فقط نتاج لحاله غياب الخير ، أَلا يستطيع الله الذي خلق كل شئ والقادر على فعل كل شئ ان يمنع غياب الخير ؟! ) ..... الأب يقاطع الجميع وبصوت مرتفع متسائلا : اخبروني ماذا حصل لها ؟ الأم تجيب وهي تحاول تهدئه الحوار : بالأمس عندما عادت البنت من العمل الى الدار بسياره الأجره .. أخذها سائق السياره الشرير الى مكان بعيد .. أراد ان يعتدي عليها .. ماكانت تسطيع فعل اي شيء غير الدعاء والتوسل الى الله ان يساعدها .. فأرسل الله ثلاث رجال بهيئه إخوانها الثلاثه .. أوقفوا السياره وانقذوها .. بقى الاثنان ممسكان به بينما اخذها الاخ الأصغر الى الدار وانصرف لعمله .. وعندما دخلت الأخت الدار وشاهدت الاخوان الثلاثه جالسون امام التلفاز .. انصدمت مره اخرى وانهارت .. انا واخوانها الثلاثه كنا في المنزل .. انها معجزه .... قاطعها الأب : هل عادت هي من العمل مع سياره الاجره ؟ الام والأخ الاكبر : نعم ، وعندما .... الأب مقاطعاً : كيف لها ان تكون عادت بسياره الاجره وانا الذي اخذتها بسيارتي من مكان عملها وأوصلتها الى الدار .. نزلت هي امام الدار وذهبت انا للعمل .... ارتبك الجميع .. أرادت الام ان تقول شيأً فتلعثمت ولم تستطع الكلام .... الاخ الاكبر : ماذا تقول ياأبي ؟ .. أنت الذي أوصلتها الى الدار ؟ الأب : كنت قريباً من مكان عملها .. هاتفتها وجئت لها .. كانت تنتظرني في الشارع المقابل للشركه التي تعمل بها .. جلست في المقعد الخلفي لاني كنت وضعت حقيبتي ومجموعه من الحاجات المكتبيه على المقعد الأمامي .. كانت متعبه .. سمعتها تقول انها متعبه .. غلقت عينيها ونامت .. حتى عندما توقفتُ عند محطه الوقود كانت هي نائمه .. وصلنا امام الدار .. كنت اريد ان أوقضها لكنها فتحت عينيها عندما كنا امام الدار .. قلت لها : انزلي انا ذاهب الى العمل .... أراد الاخ الأصغر ان يقول شيئاً لكنه فضَّل السكوت عندما شاهد الأخت قادمه نحوهم .... جلست الأخت .. اطرقت رأسها ثم قالت بنبره التأسف : لقد كنت متعبه .. وكان كابوساً مرعباً .... ..... في كل يوم جمعه يذهب الأب والأبناء الى المسجد وفي صباح كل يوم أحد تذهب الجاره مع أبناءها الى الكنيسه .. كان امام المسجد قد غيَّر موضوع خطبه هذه الجمعه الى موضوع اخر وهو الحديث عن ماجرى للفتاه وكيف أرسل الله الملائكه بهيئه الاخوان الثلاثه الذين أنقذوها من ذلك الرجل الشرير .. كذلك يوم الأحد .. عمل القسيس على تغيير موضوع هذا الاسبوع الى الحديث عن نفس الحادثه ..... ..... ذهب الأب والأبناء الثلاثه باكراً .. ( في هذه المره قرر الاخ الأصغر ان يذهب معهم ) .. لغرض لقاء خطيب المسجد .. وكذلك للقاء قسيس الكنيسه .. ولسرد الروايه مره اخرى .. ولأخبارهم بحقيقه الامر .... استمع كلٍ من امام المسجد وقسيس الكنيسه الى القصه من الأب والأبناء والتي أرادوا من خلالها توضيح اللبس وسوء الفهم الذي وقعوا به مؤكدين على ان الأب هو من اخذها الى الدار وان البنت كانت نائمه وكانت تمر بكابوس .... جاء جواب امام المسجد وقسيس الكنيسه متطابقا : لايمكن تصديق ما تقولون .. كيف لكم ان تتنكرون لقدره الله ؟! ورفضا ان يكون الأب هو الذي اخذ الأخت بسيارته الى المنزل .. ورفضا ان تكون الفتاه ساعتها نائمه وكانت تحلم .. بل أصرّا على ان الله قد أرسل لها الملائكه لإنقاذها .....
في نفس يوم الجمعه وفي يوم الأحد .. أعدَّ كلٍ من امام المسجد وقسيس الكنيسه الخطبه الخاصة بذلك اليوم حول المعجزات : ... تتجلى قدره الله اللامتناهية وحكمته اللامحدوده من خلال وقوع احداث خارقة لقوانين الطبيعه .. تتحدى كل قواعد الفيزياء .. يتدخل الله لإنقاذ الضعفاء والابرياء من شرور الأشرار .... ... قال الرب لموسى : اني رأيت العذاب الذي يعانيه شعبي .. وسمعت أنينهم .. فنزلت لأنقذهم .... ان معجزه الفتاه والملائكه الثلاثه .. كتلك المعجزات السابقه التي تحكي عنها الكتب المقدسة .. وتلك التي يتداولها الناس .. تكشف لكم محبه الله ورعايته للإنسان الذي خلقه .... ... ركب يونس السفينة .. هاج بها البحر وارتفع من حولها الموج .. كان من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة .. كان عليه أن يلقى بنفسه في الماء لتنجو السفينة من الغرق .. ألقى بنفسه فالتقمه الحوت .. أوحى الله للحوت أن لا يخدش ليونس لحما ولا يكسر له عظما .. اختلف المفسرون في مدة بقاء يونس في بطن الحوت .. منهم من قال أن الحوت التقمه عند الضحى وأخرجه عند العشاء .. ومنهم من قال انه لبث في بطنه ثلاثة أيام .. ومنهم من قال سبعة..... عندما أحس يونس بالضيق في بطن الحوت .. أخذ يدعو الى الله ويستغفره .. فسمع الله دعاءه واستجاب له .. لفظه الحوت .. خرج من بطن الحوت عارياً على الشاطىء فأنبت الله عليه شجرة القرع .. قال بعض العلماء ... لقد بدا على الأب وأبنائه .. كالأخرين .. يستمعون الى الخطبه ويصدقون ان الله هو الذي أرسل الملائكه لإنقاذ الفتاه وان الله هو الذي أوصلها الى الدار بسيارته .... .... في طريق العوده الى المنزل .. قال الاخ الأصغر متسائلا : كيف لكم ان تصدقوا هذا الكلام وأنتم تعلمون علم اليقين انه بعيد عن الحقيقه ؟! أجابه الأب : اي كلام تعني ؟ رد الابن الأصغر : يا ابي .. انت تعلم علم اليقين ان الأخت كانت تحلم .. وما كان هناك ثلاث ملائكه ! أجابه الأب : كيف لك ان تشكك في قدره الله على إرسال الملائكه لينقذو اختك من الخطر الذي وقعت به ؟! الا تعلم ان الله على كل شئ قدير ؟! ألأخ الاكبر : انك ضعيف الإيمان وتبقى كذلك .. لذلك لا تستطيع تصديق ذلك .. ارجو من الله ان يهديك الى النور ويكفيك طريق الظلام والشك ! أجابهم الاخ الأصغر : أوعدكم باني سأكون أقواكم إيمانا بما تؤمنون وأكثركم وتصديقاً بكل المعجزات المدّونة في الكتب .. والمعجزات المتداوله بين السنه الناس .. وكذلك سأصدق بمعجزه أختي والملائكه الثلاثه .. في حال : لو تدخل الله يوماً .. بمنع الظلم-;- والفقر والجوع الذي تعاني منه البشرية .. او ايقاف الذين يتسببون يومياً بقتل آلاف الأبرياء من البشر ...!!!-;- كيف لي ان أصدقكم وانا ارى : مدن تُهدم على سكانها .. شعوب تُشرَّد وتُقتل بأكملها .. آلاف الأطفال بلا مأوى يحاصرهم الجوع والعذاب والموت ... والرب لم يكترث لذلك؟!!!
وسام البادي 11.11.2013
#وسام_البادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
-
المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|