اسماعيل خليل الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 1219 - 2005 / 6 / 5 - 11:28
المحور:
الصحافة والاعلام
أبيت يا سمير إلاّ أن تداعب الكوبرا في عزّ الظهيرة, و أبت هي إلاّ أن تغرس سمّها الناقع في جسدك الذي أصبح طاهرا, فاشتهت كلّ زهرة أن تكون لك قبرا , لكنّ ما علّمته لنا هو رأس الحكمة , كيف تكون ديمقراطيا و تكون يساريّا في وقت واحد , في حين ضحّى من كنا نتوسم فيهم الثورة , بالحريّة و الفرديّة و الديمقراطيّة و حقوق الإنسان , على مذبح الشعبويّة التي خربشت وجه الوطن , فأصبح الآخر عدوا و العدو آخرا , بينما الآخر هو أنت لأنك أنت آخرا لي , وأنت و الآخر عدوّان لمن كان عدوّا , الامبريالية و الصهيونية و الاستبداد و الجهل و التخلف و الفقر و الجوع و الطائفية و العنصريّة , و العبودية , و الفساد , فقد أحببت أن أسميها بأسمائها , لأنها رؤوس متعددة للتنّين , و جميعها متهمة بدمك , ولكنّ شاعرا حكيما يقول:
.................. وكانت في حياتك لي عظات ................ وأنت اليوم أوعظ منك حيا
من مجرّد مقالات و مجرد إطلالات على الشاشة عرفتك , ثم أصبحت تدخل و تخرج من و إلى قلبي بلا استئذان , لكن ما كنت أجهله أنك كنت متزوجا من الجميلة جيزيل , فأصبحت ذا النورين : القلم , و صاحبة قلم , و أبيت إلاّ أن تكون نورا كاملا باستشهادك .
فلماذا يا أخي سمير لم تحفظ رأسك , فقد كان غنيا بأفكار يحتاجها عصرنا , لماذا لم تحترس من الكوبرا الجائعة الباحثة عن فرائسها من بين المتميزين حصرا و كنت غاية في التميّز؟ لماذا لم تحترس و أنت تنادم التنين ؟ أم أنك غفلت كما غفل قبلك الحسين بن منصور ين الحلاج ؟ الذي أمهله الموت قليلا لكي يقول:
................. نديمي غير منسوب ............. إلى شيء من الحيف
................ سقاني مثلما يشرب ................. كفعل الضيف للضيف
................و لمّا دارت الكأس .................أتى بالنطع و السيف
............... .كذا من يشرب الراح...................مع التنين في الصيف
#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟